إرهابيو بلجيكا وهواجس الخلايا النائمة

عبد الامير رويح

2016-05-29 10:43

لاتزال السلطات البلجيكية تواجه الكثير من الصعوبات فيما يخص قضية مكافحة الجريمة والإرهاب، حيث اوضحت التحقيقات التي تجريها السلطات بعد تفجيرات بروكسل وكما تنقل بعض المصادر، مدى ضعف جاهزية الحكومة البلجيكية وضعف أجهزتها الأمنية في ما يخص مكافحة الإرهاب، وهو ما يقرع ناقوس الخطر، حيث تعرقل المشاكل المالية والسياسية التي تعاني منها البلاد جهود محاربة الإرهاب في بلجيكا.

فبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، تضم بلجيكا أقلية كبيرة لم تنجح بالاندماج في المجتمع، إلى جانب نسبة البطالة العالية بين الشباب في مجتمع الأقليات، وكذلك سهولة الوصول إلى الأسلحة ووجود شبكات التواصل والمواصلات المتطورة بالإضافة إلى سياسة السلطات المتهاونة تجاه المشاكل السياسية الداخلية غير المستقرة في الغالب. وأكثر من ذلك، ما زالت الجذور التاريخية للمشكلة الحالية في بلجيكا عميقة، فمثل كل مكان آخر في أوروبا عانت بلجيكا من موجات إرهاب عدة في نهاية القرن السابق والتي نبعت من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. وخاصة الحرب الأهلية في الجزائر التي اندلعت في سنوات التسعين أدت لازدياد تطرف الجاليات الجزائرية والمغربية في أوروبا وخاصة في بلجيكا.

إلى جانب ذلك، تقول الصحيفة إن السلطات الأمنية البلجيكية لم تأخذ مشكلة التطرف على محمل الجد واكتشفتها متأخراً جداً. وجاء ذلك بعد التفجيرات التي حصلت في لندن ومدريد في نصف العقد الأول من الألفية الحالية، إذ بدأت السلطات الأمنية بمحاولة فهم التهديد الجديد الذي يقف أمامهم. لكن سلطات الأمن الأوروبية المتحدة تجاهلت بلجيكا في هذا السياق على الرغم من الأدلة التي أشارت لكثرة المتطرفين وتجذرهم فيها. وتضيف الصحيفة أن حرب العراق وحرب أفغانستان كان لها أثر حاسم أيضاً على تعاظم التطرف في بلجيكا، فمن الصحيح أن عدداً قليلاً من البلجيكيين فقط انضموا للقتال في العراق، إلا أن نسبتهم كانت عالية ومؤثرة. وهناك بلجيكيون آخرون انضموا إلى معسكرات تدريب تابعة لتنظيم القاعدة في أفغانستان وعاد جزء منهم إلى بلجيكا، وهو ما كشفت عنه السلطات عام 2008.

لكن، تماماً مثل باقي الدول الأوروبية، الحرب في سوريا هي التي أدت لكشف هذه الظواهر وتسريع انكشاف المشكلات الموجودة. فوفقاً لعدد من التقديرات التي تنقل عنها الصحيفة، من بين الدول الأوروبية تعتبر بلجيكا هي الدولة الأكثر تصديراً للمواطنين المنضمين للقتال في سوريا، بواقع 450 مقاتلاً. لكن الملفت للنظر أنه بحسب دراسة أجرتها جامعة أوكسفورد البريطانية، وعلى خلاف الفكرة المسبقة، ليس للمساجد دور فعال في تحفيز المسلمين بالانضمام لشبكات متطرفة، فواحد فقط من بين كل 20 متطرفاً انضم لتنظيم داعش تم تجنيده أو تحفيزه من خلال المسجد. في حين كان للأصدقاء وشبكات التواصل الاجتماعي الدور الأكبر في ذلك، فالأصدقاء مسؤولون عن 75% من حالات التجنيد، وأفراد العائلة مسؤولون عن 20% من حالات التجنيد.

علم تنظيم داعش

في هذا الشأن رصدت السلطات البلجيكية المشتبه به الرئيسي في اعتداءات باريس صلاح عبد السلام في صورة على موقع فيسبوك وهو يرفع علم تنظيم داعش قبل ثلاثة اسابيع من الاعتداءات، الا انها لم تتابع المسالة، بحسب ما اوردت الاذاعة البلجيكية (ار.تي.بي.اف). وقالت الاذاعة التي لم تكشف عن مصادرها انه رغم ابلاغ مركز التهديدات بامر الصورة في تشرين الاول/اكتوبر، الا ان المسؤولين الامنيين لم يتابعوا الامر.

وياتي هذا التقرير ليكشف عن سلسلة الاخطاء التي ارتكبتها الشرطة البلجيكية في الاشهر التي سبقت الهجمات على العاصمة الفرنسية في 13 تشرين الثاني/نوفمبر التي ادت الى مقتل 130 شخصا. وقالت الاذاعة كذلك انه كان يعرف بوجود اتصالات بين عبد السلام في مطلع 2015 وعبد الحميد اباعود الذي يشتبه بانه كان قائدا للجماعة التي نفذت الاعتداءات وكان يعرف في وقتها بانه عنصر مهم في تنظيم داعش.

وهذان الرجلان اضافة الى عدد اخر شاركوا في الهجمات هم من نفس حي مولينبيك الفقير في بروكسل. وفي وقت سابق استمعت لجنة برلمانية الى ان الشرطة البلجيكية تخلت عن تحقيق يتعلق بعبد السلام وشقيقه ابراهيم قبل ستة اشهر من اعتداءات باريس رغم تصنيفهما بانهما مشتبه بهما رئيسيان. وقد سمح ذلك لعبد السلام بالاعداد للهجمات. وفجر شقيقه نفسه في مقهى في باريس ليلة الاعتداءات. بحسب فرانس برس.

واعتقل عبد السلام في بروكسل في 18 اذار/مارس بعد اربعة اشهر من فراره. ويحتجز حاليا في فرنسا بانتظار مثوله امام المحكمة للتحقيق معه بشان دوره في الاعتداءات. ويرتبط عبد السلام مباشرة بالعديد من الجهاديين المتورطين بشكل مباشر بتنفيذ تفجيرات بروكسل في 22 اذار/مارس بعد اربعة ايام من اعتقاله.

خلية فيرفييه

من جانب اخراعلنت محكمة الجنايات في بروكسل عند بدء محاكمة اعضاء خلية جهادية تم تفكيكها في كانون الثاني/يناير 2015 في فيرفييه بشرق بلجيكا، وهي التي كانت تنذر بوجود شبكات اخرى ارتكبت اعتداءات باريس وبروكسل، انها كانت تملك المواد الضرورية لصنع قنبلة. وبعد عملية الدهم التي استهدفت منزلا في فيرفييه في 15 كانون الثاني/يناير 2015، وترافقت مع تبادل اطلاق نار كثيف، عثرت قوات الامن في هذا المخبأ على اسلحة وذخائر ومواد كيميائية يمكن ان تصلح لصنع 4 كلغ من المواد المتفجرة اليدوية الصنع من الصنف الذي استخدم في اعتداءات باريس وبروكسل، بحسب ما اوضح رئيس محكمة بروكسل الجنائية بيار هندريكس.

وعرض القاضي بشكل مفصل تدخل قوات الشرطة واطلاق النار عليهم بالرشاشات من الشقة، ومقتل اثنين من ساكني الشقة والقبض على مروان البالي، الناجي الوحيد من عملية الاقتحام. ومثل البالي مع خمسة موقوفين اخرين في قصر العدل وسط تدابير امنية مشددة، اثر الاعتداءات التي تبناها تنظيم داعش في مطار بروكسل واحدى محطات المترو. وغاب عن الجلسة تسعة من المتهمين يعتقد انهم في سوريا.

وبدأ التحقيق في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2014 حين قامت اجهزة الامن البلجيكية بمراقبة شاب عائد من سوريا على اتصال بالاوساط الاسلامية المتطرفة. ومع التنصت على اتصالاته ومتابعة تنقلاته، اكتشف المحققون مكالمات "مثيرة للقلق" وشبكة عناصر يلزمون حذرا شديدا ويتواصلون عبر رسائل مشفرة. وقال احدهم في احدى المكالمات "لدي كل شيء" فاضاف اخر "كل شيء مخبأ في مستودع".

وهذا ما اقنع المحققين بانهم يعدون لهجوم "آني" على قوات الامن، مثلما شرحت النيابة العامة الفدرالية بعد عملية قوات الامن في 15 كانون الثاني/نوفمبر 2015. وادى هجوم الشرطة البلجيكية بمساندة قوات التدخل في الدرك الفرنسي، الى مقتل اثنين من الاشخاص الثلاثة الذين كانوا في منزل فيرفييه هما سفيان امغار وخالد بن العربي. وعثر في شقة فيرفييه على خمسة ليترات من مياه الكلور، و15 ليترا من الاسيتون، و15 ليترا من بيروكسيد الهيدروجين، وهي مواد تسمح بصنع بيروكسيد الاسيتون، المادة المتفجرة التي يستخدمها تنظيم داعش، كما عثر على شريط كهربائي يمكن استخدامه لصنع صاعق.

وضبط عناصر الامن ايضا ثلاث بنادق هجومية من طراز "ايه كاي 47" واربعة مسدسات ومئتي الى ثلاثمئة رصاصة، ولوازم تصلح لصنع بدلات شرطة. وكشف التحقيق ان عناصر الخلية كانوا على تواصل منتظم بواسطة الهاتف مع شخص يدعى "عمر" كان يستخدم ارقاما هاتفية تركية ثم يونانية لاعطائهم تعليمات، وتم التعرف عليه لاحقا على انه عبد الحميد اباعود، وهو ما حمل على اعتباره "زعيم" الخلية.

وفي غيابه، تتركز المحاكمة على مروان البالي (26 عاما)، الناجي الوحيد من مداهمة شقة فيرفييه، بعد اسبوع على الاعتداءات التي استهدفت الاسبوعية "شارلي ايبدو" ومتجر يهودي في باريس. وعمل محاميه سيباستيان كورتوا على التقليل من اهمية دوره وقال للصحافيين ان البالي "لم يصل الى المجموعة الا عشية الهجوم، ولم يكن من الممكن ان يخطط لاعتداء". ويمثل بجانبه امام المحكمة الجزائري عمر دعماش الذي اعتقل في اثينا في العنوان الذي حدد فيه الشرطيون مكان وجود اباعود، ومحمد ارشاد الذي ذهب الى فرنسا والمانيا لاعادة الجهاديين اللذين قتلا في فيرفييه، وصهيب العبدي وشقيقه اسماعيل وتم توقيفهما غداة هجوم فيرفييه على الحدود الفرنسية-الايطالية. بحسب فرانس برس.

ويتحدر عدد من عناصر الخلية من حي مولنبيك في بروكسل، مثل اباعود والشقيقين عبد السلام، والثلاثة كانوا في صلب الفرق التي نفذت اعتداءات باريس. ولم يوضح هندريكس الهدف خلف مخططات الموقوفين. وقال رئيس قوة التدخل في الدرك الفرنسي هوبير بونو انهم كانوا ينوون "خطف مسؤول بلجيكي كبير وقطع رأسه لعرض المشاهد على شبكات" التواصل الاجتماعي.

بلجيكا وفرنسا

الى جانب ذلك جرى ترحيل صلاح عبد السلام الذي يعتقد أنه الناجي الوحيد من بين مجموعة من الإسلاميين المتشددين قتلت 130 شخصا في باريس في نوفمبر تشرين الثاني الماضي من بلجيكا إلى فرنسا. وكان عبد السلام (26 عاما) أبرز المطلوبين الهاربين في أوروبا إلى أن أُلقي القبض عليه في بروكسل بعد ملاحقة دامت أربعة أشهر. ونقل بطائرة هليكوبتر وسط حراسة مسلحة ثم اقتيد إلى مجمع المحاكم الرئيسي في العاصمة.

وقال وزير العدل الفرنسي جان جاك أورفواز إن عبد السلام سيحتجز في سجن محاط بإجراءات أمنية مشددة في باريس. وجاء القبض عليه قبل أيام من هجمات نفذها متشددون في مطار بروكسل الدولي ومحطة مترو. وقال فرانك بيرتون المحامي الفرنسي البارز المتخصص في القضايا الجنائية إنه سيقود الدفاع عن عبد السلام وزار موكله وأمضى معه أكثر من ساعتين في زنزانته في بروكسل مع محاميه البلجيكي سفن ماري.

وقال محققون إن عبد السلام أبلغهم أنه كان يتولى مسؤولية الإمدادات لهجمات 13 نوفمبر تشرين الثاني وخطط لتفجير نفسه في استاد رياضي في باريس ولكنه تراجع في آخر لحظة. ويشتبه في أنه استأجر سيارتين استخدمتا في نقل المهاجمين إلى العاصمة الفرنسية وفي أنحائها. وقال بيرتون لتلفزيون (بي.اف.ام) "قال لي بالطبع أن لديه ما يرويه وسيروي. إنه يريد أن يتحدث ... ما يهمنا كمحاميه هو ببساطة أن يلقى محاكمة نزيهة وان يحاكم على ما اقترفه وليس على ما لم يقترفه. هذا أمر حيوي لأنه الناجي الوحيد." بحسب رويترز.

وكان شقيقه الأكبر ابراهيم الذي كان يدير معه حانة في حي مولينبيك في بروكسل فجر نفسه في هجوم انتحاري في إحدى مقاهي باريس العديدة التي استهدفها مهاجمون يحملون بنادق كلاشنيكوف ويرتدون سترات ناسفة. وقال سفن ماري المحامي الرئيسي لعبد السلام في بلجيكا في حديث صحفي انه تعرض لهجوم لفظي وجسدي منذ توليه القضية التي قد يتخلى عنها الآن.

على صعيد متصل اكد عدد من الرهائن الفرنسيين السابقين في سوريا في 2013 و2014 ان نجيم العشراوي، احد الجهاديين اللذين فجرا نفسهما في مطار بروكسل، كان بين سجانيهم ابان اختطافهم، على ما افادت مصادر قريبة من التحقيق. وافادت احدى المصادر ان الصحافيين الفرنسيين الاربعة ديدييه فرنسوا وبيار توريس وادوار الياس ونيكولا اينان اكدوا ان احد سجانيهم كان يدعى ابو ادريس. واعلنت المحامية ماري لور اينغوف ان موكلها "نيكولا اينان تعرف رسميا" على ابو ادريس بانه نجيم العشراوي، بعد معلومات كشفتها صحيفتا "جورنال دو ديمانش" و"لو باريزيان" الفرنسيتان.

وتعرف الرهائن السابقون الذين افرج عنهم في نيسان/ابريل 2014 بعد اعتقالهم 10 اشهر الى اثنين من سجانيهم هما الفرنسي مهدي نموش المتهم بتنفيذ هجوم المتحف اليهودي في بروكسل في ايار/مايو 2014 (4 قتلى) والفرنسي الاخر سليم بن غانم المقرب من منفذي هجمات كانون الثاني/يناير 2015 في باريس (17 قتيلا). وافادت النيابة البلجيكية ان العشراوي البالغ 24 عاما الموصوف بانه "تلميذ مجتهد، ليست لديه مشاكل سلوكية" انضم الى تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا في شباط/فبراير 2013.

ورصد في 9 ايلول/سبتمبر 2015 قبل شهرين على هجمات تشرين الثاني/نوفمبر في باريس (130 قتيلا)، في تدقيق هويات على الحدود النمساوية المجرية، برفقة صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي في تلك الهجمات الذي اوقف في 18 اذار/مارس. ويشتبه المحققون في كونه خبير المتفجرات في الهجمات واحد منسقيها وفي اجرائه محادثات هاتفية مع عدد من انتحاريي 13 تشرين الثاني/نوفمبر.

السياحة والتجارة

من جانب اخربعد هجمات بروكسل، يحاول القطاع الاقتصادي في العاصمة البلجيكية النهوض بصعوبة، بعد ازمة فاقمتها تداعيات اعتداءات باريس. وقال مدير اتحاد التجارة والخدمات في بلجيكا دومينيك ميشال لوكالة فرانس برس "اذا نظرنا الى الاشهر الثلاثة الاولى من العام نلاحظ تراجعا في المبيعات في منطقة بروكسل بحوالى 15% مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي". واقر بانه "كان للاعتداءات آثار مسرعة وللاسف اعتقد اننا نحتاج الى وقت طويل لاستعادة" معدل النشاط الطبيعي. بدأ السياح يعودون ببطء الى الجادات التجارية في العاصمة لكن عددهم اقل من المعتاد.

وصرح مدير مكتب السياحة في بروكسل باتريك بونتينك لوكالة فرانس برس "في عطلات نهاية الاسبوع نلاحظ تراجعا بنسبة 25 الى 30% للسياحة الترفيهية خصوصا في المتاحف والفنادق". وعلى سبيل المقارنة، فان التراجع وصل الى 60% خلال الايام ال15 التي اعقبت الاعتداءات. وقال بونتينك انه "بعد اعتداءات بروكسل قررت مجموعات من السياح من اليابان والولايات المتحدة الغاء زيارتهم".

وقالت هيدويش فاندفيغ صاحبة متجر "ذي براسلز كورنر" لبيع التذكارات "بعد اعتداءات باريس كان الجميع يترقب عطلة اسبوع الفصح والموسم الجديد. ثم حصل ما حصل في 22 اذار/مارس ...". وتضرر هذا المتجر القائم منذ اكثر من ثلاثين عاما على مقربة من تمثال "مانيكان بيس" الذي يعد احد معالم بروكسل السياحية. واضافت "رقم اعمالنا اليوم اقل بكثير من 50%" وهي سابقة جعلتها عاجزة عن توظيف بائع في المتجر.

وتتخذ العديد من المنظمات والهيئات الاوروبية والدولية من بروكسل مقارا لها. وتشكل سياحة الاعمال فيها 50% من النشاط بحسب بونتينك. وهذه السياحة التي تأثرت بشكل اقل من السياحة الترفيهية، بدأت تعود الى طبيعتها. واضاف "لاحظنا في الاسابيع الماضية تراجعا بنسبة 15%. لكن نتوقع ان تعود الامور الى نصابها في حزيران/يونيو". اما مطعم "لا برويت" الذي يقدم عادة الوجبات لاوساط الاعمال فيؤكد ان الكثير من الزبائن الاجانب يتوخون اليوم الحذر. وقال مدير المطعم لوي دو جنت "في نيسان/ابريل اتصل بنا اشخاص يرتادون المطعم منذ 10 سنوات لمعرفة ما اذا كان في امكاننا تأمين حراس امنيين اثناء الفعاليات التي ينظمونها".

وكانت الاشهر الستة الاخيرة صعبة جدا على التجار في بروكسل. وانعكاسات الاعتداءات خصوصا اغلاق شبكة المترو ثم تشغيلها جزئيا لاسابيع اضيفت الى اجراءات لم تحظ بشعبية بين التجار واصحاب الفنادق. وانتقدوا خصوصا انشاء الصيف الماضي منطقة كبيرة للمشاة في وسط بروكسل واغلاق تدريجيا الانفاق. يضاف الى ذلك فرض حالة الطوارىء نتيجة اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر والتي شلت المدينة. بحسب فرانس برس.

والشهر الماضي اضطرت سلطات العاصمة بروكسل الى اتخاذ تدابير لدعم الاقتصاد منها الاعفاء الموقت من الضريبة على الاقامة في كافة الفنادق ودعم خزينة المؤسسات في القطاعات المتضررة. من جهته اعلن رئيس الوزراء شارل ميشال في 22 نيسان/ابريل عن تخفيف الاعباء لتبديد تذمر العاملين في قطاعي السياحة والمطاعم منها تمديد البطالة الموقتة وتاجيل دفع الضريبة على الرواتب وتعليق الغرامات للتخلف عن دفع ضريبة القيمة المضافة. واجمع التجار على انهم يأملون في ان تتخذ الحكومة الاجراءات المناسبة لتحسين بروكسل خصوصا وبلجيكاعموما.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي