كيف بالزهراء عندما رحل أبوها
آلاء هاشم القطب
2015-12-13 09:37
مكسورة القلب... مجروحة الفؤاد.... ومحمرة العيون....
الجسم لا يقوى على حمل المصاب... فالموت اخذ منها شخصا ليس يشبهه أحد...
فمن توفي اليوم خاتم الانبياء... فأطفأ ضياء الكون الذي بنوره قد أضاء.
رحل بعد أن أكمل رسالته "فكل نفسٍ ذائقة الموت".
رحل وترك ابنةً متيمة في حبه.
وأخا ووزيرا من الروح أقرب له.
وترك حسنا وحسينا اللذان كانا أنسهم رؤيته.
وترك أمة يتيمة بفقده.
أنين وبكاء وحسرة ونحيب، يخرج من دار كانت بالأمس ملاذا للمسلمين واليوم يتوافد عليها المعزين...
دار بالأمس كانت ملأى بالسعادة والفرح والتضحية والفداء...
واليوم سيدفن بها خاتم الانبياء...
فمن توفى هو من كتب أسمه حول العرش في السماء...
وأنزل عليه الوحي في غار حراء...
وها قد توفي وترك خلفه اليتم لسيدة النساء....
فما حالها بهذا المصاب... ولو أنها صابرة على كل بلاء...
ألا يحق لها أن تندب أباها وتبكي لفقده وهو الاب النبي الكريم الأمين الرحيم العطوف..... الى ما لانهاية من صفات الطهر والنقاء...
ألم يبكِ نبينا آدم على الجنة حتى صار أثر الدموع في خديه كالاودية...
ألم يبك يعقوب على يوسف حتى ذهب بصره...
الم يبك يوسف على أباه في السجن حتى تأذى من بكائه أهل السجن فطلبوا منه أن يحدد وقتا لبكائه...
فماذا حصل لكي يمنعوها البكاء...
اعيب ان تبكي فها هم قد بَكوا قبلها الانبياء...
لم جاء الرد على بكائها بفقد حبيبها بالشكوى منها...
فبنى لها علي عليه السلام بيتا تبكي فيه اسمته بيت الاحزان...
ألم يعلم من كان حاضرا بأن الحزن قد غمرها فقد تلقت من فاجعة موت أبيها ما يكفي من المصاب... فلم ازعجهم بكاؤها....
ولم تخرج من دارها الى البقيع لتبكي على نبي الانس والجان..
أحسدا منك فعلوا هذا بك..
أم حقدا على أمير المؤمنين زوجك..
ام كرها لنبي الامة اباك...
ام إجتمعت الاسباب فاشعل الحاقدون نار الحرب بمختلف اشكالها ضد سلالة طهرها ونقاها رب السموات والارض....
أليس من حقك عندما تبكين أن تجلس حولك النساء فيخففن من أساك....
فلم أبعدوك... أيظنون أن أمة محمد ستنسى محمدا فيبعدون بضعته أملا بأن ننساك...
وحان رحيلك بعد فترة ليست بطويلة بعد رحيل أبيك....
ودفنك عليا في بقعة لا تعرف أين هي... فكانت هذه إحدى وصاياك..
فقلبك لم يزل غاضبا على من تسبب في أذاك...
ثم أذى الرسول في قبره بأذية زوجك وولداك...
فعزائي لك حتى ظهور ولدك المهدي الذي سيأخذ بثأر شيعتك واولادك وأبيك...