معركة الموصل: استعادة الجانب الشرقي مفتاح النصر على داعش
عبد الامير رويح
2017-01-19 08:02
يرى بعض الخبراء ان معركة تحرير مدينة الموصل من سيطرة عصابات تنظيم داعش الإرهابي،
ومع إعلان القوات العراقية المشتركة استعادة السيطرة على الساحل الأيسر للمدينة، قد دخلت مرحلة الحسم حيث علن رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، نجاح الخطة الأساسية بتطهير الجانب الأيسر لمدينة الموصل من سيطرة تنظيم (داعش)، لافتاً الى استمرارية تحرير باقي المناطق في المحور الشمالي من المدينة، فيما أكد المواصلة "بقـوة" لاستعادة الجانب الأيمن من الموصل.
وقال العبادي أن "وعد التحرير النهائي والانتصار التام في الموصل قد اقترب وتكللت بالنجاح جهود قواتنا البطلة بإكمال الخطة الأساسية في تطهير الجانب الأيسر في أكثر المحاور وتحرير مركز مدينة الموصل"، مضيفاً "ويجري العمل حالياً على تحرير ما تبقى من مناطق الغابات والقصور والمناطق القليلة الأخرى في المحور الشمالي والعمل بقوة وعزيمة باتجاه إكمال تحرير الجانب الأيمن". ويذكر أن المرحلة الثانية من عمليات تحرير الموصل انطلقت، في (الـ29 من كانون الأول 2016 المنصرم)، لاستعادة ما تبقى من أحياء الساحل الأيسر من المدينة، (405 كم شمال العاصمة بغداد)، من ثلاثة محاور، وأنها تمكنت من تطهير الغالبية العظمى منها. كما سيطرت فصائل الحشد الشعبي المشاركة في المعارك منذ بدء الحملة في أكتوبر/تشرين الثاني، على الأراضي التي تقع جنوب غرب الموصل وصولا إلى مشارف مدينة تلعفر.
وكانت القوات العراقية أعلنت سيطرتها على جامعة الموصل في شرق المدينة، وأكد بعدها قائد قوات مكافحة الإرهاب أن المعركة في الجانب الشرقي للموصل قاربت على الحسم لصالح الجيش العراقين الذي استطاع تحقيق انتصارات كبيرة ومهمة في الفترة الأخيرة، كانت سببا في إضعاف قدرات تنظيم داعش الارهابي، الذي سعى الى استهادف المدنيين من خلال القيام ببعض العمليات الإرهابية للفت الانتباه عن خسائره الكبيرة التي يتعرض لها في مدينة الموصل.
تتقدم مستمر
وفيما يخص اخر اخبار هذا الملف فقد تقدمت القوات العراقية الخاصة في اثنين من أحياء مدينة الموصل قرب نهر دجلة وقاتلت تنظيم داعش هناك مما يقربها من السيطرة الكاملة على شرق المدينة. ووقعت الاشتباكات الأخيرة في حي الشرطة وحي الأندلس. واستهدفت ثلاث سيارات ملغومة على الأقل القوات العراقية في حي الأندلس. وقال جهاز مكافحة الإرهاب إن المتشددين الذين سيطروا على الموصل عام 2014 عندما اجتاحوا أغلب أراضي شمال العراق ثم فقدوا الكثير من الأراضي التي سيطروا عليها منذ ذلك الحين يتصدون للهجوم.
وسيطرت القوات بالفعل على مناطق على ضفة النهر أبعد باتجاه الجنوب. وفور استعادة الضفة الشرقية يمكن للقوات البدء في الهجوم على غرب الموصل الذي ما زال التنظيم المتشدد يسيطر عليه. وسيطرت القوات العراقية على أغلب مناطق شرق الموصل منذ بدء حملة قبل ثلاثة أشهر لإخراج المتشددين من المدينة. وتصاعدت حدة القتال منذ بداية العام بعد أن جددت القوات العراقية هجومها على المتشددين. وكان تقدم القوات قد تعثر في أواخر نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الأول بعد دخولها المدينة إذ تصدى لهم مقاتلو التنظيم بهجمات بسيارات ملغومة وبقناصة واختبأوا وسط السكان المدنيين الذين يبلغ عددهم نحو 1.5 مليون.
وقالت الأمم المتحدة إن نحو 32 ألفا من سكان الموصل فروا من المدينة خلال الأسبوعين الماضيين ليصل العدد الإجمالي للنازحين خلال الحملة لاستعادة الموصل إلى 161 ألف. وقال أحد سكان الموصل إن مقاتلي تنظيم داعش منعوا الناس المقيمين في غرب المدينة من عبور النهر إلى الشرق. وقال ساكن آخر إن مقاتلي التنظيم ومنهم قادة بارزون في غرب الموصل تركوا المدينة باتجاه تلعفر الواقعة على الحدود السورية.
وتقدمت قوات الحشد الشعبي صوب تلعفر التي يسيطر عليها المتشددون وانضمت لمقاتلين أكراد في منطقة قريبة في نوفمبر تشرين الثاني. ويشمل هجوم الموصل الذي تدعمه طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نحو 100 ألف مقاتل من القوات العراقية ومقاتلي البشمركة الكردية والحشد الشعبي. وفقد التنظيم أراض في معقله في الموصل لكنه نفذ تفجيرات في بغداد وأغار على مواقع للشرطة والجيش في مناطق أخرى من البلاد. بحسب رويترز.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك إن عمليات القصف التي يقوم بها تنظيم داعش واستهدفت أسواقا مزدحمة ترقي إلى مستوى "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". وأضافت المنظمة في بيان إن التنظيم نفذ هجمات مدمرة استهدفت على ما يبدو إسقاط أكبر عدد من القتلى والجرحى بين المواطنين العراقيين العاديين. وحثت الحكومة العراقية على تقديم مساعدات أكبر لضحايا هجمات المتشددين.
جامعة الموصل
من جهة اخرى قال متحدث إن قوات مكافحة الإرهاب العراقية مشطت حرم جامعة الموصل لتطهيره من أي عناصر من فلول تنظيم داعش بعد أن سيطرت على المنطقة بالكامل. وأفاد بيان عسكري أن القوات سيطرت كذلك على منطقة أخرى على الضفة الشرقية لنهر دجلة في انتصارات من شأنها أن تؤدي إلى سيطرة القوات العراقية على مزيد من مناطق آخر المعاقل الرئيسية لتنظيم داعش الإرهابي في العراق .
وكانت قوات جهاز مكافحة الإرهاب قد دفعت مقاتلي التنظيم للتقهقر داخل حرم جامعة الموصل ذي الموقع الاستراتيجي وسيطرت على عدة مبان في خطوة مهمة صوب استعادة الجزء الشرقي من المدينة بالكامل. وقال صباح النعمان المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب "تم تحرير الجامعة بالكامل والآن القوات تقوم بمسح المجمع للبحث عن أي دواعش مختبئين" مضيفا أن معظم المباني تحوي شراكا خداعية لذا تتوخى القوات الحذر. وأضاف "نحن لن نتوقف" مشيرا إلى أن قوات مكافحة الإرهاب تعمل على التوغل في مناطق مجاورة للجامعة. بحسب رويترز.
وقال قائد عراقي إن أجزاء من الحرم الجامعي مترامي الأطراف تشرف على أحياء مجاورة في شرق الموصل مما يجعله مكسبا مهما للسيطرة على المناطق التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم على طول نهر دجلة. واستعادت وحدات من قوات الرد السريع الخاصة التابعة للشرطة الاتحادية مساحات كبيرة من الأراضي في الجنوب الشرقي وأمنت مساحة على امتداد النهر.
ومن شأن خسارة التنظيم المتشدد للموصل أن يكتب نهاية للشق العراقي من الخلافة التي أعلنها من جانب واحد بعد أن اجتاح أجزاء من العراق وسوريا في 2014 بيد أن المتشددين لا يزالون قادرين على الأرجح على القيام بتمرد في البلدين كليهما والتخطيط لهجمات على الغرب. وقدرت جماعة ضحايا حرب العراق التي يديرها أكاديميون ونشطاء سلام وتقوم بإحصاء وفيات العنف في البلاد منذ 2003 أن أكثر من 16 ألف مدني قتلوا في العراق في 2016 وهو عدد يقل بحوالي ألف عن 2015 .
وأضافت الجماعة في تقرير أن نحو ثلاثة أرباع أولئك الذي جرى تحديد هويتهم هم من الرجال في حين أن النسبة الباقية مقسمة بالتساوي بين النساء والأطفال. وتابعت أن أكثر من ثلثي الوفيات كانت في محافظتي بغداد ونينوى حيث تقع الموصل.
داعش ستنتهي
في السياق ذاته أثنت وزارة الحرب الأمريكية (البنتاغون) وكما نقلت بعض المصادر، على الإنجازات التي تحققها القوات العراقية ووصولها إلى درجة الزخم المطلوب بالمعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي، وما حققته من نصر رمزي وعملياتي بتحريرها مباني محافظة نينوى ومجلس المحافظة. وقالت مساعدة وزير الحرب الأمريكي لشؤون الأمن الدولي ايليسا سلوتكن خلال مؤتمر صحفي لها، إن القوات العراقية حققت نصراً رمزياً وعملياً مهماً بتحريرها مبنيي محافظة نينوى ومجلس المحافظة، معربة عن انبهارها بـاستمرار النجاحات التي تحققها القوات العراقية ووصولها إلى درجة الزخم المطلوب بالمعركة ضد داعش.
وأضافت سلوتكن أن داعش يشكل تهديداً للعالم ويتطلب رداً دولياً لمواجهته، معتبرة ان درجة الزخم والضغط المستمر عاملان ضروريان في المعركة ضد التنظيم لتطويقه من الجهات كلها بسبب قدرته على الاختفاء في مكان ومعاودة الظهور في وقت آخر. وشددت سلوتكن على ضرورة “مواصلة العمل والتنسيق مع الشركاء المحليين على الأرض لتحقيق النجاحات المطلوبة”، موضحة أن “قوات التحالف تعمل مع القوات العراقية على هذا الأساس بمراعاة عامل التوقيت الزمني في عمليات الإسناد الجوي”، على حد تعبيرها.
ورأت المسؤولة الأمريكية ان الحملة العسكرية ضد داعش مرتبطة بقدرة القوات العراقية على التحرك على الأرض وأن عمليات القصف التي تنفذها الطائرات الأميركية وتلك التابعة للتحالف الدولي، مرتبطة بتحركات تلك القوات والتنسيق المشترك معها. كما رحب المتحدث باسم قوات التحالف في العراق الكولونيل جون دوريان، بـالتقدم المستمر الذي تحرزه القوات العراقية شرقي الموصل، مؤكدا أن هناك “المزيد من العمل الذي ينبغي فعله”، معتبرا أن أيام داعش في الموصل ستنتهي سريعاً.
من جانبه رحب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالتقدم الذي أحرزته القوات العراقية وقوات التحالف الدولي ضد داعش في مدينة الموصل حيث تتواصل الجهود لاستعادة المدينة واعادة الاستقرار فيها. وذكر قصر الاليزيه في بيان أن هولاند اشاد خلال اجتماع مجلس الامن والدفاع بحضور كبار مسؤولي حكومته والقادة العسكريين بالتقدم الذي أحرزته القوات العراقية مدعومة من قوات التحالف في الموصل على مدى الايام الماضية.
وجدد هولاند موقفه بأن تحرير مدينة الرقة معقل داعش في سوريا يمثل أولوية كما يصب في صالح أمن فرنسا التي تعرضت لهجمات إرهابية عدة على يد عناصره وتنفيذا لأوامر صدرت من الرقة. ويذكر ان اكثر من 230 شخص قتلوا فيما أصيب المئات في هجمات إرهابية على يد عناصر تابعة لداعش في فرنسا منذ مطلع عام 2015 ما أدى الى رفع حالة التأهب القصوى في البلاد نتيجة التهديدات الإرهابية.