تساؤلات سياسية.. بلا عنوان!
باسم حسين الزيدي
2015-09-05 09:14
هناك اسئلة يتيمة تجول في رأسي، البعض منها اعرف اجوبتها سلفا، بعكس الأخرى، وحتى لا تأخذ مني المزيد من الجهد، قررت ان أتشارك بها مع الاخرين.
مصدر الشرور
لماذا لا يرفعون أيديهم عن العراق؟ هل هو ملك لهم ام يحاول استملاكه بالقوة؟
القناعة التي وصلت اليها بعد سنوات من تجربة الدمار والموت في بلدي... ان مصدر الشرور التي يعاني منها العراق منذ عام 2003، وما قبلها، وحتى الوقت الحاضر... هي دول إقليمية مجاورة، مللنا من ذكر اسمائها وتكرار ذات الكلام والسيناريو والمستقبل الذي ينتظر البلد على يد هذه الدول... لكن بلا فائدة مع عدم وجود اي مؤشر قد يدلل على تحركات جديه وحازمة من الحكومة المركزية او سياسيو (المنطقة الخضراء) لتحصين البلد من هذه الشرور.
الحرب المستعرة في دول عديدة من منطقة الشرق الأوسط، الطائفية، الإرهاب والجماعات المتطرفة، التقلبات السعرية في سوق الطاقة (النفط)، الهجرة، انتشار الميليشيات، ضعف الحكومات...الخ، كلها وغيرها من نتائج الصراع على النفوذ والهيمنة في هذه المنطقة المشؤومة من العالم بين الدولة (س) والدولة (ص)... واعتقد ان الجميع يعرفهما ويعرف خرفهما وحبهما للسلطة والسيطرة.
الغريب في الامر ان الحكومة المركزية تعتبر انه لو الدولة (س) لانهار العراق امام تنظيم "داعش"... فيما تحاول التنسيق مع الدولة (ص) وعلى اعلى المستويات، بعد قطيعة دامت لسنوات طويلة.
المانيا والسعودية
كثيرا ما جرت مقارنة (مضحكة)، على مواقع التواصل الاجتماعي، بين المانيا، حين استقبلت الالاف من المهاجرين اليها من سوريا والعراق، والسعودية الغنية بنفطها ومقدساتها، التي لم تفكر في استقبال أي لاجئ عربي، او بالأحرى لم يفكر أي لاجئ عربي (مجرد تفكير) بالذهاب الى السعودية برا او بحرا او جوا.
اقصد بالمضحكة، لان اغلب من عقدها كان يقصد المزاح والاستهزاء بالبلدان العربية وحكامها الأثرياء، سيما حكام الخليج، المتباكين على سوريا وشعبها صباحا ومساء، في حين لم يحركوا ساكنا امام الموت الجماعي للهاربين من الموت على سواحل اوربا، وقد فضحهم الطفل الكردي (ايلان) بغفوته الشهيرة امام البحر.
من حق العرب ان يستهزئوا بحكامهم، خصوصا بعد ان هرب العرب المعدمين الى اوربا، وألمانيا تحديدا، وليس الى الخليج، والسعودية تحديدا، لأنهم ببساطة كرهوا كل شيء يتعلق بهم، وعرفوا ان (مصدر مآسيهم) وما اجتاح مدنهم من خراب وموت، كان حكام العرب، وهم يعلمون سلفا ان الحكام العرب الذين تباكوا على أحوال السوريين في المخيمات، لن يستقبلوا مهاجرا واحدا على أراضيهم (المقدسة)، في حين سيستقبل الاوربيين الالاف منهم، والفرق بين الحالتين، واضح.
صعود وهبوط
في كل جمعة، يخرج الالاف من المواطنين العراقيين في تظاهرات سلمية، القصد منها طلب الإصلاحات السياسية ومكافحة الفساد المالي والإداري المستشري في جميع مؤسسات الدولة العراقية، وقد انطلقت هذه الاحتجاجات، على سوء أداء الحكومات المحلية والمركزية، في تسع محافظات عراقية، بينها العاصمة بغداد، التي تضم 7 مليون مواطن، بحسب وزارة التخطيط العراقية، منذ ما يزيد عن الشهر تقريبا، وحتى الان، لم يلاحظ أي تغيير حقيقي من قبل الحكومة المركزية، سوى حزم الإصلاح التي أعلن عنها العبادي، وأقرها البرلمان... لكن ماذا بعد؟
في الواقع... هناك احباط شديد في الشارع العراقي... وان المتظاهرين الذين خرجوا قبل أسبوعين بنشاط وهمة عالية لطلب الاصلاح، لا يملكون ذات الاندفاع، اليوم، بعد ان شعروا انهم يدورون في حلقة مغرقة من القوانين والروتين والبيروقراطية والمحاصصة الطائفية المقيتة... وهم أقرب الى الانخداع بمظاهر الإصلاح الخالي من أي جوهر او مضمون.
وقد سئل أحد المشاركين في تظاهرات الجمعة نفسه... ماذا فعلنا منذ شهر وحتى اليوم؟ ... هل استطعنا منح الشباب الامل في وطنهم... ام ساهمنا في ازدياد اعداد المهاجرين؟ ... هل استطعنا محاكمة سياسي واحد من (الفاسدين الكبار)، او حتى زحزحته من منصبة او تحجيم نفوذه؟ ... ووو.