حين تحتفي الدواعش بالنساء

عبدالزهرة الطالقاني

2015-03-09 08:32

تزامننا مع الاحتفال العالمي بيوم المرأة، برزت ظاهرة جديدة تمثلت بتجنيد داعش للفتيات الاوربيات ما اثار الفزع لدى الغرب من تنامي هذه الظاهرة.. في حين أشارت تقارير صحفية الى ان عدد المعنفات في البصرة بلغ اكثر من (500) امرأة كانت وراءها أسباب وتقاليد عشائرية بالية..

المرأة العراقية وكذلك العربية تحتفي بيومها العالمي وسط اضطرابات في الشرق والغرب كانت ومازالت المرأة احدى ضحاياها.. ظروف غير طبيعية تعيشها المرأة العراقية، المهجرة منها خاصة، والتي تركت ديارها وتعرضت هي واسرتها واطفالها الى اشد أنواع العنف، تجسدت بأبشع الوانها الا وهو السبي والاعتداء..

كذلك المرأة في سوريا وليبيا وربما في مناطق عربية أخرى. وقد وصلت المصيبة الى اوربا.. فنساء داعش قادمات.. حيث ان التقديرات الأولية تشير الى انضمام المزيد من النساء الاوربيات الى تنظيم داعش في سوريا والعراق.. وان هناك (550) امرأة غربية التحقن بداعش، هذا الأمر جعل الغرب يفكر بجد في أسباب هروب نسائهم الى الشرق، القضية ليست مزحة، فخلال الفترة الماضية كانت عناصر التنظيم الإرهابي والجهات التي تدعمهم تجيد استخدام وسائل الاعلام الالكتروني، وبالذات مواقع التواصل الاجتماعي التي تستهدف الفتيات على وجه التحديد، في محاولة لجذبهن الى قضية التنظيم من خلال تقديم النصائح ومشورة السفر.

اذن نحن امام معضلة جديدة.. نساء يسبين واخريات يتطوعن في صفوف التنظيم الاجرامي، ويأتين من كل فج عميق للانضمام الى هذه العصابات.. تساؤلات عدة تثار حول هذه الممارسات حتى ان دراسة لمعهد الحوار الاستراتيجي نشرت في الشهر الماضي، وجدت ان الفتيات المتحمسات اصبحن ضحية للعنف والرعب الذي يمارسه عناصر التنظيم.. فمن خلال مشاركات على حسابات في مواقع اجتماعية لعدد من الاوربيات اللواتي سافرن الى سوريا والعراق.. وصفت احداهن القتل الوحشي لعدد من الاسرى السوريين، بانه "مذهل"، على الرغم من بشاعته على حد وصف الدراسة، وهناك تفاعل غريب مع حالات العنف، وعبرت امرأة أخرى عن سعادتها عبر تويتر لإعدام عدد من الرهائن، وذلك بعد مشاهدتها شريط فديو يظهر فيه قطع رؤوس الرهائن.. تلك المرأة دعت الدواعش بهذه العبارة "المزيد من قطع الرؤوس من فضلكم"!

الدراسة التي ذكرناها خلصت الى انه ليس هناك شك في ان كثرا من النساء اللواتي يهاجرن الى الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، يشعرن بالمتعة في وحشية داعش، هذا على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، فماذا عن كتائب النساء القتالية.. فالمعلومات تشير الى وجود كتيبتين للنساء الأولى تحمل اسم ام الريحان، والثانية اسم الخنساء، تضمان اكثر من (350) امرأة، ومهمة النساء المنتميات الى هاتين الكتيبتين تثقيف النساء وشرح تعاليم اسلام داعش للنساء.

النساء الاوربيات دخلن هاتين الكتيبتين فعلا، ولعل وجود بريطانيتين باسم سلمى وزهرة في هاتين الكتيبتين، هو خير دليل على ان هناك رغبة لدى النساء الاوربيات في الانخراط في الاعمال التي يقوم بها التنظيم، ولعلهن يقمن بجزء من الدعم اللوجستي إضافة الى تدريبهن العسكري.. فبات معروفا ومتداولا أسماء بعض النساء الداعشيات، مثل ام مهاجر المسؤولة عن كتيبة الخنساء في سوريا، وام المقداد التي تُدّعى بأميرة نساء داعش، وهي المسؤولة عن تجنيد الفتيات.. وام ليث المهاجرة من لندن الى سورية، وام حارثة التي تمتلك موقعا الكترونيا وتروج لجرائم داعش، وهناك نساء سعوديات مثل ندى معيض القحطاني وغيرهن، ليس بينهن ام حسين، وام علي والحمد لله.

رئيس الوزراء العراقي أعلن مؤخرا عند حضوره جلسة البرلمان في الثاني من اذار 2015، ان هناك (164) امرأة معتقلة في السجون العراقية بتهمة الإرهاب، وهؤلاء النسوة زوجات لأمراء في التنظيم، او قمن فعلا بأعمال ارهابية، وفي هذا الشأن تقول الباحثة في شؤون الإرهاب في كلية كينج في لندن، كاترين براون، انه توجد أسباب عدة تدفع النساء للانضمام الى التنظيم، منها ان التنظيم يمثل كيانا مثاليا بالنسبة اليهن، كما ان قياداته يعرضون أسلوب ادارتهم بطريقة جذابة حسب ما يبدو، والتحقت بعض الاوربيات بالتنظيم بهدف المشاركة في بناء مايسمينه بالخلافة، وفقا للباحثة براون وهن يردن ان يصبحن شريكات في هذا المشروع، بكونهن أمهات وزوجات.

وعلى الرغم من ان داعش يروج لدور فعال للنساء في ساحات المعارك، فان الخبير في مؤسسة "كويليام" تشارلي وينتر يقول: ان الفتيات يخضعن لمراقبة شديدة منذ وصولهن الى المناطق التي يسيطر عليها المتطرفون.

اذن المرأة تحتفل بعيدها، الا ان هناك نساء اخريات يعرقلن إتمام الفرحة، من خلال انضمامهن طوعا لتنظيم اثبتت التجارب بانه موغل في الاجرام، وان أُولئك النسوة يتلذذن بالعنف، فكيف سنناهض العنف، والمرأة تجري بقدميها، مخيرة لا مسيرة، الى بيئة لاشي فيها سوى العنف !!..

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا