هجمات بروكسل والمربعات المتجاورة في ملتقى النبأ الاسبوعي
عصام حاكم
2016-04-06 04:30
ناقش مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث في ملتقى النبأ الاسبوعي الاحداث الساخنة في القارة العجوز خصوصا موضوع الهجمات الاخيرة التي طالت العاصمة البلجيكية بروكسل والتي راح ضحيتها العشرات بين جريح وقتيل.
ولأجل تفكيك تلك العقدة وما تحمل من إيدلوجيات انسانية واسلامية لاسيما وان المتهمين فيها هم من اصول عربية واسلامية تطرق مدير مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث الكاتب حيدر الجراح وعبر ورقته البحثية الى خصائص التحليلات الواردة عن تفجيرات بلجيكا التي توزعت الى اسباب تاريخية (استعمار أوربا للبلدان الاسلامية) وثقافة (التهميش والاقصاء) واقتصادية (البطالة) وحضارية (علاقة الاسلام بالغرب).
فاذا كان كل سبب من تلك الاسباب، يمتلك نوعا من المصداقية في تحليل ما حدث، حسب وجهة نظر المحللين، ليس في بلجيكا وحدها، فهل يعفينا ذلك من البحث عن اسباب اخرى؟
ان كل سبب من تلك الاسباب يمكن ان يرد عليه من جهة اخرى، لماذا لا يقوم بمثل هذه العمليات مجموعات سكانية اخرى تنتمي الى اديان متعددة مثل (المكسيكيين- الفيتناميين اليابانيين- الصينيين) وتنويعات غيرها ضد الدول التي احتلتها وقتلت ونكلت بمواطنيها؟
اشاد انصار (داعش) على وسائل التواصل الاجتماعي بالهجمات، وكتب احدهم علي (تويتر) ان (الدولة بأذن الله ستجبركم على ان تعيدوا حساباتكم الف مرة قبل ان تتجرأوا على قتل المسلمين ثانية، واعلموا انه اصبح للمسلمين دولة تدافع عنهم وتثأر)؟
ان الملاحظ في جميع العمليات الارهابية التي ضربت أوربا، والمرشحة لضربها من جديد، ان البعد الديني، وان لم يكن الدافع الوحيد وراء ظاهرة التطرف، هو العامل الاساس وراء تعبئة ارهابيين جدد تجندهم، وفي ثنايا ذلك الاستهلال رشحت اشياء واشياء استفهامية كان يكون.
ماذا عن العولمة والهويات المتوترة داخلها؟
مصدر هذا التوتر هو (الاستعلاء والفوقية) الذي تتمتع به هويات على حساب هويات اخرى، تقابلها بالانعزال والانغلاق، وهو ما يقود الى (صراع الهويات).
ما الذي يقود الى خلق هذه الحالة من التوتر بين الهويات داخل العولمة؟
ان الشعور المتزايد بانها تتعرض (للاندثار او الأنثلام او التطويع) بحكم ان العولمة تسعى لفرض هوية (متجانسة) ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا، وذلك بتذويب الحدود والحواجز الثقافية والفكرية والاقتصادية بين الامم الشعوب، وفقا لمصالح خاصة وضيقة وانانية، يلعب فيها راس المال والاحتكارات الدور الابرز والاساس.
كيف تتم مواجهة سلبيات العولمة (وهي واقع متحقق) او وجهها السيئ؟
على الهويات الوطنية والخاصة تعزيز دورها من خلال استراتيجيات جديدة اساسها التعاطي مع العلم والتكنلوجيا الحديثة، وتأكيد الجوانب الايجابية في ثقافة مجتمعاتنا وهوياتها، بما يعزز شخصيتها المستقلة المنفتحة، وغير المنغلقة.
اعتماد وسائل اعلامية حديثة تقوم على نشر الحقيقة، ليس دعاية او ترويجا، ولكن الحقيقة كما هي، والتبصير بالتحديات لمواجهتها، بما يحفظ الهوية والقيم.
نقد تراثنا وتاريخنا بما له وهو شيء كثير، وما عليه وهو شيء ليس بالقليل، خصوصا نبذ جوانب التعصب والتطرف وادعاء الافضليات وامتلاك الحقيقة، لان ذلك سيقربنا من المسار الكوني، بل ومن انفسنا ايضا كما يذهب الى ذلك الدكتور عبد الحسين شعبان في الهوية والعولمة.
لماذا يكره منفذو التفجيرات الارهابية ضحاياهم؟
يرى الروائي والكاتب العراقي المقيم في العاصمة البلجيكية بروكسل علي بدر ان منفذي التفجيرات الارهابية الذين يعيشون في أوربا، ليسوا شخصيات غريبة عن هذه المجتمعات التي عاشوا وتربوا في كنفها؛ لكنهم يعانون من حالة حصار نفسي ومعنوي وشعور بتفوق الاخر عليهم، ويشير بدر الي ان الشعور بالدونية ازاء (الرجل الابيض) يخلق مشاعر مزدوجة من الاعجاب والغيرة والحسد وشعورا مريرا بالكراهية.
غالب بن الشيخ، رئيس المنتدى العالمي للأديان من اجل السلام، يرصد عوامل عدة ساهمت بتغذية الارهاب، منها سهولة خطاب التنظيمات المتطرفة، اذ تتوجه الى المسلم فتقول له: (حياتك انهارت في هذه الدنيا وعليك ان تفكر في الاخرة وعليك ان تستحق ايضا دخول الجنة وبالتالي يجب ان تموت شهيدا).
وهو يدعو الى اعادة النظر في الفكر اللاهوتي الاسلامي كي نخرج من فكرة الاصلاح، واعادة النظر في ما يخص الفكر والتنوير والأنسنة، وعلينا ان نهتم بالإنسان، بحرية التعبير والمساواة بين المواطنين، وازالة هالة القداسة عن العنف، ان تكون هناك نظرة جدية واكاديمية الى كل ما يتعلق بالتاريخ الاسلامي...
بعدها طرح مدير الجلسة الحوارية حيدر الجراح سؤالين:
السؤال الاول/ كيف يمكن الحد من تأثير البعد الديني في الهجمات الارهابية؟ وهل للبعد الديني دور محوري؟.
الشيخ مرتضى معاش رئيس مجلس إدارة مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام قال، ان الدين للإنسان طريق خلاص وليس طريق عذاب، المصالح السياسية هي من تحول الدين الى آلة مدمرة، وان الأيدلوجيات المتعصبة هي من تحاول ان تعاقب الاخر، لذلك عندما نقرأ التاريخ نجد قادة الحملات الدينية الكبرى كانت تهدف استخدام الدين لأجل سلطة ومصالح استبدادية، وهذا أيضا هو نتاج لقضية استثمار الدين لصدام الحضارات، حيث تم تكييف تلك الحالة كي تخدم الأغراض الاستعمارية في الغرب من جهة والسلطوية والاستبدادية في الشرق من جهة اخرى، مع احتمالية ان تتزاوج تلك الحالتين لتكون حالة واحدة، فكل ما يجري في أوربا اليوم هو نتيجة ارث تاريخي من الاستعمار، وللخلاص من التطرف والارهاب لابد اولا التخلص من الاستبداد الشرقي والاستعمار الغربي.
عدنان الصالحي مدير مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية، يصف الصراع اليوم صراع سياسات ليس الا، هم يتذرعون بفكرة الدفاع عن المسلمين الا انهم في حقيقة الامر يستبيحون حتى ابناء جلدتهم من ابناء السنة والجماعة، القضية واضحة جدا وان الصراع سياسي لكن باطار ديني، وهذا ما تم رصده في نهاية سبعينيات القرن الماضي في احداث الجزائر ايام عباس مدني حيث تم استخدام اساليب متطرفة وعدائية ووحشية، اليوم هناك صراع بين الاسلاميين انفسهم وبين المسلمين والمسيحين وقد تيقن اصحاب النفوس المريضة بأن اسهل طريق لجلب الشعوب هي استخدام الاديان، مشكلة الاديان هي انها لم تجد مناعة لمعتنقيها تحصنهم من الاستغلال، فنحن نتقاتل على التاريخ وتركنا الحاضر للسياسيين يعبثون به.
من جانبه الدكتور قحطان الحسيني وهو باحث متخصص في مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية، قال: الاشكالية الاهم في موضوع الدين واللجوء للعنف من اجل تصفية خلافاته مع الاخر، هو ان ايمان المتدين بأنه على حق مطلق وهي غير موجودة عند دين بعينه وحتى الاسلام، بعض المذاهب الاسلامية تؤمن بالخلاف مع الاخر وتؤمن بأن نقاط الخلاف قابلة للنقاش، فاذا ما انطلقنا من هذه الجزئية نستطيع ان نحقق بعض النتائج الايجابية، القائمون على المؤسسات الدينية يجب ان يخضعوا نظامهم الفكري للتحديث شريطة ان لا يتعدى على المبادئ الاساسية والتي هي غير قابلة للنقاش، لكن المشكلة في محاولة تنقية الدين مما علق به من شوائب نتيجة الاجتهادات والآراء، فالبعض يحسب انهم اصحاب رؤية دينية لا يمكن ان تناقش، فاذا ما جردنا الدين من هذه الافكار ممكن ان نصل الى دين يؤمن بالحوار مع الاخر، وحسب ما يتلائم مع البيئة الزمانية والمكانية اعتقد ان لجوء بعض المتدينين للعنف سببه نقطتين.
النقطة الاولى/ يعتقد اولئك المتدينين بان لجوئهم للعنف سيمنحهم الثواب الاعظم والفوز بالجنان ولأجل ذلك هو مستعد لارتكاب كل الاعمال ومهما كانت للوصول الى الثواب.
النقطة الاخرى/ هي عندما يحاول هذا المتدين الوصول الى السلطة عبر العنف، فاذا استطعنا ان نغير تلك المفاهيم وانهما غير صحيحتين بالمطلق وممكن ان يصل الى السلطة عن طريق الحوار وممكن ان يصل الى الثواب عن طريق اقناع الاخر بسلوكياته، السلطة الفكرية والاسلامية لم تسمح له بجدوى الاصلاح وجدوى التصحيح وكأنما انه انغلق على نفسه ويقول ان هذا الدين غير قابل للنقاش.
من جهته قال مدير مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام علي الطالقاني، ان الاسلام عامل قوة الا ان ذلك لا يمثل حقيقة بالنسبة لتلك الجهات المسلمة حيث أنها تعتبر نفسها غير قوية بالحسابات العسكرية العالمية لذلك هم يستخدمون الاسلام كعنوان رئيسي لتصدير معتقداتهم، النقطة الاخرى ما يدور الان من ارهاب ويتهمون فيه الاسلام هو في مصلحة الاسلام وخصوصا الاسلام الشيعي لأنه غير متهم بهذا العنف ولم تسجل عليهم عملية ارهابية او اجرامية.
وأضاف الطالقاني نحتاج اليوم قراءة واعية للدين الإسلامي، ونحتاج الى الصوت المعتدل وان يكون لنا مراكز رصد معنية بقضايا الاسلام من اجل رصد الخطابات المتشددة والرد عليها وضرورة إيجاد بديل منافس وقوى تتضافر من خلاله جهود المختصين لكشف زيف المجاميع المتطرفة والرد علميا وفكريا والتركيز على الشباب وتحصينهم دينيا وثقافيا، وحث المجتمعات على نبذ العنف وبناء الأوطان والانخراط بأنشطة تنموية تنافس وتتغلب على فكر المجاميع المتشددة. ومواجهة الفكر المتشدد بفكر معتدل عبر اقامة البرامج التثقيفية والحوارية بمشاركة خبراء ومفكرين في مجال علم النفس الاجتماعي.
أما الباحث احمد المسعودي في مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية، باعتقاده ان أي رجل دين يتخذ من الدين للاعتداء على الاخر، يعيش حالة جنون أو مرض جماعي، الدين جاء لتعميق الروابط الانسانية وليس لتهشيم الروابط الانسانية، كل الاديان جاءت لتعميق الروابط الانسانية وهذا طريق المعتدلين اما من يستعمل الدين لزعزعة الروابط الانسانية مع الاخر مهما كان، ممكن أن يصنف بأنه مصاب بالمرض النفسي او الجماعي، ويبدو ان سبب اصابة بعض المجتمعات بذلك يتحملها بعض رجال الدين المتطرفين، وهذا ما ذهب اليه الكاتب محمد اركون بكتابه الاسلام والغرب حيث استنتج ان التراث السياسي الاسلامي اخذ وبمرور الوقت يضيف شحنات من الكراهية اتجاه الاخر، فلا يجوز ان نستخدم التاريخ للانتقام من الاخر استيراد الاحقاد من التاريخ وصبها على الحاضر فلسفة غير حضارية وغير انسانية ولا ترتبط بدين او بقيم، وهذه اشبه ما يكون بفكرة الرجوع فورا الى الماضي للاستفادة منها في الحاضر ويستفاد منها لتصدير مسالة الثأر التاريخي ولاستيراد الشحنات الطائفية والمذهبية والفكرية.
السؤال الثاني /هل من الممكن تقديم قراءة جديدة للإسلام لا تتقاطع مع قيم الحداثة؟
الشيخ مرتضى معاش قال/ ان العقيدة والعنف ضدان لا يجتمعان العنف خط احمر بكل الاحوال تجاه الاخر، الله سبحانه وتعالى يذكر في محكم كتابه، لا اكراه في الدين، ومَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ، ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان، فالدين الذي فيه عنف غير مقبول وان الدين لا يأتي بالإكراه، فالعقيدة اختيارية والانسان هو من يختار عقيدته، حتى التراث الانساني والاسلامي لابد ان ننظر اليه من جهتين التراث العنيف وهذا مرفوض والتراث الذي فيه سلم وفيه عبر وحكم ولين وفيه قيم جميلة للإنسانية هذا مقبول وكل المجتمعات تؤيده.
يضيف معاش، اما بالنسبة للحداثة بمفهومها الايدلوجي والاصطلاحي وليس المعنوي، فهي ايضا مفهوم عنيف وليس سلمي وهي جاءت لتلغي الاخر سيما وانها تناقش وتعترض حتى على القيم والمبادئ الثابتة، بعض اولئك الذين يتسلحون بالحداثة لديهم حالة من الشمولية ضد الاخر في عقيدته وهي ايضا تمارس دورة عنف تدينه، علماء الاجتماع الغربين انفسهم يأتون على ذكر انه سبب من اسباب التطرف او اختلال التوازن عند هؤلاء المتطرفين هو محاولة التحديث الاجباري، اليوم المجتمع الاسلامي المعاصر له مفهوم سلبي اتجاه بعض القراءات الغربية لأنها جاءت لضرب عادات المجتمع العربي والاسلامي، الوهابية ايضا ينظر اليها على انها حداثة كونها تتبنى نظرية تنقية الدين من كل شوائبه الحداثة العنيفة هي ايضا تولد عنف ديني جديد.
عدنان الصالحي من جهته يحاول ان يزيل اللبس عن قضية الحداثة وكيف ينظر اليها البعض بريبة وتوجس، فالتطور بمفهومه العلمي والعقلي ليست لدينا معه مشكلة لا من قريب ولا من بعيد، خصوصا وان الدين الاسلامي نظرته للتطور والتنور على انها شأن عظيم، الا ان ذلك لا يغير من حقيقة الامر شيء كون من اهم النقاط التي جعلت الاسلاميون يتحولون للعنف هو قلة التطور الذي فيه، وهذا سبب رئيسي لوجود تجار الدين الاسلامي فاليوم هناك غالبية عظمى تعتاش على جهل الطبقة المسلمة البسيطة، بالنتيجة ان التطور الاسلامي سوف يفشل بضاعة اولئك المتاجرين، ومن المؤسف ايضا البعض من المسلمين هو لا يريد تطوير ذاته.
قحطان الحسيني، يجد ان هذه القراءة موجودة اصلا فالكثير من الزعماء ورجال الفكر والدين قدموا رؤية اصلاحية واعية، بيد ان ذلك لم يغير من الواقع شيء، سيما وان الاسلام اليوم لا يمتلك قيمة واحدة بل اصبح متعدد فعندما نقول مسلمين فمن هم المسلمون؟ شيعة؟ سنة؟ الشيعة منقسمون السنة منقسمون، وهذه اشكالية كبيرة لابد ان نقف عندها كي نوجد القيم الاسلامية ونطرح افكار تواكب الحاضر ولا تتنافي مع القيم والثوابت الاسلامية، اضف الى ذلك القراءة المعاصرة لزاما ان تحقق فرصة عدم التقاطع او التصارع مع غير المسلم حتى تستطيع ان تحقق مصالح المسلمين، النقطة الثانية على المسلمين ان يفكروا بالسؤال التالي هل في مصلحة الاسلام ان يحكم في هذه الظروف؟ ام يبقى بعيدا وموجها مراقبا وواعظا؟، اعتقد اذا استطعنا الاجابة عن هذين السؤالين ممكن ان نقدم قراءة جديدة تخدم قضية الاسلام والمسلمين.
من جهته قال علي الطالقاني هناك محاولات وإن كانت خجولة لتقديم قراءات اسلامية معاصرة، وهذا ما ذهبت اليه بعض الاصدارات الثقافية والفكرية التي صدرت في سوريا ولبنان وايران حيث قدمت بعض القراءات التي لا باس بها، ويتطلب هذا تعاون مشترك بين الحوزة والجامعة على اعتبار ان احدهما يكمل الاخر، كما يستوجب ادراك خطر تأثير الأيدلوجية للتنظيمات المتشددة التي تحفز هذه التنظيمات على القيام بأعمال ارهابية.
واضاف الطالقاني يجب مواجهة الفكر المتشدد بفكر معتدل عبر اقامة البرامج التثقيفية والحوارية بمشاركة خبراء ومفكرين في مجال علم النفس الاجتماعي.
احمد المسعودي، يجد في بعض الحركة التنويرية وبنسبة ليست قليلة هي في الاصل حركات عنيفة فعلى سبيل المثال مصطلح التنويرين هو في الاصل مصطلح عنيف يهاجم الاخر، فعندما يدّعون تمثيل الطبقة الفكرية ليقول أحدهم انا متنور وغيري غير متنور، فالمفروض السير بهدوء نحو المجال الفكري وان نأسس لتخفيف حدة التوتر بين هذه المصطلحات وهذه المفاهيم، المفاهيم الاسلامية الحقة موجود في عقل المسلم، اما عن مستوى السلوك فهي غير موجودة، فالإسلام هو دين الزمان والمكان فبإمكاننا تحويل الآية الى الماضي السحيق او الى الواقع لتوليد شحنات العداء مع الاخر وفي نفس الوقت نستطيع ان نحولها الى رسائل سلام للآخر، اما بالنسبة للحداثة هي ايضا عليها مثالب وهي ايضا تهاجم العقائد والموروثات والثقافات وهو الغاء للأخر، لذا اعتقد ان الصراع مع الاخر ينبغي ان يختفي او ان ينتهي تماما شرط ان يبقى التسامح يعيش في ضمائرنا وفي قلوبنا وعقولنا.
التوصيات:
- لابد ان نسعى الى خلق بيئة حرة امانة بلا عنف من اجل ان نبرز الفضائل الخيرة لدى الانسان.
- يجب ان نراعي مصلحة المجتمع قبل كل شيء وان نقدمها على مصالحنا.
- الحوار والقبول به كأسلوب لحل المشاكل ولتحقيق المصالح.
-حالة العنف حالة وجودية ترافق الانسان كحالة السلم وان الامر مرهون بالاستقرار المالي والاجتماعي والثقافي.
- على المجتمعات ان تلجأ للتسامح وللتعايش وليس الكراهية ضد الاخر.
- ان نعطي لكل المذاهب والاديان حرية التعبير عن نفسها.