ﺗﺤﺎﺷﻲ ﺻﺮﺍﻉ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺳﻮﺭﻳﺔ
مجموعة الازمات الدولية
2019-01-02 06:48
ﻣﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ؟ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﻣﻔﺎﺟﺌﺎً، ﺇﻻ ﺇﻧﻪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺗﺤﺬﻳﺮﺍﺕ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻣﺒﺮﺭ ﻓﻘﻂ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﻹﻟﺤﺎﻕ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻗﺎﻝ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺃﻧﺠﺰﺕ، ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻧﺸﻄﺎً ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ.
ﻣﺎ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺫﻟﻚ؟ ﻟﻢ ﺗﺤﻀّﺮ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻼﻧﺴﺤﺎﺏ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ. ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺷﺮﻛﺎء ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ، ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻬﺠﻮﻡ ﺇﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ. ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎﺭﺛﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﻮﻓﺮ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﺮﺻﺔ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ.
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻓﻌﻠﻪ؟ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻟﻤﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﻗﻮﺍﺕ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ (ﻗﺴﺪ) ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ. ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻥ ﺗﺸﺠﻊ ﻗﺴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺻﻔﻘﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ؛ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﻗﺴﺪ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ. ﻭﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺃﻱ ﻓﺴﺤﺔ ﺗﻮﻓﺮﻫﺎ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﻣﺤﺪﻭﺩﻳﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺎﻧﺴﺤﺎﺏ ﺃﻣﻴﺮﻛﻲ ﻣﻨﻈﻢ.
.I ﻟﻤﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ
ﻓﻲ 19 ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ/ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺩﻭﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﺇﻟﻰ ﻧﻈﻴﺮﻩ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ، ﺭﺟﺐ ﻁﻴﺐ ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ، ﺃﻋﻠﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺴﺤﺐ ﻗﻮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﻣﻮﻅﻔﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺳﻮﺭﻳﺔ. ﻛﺎﻥ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﻗﺪ ﺃﺑﻠﻎ ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻴﺘﻪ، ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻛﺎﻥ ﻣﻔﺎﺟﺌﺎً، ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺨﺎﻁﺮﺓ؛ ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ، ﺇﺫﺍ ﺃﺗﻰ ﻣﺘﺴﺮﻋﺎً، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺨﺎﻁﺮ ﺑﻨﺸﻮء ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺑﻪ. ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺷﺮﻛﺎء ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ، ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻬﺠﻮﻡ ﺇﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮﻫﻢ ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﻴﻦ. ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻨﺎﺷﺊ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﺮ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ.
ﻣﻦ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﻬﺪ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺳﻮﺭﻳﺔ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮﻥ ﻗﺪ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺳﺤﺐ ﻗﻮﺍﺗﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻀﻤﻦ ﻗﺪﺭﺓ ﺷﺮﻛﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎء ﺑﺪﻭﻧﻬﺎ. ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ، ﻻ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺟﻬﺰﺕ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺆﻭﻝ.
ﻣﻊ ﻭﺻﻮﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺿﺪ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻟﻤﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﺗﻴﺴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺻﻔﻘﺔ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﻗﺴﺪ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ. ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻬﻼً. ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺮﺕ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﺩﻣﺸﻖ ﺗﻌﺜﺮﺕ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ. ﻗﺪ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺿﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺃﻗﻞ ﻣﺮﻭﻧﺔ ﺍﻵﻥ ﻭﻗﺪ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺭﺣﻴﻠﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻧﺘﻬﺎء ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ.
ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﻥ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺍﻟﻮﺷﻴﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻨﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻤﻠﺤﺔ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺻﻔﻘﺔ ﻳﺘﻢ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻟﺸﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺒﻼﺩ؛ ﻭﺗﺤﺮﻙ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻣﻊ ﺗﺮﻛﻴﺎ، ﺑﺪﻋﻢ ﺭﻭﺳﻲ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻬﺪﺋﺔ ﺍﻟﻬﻮﺍﺟﺲ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻭﻣﻨﻊ ﻫﺠﻮﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺴﺪ؛ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻟﻸﻛﺮﺍﺩ. ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﻟﻢ ﺗﺸﺠﻊ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻗﺴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺻﻔﻘﺔ؛ ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺃﻥ ﻳﺘﻐﻴﺮ. ﻗﺴﺪ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻮﻗﺖ ﻭﻣﺴﺎﺣﺔ ﻛﺎﻓﻴﻴﻦ ﻟﻠﺘﻔﺎﻭﺽ ﺑﺠﺪﻳﺔ ﻣﻊ ﺩﻣﺸﻖ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺮﺍﻋﺎً ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﻗﺴﺪ، ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ؛ ﻭﻫﻮ ﺻﺮﺍﻉ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎﺭﺛﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻋﻮﺩﺓ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ.
.II "ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ"
ﻳﺸﻜﻞ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﺑﺴﺤﺐ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺃﺣﺪﺙ ﺗﻘﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺣﻴﺎﻝ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺧﻼﻝ ﺭﺋﺎﺳﺘﻪ؛ ﺣﻴﺚ ﺻﺎﺭﻉ ﻣﺴﺆﻭﻟﻮ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻜﺮﺭ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﻳﺔ ﺑﺘﺠﻨﺐ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ
ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ.1 ﺣﺘﻰ ﻟﺤﻈﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﺗﺮﺍﻣﺐ، ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﻳﺮﺑﻄﻮﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺑـ" ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ" ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﺐ، ﻁﺒﻘﺎً ﻟﺘﻌﺮﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ، ﺣﺪﻭﺙ ﺗﻐﻴﺮ ﺟﺬﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺔ.2 ﺍﻵﻥ، ﺃﻛﺪ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﻓﻲ ﺗﻐﺮﻳﺪﺓ ﻟﻪ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻓﻲ 19 ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ/ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ: "ﻟﻘﺪ ﻫﺰﻣﻨﺎ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻮﺟﻮﺩﻧﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻼﻝ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺗﺮﺍﻣﺐ".3
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﻗﺪ ﺍﺗﺨﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ – ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻢ ﻭﺯﺍﺭﺗﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ – ﺧﻼﻝ ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ ﻫﺎﺗﻔﻴﺔ ﺃﺟﺮﺍﻫﺎ ﻓﻲ 15 ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ/ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ. ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻗﺪ ﺻﻌﺪﺕ ﺿﻐﻮﻁﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺳﻮﺭﻳﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺑﺎﺕ ﻭﺍﺿﺤﺎً ﻷﻧﻘﺮﺓ ﺃﻥ "ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ" ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻟﻘﺴﺪ ﻭﺩﻋﻤﻬﺎ ﻟﻠﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ. ﻗﺴﺪ ﺗﻘﻮﺩﻫﺎ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻦ ﺗﻤﺮﺩﺍً ﻣﺴﻠﺤﺎً ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮﺩ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ؛ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺃﻧﻘﺮﺓ ﺗﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎً ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺎً ﻭﺗﺠﺪ ﺃﻱ ﺩﻋﻢ ﺃﻣﻴﺮﻛﻲ ﻟﻬﺎ ﺃﻣﺮﺍً ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻝ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻧﻘﺎﻁ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻁﻮﻝ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ-ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ/ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ – ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﻞ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ، ﻛﻤﺎ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮﻥ – ﺍﺯﺩﺍﺩ ﻏﻀﺐ ﺃﻧﻘﺮﺓ، ﺣﻴﺚ ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﻋﻤﻼً ﻋﺪﺍﺋﻴﺎً ﻣﺼﻤﻤﺎً ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻋﺪﻭﻫﺎ ﺍﻟﻠﺪﻭﺩ، ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ.4
ﻓﻲ 12 ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ/ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ، ﺃﻋﻠﻦ ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺳﺘﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ " ﺧﻼﻝ ﺃﻳﺎﻡ". ﺃﻁﻠﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺃﺟﺮﺍﺱ ﺍﻹﻧﺬﺍﺭ ﻓﻲ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ.5 ﺣﺬﺭ ﺍﻟﺒﻨﺘﺎﻏﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺃﻱ ﻫﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺳﻴﻜﻮﻥ
"ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻝ". 6 ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﺪﺙ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﻓﻲ 15 ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ /ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ، ﺗﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﺮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻣﻌﻪ ﺑﻘﻮﺓ. ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ. ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﺻﺪﻡ ﻣﺴﺆﻭﻟﻲ ﺇﺩﺍﺭﺗﻪ ﺑﺈﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﺑﺄﻥ ﻫﺠﻮﻣﺎً ﺗﺮﻛﻴﺎً ﻻ ﻳﻌﻘﻞ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺳﺘﻨﺴﺤﺐ ﻭﺷﻴﻜﺎً ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺔ. ﺃﺣﺪ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻴﻦ ﻟﺨﺺ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﺑﻴﻦ ﺯﻣﻼﺋﻪ، ﻣﺸﻴﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺍﻟﻔﻮﺿﻮﻱ ﻣﻦ ﻓﻴﺘﻨﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﻋﻘﻮﺩ، ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻖ ﻗﺎﺋﻼً: "ﻟﻢ ﺃﻋﻴﱠﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺼﺐ ﻷﻛﻮﻥ ﻣﺴﺆﻭﻻً ﻋﻦ ﺳﺎﻳﻐﻮﻥ ﺃﺧﺮﻯ".7
ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺩﻣﺎً، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻔﺎﺟﺌﺎً ﻓﻌﻼً؛ ﻓﻘﺪ ﺃﻛﺪ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺃﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺴﻮﺭﻳﺔ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﺑﻬﺰﻳﻤﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.8 ﻓﻲ ﺁﺫﺍﺭ/ﻣﺎﺭﺱ 2018، ﻧﻘﺾ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎً ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻣﻔﺘﻮﺣﺎً ﻟﻠﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺑﺎﻹﻋﻼﻥ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺭﺩﺍً ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺣﺪﺙ، ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺳﺘﺴﺤﺐ ﻗﻮﺍﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺔ "ﻗﺮﻳﺒﺎً ﺟﺪﺍً".9 ﻭﻓﻲ ﻣﺪﺍﻭﻻﺕ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﺗﺎﻟﻴﺔ، ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﻓﺮﺍﻍ، ﻛﻤﺎ ﺣﺬﺭ ﻣﺴﺎﻋﺪﻭﻩ، ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﻸﻩ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻭﺇﻳﺮﺍﻥ.10
ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺖ، ﺃﻗﻨﻌﻪ ﻣﺴﺆﻭﻟﻮ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ – ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺇﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣﺎﻛﺮﻭﻥ– 11 ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻛﺠﺰء ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻔﺮﺽ "ﺿﻐﻮﻁ ﻗﺼﻮﻯ" ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺮﺍﻥ.12 ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﻨﻘﺾ ﻣﻴﻮﻝ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ ﺳﻮﻯ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﻓﻘﻂ.
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ، ﻓﺈﻥ ﺧﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﻻ ﻋﻤﻠﻴﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺑﻀﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻟﻴﺤﺪﺛﻮﺍ ﻓﺮﻗﺎً ﻣﻠﻤﻮﺳﺎً ﺣﻴﺎﻝ ﻧﻔﻮﺫ ﺇﻳﺮﺍﻥ. ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺎﻁﺮ ﺑﺎﻟﺘﺴﺒﺐ ﺑﺘﺼﻌﻴﺪ ﻣﻀﺎﺩٍ ﻭﺧﻄﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﺣﻠﻔﺎﺋﻪ. ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻳﺤﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ.
ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺤﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ، ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﺨﻠﻖ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ؛ ﻓﺮﻏﻢ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻴﻦ ﻋﻦ "ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ" ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻨﺤﻮﻩ ﻓﻌﻠﻴﺎً ﻓﺮﺻﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ. ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﺇﺫﺍ ﺗﺴﺒﺐ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻓﻲ ﺻﺮﺍﻉ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ ﻗﺴﺪ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻐﻞ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻟﻴﻌﺎﻭﺩ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ. ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺃﻭﺳﻊ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻴﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺳّﻌﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻔﻬﻮﻡ "ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ" ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﺘﺸﻤﻞ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﻭﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺯﻣﻨﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﺩ – ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﻫﺪﻑ ﻣﺤﺪﺩ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻨﻈﻢ – ﻓﺈﻥ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﻫﺪﺭﻭﺍ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺿﺪ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ. ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺟﻬﺰﻭﺍ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻭﻣﻮﺟﻊ ﻳﺨﺎﻁﺮ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺟﺰﺋﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ.
ﺭﻏﻢ ﺗﻐﺮﻳﺪﺓ ﺗﺮﺍﻣﺐ، ﻓﺈﻥ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻢ ﻳﻬﺰﻡ ﺑﻌﺪ، ﻓﻬﻮ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻤﻮﻁﺊ ﻗﺪﻡ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﻨﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺔ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﺣﻴﺚ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻘﺎﺗﻠﻮﻩ ﻣﻦ ﺻﺪ ﻗﺴﺪ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ.13 ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺧﻼﻳﺎ ﺳﺮﻳﺔ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﻔﺠﻴﺮﺍﺕ ﻭﺍﻻﻏﺘﻴﺎﻻﺕ ﺧﺎﺭﺝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍء. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻋﺪﺩ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻁﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻟﻤﺪﺓ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ.14
ﺇﻥ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻻ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻭﺟﻮﺩﺍً ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً ﺃﻣﻴﺮﻛﻴًﺎ ﻁﻮﻳﻞ ﺍﻷﻣﺪ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺳﻮﺭﻳﺔ؛ ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻻﺳﺘﻴﺎء ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺰﻋﺰﻉ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ، ﻣﻊ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ ﻟﻠﻤﻮﺍﻟﻴﻦ ﻭﻟﻠﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺎءﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻋﻨﻒ ﻭﺗﺨﺮﻳﺐ.15 ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺳﺘﻐﺎﺩﺭ – ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻐﺎﺩﺭ. ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻬﺬﺍ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺒﻮﻗﺎً ﺑﺎﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮﺍﺕ. ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﻋﻮﺩ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻣﺴﺘﺪﺍﻡ ﺗﺒﻌﻬﺎ ﺇﻋﻼﻥ ﺑﺨﺮﻭﺝ ﺳﺮﻳﻊ. ﺇﻥ ﺍﻧﺴﺤﺎﺑﺎً ﺃﻣﻴﺮﻛﻴًﺎ ﻣﻔﺎﺟﺌﺎً ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻨﺴﻖ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﺽ ﺣﻠﻔﺎء ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻟﻬﺠﻮﻡ ﻣﺪﻣﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، ﻣﻊ ﻣﺎ ﺳﻴﺘﺒﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﻮﺿﻰ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻌﻮﺩﺓ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ.
.III ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﻥ ﻟﻠﺨﺬﻻﻥ، ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ
ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻟﻠﻘﻠﻖ ﻹﻋﻼﻥ ﺍﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻓﻲ ﺗﺮﻙ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻭﺍﻟﺤﻠﻴﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺿﺪ ﺩﺍﻋﺶ، ﺃﻱ ﻗﻮﺍﺕ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ، ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺣﺮﺝ.
ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﺍﻧﺨﺮﻁﺖ ﻗﺴﺪ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ، ﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﻧﺠﺎﺡ. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﻓﻲ ﺁﺫﺍﺭ/ﻣﺎﺭﺱ 2018 ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﺎﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺳﺘﻨﺴﺤﺐ ﻗﺪ ﺩﻓﻌﺖ ﻗﺴﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﻣﻊ ﺩﻣﺸﻖ؛ ﻓﻔﻲ ﺗﻤﻮﺯ/ﻳﻮﻟﻴﻮ ﻭﺁﺏ/ﺃﻏﺴﻄﺲ، ﺍﻟﺘﻘﻰ ﻭﻓﺪ ﻣﺪﻧﻲ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻘﺴﺪ ﺑﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺣﻜﻮﻣﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ. ﻭﺭﺍء ﺍﻟﻜﻮﺍﻟﻴﺲ، ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ. ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻭﺻﻠﺖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﻁﺮﻳﻖ ﻣﺴﺪﻭﺩ. ﻟﻢ ﺗﻘﺘﺮﺡ ﺩﻣﺸﻖ ﺳﻮﻯ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﻁﻔﻴﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺻﺮ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﻮﻥ ﺑﻘﺴﺪ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺮﺍء ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﻗﻴﺎﻡ ﻻ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ.16 ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎء، ﻭﺣﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﻗﺪ ﻗﺮﺭﺕ (ﻓﻴﻤﺎ ﺑﺪﺍ) ﺍﻟﺒﻘﺎء ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ، ﻁﻤﺄﻥ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮﻥ ﺷﺮﻛﺎءﻫﻢ ﻓﻲ ﻗﺴﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺳﺘﺒﻘﻰ، ﻓﺄﺭﺍﺣﺘﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﻔﺎﻕ. ﻏﻴﱠﺮ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﻟﻬﺠﺘﻬﻢ ﺣﻴﺎﻝ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻭﻟﻢ ﻳﺸﺠﻌﻮﺍ ﻗﺴﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺎﺕ.17
ﺍﻵﻥ، ﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﺴﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺄﻧﻒ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﺑﺠﺪﻳﺔ، ﻭﺇﻥ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﺗﻔﺎﻭﺿﻲ ﺃﺿﻌﻒ ﺑﻜﺜﻴﺮ. ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ/ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺩﻣﺸﻖ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺩﻓﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺴﺪﻭﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﻗﺴﺪ ﻭﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺪﻣﺸﻖ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻣﻪ. ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺳﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻄﺮﻓﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻮﻗﻒ ﻫﺠﻮﻣﺎً ﺗﺮﻛﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﻗﺴﺪ.
ﻟﻠﻄﺮﻓﻴﻦ ﺩﻭﺍﻓﻌﻬﻤﺎ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﻔﺎﻕ. ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻟﺪﻯ ﻗﺴﺪ ﺩﺍﻓﻊ ﺃﻛﺒﺮ؛ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ. ﻭﻟﺪﻯ ﺃﻧﻘﺮﺓ ﻣﺎ ﻳﺒﺮﺭ ﺛﻘﺘﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﺑﻮﺳﻌﻬﺎ ﺳﺤﻖ ﻗﺴﺪ ﺇﺫﺍ ُﺣﺮﻣﺖ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻭﺟﻬﺖ ﺿﺮﺑﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻋﻔﺮﻳﻦ، ﻭﻫﻮ ﺟﻴﺐ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺣﻠﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻼﻝ. ﻟﻜﻦ ﺩﻣﺸﻖ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﻔﺎﻕ؛ ﻓﺪﻭﻥ ﺍﺗﻔﺎﻕ، ﻳﺨﺎﻁﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻟﺘﺮﻛﻴﺎ. ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺗﺤﺘﺞ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻰ "ﺳﻠﺦ" ﻟﻮﺍء ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻲ ﻋﻦ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 18.1938 ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2016، ﺳﻴﻄﺮﺕ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻁﻖ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﺐ ﻹﺣﺒﺎﻁ ﺗﻘﺪﻡ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻏﺮﺑﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﻧﺸﺮﺕ ﻗﻮﺍﺕ ﺗﺮﻛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺇﺩﻟﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ. ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻛﻴﻒ ﺃﻭ ﻣﺘﻰ ﺳﺘﻐﺎﺩﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ، ﻓﺈﻥ ﻏﺰﻭ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻟﺸﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺪ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻷﻏﻨﻰ ﺑﺎﻟﻨﻔﻂ ﻭﺍﻟﻘﻤﺢ.
ﺛﻘﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺃﻭ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﺑﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻭﺗﺤﻴﻴﺪ ﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﻓﻴﻪ ﺃﻧﻘﺮﺓ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍً ﻣﻦ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ/ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ. ﻓﻔﻲ ﻋﻔﺮﻳﻦ، ﺗﺎﺑﻌﺖ ﺃﻧﻘﺮﺓ ﻫﺠﻮﻣﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﺩﺧﻮﻝ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺭﺩﻳﻔﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ.19 ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﻥ ﻧﺸﺮ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﺎ. ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﻟﻤﻬﺎﺟﻤﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻟﺠﺎﺭﺗﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺇﺫﺍ ﻭﻓﺮﺕ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ.
ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍً ﻓﻲ ﻛﺒﺢ ﺟﻤﺎﺡ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﻔﺎﻭﺽ ﻗﺴﺪ ﻣﻊ ﺩﻣﺸﻖ. ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻧﻔﻮﺫ ﻗﺴﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻳﺘﺨﺬ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺇﻁﻼﻕ ﺳﺮﺍﺡ ﺍﻟﻘﺲ ﺍﻟﻤﺤﺘﺠﺰ ﺃﻧﺪﺭﻭ ﺑﺮﻭﻧﺴﻮﻥ.20 ﻟﻜﻦ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﺑﺬﻟﺖ ﺃﻳﻀﺎً ﺟﻬﻮﺩﺍً ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﺮﻛﻴﺎ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺿﻊ ﺇﺟﺮﺍءﺍﺕ ﻣﺜﻞ "ﺧﺎﺭﻁﺔ ﻁﺮﻳﻖ" ﻣﻨﺒﺞ ﻭﺍﻵﻥ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺳﻮﺭﻳﺔ، ﺑﺤﻴﺚ ﺃﺷﺎﻋﺖ ﻗﺪﺭﺍً ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﻳﺎ.21 ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﻀﻤﻦ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺗﺮﻛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺷﻦ ﻫﺠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ. ﺑﻌﺪ ﺇﻋﻼﻥ ﺗﺮﺍﻣﺐ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﺳﻴﺆﺟﻞ ﺃﻱ ﻋﻤﻞ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﺟﺪﻳﺪ.22
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﻥ ﺩﻋﻢ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻷﻱ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺤﻮﺭﻳﺎً. ﻓﺮﻭﺳﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻳﻤﻜّﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻬﻮﺍﺟﺲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍء ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺪﻋﻢ ﻋﻮﺩﺓ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺩﻣﺸﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻬﺎ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻊ ﺃﻧﻘﺮﺓ. ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻔﺮﻳﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﻟﺪﻋﻢ ﻣﺠﺮﺩ ﻋﻮﺩﺓ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺘﺮﻙ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ
ﻟﺘﻤﺎﺭﺱ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﻫﻮﺍﺟﺲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ.23 ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻸﻣﻮﺭ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ؛ ﻓﻜﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻣﻊ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﻏﺮﺏ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻧﺤﻮ ﺣﻞ ﻳﻌﻴﺪ ﻓﻌﻠﻴﺎً ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﺎﻟﺞ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﻠﻲ ﻫﻮﺍﺟﺲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ.24 ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺮﺑﻄﻬﺎ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﺃﻭ ﺃﻥ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﻣﻌﻄﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ، ﺗﺒﺪﻭ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺻﻠﺔ ﻭﺻﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﺩﻣﺸﻖ.25
ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﻟﻠﺘﻔﺎﻭﺽ ﺩﻓﺎﻋﺎً ﻋﻦ ﻗﺴﺪ، ﻓﻬﺬﻩ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ. ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ، ﺳﻬﻠﺖ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ؛ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻨﺸﺮ ﺍﻟﺸﺮﻁﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻭﺗﻮﺳﻄﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺳﻄﺖ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺇﻁﻼﻕ ﺳﺮﺍﺡ ﻣﺤﺘﺠﺰﻳﻦ ﻣﻌﻴﻨﻴﻦ. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻮﻗﻒ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﺃﻭ ﺗﻤﻨﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻭﺳﻴﺎﺩﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻁﻨﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ.26 ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﻗﺴﺪ، ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻣﻬﺘﻤﺔ ﺑﺘﺮﺗﻴﺐ ﺷﺮﻭﻁ ﺃﻓﻀﻞ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺧﻀﻮﻋﻬﺎ ﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ – ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺗﻔﻀﻴﻠﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺣﺪﻭﺩ، ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﺍﻻﺳﺘﺮﺷﺎﺩ ﺑﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ.
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﺈﻥ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺃﻛﺮﺍﺩ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻳﺨﺪﻡ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ؛ ﺇﺫ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺩﺍﻓﻊ ﻓﻲ ﻣﻨﻊ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ ﺃﺟﺰﺍء ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻂ ﻓﻲ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻘﺴﺪ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﻭﺑﺎﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ. ﻭﺑﻔﻌﻠﻬﺎ ﺫﻟﻚ، ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺎﻋﺪﺕ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﺰﺯﺕ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ. ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪﺕ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺳﻴﺎﺩﺗﻬﺎ، ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﺎﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻭﻣﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ؛ ﻭﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﺑﺘﺠﻨﺐ ﻫﺠﻮﻡ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻋﻠﻴﻬﻢ.
.IV ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ
ﺇﻥ ﺍﻧﺴﺤﺎﺑﺎً ﺃﻣﻴﺮﻛﻴﺎ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻗﺮﺍﺭﺍً ﺧﺎﻁﺌﺎً، ﺃﻭ ﻋﺎﻣﻼً ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺻﺮﺍﻉ ﻣﺪﻣﺮ. ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﺈﻥ "ﻛﻴﻔﻴﺔ" ﺣﺪﻭﺙ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻫﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ. ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺗﻘﻠﺐ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺗﺮﺍﻣﺐ، ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺔ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺿﺤﺔ. ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺮﻭﻧﺔ ﻓﻲ ﺳﺮﻋﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ؛ ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﺇﺿﺎﻓﻲ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺪﻭﺩﺍً، ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﻴﻔﺔ ﺑﺎﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻨﻈﻢ.
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻲ، ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻁﻮﻟﻪ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻌﻬﺎ ﻟﻠﻀﻐﻂ ﻹﻗﻨﺎﻉ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﻌﺪﻡ ﺷﻦ ﻫﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻗﺴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻤﺢ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻧﻄﻼﻕ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﻗﺴﺪ ﻭﺩﻣﺸﻖ. 27 ﻟﻘﺪ ﻗﺎﺗﻠﺖ ﻗﺴﺪ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻄﺮﺩ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻘﻠﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻳﺨﻄﻂ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻳﻮﺣﻲ ﻣﻨﻪ ﺑﺸﻦ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻧﺤﺎء ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ. ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻠﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﻗﺴﺪ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎء ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ؛ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺗﺼﺮﻓﺎً ﺧﺎﻁﺌﺎً.
ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﺘﺎﺡ ﻟﻬﺎ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻧﺰﻻﻕ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ. ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺇﻁﻼﻕ ﻣﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﻣﻊ ﺗﺮﻛﻴﺎ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﻗﺴﺪ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﻁﻼﻕ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﻊ ﺻﺮﺍﻋﺎً ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ. ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻋﻮﺩﺓ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ-ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻸﻛﺮﺍﺩ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ.