بالكاريكاتير: واقع التعليم في العراق
عبد الامير رويح
2018-10-01 04:15
مع بداية العام الدراسي الجديد 2018 – 2019 في العراق، توجه وبحسب بعض المصادر ما يزيد عن عشرة ملايين وثلاثمائة ألف تلميذ وطالب من كلا الجنسين، وبمختلف المراحل الدراسية الى مدارسهم، وأعلنت وزارة التربية انها بدأت حملتها في وقت مبكر من خلال تجهيز المدارس بالكتب المنهجية الجديدة لجميع مديرياتها العامة في بغداد والمحافظات. كما قالت الوزارة أنها عملت أيضاً على تهيئة الأثاث المدرسي وبحسب الإمكانات من أجل استيعاب اعداد الدارسين الجدد. عام جديد ربما لا يختلف كثيرا عن الاعوام السابقة التي اعقبت عام 2003 كما يرى بعض المراقبين، حيث تدهور التعليم في العراق بسبب الاهمال المتعمد من قبل الحكومات المتعاقبة التي انشغلت بالصراعات والخلافات السياسية وهو ما اثر سلبا على جميع مؤسسات الدولة، التي تعاني اليوم من تفشي الفساد بسبب نظام المحاصصة والتوافق وضعف القوانين والاجراءات المتخذة.
وأنفق العراق بحسب بعض المصادر منذ عام 2003 أكثر من 22 مليار دولار أميركي على قطاع التعليم الأساسي، وتُعتبر مشكلة قلة المدارس احدى اهم المشكلات الاساسية وما زال هناك ايضا أكثر من 2000 مدرسة طينية بالعراق، وكانت وزارة التربية العراقية، كشفت في وقت سابق عن حاجة الوزارة إلى أكثر من 10 آلاف مدرسة لسد الشواغر وإنهاء ظاهرة الدوام الثلاثي. وقالت الناطقة باسم الوزارة، سلامة الحسن، في بيان إنّ "وزارة الإسكان والإعمار ووزارة الصناعة السابقتين تعاقدتا مع شركات قطاع خاص لبناء المدارس" مشيرة إلى أنّ "50 في المائة من الأموال المرصودة أحيلت إلى تلك الشركات التي لم تنجز سوى 10 في المائة من الأعمال". وأكدت الحسن أنّ "العراق في حاجة إلى 10.000 مدرسة لسد النقص الحاصل وإنهاء قضية الدوام الثلاثي" مشيرة إلى أنّ "قلة التخصيصات المالية أثرت بشكل كبير على بناء المدارس".
هذه الازمات والمشكلات ساعدت ايضا في ظهور وازدياد مدارس التعليم الخاص او ما يعرف بالمدارس الاهلية، التي عدها البعض بداية جديدة لخصخصة التعليم في العراق في المستقبل خصوصا وان الحكومات السابقة قد عمدت الى خصصة بعض المؤسسات الحكومية. وباتت المدارس الخاصة، الابتدائية والثانوية التي تتبع بعضها لجهات وشخصيات متنفذه، كما نقلت بعض المصادر تنتشر في جميع محافظات البلاد. ليس ذلك فقط، بل إنّ ثقة المواطنين تنالها فقط المدارس الخاصة اليوم، بعدما شهدت المدارس الحكومية تدهوراً كبيراً بشهادة المواطنين، وتأكيد نتائج الامتحانات العامة التي تظهر ارتفاع نسبة الرسوب.
مشكله التعليم في العراق منذ عام 2003 وحتى الان كانت حاضرة في رسومات العديد من رسامي الكاريكاتير، الذين طرحوا من خلال رسوماتهم الساخرة والمؤلمة العديد من المشكلات ومنها الفساد ونقص المناهج و قلة الابنية المدرسية وغياب الاهتمام بالمعلم، وغيرها من المشكلات الاخرى التي لاتزال تؤثر على مستوى التعليم في هذا البلد الذي كان في يوم من الايام شعلة ومنار من المعرفة لكل دول العالم، شبكة النبأ المعلوماتية رصدت بعض تلك الرسومات من صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع ولسنوات مختلفة لمجموعة من الفنانين منهم الفنان الكبير خضير الحميري والفنان احمد خليل، سمير ملك، علي علاوي، عبدالامير الركابي. لعلها تكون حافز جديد لتغير الواقع الحالي، خصوصا وان الجميع ينتظر قدوم حكومة جديدة.