الإمام علي أيقونة العدالة وفخر البشرية
(علي مع الحق والعدل ونصرة المظلوم)
علي ال غراش
2021-05-08 04:46
السلام عليك يا ولي الله أيها الوصي التقي المرتضى، يا يعسوب الدين أيها النباء العظيم، يا نفس رسول الله واخوه، يا زوج البتول، يا ابا الحسنين، يا أمير المؤمنين، يا معز الأولياء، يا إمام المتقين، يا قسيم النار والجنة، يا مدينة العلم، يا كاشف الكرب، يا أبا تراب، يا سيف الله المسلول، أيها الكرار.. ياسيدي وامامي وقدوتي، وإمام كل مؤمن ومؤمنة...
هذه بعض الألقاب لمن حصد أفخر وأشرف الألقاب وأعتلى وهو -الأعلى والأسمى- قمة تطبيق العبادة والروحانية والعدالة بالمواصفات الإلهية، ليكون صوت الدعاء والروحانية في محراب العبادة، والبطل الشجاع صاحب السيف الغالب في كل الحروب، وصوت ورمز وأيقونة العدالة الإنسانية الخالدة وفخر البشرية في التعامل.
مكانة ومنزلة أمير المؤمنين
وما العجب وهو نفس رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، والنبي الكريم (ص) هو المربي والمعلم للإمام علي (ع) وقد عبر عز وجل في كتابه الكريم في آية المباهلة حول المكانة بقوله تعالى: ((وأنفسنا وأنفسكم))، والرسول الأعظم (ص) قال عن المكانة الخاصة والعلاقة بينه وبين ابن عمه وزوج ابنته الإمام علي (ع): ((يا علي خلق الناس من شجر شتى، وخلقت أنا وأنت من شجرة واحدة، أنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها، وشيعتنا أوراقها)). وقال (ص): «یا عليّ! أنت منّي بمنزلة هارون من موسی الا أنه لا نبيّ بعدي».
الإمام علي حاكم يعيش بمستوى الضعيف
رغم منزلة الإمام علي -عليه السلام- أمير المؤمنين والحاكم على البلاد الإسلامية المترامية الأطراف كان يعيش بمستوى أضعف الناس. "يسد جوعته بكسرة خبز يابسة، ويأتدم الملح ليكون مستوى معيشته كأضعف الناس". ويقول الإمام علي عليه السلام: ((وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ الْيَمَامَةِ مَنْ لَا طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ وَلَا عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى وَأَكْبَادٌ حَرَّى)).
عدالة الإمام وفضح أصحاب المصالح
ولأنه يمثل العدالة فقد رفض التفريق والتمييز بالعطاء بين نفسه وسائر الناس ومنهم أقربائه وعشيرته ومن يرفع راية أول الإسلام والهجرة والصحابة من باب التمييز عن الآخرين.. وهذا ما فتح له باب مع أصحاب المصالح الشخصية والدنيوية الذين رفضوا عدالة الإمام علي -عليه السلام- وشنوا ضده الشائعات والاساءات والحروب.
الإمام علي الحاكم والحرية
والإمام علي -عليه السلام- هو الحاكم العادل الذي رفض اعتقال اي شخصي بسبب التعبير عن الرأي ولو كان للحاكم اي له -عليه السلام- يروى أنهُ قد ((جاء رجل إلى الإمام (ع) وهو في جمع من أصحابه فقال له: أنا لا أتابعك ولا أبايعك ولا أخرج معك في وقت ولا أصلي معك جمعة أو جماعة، فردّ عليه الإمام (ع) وأنا لا أجبرك على شيء من ذلك ولا أمنع عنك الفيء وأسالمك ما سالمت المسلمين. وفي رواية اخرى قال له الامام علي (ع) اجلس في بيتك وعطائك يصل اليك من بيت المال لا زال الناس مِنْك بأمان..،))
وينقل أن أمير المؤمنين (ع) كان يخطب يوماً على منبر الكوفة، فقام رجل من الخوارج فقال: لا حكم إلا لله، فسكت أمير المؤمنين -عليه السلام- ثم قام آخر وآخر فلما أكثروا.
قال الإمام علي -ع-: كلمة حق يراد بها باطل، لكم عندنا ثلاث خصال : لا نمنعكم مساجد الله ان تصلوا فيها ولا نمنعكم الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا ولا نبدؤكم بحرب حتى تبدؤونا به، وأشهد لقد أخبرني النبي الصادق (ص) عن الروح اﻷمين عن رب العالمين : أنه لا يخرج علينا منكم من فئة قلت أو كثرت إلى يوم القيامة إلا جعل الله حتفها على أيدينا، وإن أفضل الجهاد جهادكم، وأفضل المجاهدين من قتلكم، وأفضل الشهداء من قتلتموه، فاعملوا ما أنتم عاملون، فيوم القيامة يخسر المبطلون، ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون".
في حكومة علي عدالة وحرية وأمان
الإمام علي -عليه السلام- لم يحرض أو يسقط من اختلف معه أو بسبب عدم الطاعة والولاء. بل العكس كان يسعى إلى فتح باب الاستماع والرد والتوضيح الرأي بالرأي، ويضمن لهم الحياة والمعيشة بأمن وأمان وسلام وكرامة مع حصولهم على كافة الحقوق والحريات، فالحقوق محفوظة ومكفولة للجميع في دولة يحكمها أمير المؤمنين الإمام علي -عليه السلام-.
لا للفقر والحاجة والعوز
كان الإمام ينزعج ويتألم ويستنكر عندما يرى فقيرا في دولته، وهناك قصة مشهورة : "حيث كان الإمام -عليه السلام- في شوارع الكوفة.. فمر بشخص يتكفف وهو شيخ كبير السن، فوقف -ع- متعجباً وقال: -عليه السلام-: ما هذا؟. ولم يقل من هذا، و(ما) لما لا يعقل، و(من) لمن يعقل، أي انه -ع- رأى شيئاً عجيباً يستحق أن يتعجب منه، فقال أي شيء هذا؟
قالوا: يا أمير المؤمنين إنه نصراني قد كبر وعجز ويتكفّف.
فقال الإمام -عليه السلام-: ما أنصفتموه.. استعملتموه حتى إذا كبر وعجز تركتموه، اجروا له من بيت المال راتباً ".
نصرة المظلوم
الإمام علي -عليه السلام- مع الحق والعدل ونصرة المظلوم والدفاع عن المظلومين، وتكريس مبدأ حماية حقوق أفراد المجتمع.
فالعدالة والحرية واحترام التعددية وحسن التعامل وترسيخ مبدأ الأخوة الإنسانية - الأخوة في الدين او الخلق - عند الإمام علي -عليه السلام- حق للجميع.
لا للظلم والفساد
إن الظلم والإستبداد والفساد واستعباد الناس والترهيب واعتقال وتعذيب الشيوخ والأطفال والنساء وقتل المظلومين، في ظل عدم الدفاع والتضامن ولو بالكلمة مع النشطاء الإصلاحيين الشرفاء.. لا يحقق الأمن والأمان الحقيقي بل على العكس هو عار يكرس ويرسخ الظلم والفساد والانحراف بين أفراد المجتمع، ومعه ينتشر ويصبح حالة طبيعية في المجتمع لأنه برعاية السلطة.
فمن المستحيل أن ينعم المجتمع بالأمن والاستقرار في ظل سيطرة الظلم والفساد، وغياب العدالة والحرية والتعددية، والسكوت عن الإعتداء وقتل الأبرياء. فالعدالة هي التي تجلب الأمن والإستقرار للجميع وتساهم في بناء وتطور وحماية المجتمع.
علي مع الحق العدل
كان أمير المؤمنين الإمام علي ابن أبي طالب -عليه السلام- إلى آخر لحظة من حياته يوصي أبنائه الحسن والحسين (ع) وأفراد المجتمع، بتقوى الله -أي الخوف من الله والورع والحذر من حب الدنيا-، وقول الحق ودعم العدالة والدفاع عن المظلومين، وعدم السكوت عن تجاوزات الظالمين.
تضحيات الإمام علي
الإمام علي -عليه السلام- ضحى وقدم حياته لأجل الحق وتحقيق العدالة، لقد استشهد نتيجة تمسكه بالعدالة على يد أشقى الأولين والآخرين ابن ملجم -لعن الله قتلة أمير المؤمنين- بارتكاب جريمة عظيمة، بقتل الصلاة في محرابها وقتل العدالة بين يدي الخالق العادل عز وجل في أفضل الشهور رمضان المبارك وافضل ليلة ليلة القدر. إنها جريمة اغتيال فادحة ومازلت آثارها قائمة، والبشرية تشعر باليتم والضياع من بعده.
سلام الله عليك يا سيدي ويا مولاي يا أبا الحسن، سيدي الإمام علي -عليه السلام- أنت أمير المؤمنين وأنت أب ووالد كل مؤمن ومؤمنة فيوم شهادتك يوم مصيبة وحزن في قلوب كل عيالك اليتامى الموالين المحبين لك.
السلام عليك يا أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام يا وليد الكعبة المشرفة وشهيد المحراب في أعظم ليلة، ليلة القدر من شهر رمضان المبارك، يا أيقونة العدالة وفخر البشرية.