الإمام المهدي الأمل والسعادة.. الإصلاح والمسؤولية

علي ال غراش

2022-03-24 02:02

الإمام المهدي الهادي المنتظر (عج) هدف وغاية سماوية كخاتمة لتحقيق العدل الإلهي والسعادة على الأرض قبل يوم القيامة؛ فهو المخلص.

الإمام المهدي المنتظر (عج) رحمة إلهية للبشر عبر الوعد الإلهي بتحقيق العدل وان يعم القسط بين الناس بعد أن خيم الظلم والظلام والفساد والاستبداد..، ولكي لا يصاب الناس باليأس باستمرار الظلم والفساد والقهر والاستسلام.. بل الله -سبحانه وتعالى- الرحمن الرحيم جعل هناك حجة له بعد الرسل وهو الإمام المهدي القائم الموعود المنقذ (عج) فهو الأمل الموعود.. والكل ينتظر خروجه، وهذا الوعد والأمل بظهوره؛ موعده مرتبط ومعين ومحدد من قبل الله جل وعلا.

الدعاء مفتاح الظهور

إذا الناس عباد الله يريدون أن يخرج لهم الإمام صاحب الزمان المهدي (عج) وتعجيل ظهوره الشريف، ينبغي عليهم الدعاء والارتباط الروحي مع الإمام الحجة المهدي (عج) والتهيئة النفسية والجسدية والفكرية والاستعداد الكامل للتضحية بين يديه، والقيام بما يريد ويحب، ومنها الإخلاص بالدعاء.. فالكل مطالب بالدعاء والإكثار من الدعاء لتعجيل ظهوره الشريف وهناك دعاء خاص وهو عبارة عن ميثاق ومعاهدة بل بيعة بين المؤمن والإمام المهدي (عج) اسمه دعاء العهد يستحب قراءته والتأمل فيما جاء فيه من كلمات بالتوجه إلى الخالق -سبحانه وتعالى- بتعجيل ظهور الإمام صاحب العصر والزمان المهدي المنتظر (عج): دُعاءُ العهد..

اللهم صل على محمد وآل محمد

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، اللّهُمَّ رَبَّ النُّورِ العَظِيمِ وَرَبَّ الكُرْسِيِّ الرَّفِيعِ وَرَبَّ البَحْرِ المَسْجُورِ وَمُنْزِلَ التَّوْراةِ وَالإنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَرَبَّ الظِّلِّ وَالحَرُورِ وَمُنْزِلَ القُرْآنِ العَظِيمِ وَرَبَّ المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ وَالأَنْبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَبِنُورِ وَجْهِكَ المُنِيرِ وَمُلْكِكَ القَدِيمِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ السَّماواتُ وَالأَرَضُونَ وَبِاسْمِكَ الَّذِي يَصْلُحُ بِهِ الأوَّلُونَ وَالآخِرُونَ، يا حَيّاً قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ وَيا حَيّاً بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ وَيا حَيّاً حِينَ لا حَيَّ يا مُحْيِيَ المَوْتَى وَمُمِيتَ الأَحْياءِ يا حَيُّ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، اللّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلانا الإمامَ الهادِيَ المَهْدِيَّ القائِمَ بِأَمْرِكَ صَلواتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الطَّاهِرِينَ عَنْ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها سَهْلِها وَجَبَلِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَعَنِّي وَعَنْ وَالِدَيَّ مِنَ الصَّلَواتِ زِنَةَ عَرْشِ اللهِ وَمِدادَ كَلِماتِهِ وَما أحْصاهُ عِلْمُهُ وَأَحاطَ بِهِ كِتابُهُ، اللّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي صَبيحةِ يَوْمِي هذا وَما عِشْتُ مِنْ أيّامِي عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ فِي عُنُقِي لا أَحُولُ عَنْها وَلا أَزُولُ أَبَداً، اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَالذَّابِّينَ عَنْهُ وَالمُسارِعِينَ إِلَيْهِ فِي قَضاء حَوائِجِهِ وَالمُمْتَثِلِينَ لأَوامِرِهِ وَالمُحامِينَ عَنْهُ وَالسَّابِقِينَ إِلى إِرادَتِهِ وَالمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ، اللّهُمَّ إِنْ حالَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ المَوْتُ الَّذِي جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكَ حَتْماً مَقْضِيّاً فَأخْرِجْنِي مِنْ قَبْرِي مُؤْتَزِراً كَفَنِي شاهِراً سَيْفِي مُجَرِّداً قَناتِي مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدَّاعِي فِي الحاضِرِ وَالبادِي، اللّهُمَّ أَرِنِي الطَّلْعَةَ الرَّشِيدَةَ وَالغُرَّةَ الحَمِيدَةَ وَاكْحُلْ ناظِرِي بِنَظْرَةٍ مِنِّي إِلَيْهِ وَعَجِّلْ فَرَجَهُ وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ وَأَوْسِعْ مَنْهَجَهُ وَاسْلُكْ بِي مَحَجَّتَهُ وَأَنْفِذْ أَمْرَهُ وَاشْدُدْ أَزْرَهُ، وَاعْمُرِ اللّهُمَّ بِهِ بِلادَكَ وَأَحْيِ بِه عِبادَكَ فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الحَقُّ: ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ، فَأَظْهِرِ اللّهُمَّ لَنا وَلِيَّكَ وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ المُسَمّى بِاسْمِ رَسُولِكَ حَتّى لا يَظْفَرَ بِشَيْءٍ مِنَ الباطِلِ إِلَّا مَزَّقَهُ وَيَحِقَّ الحَقَّ وَيُحَقِّقَهُ، وَاجْعَلْهُ اللّهُمَّ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبادِكَ وَناصِراً لِمْن لا يَجِدُ لَهُ ناصِراً غَيْرَكَ وَمُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِنْ أَحْكامِ كِتابِكَ وَمُشَيِّداً لِما وَرَدَ مِنْ أَعْلامِ دِينِكَ وَسُنَنِ نَبِيِّكَ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاجْعَلْهُ اللّهُمَّ مِمَّنْ حَصَّنْتَهُ مِنْ بَأْسِ المُعْتَدِينَ، اللّهُمَّ وَسُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِرُؤْيَتِهِ وَمَنْ تَبِعَهُ عَلى دَعْوَتِهِ وَارْحَمِ اسْتِكانَتَنا بَعْدَهُ اللّهُمَّ اكْشِفْ هذِهِ الغُمَّةَ عَنْ هذِهِ الأُمَّةِ بِحُضُورِهِ وَعَجِّلْ لَنا ظُهُورَهُ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. ثمّ تضرب على فخذك الأيمن بيدك ثلاث مرّات وتقول كلّ مرّة: العَجَلَ العَجَلَ يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ.

يستحب قراءة هذا الدعاء بشكل يومي لتقوية الرابطة مع الإمام المهدي الهادي المنتظر (عج). والتمسك بالبيعة فهي في عنق كل مؤمن ومؤمنة.. والعمل خلال انتظار الظهور الشريف بما يحبه الله ويرضاه وكل ما يمثل توجيهات ورسالة الإمام المنتظر (عج) والابتعاد عن كل ما يخالف ذلك، ووجوب الابتعاد عن الظالمين والمفسدين والقتلة.

ويستحب كذلك قراءة دعاء الندبة كل يوم جمعة وهو اليوم المتوقع فيه ظهوره الشريف.

العدالة والثورة المهدوية

لابد من الإيمان والاعتقاد بالأمل والتعلق به لظهور الإمام المهدي القائم (عج) للحصول على الاستقرار النفسي والتفاؤل بالفرج والنصر، ولابد كذلك من الاعتقاد بظهور ثائر مصلح، للقيام بثورة للإصلاح لتعم العدالة الإلهية والسعادة البشرية.

من المستحيل أن يستمر الظلام والظلم والعدوان والفقر والحرمان، بل لابد من وجود مصلح ثائر على هذا الوضع المدمر ويكون هذا على يد أمل الشعوب الإمام المهدي المنتظر المخلص(عج) قال تعالى: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين). وقال الرسول الأعظم (ص): "يبعث الله عز وجل رجلا من عترتي فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا".

من سنن الله في الكون وحسب المسار التاريخي في الأمم إندلاع الثورات الشعبية -بسبب الظلم والجور والفساد-، وظهور ثوار أحرار يسعون لإصلاح الوضع القائم الفاسد وتطبيق العدالة والحرية واحترام الكرامة الإنسانية، لتجدد أهداف ومبادئ وبطولة وعنفوان الثوار الخالدين المصلحين وعلى رأس هؤلاء الثائر الخالد الإمام الحسين (ع)، القائد الشهيد في ثورة عاشوراء وتكريس الدعوة لنداء وصرخة "هيهات منا الذلة": لا للذل لا للظلم لا للاستسلام والخضوع للظالم، ومن خلال الحراك والثورة الشاملة لتحقيق الاصلاح يكون القائد الثائر شمعة يلتف حولها عشاق العدالة والحرية لإنارة الدرب الصعب.

نصرة الإمام والشهداء الأبرار

في هذا اليوم المبارك ذكرى مولد الإمام المهدي المنتظر (عج) ينبغي التوجه لله بتعجيل ظهوره الشريف، مع الاستعداد الكامل للتضحية والفداء اي التهيئة والجاهزية النفسية والجسدية والفكرية لنصرة الإمام وهذا شرف كبير لمن يحظى بنصرته ونيل شرف الشهادة بين يديه، ومن باب الوفاء للشهداء الأبرار المظلومين الذين قدموا حياتهم في سبيل نصرة الحق والدفاع عن المظلومين ورفض الفساد والمفسدين والظلم والظالمين أن نذكرهم بالرحمة والمغفرة في هذه المناسبة العظيمة، وأن يعجل الله الفرج عن بقية الله الإمام المهدي المنقذ (عج) ليتحقق الإنتقام عبر يديه من القتلة الظالمين، ونعلن التضامن مع أهالي الشهداء والمعتقلين والمعتقلات بسبب المطالبة بالعدالة والحرية والكرامة ورفض الظلم؛ ونسأل الله تعالى وبحق الإمام المهدي الهادي المنتظر (عج) أن يتم إطلاق سراحهم قريبا.. يا رب.

أتباع مدرسة أهل البيت -عليهم السلام- عشاق الإمام صاحب الزمان وكل مؤمن بالرسالات السماوية، يؤمنون بأن الله -عز وجل- سينصر الحق ويحكم العدل الإلهي في كل مكان ويعم القسط بين البشر على يدي الإمام المهدي (ع)، اي أن هناك وعد الهي بالنصر المبين على كل الطغاة والمستكبرين والظالمين والمفسدين وعلى كل قوة على وجه الأرض مهما كانت، فالإمام المهدي يملك القوة والاستعداد.

وفي مرحلة الإنتظار لظهور الإمام المهدي المنتظر (عج)، مطلوب من عشاق الإمام المهدي (عج) التحلي بالانتظار الإيجابي؛ الإيمان والتضحية وبذل ما هو ممكن لتحقيق العدالة ونصرة المظلومين ورفض الظالمين.. وسلوك طريق الخير ونصرة الحق ونصرة المظلومين والتضحية والثورة ليتحقق الانتظار الحقيقي الايجابي فالمطلوب الإيمان بالأمل مع روح الثورة.

وعندما يخرج اي ثائر ضد الظلم والعدوان والطغيان والفساد، ولنصرة الحق والحقيقة والعدالة والإصلاح قبل ظهور الإمام المهدي المنتظر المنقذ (عج) قد لا يحقق الثائر النصر العسكري المادي في معركته، وليس مطلوبا من الثائر أن يتحرك لتحقيق النصر فقط، وانما المطلوب من الثائر أن يخرج ثائرا مصلحا للواقع الفاسد ويقول كلمة حق ضد النظام والحاكم الظالم المتسلط "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"، ليبقى في الأمة نبض روح الثورة ونصرة الحق والعدل والإصلاح بالطرق السلمية قائما، وروح الاستعداد للتضحية بالدم والروح، وتارة بالإعتقال والتعذيب، وليبقى الثائر المصلح شاهدا على الأمة وهي شاهدة له، وتبقى روح العطاء حية متوقدة لا تهدأ.

المسؤولية والتضحية

الحياة مسؤولية وعطاء وتضحية للحصول على السعادة وخاصة الأبدية، كل شيء بثمن. وهناك حكمة من الانتظار لظهور الإمام الهادي المهدي القائم الحجة.. والتمسك بالأمل والتضحية "الثورة".

اللهم عجل لوليك الفرج ليملأ الأرض عدلا وقسطا بعد أن ملئت ظلما وجورا.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن المهدي صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا وهب لنا رأفته ورحمته ودعائه وخيره برحمتك يا أرحم الراحمين.

وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.

ذات صلة

مسؤولية الأمة تجاه النازحين واللاجئين اللبنانيينمسائل في مفهوم النقود وتوليدها وتنظيم البنك المركزي للسيولةالتربية في العصر الرقمي: واقع وليس خياراحيرة أميركا الآناعادة هندرة الهيئات المستقلّة في العراق