هل داعش فقاعة.. أم خطر يهدد العالم أجمع؟!

شبكة النبأ

2015-06-07 05:21

لا تزال التكهنات حول داعش وكيف تكونت ومن يقف وراءها قائمة حتى الآن، فهناك تحليلات متضاربة، واخرى تصل حد التناقض حول هذا الامر، في حين تُظهر تصريحات الكثير من قادة العالم والمسؤولين الامريكان وغيرهم، حول داعش او تنظيم الدولة الاسلامية كما يطلقون عليه، رؤى متناقضة حول هذا التنظيم، ولكن يتفق الجميع على انه تأسس على بقايا تنظيم القاعدة، ويجمع هؤلاء القادة السياسيون على اهمية مكافحة هذا التنظيم عالميا، لهذا انعقدت مؤتمرات عديدة في دول عديدة جمعت قادة العالم المهتمين بالقضاء على التطرف، كما يعلنون، وقد بدأت امريكا بتكوين تحالف دولي ضد داعش منذ ان دخل العراق وسيطر على الموصل وصلاح الدين وتمدد للانبار.

ولكن هناك مؤشرات تؤكد ان قادة العالم اظهروا جدية في التعامل مع هذا التنظيم، وان هناك اصرار على مواجهته، خصوصا ان القوات العراقية بدأت تحقق مكاسب جيدة على الارض، وقد ابدى العالم تعاطفا وتحالفا مع العراقيين ضد هذا التنظيم الارهابي المتطرف، وإن لم يرقَ الدعم المطلوب الى ما كان يتوقعه العراق من امريكا والغرب، ولكن الخطوة الاخيرة التي اعلنها صندوق النقد الدولي بإقراض العراق مبلغ 800 مليون دولارا في هذا الوقت العصيب يمثل دعما معنويا وماديا عالميا للعراق ضد تمدد داعش، ومع ان الكثير من التصريحات والتحليلات تذهب الى ان داعش ليست اكثر من فقاعة او لعبة مدروسة في طريقها الى الزوال، إلا أن الواقع القائم على الارض يستدعي التعامل مع هذا التنظيم الارهابي بطريقة جادة تخص دول العالم اجمع وليس العراق وحده.

في هذا السياق اختلف المسؤولون والخبراء الامريكيون حول الخطر الذي يمثله داعش، فمنهم من اعتبره خطيرا جدا وشاملا ومنهم قلل من حجم ذلك الخطر، فقد قال مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما المكلف بتنسيق عمليات التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية إن نمو التنظيم له تبعات عالمية وإذا لم يتم تحجيمه فقد "يفسد تقدم البشرية"، وقال الجنرال المتقاعد جون ألين في مؤتمر صحفي في قطر إن التنظيم لا يعد مشكلة عراقية أو سورية فحسب ولكنه مشكلة إقليمية قد تحدث تداعيات عالمية. بحسب رويترز.

وأضاف أن من المهم أن تصبح كل القوى المناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق تحت سلطة الحكومة العراقية. وتابع أن مهمة التصدي لتدفق المقاتلين الأجانب ليست مهمة تركيا وحدها، وأضاف أن حدود تركيا مع سوريا والعراق هي "خط الدفاع الأخير".

من جهتها قال جين هارمن، الرئيسة والمديرة التنفيذية لمعهد ويدرو ويلسون في واشنطن، والتي سبق لها أن تولت مناصب نيابية في الكونغرس بلجنتي المخابرات والأمن الداخلي، إن مدينة بغداد قد لا تكون على وشك السقوط عسكريا بيد تنظيم داعش، ولكنها رأت أن العراق برمته بات على وشك السقوط، واعتبرت أن أمريكا مقصرة في دعم المقاتلين السنة وفي تقييم رئيس الوزراء، حيدر العبادي، الذي رأته أنه ليس بديلا قويا لسلفه نوري المالكي. بحسب الـ سي ان ان.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت بغداد بخطر أو على وشك السقوط قالت هارمن: "بغداد ليست على وشك السقوط، ولكن العراق برمته دولة بدأت تتداعى، وربما كان نائب الرئيس، جو بايدن، محقا عندما قال قبل ثمانية أعوام أن العراق بحاجة لأن يكون دولة من ثلاثة أجزاء. نحن لم نوفق في جعل العراق بلدا موحدا وجهودنا في مساعدة سنة العراق بالمعارك بطيئة للغاية."

وحول تزويد السنة بالسلاح الأمريكي مباشرة قالت هارمن: "أؤيد تماما تزويدهم بالسلاح مباشرة لأن حكومة العبادي تقوم بتقديم دعم كبير للمليشيات الشيعية في محافظة الأنبار التي تقطنها غالبية سنية، وهذا يبعث بإشارات خاطئة. وعلينا تذكر أن التبدل الميداني الذي حصل سابقا كان بسبب الصحوات في الأنبار عندما مد المسلحون السنة يدهم لنا، وللأسف العبادي ليس البديل القوي الذي كنا نتصوره لنوري المالكي."

وعن إمكانية قبول تقسيم العراق إلى ثلاث دول قالت هارمن: "كلا، فأنا أتحدث هنا عن دولة فيدرالية، وهذا ما قاله بايدن، المشكلة الآن أن الجزء السني من البلاد قد يخضع لإدارة داعش، وعلينا أن نفهم بأن هذا الأمر مرشح للحدوث لأن هذا ما كان أبو مصعب الزرقاوي يخطط له وتنظيم داعش ينفذه الآن."

لكن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، انتقد الذين يؤمنون بأن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش،" يشكلون دولة، حيث قال: "إن من يؤمن بأن داعش دولة كمن يؤمن بأنني طائرة مروحية."

وجاءت هذه التصريحات خلال مكالمة هاتفية أجراها مع الدول المشاركة في الاجتماع الذي يضم أعضاء التحالف الدولي ضد تنظيم داعش من بوسطن حيث يتلقى العلاج بعد إصابته بحادث دراجة هوائية، من جهته قال توني بلينكن، نائب وزير الخارجية الأمريكي الذي حضر الاجتماع: "حققنا مكتسبات حقيقة بعد مرور تسعة أشهر على انطلاق عمليات التحالف ضد داعش، حيث أن التنظيم اليوم يسيطر على مساحة هي أقل بنسبة 25 في المائة عما كان يسيطر عليه في السابق".

داعش يصل أقصى حدود التوسع

في هذا السياق ربما عزز سقوط مدينتي الرمادي غربي بغداد وتدمر إلى الشمال الشرقي من دمشق في آن واحد تقريبا نفوذ التنظيم الذي أعلن العام الماضي قيام دولة الخلافة على مسافة غير بعيدة عن تحصينات اثنتين من العواصم الكبرى في التاريخ الاسلامي.

ورغم ما يبدو على المقاتلين من شعور بالانتصار في مقاطع الفيديو المنشورة على يوتيوب والقسم بمواصلة الزحف إلى بغداد ودمشق فلا يبدو أن هناك مجالا يذكر لتوسيع رقعة الأراضي الواقعة تحت سيطرة التنظيم -- على الأقل في الوقت الراهن.

وقد خسر التنظيم أرضا في كل من العراق وسوريا في الشهور الأخيرة لكنه كسب بعض الأرض أيضا. وأصبحت أضعف الأهداف الآن في قبضته وسيتعين على مقاتليه تكريس قدر كبير من الجهد للاحتفاظ بما لديه من أراض وإدارتها يعادل الجهد الذي تستلزمه محاولة توسيع نطاق هجومهم. بحسب رويترز.

في العراق يسيطر مقاتلو التنظيم بالفعل على أغلب الأراضي التي يمثل فيها السنة العنصر الغالب، وتمثل رد الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة على سقوط الرمادي في وادي نهر الفرات في ارسال الفصائل الشيعية المسلحة المدعومة من ايران التي سبق أن هزمت مقاتلي الدولة الاسلامية في وادي نهر دجلة.

أما في سوريا فقد استمدت جماعات مسلحة سنية منافسة للدولة الاسلامية - كانت في وقت من الأوقات أضعف من التنظيم - الدعم من دول عربية وتنامت قوتها فتوسعت جغرافيا على حساب حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي البلدين مُني تنظيم الدولة الاسلامية بهزائم على أيدي الأكراد، غير أنه حتى إذا كانت هناك حدود لمدى التوسع الجغرافي الذي يستطيع التنظيم تحقيقه في الوقت الحالي فإن الانتصارين اللذين تحققا له هذا الشهر يمنحانه زخما له أهميته في الحفاظ على دعم الناس له في المناطق الخاضعة لحكمه.

وقال أحمد علي الزميل الباحث في مركز التعليم من أجل السلام في العراق بواشنطن "الأولوية بالنسبة لتنظيم الدولة الاسلامية الآن هي الاستفادة من الزخم الذي اكتسبه من السيطرة على الرمادي وتدمر لأن هذه الحرب تدور حول تحولات الزخم"، وأضاف "كان الزخم في غير صالح التنظيم إلى أن تمكن من السيطرة على الرمادي. والآن هذه فرصة سانحة لكي يواصل التنظيم الضغط لأنه يحاول استعادة سمعته كقوة لا تقهر".

في العراق وبعد انهيار الجيش في العام الماضي واستيلاء الدولة الاسلامية على مساحة كبيرة من الأراضي في شمال البلاد خلال هجوم خاطف هبت الحكومة والفصائل الشيعية المتحالفة معها لوقف الهجوم قبل أن يصل إلى أبواب بغداد، ولم يستطع مقاتلو التنظيم تحقيق هدف السيطرة على سامراء الواقعة شمالي العاصمة والتي يوجد فيها واحد من أهم الأضرحة الشيعية تعهدوا بتدميره.

وأصبحت الحكومة والفصائل المتحالفة معها الآن تسيطر سيطرة قوية على العاصمة ذات الأغلبية الشيعية وتمكنت حتى الآن من منع الدولة الاسلامية من تأمين مواطئ قدم قوية لها في الأراضي الزراعية السنية على المشارف الغربية والجنوبية وهي منطقة عرفت باسم "مثلث الموت" خلال فترة الاحتلال الأمريكي بين عامي 2003 و2011، في مارس اذار الماضي تقدمت القوات الحكومية والفصائل شمالي بغداد إلى وادي نهر دجلة واستردت مدينة تكريت مسقط رأس صدام حسين، وبأموال وأسلحة ايرانية بل ومستشارين ايرانيين أثبتت الفصائل الشيعية المسلحة أنها قوة ذات قدرات مهمة في ساحة القتال رغم أن واشنطن تشعر بالقلق لأن وجودها سيؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية.

وحتى الآن عمدت الحكومة إلى إبقاء الفصائل الشيعية خارج وادي نهر الفرات ذي الغالبية السنية في المنطقة الواقعة غربي العاصمة، غير أن سقوط الرمادي دفع بغداد إلى إرسال مقاتلي الفصائل الشيعية المعروفة باسم الحشد الشعبي وهو ما يعني أن تنظيم الدولة الاسلامية سيواجه الآن خصما يتمتع بقوة هائلة.

وتخشى واشنطن أن يؤدي وجود الفصائل الشيعية إلى ارتماء العشائر المحلية في أحضان الدولة الاسلامية. وانتقدت وزارة الدفاع الأمريكية قرار الفصائل اطلاق تسمية ذات صبغة طائفية على العملية، غير أنه مثلما حدث في عامي 2006 و2007 عندما أرغمت قسوة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق - الذي خرج من عباءته تنظيم الدولة الاسلامية - الكثير من العشائر السنية على السلام مع مشاة البحرية الأمريكية رغم ما تكنه لهم من كراهية فإن العنف المتطرف الذي يمارسه المقاتلون يعني أن بعض السكان المحليين قد يقبل بوجود الشيعة مرهوبي الجانب، ويقول مقاتلون من تنظيم الدولة الاسلامية اتصلت بهم رويترز في العراق إن مهمتهم الأساسية في الوقت الحالي هي قتال الصحوات أي رجال العشائر السنية الذين يقاومون حكم التنظيم، وقتل التنظيم مئات من شيوخ العشائر المحلية وقادتها في وادي نهر الفرات. غير أن هذا العنف يجلب معه ضغائن جعلت حكم التنظيم في الماضي قصير العمر.

وقال مايكل نايتس الخبير في شؤون العراق بمعهد واشنطن إنه بسقوط الرمادي بلغ المقاتلون الحدود الطبيعية لدولة سنية من الناحية الجغرافية، ورغم أنه مازال بوسعهم شن هجمات على بغداد نفسها فالأرجح أن مثل هذه الهجمات ستكون منفصلة لا حملة كاملة للاستيلاء على المدينة، وأضاف قائلا "في العراق مازال التنظيم يخسر أرضا ولا يكسب أرضا بغض النظر عن المناورات التكتيكية البارعة مثل الرمادي. فالتنظيم لا يقدر سوى على اللعب على أطراف المناطق التي بحوزته بالفعل".

وتمثل سوريا التي تتخذ فيها حكومة الرئيس الأسد وضعا دفاعيا في الشهور الأخيرة فرصا ذات إمكانيات أكبر بالنسبة لتوسع الدولة الاسلامية. وعلى النقيض من الوضع في العراق فإن السنة في سوريا يمثلون الأغلبية على مستوى البلاد ولذلك فإن جماعة تسعى لحكم سني ستواجه قيودا طبيعية أقل لجهود التوسع الجغرافي.

وفي حين أن واشنطن تؤيد الحكومة العراقية واستخدمت قواتها الجوية في قصف أهداف الدولة الاسلامية في العراق بالتعاون مع بغداد فهي لا تزال في سوريا تعارض الأسد وليس لها حلفاء أقوياء على الأرض، وقال أحمد علي "على الجانب السوري الأمر مختلف تمام الاختلاف لأن التنظيم ليس لديه هناك قوة هائلة يواجهها. فهو قادر على مهاجمة قوات الحكومة السورية وقد شهدنا نحن حتى الآن أن القوات الحكومية السورية تتراجع أمام هجمات التنظيم. لذلك فإن سوريا قد تكون في الواقع هدفا أكثر من العراق".

ومع ذلك وعلى عكس الوضع في العراق فإن تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا يمثل جماعة واحدة من عدد من الجماعات السنية المقاتلة بدءا من الجهاديين المتشددين مثل جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة إلى القوميين العلمانيين.

وعندما حقق تنظيم الدولة الاسلامية تقدما في العراق العام الماضي وجلب أسلحة متقدمة مما استولى عليه من القوات العراقية إلى سوريا بدا أن الكثير من تلك الجماعات السنية الأخرى لن يكون لها وجود يذكر.

غير أنه في الشهور الأخيرة تلقت جماعات سنية قاومت الانضمام للتنظيم المزيد من الأسلحة والأموال من دول عربية متحالفة مع الولايات المتحدة وربما من تركيا أيضا، وازدادت قوة هذه الجماعات وألحقت هزائم بقوات الأسد وحلفائه في الجنوب الغربي والشمال الشرقي حيث ترتفع الكثافة السكانية بل وازداد اتحادها قوة عن ذي قبل، كذلك حقق تنظيم الدولة الاسلامية مكاسب وأصبح يحاول تجنيد جهاديين آخرين لضمهم إلى صفوفه. غير أن الكثير من السوريين يشعرون بالاستياء من المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم وزعيمه الخليفة العراقي أبو بكر البغدادي. ويدرك قادة جماعات أخرى أن السبيل الوحيد لاستمرار تدفق السلاح والمال العربي هو مقاومة أي تحالف.

مقتل اكثر من 10 الاف ارهابي

من جهته اعلن نائب وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الاربعاء ان اكثر من 10 الاف جهادي من تنظيم الدولة الاسلامية قتلوا منذ بدء حملة الغارات الجوية للائتلاف الدولي ضد معاقل التنظيم في سوريا والعراق، وصرح بلينكن لاذاعة "فرانس انتر" "لقد مني داعش بخسائر هائلة مع سقوط اكثر من 10 الاف من عناصره منذ بدء الحملة" مستخدما تسمية رائجة للاشارة الى التنظيم الجهادي، دون ان يوضح اذا كان يتحدث عن العراق او سوريا او البلدين معا، وشارك بلينكن في اجتماع في باريس للائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية اعربت خلاله الدول والمنظمات الدولية العشرون المشاركة عن دعمها للخطة العسكرية التي عرضها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لاستعادة السيطرة على محافظة الانبار، الا ان الوفود المشاركة حثته على المضي قدما بالاصلاحات السياسية من اجل تحسين اندماج الاقلية السنية المهمشة. بحسب فرانس برس.

ولدى سؤال بلينكن حول فاعلية الاستراتيجية التي تم بموجبها شن اكثر من اربعة الاف غارة جوية خلال تسعة اشهر لكن دون ان يحول دون وقف تقدم الجهاديين، دافع عن "التقدم الكبير" الذي تم تحقيقه.

دول الخليج تنفي فشل الحملة الجوية

بدورها نفت دول مجلس التعاون الخليجي المزاعم بان الحملة العسكرية الجوية التي يشنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية قد فشلت، بعد التقدم الذي احرزه التنظيم المتطرف في سوريا والعراق، واقر وزير الخارجية القطري خالد العطية عقب اجتماع في الدوحة بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاوروبي، بان العمل العسكري وحده لا يكفي، وصرح العطية الذي مثل دول المجلس في الاجتماع للصحافيين "التحالف لم يفشل، ولكن الحملة الجوية وحدها لا تكفي"، واضاف "علينا التعاون والتنسيق معا بشان العديد من الخطوات. وحتى الان فان الحملة ضد الارهاب فعالة". بحسب فرانس برس.

واوضح ان من بين هذه الخطوات "تعزيز وتسريع الحوار في العراق وسوريا وايجاد مخرج لانقاذ السوريين لانهم عالقون بين طغيان النظام ووحشية الارهابيين"، واستولى التنظيم بشكل كامل على معبر حدودي بين سوريا والعراق، بعد اسبوع من سيطرته على مدينة الرمادي وايام من سيطرته على مدينة تدمير الاثرية.

واثار تقدم التنظيم المتطرف شكوكا بشأن الحملة التي يشنها التحالف بقيادة واشنطن على التنظيم، ووصفت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الانباء الواردة من العراق وسوريا "وخاصة" السيطرة على مدينة تدمر بانها "تطورات دراماتيكية"، وقالت "الحل السياسي في سوريا والعراق هو وحده الذي يمكن ان يؤدي الى تسوية الازمة في البلدين".

ايران تدعو لزيادة الميزانية العسكرية

دعا مسؤول عسكري ايراني كبير الاحد البرلمان الى زيادة ميزانية القوات المسلحة للتصدي لتهديد تنظيم "الدولة الاسلامية" في الدول المجاورة، وقال احمد رضا بوردستان قائد سلاح البر في كلمة امام النواب "علينا مواجهة شكل جديد من التهديد في المنطقة. والمجموعات الارهابية موجودة قرب حدودنا"، بحسب ما اوردت وسائل اعلام ايرانية، واضاف "نرى اليوم وجود داعش في افغانستان وباكستان (..) يجب تعزيز سلاح البر والحرس الثوري لشراء دبابات وعربات نقل وصيانة مروحياتنا"، وتابع "اليوم، المعركة برية" في الوقت الذي يجري فيه سلاح البر الايراني منذ عدة ايام مناورات على الحدود مع العراق. بحسب فرانس برس.

وبحسب وسائل اعلام فان ميزانية الدفاع للسنة الايرانية الحالية (آذار/مارس 2015-آذار/مارس 2016) رفعت باكثر من 30 بالمئة لتبلغ نحو عشرة مليارات دولار تضاف اليها 1,2 مليار دولار مصدرها صندوق سيادي للبلاد، وكان تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف تبنى في 13 ايار/مايو اول اعتداء له في باكستان الذي خلف 40 قتيلا بين الاقلية الشيعية في كراتشي. وفي نيسان/ابريل تبنى متحدث سابق باسم طالبان باكستان اقيل بعد مبايعته تنظيم الدولة الاسلامية، اعتداء انتحاريا خلف 30 قتيلا في جلال اباد شرق افغانستان. لكن تنظيم الدولة الاسلامية لم يؤكد تبنيه الاعتداء.

وقال الجنرال الايراني انه خلال هجمة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق في حزيران/يونيو 2014 "وصل الارهابيون الى جلولاء (على بعد 40 كلم من الحدود مع ايران) ومحطتهم التالية كانت خانقين ليدخلوا بعد ذلك بلادنا"، واوضح "في اقل من ثلاثة ايام ارسلنا خمس كتائب الى الحدود ومروحياتنا للاستطلاع توغلت حتى 40 كلم داخل العراق".

وتتصدى ايران القوة الاقليمية الشيعية لتنظيم الدولة الاسلامية خصوصا من خلال مشاركة مستشارين عسكريين ودعم مالي وعسكري للحكومتين العراقية والسورية، وتتهم وسائل الاعلام الايرانية الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية والمملكة السعودية وحلفاءها العرب السنة بانها تشجع انتشار تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة المعاديين لايران في المنطقة.

ضابط مخابرات عراقي سابق وراء صعود داعش

من جهة اخرى أفاد تقرير نشرته مجلة دير شبيجل الألمانية استنادا إلى وثائق كشفت عنها بأن ضابطا سابقا في مخابرات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان العقل المدبر وراء سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على شمال سوريا.

وقالت المجلة في قصة طويلة نشرت في مطلع الأسبوع بعنوان "ملفات سرية تكشف هيكل الدولة الإسلامية" إنها حصلت على 31 صفحة من خطط وقوائم وجداول مكتوبة بخط اليد تصل إلى حد مخطط لإقامة دولة خلافة في سوريا. بحسب رويترز.

والوثائق هي تخطيط رجل قالت المجلة إن اسمه سمير عبد محمد الخليفاوي وهو عقيد سابق في مخابرات القوات الجوية في عهد صدام. كان للرجل اسم مستعار هو حجي بكر، وتقول المجلة إن الملفات تشير إلى أن السيطرة على شمال سوريا كان جزءا من خطة محكمة أشرف عليها حجي بكر باستخدام تقنيات - بينها المراقبة والتجسس والقتل والخطف - تم صقلها في عهد الجهاز الأمني لصدام، وأفادت أنباء أن حجي بكر قتل في معركة مسلحة مع مقاتلين سوريين في يناير كانون الثاني 2014 لكنه كان قد ساعد قبلها في الاستيلاء على مناطق واسعة من سوريا الأمر الذي عزز من وضع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.

وجاء في قصة دير شبيجل التي كتبها كريستوف رويتر "ما وضعه بكر على الورق صفحة بصفحة مع تحديد فقرات بعينها لمسؤوليات فردية لا يقل عن مخطط للاستيلاء"، وتابعت القصة "لم يكن بيان مبايعة لكنه كان خطة تقنية محكمة لدولة مخابرات إسلامية - دولة خلافة تديرها منظمة تشبه وكالة مخابرات ستاسي الداخلية الشهيرة في شرق ألمانيا"، وتصف القصة حجي بكر بأنه شخص "ناقم وعاطل" بعد أن حلت السلطات الأمريكية الجيش العراقي بقرار عام 2003. وبين عامي 2006 و2008 أفادت أنباء انه في منشآت احتجاز أمريكية بينها سجن أبو غريب.

لكن القصة تقول إنه في عام 2010 كان حجي بكر ومجموعة صغيرة من ضباط المخابرات العراقية هم الذين جعلوا أبو بكر البغدادي الزعيم الرسمي لتنظيم الدولة الإٍسلامية بهدف منح التنظيم "وجها دينيا"، وتضيف المجلة أنه بعدها بعامين سافر حجي بكر إلى شمال سوريا للإشراف على خطته واختار البدء فيها بمجموعة من المقاتلين الأجانب بينهم متشددون يفتقرون للخبرة من السعودية وتونس وأوروبا إلى جانب مقاتلين مخضرمين من الشيشان وأوزبكستان.

ويصف الصحفي العراقي هشام الهاشمي - الذي خدم أحد أقربائه مع حجي بكر - الضابط السابق بأنه قومي وليس إسلامي. وتجادل قصة دير شبيجل بأن السر وراء نجاح تنظيم الدولة الإسلامية هو جمعه بين المتضادين - المعتقدات المتطرفة لمجموعة من ناحية والحسابات الاستراتيجية لمجموعة أخرى بقيادة حجي بكر، وذكرت المجلة أنها حصلت على الأوراق بعد مفاوضات مطولة مع مقاتلين في مدينة حلب السورية كانوا قد استولوا عليها عندما اضطر التنظيم للتخلي عن مقره هناك في أوائل 2014.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي