الكرد مستعدون لبناء دولتهم شاءت الولايات المتحدة أم أبت

لقد عانينا مثل اليهود

أحمد عبد الأمير

2015-07-11 08:25

فرانسس مارتل/موقع بريتبارت/ترجمة أحمد عبد الأمير

 

في الوقت الذي تستمر فيه القوات الكردية على إختلاف اشكالها بإحتواء تقدم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا والعراق، تتعالى أصوات قادتها وبنحو متزايد حول إقامة دولة كردستان المستقلة، ومع بعض الأصوات القريبة من الحدث التي صرحت لفوكس نيوز أن الكرد عازمون على تشكيل دولة جديدة- "شاءت الولايات المتحدة أم أبت".

مصادر أمنية تحدثت إلى "فوكس نيوز" اشارت فيها إلى أن القوات الكردية- وحدات الحماية الكردية YPG/ وحدات الحماية النسوية YPJ في سوريا والبيشمركة في العراق- حققوا تقدما كبيرا خلال الأشهر الماضية، مانعين بذلك داعش من إعادة السيطرة على كوباني البلدة الواقعة على الحدود التركية، بل حتى وقيامهم بشق الطرق إلى محافظة الرقة، موطن "عاصمة" "الدولة الاسلامية". لقد كانوا أكثر نجاحا من الجيش العراقي الرسمي في تصديهم للمجموعة الجهادية السنية، أو من بقايا ما كان يوما ما جيش الرئيس السوري بشار الأسد، وتلمح السلطات إلى أنهم الآن عازمون على الاستيلاء على مدينة كركوك العراقية والبدء في إنشاء دولة.

ويقول مصدر يوصف بأنه "عامل على الأرض ولديه اتصالات مباشرة مع القادة الكرد"، "انهم يضغطون بشدة في كركوك لأجل الحفاظ عليها وإبقاء تنظيم داعش خارجا، ومتى ما تم ذلك، فإنهم سيمضون قدما بخططهم لبلدهم"، مضيفا "لديهم هدف واحد فقط، نال ذلك إعجاب الولايات المتحدة أم لا".

ويشير تقرير فوكس إلى أن إدارة أوباما عارضت بشدة إنشاء دولة كردستان المستقلة، وذلك نقلا عن المتحدث باسم وزارة الخارجية حين قال لوسيلة إعلامية أن أمريكا "داعمة للغاية" للكرد، في الوقت التي هي "واضحة وثابتة في دعمها لوحدة العراق".

ويبدو أن القادة الكرد يشككون من أن الدولة بإمكانها دعم كلا من الحكومة التي يديرها الشيعة في بغداد والقوات الكردية العراقية التي تتخذ من أربيل مقرا لها. وقال لاهور طالباني- وهو أحد القادة في وكالة الاستخبارات الكردية، لفوكس نيوز أن كردستان مثل إسرائيل: "لقد عانينا لسنوات، ضربنا بالغازات السامة من قبل صدام، لدينا مقابر جماعية. لقد عانينا مثل اليهود على أيدي هذه الدول المحيطة بنا، ونحن داعمون جدا للغرب. سوف لن تجد أي دول أخرى مثل تلك التي في هذه المنطقة".

ويدعو مسرور بارزاني- وهو رئيس الاستخبارات في حكومة إقليم كردستان العراق و إبن مسعود بارزاني رئيس الإقليم - علانية للدولة الكردية. وقد وصف في مقابلة مع "المونيتر" الدعم المتكرر لعراق موحد عقب الفشل المتعدد بـ "الجنون" وأن العراق بحد ذاته بأنه "ليس مشروعا مجديا".

ويضيف قائلا: كم من المرات حاولنا فيها دعم حكومة مركزية موحدة وقوية في بغداد؟ لكن الأمر لم ينجح. كردستان مسيطر عليها من قبل الكرد، وإن المناطق السنية مسيطر عليها من قبل [الدولة الإسلامية] والمناطق الشيعية تتحكم بها القوى الشيعية ووحدات الحشد الشعبي. وقد بذل رئيس الوزراء حيدر العبادي جهدا كبيرا لإصلاح الأمور، لكن يجب على الحكومة العراقية أن تتقبل الواقع وتبحث عن حلول أخرى. إننا لا نضغط باتجاه الانفصال القسري، بل نتحدث عن طلاق ودي.

ويؤكد بارزاني بنحو صارم ومتساوي من أن حزب العمال الكردستاني (PKK)، وهو مجموعة ماركيسية إرهابية، ويسعى أيضا إلى كردستان مستقلة لكن تكون في تركيا، "ليس لديه أي دور يلعبه" في حماية الأراضي الكردية في العراق، لاسيما سنجار، حيث تعرض الشعب هناك من الأيزيديين لهجوم من قبل "الدولة الإسلامية". "ينبغي عليهم الانسحاب ويجب ذلك لأن شعب سنجار سيقرر مستقبله وأن هذه هي كردستان العراق، متسائلا "هل سيكون حزب العمال سعيدا إذا تدخل حزب سياسي كردي من داخل العراق في شؤون ديار بكر أو ماردين".

وبرغم الخلافات بين القادة الكرد، يشير بارزاني إلى أن القتال ضد الدولة الاسلامية يخدم وحدة الكرد ضد عدو مشترك. وهناك دليل آخر على ذلك في تقارير نشرتها وسيلة إعلامية تدعى روداو، توحي أن بيشمركة كردستان العراق يفكرون بالانتقال إلى روجافا في كردستان سوريا- لمساعدة وحدات الحماية الكردية YPG/YPJ على استئصال ارهابيي داعش من المنطقة. وقد وعد بارزاني الأب بإعارة المنطقة خدمات القوات العراقية الضرورية لمنع داعش من التوسع.

وعلاوة على خيبة الأمل المتمثلة في دعم الحكومة الأمريكية لبغداد، يواجه الاستقلال الكردي خصما قويا في تركيا وهو الرئيس رجب طيب اردوغان. إن العداء التركي تجاه الاستقلال الكردي- يغذيه التاريخ العنيف لحزب العمال الكردستاني في تركيا- مثل تلك التقارير أظهرت أردوغان على أنه يخطط لغزو سوريا ليس لكبح توسع داعش، ولكن للإبقاء على الكرد في وضع حرج.

لقد فعلت معارضة أردوغان للقضية الكردية الشيء القليل في عرقلة شعبيتها على الصعيد الدولي، لاسيما ما بين الأمريكيين وقدامى المحاربين الأمريكيين الذين اختاروا مساعدة كردستان حيث رفضت حكومتهم ذلك. ويستخدم قدامى المحاربين الأمريكيين والكنديين وسائل الاعلام الاجتماعية لجمع الأموال لغرض السفر إلى كردستان والالتحاق بوحدات الحماية الكردية YPG/YPJ، وان هؤلاء المتواجدين فعلا هناك يخبرون الاعلام إنهم قد جرى الترحيب بهم كأبطال. ويقول جورتان ماتسون البالغ من العمر 28 عاما وهو من قدامى المحاربين في الجيش الأمريكي الذين يقاتلون داعش في سوريا "لم يظهر لي الكرد شيئا سوى الحب وفي كل مكان، وانني ممتن جدا لإتاحة لي الفرصة للمساعدة".

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي