لِمَاذَا قَتَلُوا رَحمَةَ اللهِ وَرَفَضُوا الهِدَايَة؟
الشيخ الحسين أحمد كريمو
2024-09-02 05:34
انتقل الرسول الأعظم (ص) إلى الرفيق الأعلى في ضحى الإثنين 28 صفر سنة 11 للهجرة
مقدمة حضارية
نعيش في هذه الأيام وبالخصوص هذا الأسبوع وهو الأعجب والأغرب في التاريخ البشري كله حيث غيَّروا وجه التاريخ كله وقلبوه رأساً على عقب، أو بدلوا اتجاهه 180 درجة ونقلوه من أقصى اليمين حيث الرَّحمة واليمن والبركة، إلى أقصى الشمال حيث الشؤم والنكد والتنافس على الدنيا والسلطة، فكيف حدث ذلك في الأمة الإسلامية وهي الأمة الوسطى التي يجب أن تقود الدنيا والعالم أجمع إلى الخير والنور والهداية؟
الحقيقة التاريخية الصادمة في آخر صفر وأوائل ربيع من السنة الحادية عشرة من الهجرة حيث انتقل الرسول الأعظم إلى الرفيق الأعلى، فمَنْ يقف عندها ويتأملها جيداً يدوخ من كثرة الأحداث وتناقضها مع أصول الدِّين والعقائد الإسلامية ورغم ذلك تجدهم يتمسَّكون بها ويسيرون على نهجها المخالف جهاراً نهاراً لدين الله وتعارض كتاب الله في أهم وأوائل أبجدياته وهي طاعة الرسول الأكرم، واحترامه، وتقديره، وتعظيمه، وتبجيله، والرجوع إليه في كل ما شجر بينهم، بل جعلوا أنفسهم نداً معانداً له ومنعوه من أبسط حقوقه كالراحة في بيته، وكتابة وصيته وأمضوا قول ذاك الأعرابي القرشي المعروف وصدقوه بكلماته التي تطفح جاهلية وتركوا أوامر رسول الله (ص) التي تفيض نوراً وهداية وقرآناً حكيماً.
أما آن للأمة الإسلامية أن تقف مع نفسها في هذا العصر الذي هو عصر كشف الحقائق بسهولة الوصول إلى المعلومة ودراستها وتقاطعها مع كل ما جاء في كتب القوم ومحاكمتها بالعقل والقرآن وإعادة الحق إلى نصابه، والقطار الإسلامي إلى سكته ليعود وينطلق من جديد لبناء حضارة إنسانية راقية عوضاً عن هذه الحضارة الرقمية الداعرة، وتحد من هذا الكم الهائل من سفك الدماء الزكية من هذه الأمة ومن كل شعوب العالم المظلومة المضطهدة من قبل الاستكبار العالمي والمنظومة الغربية بقيادة إمبراطورية الشر الشيطانية حيث عاثت في الأرض فساداً وإفساداً وآن الأوان لينقلب السِّحر على السَّاحر قبل أن يختطف الركب الحضاري كل من الصين أو روسيا لتنتقل الحضارة من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق ومن الكفر والشرك وإلى الكفر والإلحاد ونبدأ دورة حضارية لربما تستغرق قرونا من النِّضال ونحن نتأرجح بين الأمم ونستجدي عطفهم.
رسول الرَّحمة المهداة
في هذا الأسبوع نقف على أعتاب حادثة غيَّرت وجه التاريخ كما أن ولادته (صلوات الله عليه) غيَّرت وجه التاريخ فإن شهادته أيضاً غيَّرت وجهه من جديد ولكن التغيير الأول كان من الجاهلية إلى الحضارة والنور والهداية، وأما الثانية فهي العودة منها إلى الجاهلية من جديد للأسف الشديد، فعندما ولد محمد بن عبد الله (ص) في صبيحة يوم الجمعة 17 ربيع وحدثت تلك الأحداث الكونية التي رافقت ولادته -روحي فداه- حيث سطع نور منه إلى السماء ثم انتشر وعمَّ المشرق والمغرب، فأضاء مكة والدنيا كلها، ولكن في يوم شهادته فإنه انطفأ ذلك السراج المنير فعادت مكة والعالم إلى الظلام من جديد، لأنهم هم الذي أطفأوا ذلك السِّراج ولم يتركوه يمضي في حياته ليضيء ويشع لهم وينير لهم طريق الحق الهداية، وما عليهم إلا طاعته والمسير خلف قيادته ليفتحوا الدنيا ويوصلوا ذلك النور والعلم والهداية إلى كل أطراف الأرض ببركة وجوده المبارك إلا أنهم استعجلوا رحيله لأنهم وجدوا أنفسهم في دولة فتية وقوية فتنافسوا على الكرسي والسلطة بدل أن يتنافسوا على الرُّضوخ والطاعة للقيادة الحكيمة التي اختارها الله ورسوله عليهم، فراقهم اخضرار الوقت وبهجة السلطة وبريق الصولجان فتركوا رسولهم -بل قتلوا رسولهم- ظناً منهم أنهم أصبحوا بغنى عنه وعن قيادته ما دام القرآن الحكيم وهو دستور تلك الدولة الراقية باقياً بين أيديهم وادَّعوا فيما ادَّعوه كذباً وزوراً: (حسبنا كتاب الله يكفينا)، وأحدهم لا يعرف من كتاب الله إلا معاني كلمات فقط، وغفلوا أو تغافلوا بأن هذا الكتاب الحكيم، وهذا الدستور العظيم نزل ليقود الدنيا والشعوب والأمم كلها إلى الله وليس مكة والمدينة وشبه الجزيرة العربية، وهو لكل زمان ومكان وله تفسير، وتأويل، وتخوم وبطون، وأظاهر وباطن حتى سبعة بطون أو سبعين بطناً وهم لا يعرفون ظاهره فكيف يستقيم قولهم وهو معاكس ومعاند لقول رسول الله (ص) الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى حيث قال مراراً وتكراراً في حديث متواتر كتواتر القرآن الحكيم تقريباً: (إنِّي تاركٌ فيكم ما إن تمسَّكتُم به لن تضلُّوا بعدي أحدُهما أعظمُ من الآخَر: كتاب الله، حبْلٌ ممدودٌ من السَّماء إلى الأرض، وعِترتي أهل بيتي، ولن يتفرَّقَا حتى يرِدَا عليَّ الحوضَ، فانظروا كيف تَخلُفوني فيهما)؟ (صحيح مسلم: ح2408 الحديث: صحيح).
كيف قابلوا منطق الرِّسالة الرَّبانية والهداية الرَّحمانية بمنطق الجاهلية القرشية، ورضيت وسكت عليهم الأمة الإسلامية ولم تأخذ على أيديهم وتردَّهم عن غيِّهم وضلالهم، لا سيما عندما رفضوا أن يكتب لهم الرسول الأعظم (ص) كتاباً لن يضلوا بعده أبداً، أي أنه كان سيعطيهم كتاباً يحفظ عليهم دينهم ودولتهم وحضارتهم إلى الأبد، وإلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها ولكنهم اتبعوا قول ذاك القرشي ورضوا به بل نازعوا رسول الله ورادُّوه القول في بيته وسبُّوا نساءه حتى طردهم من بيته وقال لهم: (قوموا عني لا ينبغي عندي التنازع وما أنا فيه خير مما ترمونني به). (صحيح البخاري: ح7366 ومسلم: ح 1637 الحديث صحيح)
فالموت أهون وأسهل على رسول الرَّحمة المهداة من قول ذاك الأعرابي (إن نبيكم يهجر)، فكيف يهجر مَنْ سدَّده الله وأيده وحفظ لسانه من أن يفوه بحرف أو كلمة إلا بالوحي الإلهي المقدس بشهادة كتاب الله الحكيم والأمة تتلوه آناء الليل وأطراف النهار؟
وحقيقة عندما نقرأ تلك الأحداث نحسُّ ونشعر كم كانت رحمة رسول الله (ص) بهذه الأمة، حيث سكت عليهم ولم يؤِّدبهم، أو يعاقبهم، أو يسجنهم، أو حتى ينكل بهم وهم الذين عصوه في كل أوامره منذ أن كان في مكة المكرمة وحجة الوداع وهم يتآمرون عليه وكتبوا صحيفتهم الملعونة الثانية وما خرجوا من مكة حتى دفنوها في الكعبة (إِنْ قَتَلَ مُحَمَّداً أوْ مَاتَ لَنزْوينَّ هَذَا اَلْأَمْرَ عَن أهل بَيْتِه)، فهم لا يقبلون قيادة العترة الطاهرة رغم أن الله أمرهم ورسول الله بلَّغهم وبايعوه جميعاً في يوم غدير خم على القيادة والولاية والخلافة والأمارة والحكم، وكان أميرهم ووليهم وإمامهم وقائدهم جميعاً علي بن أبي طالب (ع) وبايعوه جميعاً على ذلك حتى أن الرَّجل نفسه قال له: (بخ بخ لك يا علي، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، أو مسلم ومسلمة)، ولكن ما أن خرجوا من الجحفة حتى انتظروه في العقبة ليقتلوه ويغتالوه في تلك الليلة الليلاء المظلمة وينقلبوا على القيادة الرَّبانية التي اختارها الله لهم، لأنهم يريدون السلطة والحكم لهم دون أهل البيت (ع).
ورسول الله (ص) يعرفهم، ويعرف أسماءهم وكل ما دبروه وكتبوه وحاكوه من مؤامرات ضد الرسول والرسالة والقيادة، ولكنه رحمة وليس بنقمة، فتعامل معهم بمنطق وسياسة الرأفة واللطف واللين حتى لا يقول العرب والعالم: و(لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أنَّ مُحَمَّداً يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ)، لأنه لم يأت لبناء دولة بل جاء بدين عام وشامل لكل الدنيا وما الدولة أو الحكومة إلا جزء بسيط وهو التنفيذي والإجرائي في هذا الدِّين الذي يشمل منظومة متكاملة لقيادة الحياة وبناء حضارة الله في الكون، ليعيش الناس كما لو أنهم كانوا في الجنَّة حيث تنعدم الشُّرور والعصبيات والمصالح ويبقى الكون يسير بأمر الله وعلى هدى رسول الله ورحمته في بناء الحضارة المنشودة.
لماذا قتلوا الرحمة فيهم؟
والعجيب في رجال قريش ومَنْ سكت عنهم أنهم رافقوا رسول الله (ص) منذ البداية وعرفوا عظمة أخلاقة، وكبير حلمه، وسعة صدره عليهم، منذ أن كان شاباً وفي عنفوان الرسالة ونزول القرآن الحكيم وهم يعرفون جيداً أنه لو دعا عليهم لأخذتهم الأرض، أو لخطفتهم السماء، ولكنه كانوا كلما اشتد عليه الأذى والعذاب يقول: (اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون)، فيطلب لهم الهداية ويدبِّرون له الكيد والمكر، وذلك لأنهم أمنوا واطمأنوا من جانبه لأنه (الرَّحمة المهداة) للبشرية عامة ولهم خاصة، وأنهم مهما فعلوا فلن يروا منه إلا الصفح والعفو وسعة الصدر لكل ما يصدر منهم وأنه سيحمله على أنه من ترسبات وبقايا الجاهلية فيهم، ولذا كانوا إذا أغضبوه وجاءوا معتذرين يقولون: (يا رسول الله أعف عنا فإنا قوم قريبو عهد بجاهلية) ويقبِّلون يديه ورجليه فيخجل منهم ويعفو عنهم كما جرى حينما قال قائلهم: (وما محمد إلا نبتة (أو نخلة) نبتت في كبى) أي مزبلة والعياذ بالله يعرِّض ويسب أهل بيته الأطهار (صلوات الله عليهم).
ورغم كل ذلك دبروا المكيدة وأحكموها في مرضه الأخير وسقوه السَّم باسم الدواء وذلك عندما خلى البيت إلا منهم فقاموا واستغلوها فرصة ولدُّوا رسول الله قهراً وهو الذي نهاهم عن لدِّه وسقاءه الدواء في غفوته تلك وأمرهم أن يشربوا جميعاً من الدواء إلا عمَّه العباس لأنه لم يحضرهم، وهذا أكبر دليل بعد القرآن الحكيم أنهم سقوه سماً زعافاً باسم الدواء فكانت شهادته وتحقق قوله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران/144)
نعم؛ قتلوا الهداية لتنتشر الغواية، ومنعوا كتابة الوصية ليعمَّ الضَّلال ويعودوا أدراجهم إلى الجاهلية الأولى التي أنقذهم منها، ولكن ألبسوها لباساً إسلامياً، حتى يستطيعوا أن يحكموا باسم الإسلام، وهم يعلمون أنه لن يستقر بهم المقام ولن يعترف بهم أحد من المسلمين إلا إذا أخذوا البيعة من الوصي والخليفة والإمام والحاكم الشرعي الذي بايعوه قبل سبعين يوماً في غدير خم، فقاموا بكل ما قاموا به من أجل ذلك وحاربوا أهل البيت وحاولوا إحراقهم في بيتهم إذا لم يبايعوا خليفة قريش، وهذا كان ضحيته الأولى المحسن، ثم أمه سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع) حيث عملوا بها أعمالاً أهل الجاهلية الأولى ما كانوا يفعلوه حيث صادروا منها إرثها وكل شيء تملكه حتى حريتها وبكاءها ودمعتها على أبيها رسول الله (ص) فمنعوها حتى أن تتنفس حتى أخرجها أمير المؤمنين من المدينة وبنا لها بيت الأحزان لتبكي فيه أباها وظلامتها التي لم يحدث مثلها في التاريخ، والعجيب الغريب أنهم صادروا منها حتى حقها في الحياة وبالشخصية المستقلة وأعطوها لابنة الحاكم والخليفة لأنهم يرونه أعظم وأكرم عندهم من أبيها رسول الله (ص) ولذا قال ابن قريعة رحمه الله:
يا من يسائل دائباً * عن كل معضلة سخيفة
لا تكشفن مغطى * فلربما كشفت جيفة
ولرب مستور بدا * كالطبل من تحت القطيفة
إن الجواب لحاضر * لكنني أخفيه خيفة
لولا اعتداء رعية * ألقى سياستها الخليفة
وسيوف أعداء بها * هاماتنا أبداً نقيفة
لنشرت من أسرار * آل محمد جملاً طريفة
تغنيكم عما رواه * مالك وأبو حنيفة
وأريتكم أن الحسين * أصيب في يوم السقيفة
ولأي حال لحدت * بالليل فاطمة الشريفة
فهذه الأيام حقيقة كانت سوداء عصفت بالأمة الإسلامية فأرجعتها إلى الوراء، وهي التي كانت تبحث عن التقدم والرُّقي وذلك تحت راية ولي الله الأعظم وأمير المؤمنين حقاً ليقوم بفتح العالم بالعلم الصحيح، والفكر الصريح، ويحكم الأمة بالعدل الذي أراده الله، ويبسط في رحابهم القسط الذي يفسح المجال في نشر تعاليم الدِّين الحنيف وأخلاقه وشرائعه في العالم أجمع لما يرون من عظمة الإسلام ونوره وتألقه في كل الميادين لا سيما الميادين القيمية حيث يقتدون بقائدهم الحق وأميرهم بصدق الذي كان صنو رسول الله وأخاه ووصيه وخليفته وموضع سرّه وهو الذي علَّمه في تلك الجلسة وهو على فراش الرَّحيل ألف باب من العلم يفتح له من كل باب ألف باب، فأين الآخرين من رجال قريش الذين لا يعرفون كيف يتيممون إذا فقدوا الماء.
الخسارة الكبرى خسارة الوصية
والخسارة الكبرى التي مني بها الإسلام والمسلمون هي خسارتهم الوصية العاصمة لهم من الضَّلال التي رفضها ممثل قريش في مواجهة الرسول الأعظم ورفع عقيرته وقال كلمته التي هو أحق بها: (إن نبيكم ليهجر حسبنا كتاب الله)، فنادوا: القول ما قال الرجل، وهم لا يعلمون ماذا جنوا على الأمة والدِّين والعالم أجمع من ضياع الوصية العاصمة لهم من الضلال فتاهوا وضلوا ضلالاً بعيداً.
وأقسم لو أنهم سمعوا وأطاعوا رسولهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم وأمطرت عليهم السماء بركاتها وأخرجت لهم الأرض خيراتها، ولعمَّ الكون كله نور الإسلام العظيم، ولكنهم بطمعهم وجشعهم بالكرسي الذي ما هو إلا أياماً وتمضي فتعاوروها إلى أن أوصلوها إلى أصحاب المشروع المضاد والمعادي الأموي على طبق من الغدر والمكر والخيانة، فقام بنو أمية وأعادوها جاهلية والحكم غاصبية لأنهم لم يؤمنوا بالإسلام ولا بالدِّين ولا القرآن الحكيم ولكنهم رضخوا له عندما قهرهم بقوته، وقطع خراطيم طغاتهم أمير المؤمنين بذي الفقار فخضعوا له مقهورين أذلاء خاسئين ولكن كمنوا كالأفعى الرَّقطاء ينتظرون الوثبة وجاءتهم بعد فتنة عثمان التي هم افتعلوها ليكون لهم سلَّماً للوصول إلى الحكم والسلطة كما فعل معاوية الداهية في الشام الذي حوَّل الدولة والحكم إلى وراثية وحكماً عضوضاً عضَّ الأمة كما الكلب العقور ومازال يفعل ذلك باسمهم.
وللأسف مازالت سيرة أولئك الطغاة من بني أمية هي التي تحكم الأمة الإسلامية، ومازال أهل البيت الأطهار، وأهل الحق والحقيقة مشرَّدين مطرودين مبعدين عن حقهم الطبيعي لهم فأما آن لهؤلاء الكرام أن تعرف الأمة فضلهم وتعترف بحقهم وترفع شانهم وتلتفُّ حولهم لتعود إلى الإسلام بلا أحاديث أهل الحكم والنفاق، وأبو سنور الدَّجال وأمثالهم الذين أفسدوا الدِّين والدنيا، ويرجعوا إلى باب علم رسول الله (ص) وعترته الأطهار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، ليعيدوهم إلى عظيم مجدهم وتألقهم في هذه الدنيا التي راحت تحاربهم لتستأصلهم كفراً وجحوداً للحق والحقيقة ونشراً للفساد الذي ملأ الخافقين؟
السلام عليك يا رسول الله وعلى ابنتك الشهيدة الشاهدة وعلى وصيك الشهيد وعلى عترتك الشهداء، فما أعظم المنَّة النِّعمة بك، وما أوحش فراقك وأمض رحيلك عنا يا حبيب الله وحبيب قلوبنا نحن المؤمنون بك.