المانيا بعد موجة الارهاب.. هل توقف موجة المهاجرين؟

عبد الامير رويح

2016-08-09 09:15

الهجمات الإرهابية الاخيرة التي ضربت ألمانيا وأثارت الكثير من الجدل، ما تزال محط اهتمام واسع خصوصا وان احزاب اليمين المتطرف وبعض الجهات المعارضة لسياسة الباب المفتوح التي استخدمتها ميركل في تعاملها مع اللاجئين والمهاجرين، قد سعت الى ربط هذه الاحداث باللاجئين والتشكيك بقدرات الحكومة واجراءاتها الامنية والاستخبارية، من اجل تحقيق مكاسب سياسية خاصة، حيث تزايدت الدعوات بين الساسة الى تشديد القوانين والاجراءات، بعد وقوع أربع هجمات من قبل مسلمين متطرفين، وهو ما اسهم باضعاف موقف حكومة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، التي سعت الى اتخاذ قرارات جديدة بهدف تهدئة المخاوف العامة، وبحسب استطلاع جديد للرأي فان 83 في المائة من الألمان يرون أن الهجرة هي أكبر تحدٍ لبلادهم. والعديد من الألمان يلقون باللوم على ميركل بسبب ترحيبها بأكثر من مليون لاجئ في البلاد العام الماضي دون تحريات كافية.

من جانب اخر قال هورست زيهوفر رئيس وزراء ولاية بافاريا الألمانية إن على ألمانيا مواجهة حقيقة أن إرهاب الإسلاميين قد وصل إليها والرد على ذلك بتشديد إجراءات الأمن وسياسات الهجرة. وقال زيهوفر الذي ينتقد منذ فترة طويلة سياسة الباب المفتوح كل هجوم وكل عمل إرهابي هو واحد من هجمات كثيرة جدا. لقد وصل إرهاب الإسلاميين إلى ألمانيا. وأضاف بعد اجتماع حزبي نريد مزيدا من الأمن في ألمانيا. الناس غاضبة ويمتلكها الخوف وهذا أمر متفهم تماما. يريدون إجابات ذات مصداقية من السياسيين وليس مناقشات ومبررات لا تنتهي.

وخلفت سلسلة هجمات شهدتها ألمانيا منذ 18 يوليو تموز وكما نقلت بعض المصادر، 15 قتيلا بينهم أربعة مهاجمين وعشرات المصابين. ويقول مسؤولون ألمان إن اثنين من المهاجمين على صلة بجماعات تشدد إسلامي. واثنان من المهاجمين الخمسة دخلوا ألمانيا مؤخرا وجاء أحدهما من سوريا والأخر إما من أفغانستان أو باكستان وهو ما زاد المخاوف من حجم الهجرة الذي لا سابق له بعد دخول مليون مهاجر لألمانيا العام الماضي والعديد منهم فارون من الصراعات في الشرق الأوسط.

ومن المؤكد أن الهجرة والأمن سيكونان من أهم القضايا المطروحة خلال الانتخابات الاتحادية العام المقبل. ويتوقع أن تقوض الصدامات بين حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي الذي ينتمي له زيهوفر والحزب الديمقراطي المسيحي بقيادة ميركل آمال المحافظين في البقاء في السلطة. وقال وزير داخلية بافاريا يواخيم هيرمان في المؤتمر الصحفي إن على ألمانيا إعادة التفكير في قوانين تحد من ترحيل اللاجئين لأسباب صحية وأن تزيل بقدر كبير العوائق أمام ترحيل اللاجئين الذين يخالفون القانون. وأضاف "يجب أن ندفع الأمر إلى أقصى حد مسموح به حاليا بموجب القانون الأوروبي ويجب أن نفكر فيما إذا كان يجب تغيير قوانين الاتحاد الأوروبي."

ضغوط مكثفة

في هذا الشأن دفعت موجة الهجمات التي شهدتها المانيا مؤخرا المنافسين السياسيين للمستشارة انغيلا ميركل، الى توجيه المزيد من الانتقادات لها مؤكدين ان سياستها الليبرالية بشان اللجوء عرضت البلاد الى موجة هجمات دامية. وهزت جنوب المانيا اربعة اعتداءات دامية نفذ ثلاثة منها طالبو لجوء. واحيت هذه الهجمات الانتقادات لقرار ميركل العام الماضي فتح الحدود امام الفارين من النزاعات والاضطهاد. وذكرت صحيفة "سويدوتيشه تسايتونغ" في اشارة الى الهجمات في المانيا وفرنسا التي اعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها "كانت الامور تسير بشكل جيد بالنسبة لميركل، الا ان الوضع تغير كثيرا ما بين هجوم نيس والتفجير الانتحاري في انسباخ ". واضافت ان "المستشارة يجب ان تخاف مرة اخرى من عقاب الناخبين" مع اقتراب انتخابات مقاطعات حاسمة في ايلول/سبتمبر.

وسارع مساعدو ميركل الى الاشارة الى ان ثلاثة من المهاجمين الاربعة وصلوا الى المانيا قبل تدفق اكثر من مليون مهاجر العام الماضي. الا ان الرابع، وهو مراهق اطلق النار في ميونيخ وقتل تسعة قبل ان ينتحر، ولد في المانيا، من لاجئين ايرانيين وصلوا الى البلاد في التسعينات. ويقول المحققون ان المراهق كان مهووسا بعمليات القتل الجماعي والسفاحين من امثال النروجي اليميني المتطرف اندريس بيرينغ بريفيك، منفذ مجزرة 2011.

واشعل العنف مجددا التوتر السياسي في المانيا بعد ان خفت حدته مع تباطؤ عدد اللاجئين الوافدين بسبب اغلاق طريق البلقان امام المهاجرين والتوصل الى اتفاق بين الاتحاد الاوروبي وتركيا لاعادة اللاجئين الى تركيا. واعرب المحافظ هورست سيهوفر، رئيس وزراء ولاية بافاريا حيث وقعت ثلاثة من الهجمات الاربعة، عن شكوكه ازاء مبدأ ينص على عدم اعادة طالبي اللجوء بتاتا الى مناطق الحروب. وصرح لصحيفة مونشنر ميركور "يجب ان نفكر بجدية حول كيفية معاملة الناس في حال انتهاكهم للقانون او في حال اعتبارهم خطرا". من جهته قال جواكان هرمان وزير داخلية مقاطعة بافاريا "علينا ان نقلل كثيرا من العقبات التي تحول دون طرد من يرتكب جناية". كما تساءلت المسؤولة عن اليمين الشعبوي الالماني فروكي بتري "ماذا يجب ان يحصل ايضا لكي نبدأ بالتحقق من الداخلين الى بلادنا".

ويقود سيهوفر الاتحاد المسيحي الاجتماعي الشريك لحزب المسيحيين الديموقراطيين المحافظ بزعامة ميركل، وينتقد بشدة تدفق المهاجرين التي كانت بافاريا بوابته الرئيسية. وامر بتشديد الامن في المطارات ومحطات القطارات في اعقاب تفجير انتحاري قرب مهرجان موسيقي في انسباخ ادى الى اصابة 15 شخصا، وهجوم بفاس على قطار في مدينة فورتسبرغ ادى الى اصابة اربعة ركاب واحد المارة.

وفيما تعهد وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزير بتعزيز الضوابط في المناطق الحدودية، رفضن برلين المطالبة بتعديلات في القوانين الامنية. وصرح الوزير للصحافيين "ساقترح تعديلات مناسبة عندما اعتقد انها ضرورية". وقال ان "حكم القانون في المانيا قوي وسيظل قويا على مستوى البلاد والمناطق". وسعت ميركل التي تقود اكبر دولة اقتصادية في اوروبا منذ نحو 11 عاما، الى اظهار هدوئها.

وطمأنت المتحدثة باسمها الصحافيين الى ان المستشارة "دائما على راس عملها" ويمكن ان تعود الى العاصمة "في اي وقت" في حال الضرورة. واشادت صحيفة "بيلد"، اكثر الصحف انتشارا، وتدعم موقف ميركل بشان اللاجئين، باسلوب المستشارة الهادئ. وكتبت في مقالها الافتتاحي "لقد وصل ارهاب داعش الى المانيا. وكان ذلك امر لا مفر منه. ولم يكن لالمانيا ان تظل جزيرة هادئة سواء بوصول لاجئين او من دون ذلك". واضافت "لكن الصحيح كذلك ان دولتنا تعمل بشكل افضل من معظم الدول الاخرى، كما ان شعبنا سارع الى التضامن في اوقات المحنة. ولذلك فان دولتنا ومجتمعنا يمنحاننا الثقة للتغلب على مخاوفنا".

غير ان محللين قالوا ان هذه الاستراتيجية خطرة مع اقتراب موعد انتخابات في معقل ميركل السياسي في مقاطعة ميكلنبرغ-بوميرانيا الغربية في الرابع من ايلول/سبتمبر، تليها انتخابات في مقاطعة برلين في 18 ايلول/سبتمبر. ويسعى حزب "البديل لالمانيا" اليميني الشعبوي الى تحقيق نتائج قوية في مقاطعة ميكلنبرغ-بوميرانيا الغربية. وفي حال حدوث ذلك فانه سيشكل ضربة قوية الى ميركل قبل عام من الانتخابات العامة. بحسب فرانس برس.

وحذر مارتن ايمر استاذ الاتصالات السياسية في جامعة برلين الحرة، من ان اسلوب ميركل المبالغ في المنطقية الذي اكسبها حب الالمان في الاوقات الصعبة، قد لا يكفي في حال انتشرت المخاوف بعد الهجمات الاخيرة. وصرح "يجب ان تغطي السياسة هذا الجانب العاطفي الذي تتعهد فيه بحماية المدنيين، والسياسات المستندة الى الحقائق القادرة على ضمان هذه الحماية".

الانتحاري السوري

في السياق ذاته ذكرت نشرة اسبوعية صادرة عن تنظيم داعش ان طالب اللجوء السوري الذي فجر نفسه في مدينة انسباخ في جنوب المانيا له ماض جهادي، إذ قاتل في صفوف داعش في العراق ثم جبهة النصرة في سوريا. وذكرت اسبوعية "النبأ" في عددها الاربعين الذي تم تناقله على الانترنت ان "الاستشهادي" محمد دليل او "ابو يوسف الكرار" الذي اعلن مبايعته لتنظيم داعش قبل تفجير نفسه في انسباخ قرب مهرجان للموسيقى ، "تعلق قلبه بالجهاد مبكرا"، مشيرة الى انه التحق ب"مجاهدي دولة العراق الاسلامية" التي بقي فيها لبضعة اشهر قبل ان يعود الى مسقط رأسه في مدينة حلب في شمال سوريا.

وفي حلب، شكل دليل (27 عاما) "مع بعض رفاقه خلية امنية جهادية تخصصت بالقاء القنابل والزجاجات الحارقة" على مواقع لقوات النظام السوري، بحسب النشرة. ومع انفصال فرعي تنظيم القاعدة في العراق وسوريا وانطلاق "جبهة النصرة" في سوريا، انضم ابو يوسف كرار اليها. وقاتل في مدينة حلب الى ان اضطر للخروج منها لتلقي العلاج بعد اصابته بشظية قذيفة هاون. وقالت النشرة ان محمد دليل حاول بعد اعلان "الدولة الاسلامية" (حزيران/يونيو 2014)، العودة الى سوريا، "لكن فشلت محاولاته العديدة للالتحاق بصفوف جيش الخلافة، (...) فوجد ضالته بتنفيذ وصية داعش لعموم المسلمين باستهداف الصليبيين في عقر دارهم".

وقالت السلطات الالمانية ان الرجل سجل شريط فيديو قبل تفجير نفسه قال فيه انه يتحرك "ردا على الجرائم التي قام بها التحالف بالاشتراك مع المانيا من قصف وقتل للرجال والنساء والاطفال" في سوريا. لكنها اشارت الى انه مضطرب نفسيا وحاول الانتحار مرتين في الماضي وادخل الى عيادة للامراض النفسية. كذلك ذكرت السلطات الالمانية ان دليل كان على اتصال بشخص اخر "اثر على سير الهجوم" قبل ان ينفذ الهجوم مباشرة. بحسب فرانس برس.

وكانت السلطات رفضت طلب لجوء السوري (27 عاما). وفجر نفسه قرب مقهى في مدينة انسباخ عندما منع من الدخول الى موقع المهرجان، ما ادى الى اصابة 15 شخصا. وقال وزير داخلية مقاطعة بافاريا يواكيم هيرمان ان الانتحاري كان "منهمكا" في محادثة عبر الانترنت مع شخص غير معروف. ونقلت وكالة الانباء الالمانية "دي بي ايه" عن الوزير قوله على هامش اجتماع للحكومة "على ما يبدو كان على اتصال مباشر مع شخص كان له تاثير كبير على سير الهجوم". وقال هيرمان انه لم يتضح على الفور ما اذا كان الشخص المجهول على اتصال مع جهاديي تنظيم داعش، كما لم يعرف مكانه او منذ متى يعرف الرجلان بعضهما.

حملة واجراءات

على صعيد متصل قال وزير الداخلية في ولاية ساكسونيا السفلى في شمال ألمانيا إن الشرطة قامت بتفتيش مسجد وثماني شقق سكنية في هيلدشايم يعتقد أنها مقار سلفيين إسلاميين متشددين. وألمانيا في حالة تأهب بعد موجة هجمات. وقال وزير داخلية الولاية بوريس بيستوريوس في بيان إن ما يصل إلى 400 من أفراد الشرطة - منهم فرق متنقلة وفرق من القوات الخاصة شاركوا في المداهمات بمنطقة هيلدشايم القريبة من هانوفر. وقال إن "الحلقة الإسلامية للناطقين بالألمانية في هيلدشايم هي بؤرة ساخنة على مستوى البلاد للسلفيين المتشددين تراقبها سلطات الأمن في ولاية ساكسونيا السفلى منذ فترة طويلة." وقال بيستوريوس إن التفتيش جاء بعد تخطيط استمر شهورا وكان خطوة مهمة قبل حظر الجماعة التي تقول سلطات الأمن إنها شجعت مسلمين على التطرف وعلى المشاركة في الجهاد في مناطق صراع.

وقالت الوزارة إن العديد من المترددين على المسجد سافروا إلى سوريا والعراق للانضمام لتنظيم داعش كما تدعو الخطب في المسجد إلى "كراهية الكفار". وشهدت ألمانيا زيادة كبيرة في عدد الإسلاميين السلفيين المتشددين في السنوات القليلة الماضية وقال مسؤولون ألمان إن عدد المتعاطفين يقدر حاليا بنحو 8900 شخص ارتفاعا من سبعة آلاف شخص في نهاية عام 2014. وتقول سلطات الأمن إن من المعتقد أن الحلقة الإسلامية للناطقين بالألمانية أصبحت محور النشاط السلفي في ساكسونيا السفلى ثاني أكبر الولايات الألمانية بعد بافاريا. وقال بيستوريوس "لن نتحمل أن تزدري جماعات سلفية وأنصارها لوائحنا وأن تثير الشكوك في سيادة القانون لدينا وتقنع الشبان بأن ينضموا إلى ما يطلق عليه تنظيم داعش." وأضاف "أنا مقتنع بأن حريتنا أقوى من الفكر غير الإنساني للمتطرفين."

الى جانب ذلك قالت الشرطة الألمانية إنها ستبذل مزيدا من الجهد لمكافحة الجريمة على "الشبكة المظلمة" بعد أيام من قتل مسلح لتسعة أشخاص بسلاح اشتراه من على ذلك الجزء الخفي من شبكة الانترنت. وقال هولجر موينتش قائد الشرطة الاتحادية الألمانية للصحفيين أثناء عرضه التقرير السنوي عن جرائم الانترنت "نرى أن هذه الشبكة المظلمة أصبحت سوقا متنامية ولذلك نحتاج لأن نعطي الأولوية لهذا الأمر في تحقيقاتنا."

وقالت الشرطة الاتحادية إن الشبكة المظلمة التي لا يمكن الدخول عليها إلا عن طريق محركات بحث خاصة أصبحت تستخدم بشكل متزايد في تجارة المخدرات والسلاح والنقود المزيفة لأنها تمكن المستخدمين من إجراء مبادلات دون الكشف عن هوياتهم والدفع عن طريق عملات رقمية مثل البيتكوين. وقال مسؤولون من ولاية بافاريا إن الرجل الذي قتل تسعة أشخاص في مركز تجاري في ميونيخ كان مراهقا يبلغ من العمر 18 عاما مهووسا بالقتل الجماعي اشترى المسدس الذي استخدمه وهو من طراز جلوك17 -9 ملليمتر من على الشبكة المظلمة. بحسب رويترز.

وقالت الشرطة إنها أزالت خمسة مواقع من على الشبكة المظلمة العام الماضي. وقال موينتش إن الشرطة الاتحادية لا تكتفي بإزالة مواقع هذه الأسواق من على الشبكة بل تريد القبض على المجرمين الذين يستخدمونها. وأفاد تقرير للشرطة الاتحادية أن جرائم الانترنت كلفت ألمانيا 40.5 مليون يورو (44.5 مليون دولار) العام الماضي بارتفاع بنسبة 2.8 بالمئة. وأغلب هذه الجرائم التي بلغ عددها من 45 ألف تتعلق بالاحتيال عن طريق الكمبيوتر. وقال موينتش إن هذه البيانات تمثل نسبة ضئيلة من الحجم الحقيقي لجرائم الانترنت. وأضاف أن الشرطة حلت 32.8 بالمئة من قضايا جرائم الانترنت وأن العديد من الجرائم تمر دون أن تلحظ أو لا يتم الإبلاغ عنها.

السجن مدى الحياة

من جهة اخرى صدر حكم بسجن رجل ألماني مدى الحياة بعد إدانته بقتل طفلين أحدهما لاجئ عمره أربع سنوات بعد خطفه من المركز الرئيسي لتسجيل المهاجرين في برلين. وقال ممثلو ادعاء إن الرجل الذي عُرّف فقط باسم سيلفيو إس. اعترف العام الماضي بخطف وقتل محمد يانوزي وهو طفل من البوسنة كانت تسعى أسرته للجوء في ألمانيا. وقال محامون إنه اعترف أيضا بخطف طفل آخر يدعى إلياس عمره ست سنوات قرب منزله في بوتسدام خارج برلين وقتله في يوليو تموز 2015.

وقالت المحكمة في بوتسدام إن الرجل البالغ من العمر 33 عاما تصرف "بوحشية شديدة" مع الطفلين واستبعدت إمكانية منحه إطلاق سراح مشروطا بعد 15 عاما من بدء عقوبة السجن نظرا لخطورة الجريمة. وظل سيلفيو صامتا أغلب الوقت خلال المحاكمة لكنه أبدى ندمه لأسرتي الطفلين في بيان مقتضب. ونقلت وسائل إعلام ألمانية عنه قوله في البيان "لا توجد كلمات في العالم يمكنها أن تصف مدى أسفى... لا يمكنني حتى أن أسامح نفسي." وقال خبيب علي محمد محامي الضحيتين إن المتهم ظل صامتا أثناء تلاوة الحكم وكان يهز رأسه أحيانا وبكى. بحسب رويترز.

واختفى الطفل البوسني يوم الأول من أكتوبر تشرين الأول حينما كان ينتظر مع والدته واثنين من أشقائه خارج مركز تسجيل المهاجرين المركزي في برلين. وألقي القبض على سيلفيو في نهاية أكتوبر تشرين الأول بعدما أبلغت أمه الشرطة أن ابنها صرح لها بأنه ضالع في خطف الطفل. وعثر على جثة الطفل في صندوق سيارته في وقت لاحق. وقال مدعون إن المتهم اعترف بنقل محمد إلى شقته والاعتداء عليه جنسيا. وخنقه في الصباح التالي حين رفض الكف عن البكاء، وأضافوا أنه اعترف خلال التحقيقات أيضا بقتل إلياس.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي