دروس لقادة ملهمين
فوربس
2018-11-15 04:11
نيخيل جاكاتدار
قمت مؤخراً بتخصيص وقت لمعالجة بعض الأمور خارج العمل لأبقي نفسي في المركز، من هاوي في الألعاب الذهنية وحيل الورق، إلى إكمال 150 مستوى متطرف من ألغاز كاكورو (Kakuro)، إلى محاولة الركض لمسافة ميل في أقل من ست دقائق ونصف (فوت هذا الهدف بمقدار 20 ثانية)، إلى قضاء المزيد من الوقت مع أطفالي، كانت طريقة لطيفة لإعادة البدء، وخلال ذلك، بدأت أيضاً في التفكير في أهم صفات لأفضل القادة في جميع أنحاء صناعة التقنية، إنني أشارك هذه الأفكار هنا، على أمل أن نتمكن من بذل جهود جماعية لتحقيق هذه الأهداف وجعل عالم الأعمال وما وراءه مكاناً أفضل:
إلهام كل أصحاب المصلحة الذين يتفاعلون معهم
قد يبدو من البديهي اعتبار بيل جيتس ناجحا، نظراً لأن “Microsoft” تحتل المركز الثلاثين في قائمة الثروة 500 (Fortune 500) لعام 2017، ولكن بالنسبة لي، فإن العمل الخيري مع مؤسسة بيل وماليندا جيتس (Bill and Melinda Gates Foundation) هو ما جعلني أراه بشكل مختلف، هو يعمل بالتركيز نفسه الذي استخدمه في بناء “Microsoft” من أجل معالجة الرعاية الصحية والحد من الفقر المدقع وتوسيع الفرص في جميع أنحاء العالم، وقد ألهم نهجه الجهات المانحة الغنية الأخرى للمساهمة في المؤسسة، كما ألهمت مشاركته بعضا من ألمع العقول التقنية والعلمية للانضمام إلى المؤسسة، وبالتالي بناء منظمة ذات مستوى عالمي لعلاج المشكلات الصعبة للغاية، العظماء يتبعون أشخاصاً يلهمونهم.
اقتران الذكاء العاطفي مع معدل الذكاء
يصعد العديد من القادة في مجالاتهم بسبب ذكائهم وقيادتهم، لكن القادة العظماء يماثلون هذا مع ذكاء عاطفي عال، وبالنسبة لي، يجسد باراك أوباما التوازن المثالي بين معدل الذكاء والذكاء العاطفي في قدرته – ليس على اتخاذ قرارات ذكية فحسب – بل وبالأهمية نفسها قضاء وقت مع مختلف أصحاب المصلحة لإشراكهم والاستماع إلى وجهات نظرهم، وإدراجها في رؤيته، وبالتالي الحصول على موافقة أصحاب المصلحة على الرؤية، ساعد هذا الجمع بين ارتفاع معدل الذكاء والذكاء العاطفي الرئيس السابق أوباما على قيادة انتعاش اقتصاد البلاد من إحدى أعمق حالات الركود العالمي بعد الأزمة المصرفية، وقام بذلك حتى عندما كان الكونجرس تحت سيطرة أغلبية معارضة عازمة على عدم التعاون معه، ذكاؤه وخفة دمه وتعاطفه لم تتردد أبدا.
التوافق مع قيم النجم الشمالي
كان ستيف جوبز ناجحاً بلا شك، لكن أسلوب إدارته لم يكن شيئاً قد أرغب في تكراره، مما يجعل من قصة تيم كوك أكثر إثارة للإعجاب، لقد تسلم السيطرة من ستيف، واستمر في توسيع نطاق الشركة، وحافظ على وتيرة الابتكار، وأبقى على مشاركة قاعدة آبل الجماهيرية الشغوفة، وقام بكل هذا مع البقاء خارج دائرة الضوء بنفسه بينما أبقى أبل مركزة على رسالتها وحافظ على ثقافة الشركة، هذه القدرة على عدم فقد رؤية النجم الشمالي للمنظمة في الوقت الذي تقود فيه نجاح الشركة هو ما يصنع قائدا عظيما.
القيام بمخاطر محسوبة
كان يا مكان، كانت أمازون متجرا للكتب عبر الإنترنت يوشك على الإفلاس، والآن هي شركة تجارة التجزئة الرائدة على الإنترنت التي تمتلك ثاني أكبر سوق في العالم، على طول الطريق، أظهر جيف بيزوس أنه لا يرضى بالسيطرة على سوق ما، بينما لا يزال هناك أسواق أخرى متاحة للاستحواذ عليها، إضافة إلى ربح سوق التجارة الإلكترونية الضخمة بالفعل، قرر أن يقوم بمخاطر محسوبة بالدخول في أي عمل يعتقد أنه كان مفتوحًا للاضطراب، سواء كان أو لم يكن هناك أي مكان ظاهر للمزاحمة مع الأعمال القائمة، فيما يلي خمسة أمثلة:
(1) الدخول في أعمال الأجهزة مثل أمازون كيندل (Kindles) وأمازون إكو (Echos) وأفران الميكروويف، مع المزيد في المستقبل، بلا شك.
(2) أخذ تقنية مبنية لأغراض داخلية وتحويلها إلى أعمال قائمة بذاتها (خدمات أمازون للويب).
(3) الدخول إلى أعمال البقالة غير المتصلة بالإنترنت لاستكمال طموحاتهم المتعلقة بالبقالة عبر الإنترنت، إضافة إلى إنشاء قناة إضافية لبيع منتجات الإنترنت الخاصة بها.
(4) تدفق كل من الفيديو والموسيقى لتصبح محطة واحدة لجميع وسائل الترفيه.
(5) الدخول إلى تقنية الفضاء عن طريق شركته “Blue Origin”، وقد أظهر بيزوس القدرة على القيام بمخاطر محسوبة للغاية، ومن ثم الالتزام بهم بكل إخلاص وقد خدمته هو وأمازون بشكل جيد.
الحفاظ على أعلى مستويات النزاهة
كلما سمعت أن الرجال الطيبون ينهون متأخرين، أعلم أن هذا القول غير صحيح بسبب راتان تاتا، لقد نما إمبراطورية بمليارات الدولارات في الهند وحول العالم، ولكن عن طريق مستوى مذهل من النزاهة، لقد أظهر استعداداً لإغلاق المشروعات في مراحلها المتقدمة إذا تطلب نجاحها سلوكا مشكوكا فيه، لقد قام بمراهنات كبيرة على شراء شركات عالمية ذات سمعة طيبة، مثل “Jaguar” و”Land Rover”، وبالتالي الارتباط فقط مع العلامات التجارية التي تتطابق مع علامة تاتا التجارية في الاسم والمصداقية، إضافة إلى ذلك، فقد أعاد السيد تاتا أكثر من 60 في المائة من ثروته إلى مساعيه الخيرية، لذا، يمكن للأخيار أن ينهوا أولاً.
اجتذاب فريق عظيم.. والاحتفاظ به
الجانب الوحيد لقيادة ستيف جوبز الذي أريد فعلا أن أكرره هو قدرته على جذب المواهب الرائعة والاحتفاظ بها، من جوناثان إيف إلى تيم كوك (المذكور سابقاً) إلى إيدي كيو إلى جيف ويليامز، كان متوسط مدة خدمتهم في شركة أبل أعلى من 20 سنة، وساعدت قيادتهم على جعل أبل الشركة التي تغير الصناعة التي هي عليها اليوم، وبالمثل، في رسالته السنوية إلى المساهمين لعام 2015، ضمن وارين بوفيت صورة لموظفي مكاتب المقر الرئيسي لشركة “Berkshire Hathaway Omaha”، ويضم الـ 25 موظف أنفسهم في المنصب نفسه من حفلتي عيد الميلاد الماضيتين، عاما بعد عام، يدير هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم 25 الأعمال الداخلية لشركة تبلغ قيمتها 329 مليار دولار، ومن المثير للاهتمام على حد سواء أن لا أحد قد غادر في السنة المتداخلة، وهو أمر مثير للإعجاب في الصناعة التي ترى مستويات استنزاف في عمر ما بين 12 إلى 19 عاما، يقول هذا الكثير عن السيد بوفيت، بمجرد حصولك على الأشخاص المناسبين، يمكنك تحقيق أي شيء.
أترك العمل يتحدث عن نفسه
ليونيل ميسي أحد أعظم لاعبي كرة القدم الذين لعبوا اللعبة، ولكني مهتم أكثر بكيفية إدارة نفسه داخل الملعب وخارجه، على الملعب، لا يوجد أي دراما ولا حب ظهور صريح، في كل مرة قابلته الصعاب، حاول بذل قصارى جهده للبقاء على قدميه بدلا من الغوص والتخبط، إنه يسمح لجميع أهدافه وتمريراته الحاسمة بالحديث نيابة عنه، وخارج الملعب، يحقق أهدافًاً مختلفة كسفير لليونيسف، يركز على مساعدة الأطفال الضعفاء، بناء على الصعوبات التي واجهها في طفولته، لا يتعين على القادة الواثقين أن يروجوا لأنفسهم، تلهم أعمالهم الاحترام.
هؤلاء الأشخاص وصفاتهم مصدر إلهام عظيم بالنسبة لي شخصياً، وآمل أن يلهموك لتطبيق هذه المبادئ على حل المشكلات والتعاون والتفكير على نطاق كبير.