مشجعو مونديال 2018: غرائب وخيبات وشعارات نازية

عبد الامير رويح

2018-07-03 06:23

مباريات كأس العالم لكرة القدم حدث مهم يحظى باهتمام كبير في جميع دول العالم دون استثناء، وبطولة كأس العالم 2018 المقامة في روسيا، ربما تكون بحسب بعض المراقبين مختلفة ومميزة عن باقي البطولات في العديد من الامور، ومنها أن عدد المتابعين لهذه المباريات وصل إلى مستوى قياسي، كما سجلت أفضل مستويات الحضور الجماهيري في الأعوام العشرين الأخيرة، وهي أفضل حتى الآن من مونديال 2014.

وتجذب بطولة كأس العالم قلوب 3.5 مليار من مشجعي كرة القدم حول العالم – سواء من يشاهدون المباريات في منازلهم أو من خلال شاشة العرض الكبيرة، ورصدت مجموعة ميدياسيت التلفزيونية، صاحبة الحقوق الحصرية لنقل مباريات مونديال روسيا 2018 في إيطاليا، أن عدد المتفرجين وصل إلى مستوى قياسي على الرغم من غياب الـ«آتزوري» عن البطولة. وأكد رئيس «ميدياسيت»، فيديلي كونفالونييري، في اجتماع الجمعية العمومية للمساهمين في ضواحي ميلانو: «تسجل بطولة كأس العالم أفضل مستويات الحضور الجماهيري في الأعوام العشرين الأخيرة، وهي أفضل حتى الآن من مونديال 2014 الذي شاركت فيه إيطاليا».

وحضر حوالي 4 ملايين مشاهد كمعدل أول 36 مباراة، مقابل 3.5 مليون شخص في 2014، عندما تم بث البطولة عبر شبكتي راي وسكاي، بحسب كونفالونييري، مشيرا إلى أن معدل حصة الشبكة من السوق بلغ 26 في المائة. وتابع: «إن العائدات الإعلانية تتخطى التوقعات بكثير»، في إشارة إلى أنه «أول حدث رياضي تتخطى فيه الإيرادات الإعلانية القيمة الصافية لشراء حقوق البث». وبطولة كأس العالم 2018، كانت ايضا اهم حدث جماهيري في العديد من الدول التي ماتزال تعيش حالة من عدم الاستقرار الامني والسياسي، بسبب الصراعات والحروب والخلافات المستمرة، التي اثرت سلبا على حياة الناس في تلك الدول لكنها لم تبعدهم عن متعة مشاهدة تلك المباريات.

العراق

وفي هذا الشأن لا تنافس شعبية كرة القدم في العراق أي رياضة أخرى، ومع الحدث الأبرز عالميا المتمثل بكأس العالم 2018 في روسيا، يضع مشجعو اللعبة هدفا واحدا نصب أعينهم: المشاركة في الحدث بأقل تكلفة ممكنة. من القنوات المقرصنة إلى ارتياد المقاهي، مرورا بشراء القمصان المزيفة للمنتخبات بأسعار زهيدة... كله متاح في بلد تنهكه البطالة والفقر. وكان حسن السيد يدرك جيدا أن المقهى الذي يديره في وسط العاصمة العراقية، سيشهد تظاهرة شبابية لمشاهدة مونديال روسيا، إذ أن غالبية العراقيين عاجزة عن دفع رسوم الاشتراك بالقنوات المشفرة.

بعد توسعة المقهى، نصب السيد (40 عاما) شاشة عرض كبيرة داخل المكان الذي يطل على حديقة، ويستوعب نحو مئة شخص. يقول صاحب المقهى "تكلفة الاشتراكات بالقنوات المشفرة الناقلة للمباريات عالية، وقد اعتدنا على تجمعات الشباب إذ أنهم يأتون على مدار السنة لمتابعة مباريات الدوريات الأوروبية". وتبلغ تكلفة الاشتراك السنوي بالقناة الناقلة للمونديال نحو 350 دولارا يضاف إليها مبلغ اضافي خلال كأس العالم، وهو مبلغ مرتفع في بلد يتراوح فيه الحد الأدنى للدخل بين 400 و700 دولار.

ويضيف السيد "الأعداد اليوم أكبر بطبيعة الحال، ولهذا نحرص على أن نوفر لهم فرصة المشاهدة"، مؤكدا حرصه أيضا على اتباع الطرق الشرعية في النقل وحفظ الحقوق "على عكس آخرين"، في إشارة لبعض القنوات التي تعتمد القرصنة. الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد يظهر جليا بين دخان النراجيل في المقهى، حيث يجلس شبان يرتدون أزياء أندية أوروبية رغم أن البطولة هي للمنتخبات.

في يوم مباراة المنتخب المصري ضد روسيا المضيفة، لم يخف العراقي محمد حسن حماسته للفراعنة ونجمهم لاعب ليفربول الإنكليزي محمد صلاح. ولولا هذا المقهى، لتعذر على حسن (22 عاما) أن يشاهد لاعبه المفضل نظرا لضيق الأحوال المعيشية. ويقول الشاب خريج كلية الإعلام والعاطل عن العمل حتى اليوم "نأتي إلى المقهى يوميا لمشاهدة المباريات. السبب الرئيس هو الجانب الاقتصادي، فأسعار بطاقات الاشتراك بباقة القناة الناقلة للمباريات مرتفعة".

ولم يخف الشاب المعجب بمنتخبي الأرجنتين وإسبانيا أيضا خيبة أمله بعدم تأهل منتخب بلاده إلى مونديال روسيا. وللعراق مشاركة يتيمة في مونديال المكسيك 1986، بقيت ذكرى يتحسر العراقيون على عدم تكرارها. ولا يختلف الحال في بغداد عن المحافظات الأخرى. ففي مدينة الموصل الشمالية التي تحررت العام الماضي من قبضة تنظيم داعش، يلجأ الشبان هناك أيضا إلى المقاهي لمشاهدة المباريات.

ويقر أحمد الشماع صاحب أحد المحلات التي تبيع أجهزة الاستقبال الخاصة بمباريات كأس العالم "الناس خرجوا لتوهم من فترة حرب ووضعهم الاقتصادي معقد (...) فوجدوا ضالتهم في المقاهي". ويؤكد أمير موفق (21 عاما) ان "هناك التكلفة أقل. لا ندفع إلا ثمن ما نشتريه من مشروبات، ونحصل على المتعة مجانا"، في مدينة كانت مشاهدة ومزاولة كرة القدم فيها قبل عام حراما، خلال حكم تنظيم داعش.

لكن ذلك لا يعني أن الجميع مجبرون على ارتياد المقاهي، بل منهم من يذهب طوعا، على غرار يوسف محمد الذي يفضل المقهى على المنزل رغم امتلاكه جهازا لنقل المباريات. يقول محمد العشريني "في البيت أستطيع متابعة المباريات، لدينا جهاز. لكن أفضل الحضور إلى هنا لنعيش أجواء حماسية". لكنه مع ذلك يشير إلى أن "بعض الدول قامت بشراء حقوق المباريات وبثها عبر قناة محلية لإسعاد الناس. لماذا لا يقوم العراق بذلك؟".

قبل زحمة المقاهي، للمشجعين وجهة أخرى أيضا، وهي المتاجر المتخصصة ببيع قمصان المنتخبات، والتي تشهد انتعاشا كبيرا خلال بطولات رياضية مماثلة. وتتركز عمليات الشراء لبزات تحمل أسماء نجوم وليس منتخبات بالخصوص، كما يوضح سيد عيدان الموسوي (50 عاما) الذي يدير أشهر متاجر البزات الرياضية في العاصمة بغداد. لكن ضعف القدرة على شراء البزات الأصلية، يدفع بالتجار للتوجه نحو البديل: الصين. يقول الموسوي "نعلم جيدا أن الشباب يقبلون على ارتداء قمصان المنتخبات ونعمل على تجهيزها من الصين قبل ستة أشهر من انطلاق المونديال". بحسب فرانس برس.

ويضيف "هناك شركات عالمية متخصصة بصناعة قمصان المنتخبات، تقوم بإغراق الأسواق بملايين القمصان الأصلية، لكن أسعارها عالية تصل إلى تسعين دولارا. ما نطلبه من الصين نبيعه في السوق العراقية بما لا يتعدى 12 دولارا للقميص الواحد". الأهم في العراق اليوم هو التشجيع، المشاركة في المتعة والحماسة بغض النظر عن المنتخب الذي يلعب.

سوريا

في مخيم للنازحين في شمال سوريا، يتسمّر عشرات الرجال والفتيان أمام شاشة تنعكس ظلالها على خيمة كبيرة لمتابعة مباريات مونديال 2018، وهي مناسبة تكاد تشكل فسحة الهروب الوحيدة من واقعهم المعيشي الصعب. وعبر مكبرات الصوت، يصدح صوت المعلق الرياضي خلال المباريات في أنحاء مخيم مدينة عين عيسى، الواقعة على بعد أكثر من خمسين كيلومتراً شمال مدينة الرقة. وتعلو صيحات المشجعين في كل مرة يتم تسديد هدف ومع تقدم المباريات.

ويفترش عشرات النازحين من الرقة وريف حلب (شمال) ودير الزور (شرق) الأرض في احدى ساحات المخيم ليلاً وداخل خيمة نهاراً، للهرب من أشعة الشمس الحارقة، ومتابعة الفرق المتنافسة عبر شاشة عرض متنقلة ساهمت منظمة خيرية في تأمينها.

ويقول عبدالله فاضل العبيد (38 عاماً) وهو يرتدي ثياباً رياضية "مشاهدة كأس العالم في المخيم مبادرة جميلة جداً لأنها تخرج الناس من الضيق الذي يعيشونه". ويضيف "تتسلى الناس وتتابع المباريات.. الشعب كله يحب الرياضة" بينما يتابع مباراة جمعت منتخبي المكسيك وألمانيا. ونزح عبدلله قبل أكثر من عام من بلدة مسكنة في ريف حلب الشرقي، تزامناً مع بدء قوات النظام السوري هجوماً لطرد تنظيم داعش منها.

ويروي الرجل الذي كان يمارس كرة القدم مع فريق محلي كيف كان "داعش يتوجه للملاعب ويصادر هوياتنا ويسجن الرياضيين باعتبار أن الرياضة تشبّه وتقليد للكفار". ويضيف "الحمدالله تخلصنا منهم ونشاهد الآن المباريات.. رغم الظروف الصعبة نحن سعداء بمشاهدة كأس العالم". في مونديال 2018، يشجع عبدالله "فريق مصر الفراعنة". ويقول "حزنا كثيراً على خسارته وعدم مشاركة محمد صلاح" في المباراة الأولى ضد الأورغواي يوم الجمعة الماضي، لكنه يتوقع "أنه قد تُرك كورقة رابحة للمباراة المقبلة".

وعلى رغم شغف النازحين بكرة القدم ومتابعة المباريات لكن رايات المنتخبات البارزة تغيب عن المخيم الذي يؤوي أكثر من 13 ألف نازح يعيشون وسط ظروف صعبة. في الفترة الفاصلة بين مواعيد المباريات، يتجمع المشجعون لتقييم المنافسة، ينفث بعضهم دخان سجائره بينما يلهو الأطفال قربهم. وخلال ساعات النهار، تنتقل شاشة العرض الى داخل خيمة عبارة عن مطبخ جماعي مخصص لعشرين عائلة. يجلس الأطفال بجوار آبائهم وأشقائهم رغم الحرارة المرتفعة وسط انارة خافتة بما يتيح لهم رؤية الشاشة. ويحضر بعض النازحين معهم وسادات أو قطع قماش للجلوس عليها فيما يتابع آخرون المباريات وقوفاً.

خارج الخيمة، يقف معبد المحمد (23 عاماً)، النازح منذ عام من مدينة الرقة التي طردت قوات سوريا الديموقراطية بدعم أميركي تنظيم داعش منها في تشرين الاول/اكتوبر الماضي بعدما جعلها معقله لنحو أربع سنوات. ويقول الشاب الذي يهوى كرة القدم منذ طفولته "هذا المونديال صعب للغاية لأننا نعيش في مخيم وظروفنا صعبة". ويتابع "هنا الجو حار ونفتقد لأصدقائنا وللحماس بسبب ظروف الحرب التي حرمتنا من أشياء جميلة وكثيرة بينها الرياضة".

وفي مونديال العام 2014، الذي تزامن مع سيطرة التنظيم المتطرف على مدينة الرقة، كان بإمكان معبد متابعة المباريات من منزله، فيما كان التنظيم قد بدأ مداهمة المقاهي وحث السكان على التخلي عن مشاهدة كرة القدم والانصراف للصلاة. ويأمل هذا الشاب المشجع للمنتخب البرازيلي أن يكون "الكأس من نصيب فريق السامبا وأن نتمكن من مشاهدة المونديال المقبل في الرقة ووسط ظروف أفضل". بحسب فرانس برس.

ومنذ وصوله الى المخيم قبل تسعة أشهر نازحاً من محافظة دير الزور (شرق)، أخذ عبدالله عبد الباسط السومة (47 عاماً) على عاتقه رعاية النشاطات الرياضية في المخيم انطلاقاً من شغفه بكرة القدم. ويقول "فرح الشباب جداً عندما وضعت شاشة العرض"، مضيفاً "نسد الفراغ والملل.. الظروف قاسية هنا لكن المباريات تنسينا بعض الهموم". على غرار كثيرين، يفتقد أبو أشرف لحماس الجمهور الذي يميز متابعة المونديال. ويقول "أثرت الحرب على هذا الجيل الذي حرم منذ سبع سنوات من الرياضة". لكنه يأمل أن يكون المستقبل أفضل على الصعد كافة. ويقول "نتمنى أن نشاهد كأس العالم المقبل في بيوتنا.. وتكون سعادتنا أكبر".

إيران

من جانب اخر ذكرت وكالة أنباء الطلبة (إسنا) أن السلطات الإيرانية سمحت لنساء بمتابعة مباراة منتخب بلادهن أمام البرتغال في كأس العالم لكرة القدم على شاشة كبيرة في ملعب بطهران وذلك على الرغم من حظر يسانده محافظون. ومنذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 والنساء ممنوعات من حضور مباريات كرة القدم للرجال لأسباب من بينها فكرة أنه يجب حمايتهن من سماع المشجعين الرجال وهم يوجهون السباب واللعان.

ونقلت إسنا عن بيان نشره مكتب محافظ طهران ”هؤلاء الأفراد والأسر الذين اشتروا التذاكر يمكن أن يحضروا إلى الملعب لمتابعة مباراة كأس العالم على الهواء مباشرة“. وكرر الرئيس الإيراني حسن روحاني انتقاده للحظر لكنه لم يتمكن من رفعه بسبب مقاومة المحافظين الأقوياء في المؤسسة الدينية والأمنية. وهذه هي المرة الثانية في 40 عاما التي تتمكن فيها النساء الإيرانيات من مشاهدة كرة القدم في ملعب ازادي في طهران، أكبر ملاعب الجمهورية الإسلامية، إذ يضم 120 ألف مقعد.

وفتحت أبواب الملعب للمرة الأولى منذ 1979 للمشجعات في 20 يونيو حزيران لمتابعة مباراة إيران في كأس العالم أمام إسبانيا، عندما حضر مئات النساء. لكن وسائل الإعلام الإيرانية ذكرت أن المدعي العام لإيران المحافظ محمد جعفر منتظري انتقد تلك الخطوة، قائلا إنه ”يشعر بالخزي“ مما حدث في الملعب. وقال ”بعض النساء خلعن الحجاب وبدأن الغناء والرقص... هذا عدم احترام لشهدائنا وخيانة للثورة... هم مخطئون إن ظنوا أن بوسعهم تنفيذ هذه السياسات الشيطانية“. بحسب رويترز.

وأظهرت تسجيلات مصورة وصور منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي مشجعات يغنين ويلوحن بعلم إيران في الملعب. وقالت الطالبة منى حسيني (17 عاما)، التي ذهبت إلى الملعب مع أسرتها ”أنا مسرورة بوجودي هنا. إنه حلم تحقق“. وعلى الرغم من الحملات المتعددة التي دشنتها النساء في السنوات القليلة الماضية، فقد ألقت السلطات القبض على عشرات المشجعات لمحاولتهن دخول الملعب لمتابعة مباريات الرجال. ولم يذكر المسؤولون ما إذا كان الحظر رفع بشكل دائم. وقالت نازانين سيبيهريان (23 عاما)”أحب كرة القدم. أحب متابعتها في الملعب. آمل أن يرفع المسؤولون الحظر للأبد“. وأضافت ”تابعت مباراة كأس العالم السابقة ضد إسبانيا في ملعب ازادي أيضا. لقد كان الأمر ممتعا كثيرا“.

اوروبا

على صعيد متصل استغل عدد من المهاجرين السماح للمشجعين الأجانب بالسفر إلى روسيا من دون تأشيرة، للدخول الى الاتحاد الاوروبي بطريقة غير شرعية، بحسب حالات أفادت عنها بيلاروسيا وفنلندا المجاورتين. وتطبق موسكو نظاما يعتمد على بطاقة تعريف المشجعين، يُعفى بموجبه هؤلاء من نظام التأشيرات الصارم في روسيا ويسمح بالتنقل بحرية بين المدن التي تستضيف البطولة بين 15 حزيران/يونيو و15 تموز/يوليو.

وأعلنت بيلاروسيا التي وقعت اتفاقا مع روسيا يسمح لحاملي بطاقات مشجعين من العبور في اراضيها من دون تأشيرة، أنها أوقفت أربعة مغربيين وعددا غير محدد من الباكستانيين فيما كانوا يحاولون الدخول الى الاتحاد الاوروبي بطريقة غير شرعية عبر الحدود مع ليتوانيا وبولندا. وقال المسؤول البيلاروسي عن حماية الحدود اندراي سيتينكوف في مؤتمر صحافي عقده في مينسك إن "مزيدا من (المهاجرين) غير الشرعيين دخلوا بيلاروسيا تحت مسمى أنهم مشجعي (فرق) كرة قدم".

وأضاف أن المغربيين موجودون حاليا في مراكز احتجاز موقتة وقد تفرض عليهم غرامات مالية قبل ترحيلهم ومنعهم من دخول بيلاروسيا لمدة خمس سنوات. ولم يذكر مكان وجود الباكستانيين. وأشار سيتينكوف إلى أن جهاز حرس الحدود البيلاروسي يملك "معلومات عن مجموعات مشجعين مزيفة" على حدود البلاد الغربية. وتابع "نحن مستعدون للتعامل مع رفض دخولهم واعادتهم من حيث اتوا".

وأفيد عن حالات مماثلة في فنلندا العضو في الاتحاد الاوروبي على حدود روسيا أيضا. وقال المسؤول في حرس الحدود الفنلندي ماركو ساريكس إن هناك ثلاثة أشخاص عبروا الحدود الروسية الفنلندية وقدموا طلبات لجوء في فنلندا بعد أن وصلوا الى روسيا عبر بطاقات مشجعين. واعتبر أن "هذا النوع من العبور غير الشرعي يمكن أن يستمرّ حتى نهاية" كأس العالم. وتابع "لن يتم ترحيلهم الى روسيا على الفور" لأنهم قدموا طلبات لجوء في فنلندا. بحسب فرانس برس.

وفرّ مواطن صيني الى هلسنكي وقدم طلب لجوء، بعد ان كان وصل الى روسيا عبر بطاقة مشجع. وفي اليوم نفسه، حاول نيجيري يحمل جواز سفر برازيليا مزوّرا عبور الحدود الفنلندية، علما أنه وصل في وقت سابق إلى روسيا عبر جواز سفر نيجيري وبطاقة مشجع. وشدد ساريكس على أن بطاقة المشجع ليست مستندا يسمح بالسفر الى الاتحاد الاوروبي. وتم رفض الموافقة على طلبات الحصول على بطاقة مشجع لنحو 500 شخص قبل البطولة تُجرى في 11 مدينة في جميع أنحاء روسيا وتختتم في موسكو في 15 تموز/يوليو.

ألف مشاغب

من جانب اخر أجبر أكثر من ألف مشجع إنكليزي من المشاغبين "هوليغنز"، على تسليم جوازات سفرهم الى السلطات المحلية، بهدف منعهم من السفر الى روسيا التي تحتضن مونديال 2018. وأصدرت الحكومة البريطانية بيانا أشارت فيه الى إن هيئة أوامر الحظر الكروي - وهي قسم من وزارة الداخلية - أمرت 1312 مشجعا "هوليغنز" من حاملي جوازات سفر، تسليمها الى الشرطة.

وتظهر آخر الأرقام الصادرة أن السلطات الأمنية في إنكلترا وويلز قد صادرت 1,254 جواز سفر. وجاء في البيان أن "هذا يمثل 96٪ من الناس الذين هم حاليا عرضة للحظر الكروي ويحملون جواز سفر...". وتهدف السلطات البريطانية الى تجنب ما حصل من أعمال شغب بين المشجعين الروس والإنكليز في مدينة مرسيليا الفرنسية خلال كأس أوروبا 2016. وستحتفظ الشرطة بجوازات السفر حتى نهائي كأس العالم في 15 يوليو/تموز بغض النظر عما إذا كانت إنكلترا ستصل الى المباراة النهائية أم لا.

وأعرب نيك هيرد، وزير الشرطة ومكافحة الحرائق، عن رضاه لأن رحلة مشجعي كرة القدم في روسيا لن تعكر من قبل "بلطجية"، مضيفا "كأس العالم مهرجان كرة القدم ولا مكان للعنف أو الفوضى". وأوضح أن "نظام الحظر الكروي في المملكة المتحدة فريد من نوعه ويعني أن الناس العازمون على التسبب بالمشاكل في روسيا سيبقون في منازلهم. أنا ممتن لقوات الشرطة لاتخاذ إجراءات الإنفاذ اللازمة لضمان أن هؤلاء البلطجية لن يكونوا قادرين على تعكير البطولة على المشجعين الحقيقيين".

وتفرض المحاكم أوامر الحظر الكروي ويمكن أن تستمر لمدة تصل الى 10 أعوام، ومخالفة أمر المنع جريمة جنائية يمكن أن تؤدي الى غرامة تصل الى 5 آلاف جنيه استرليني وحكم بالسجن لمدة ستة أشهر. بالإضافة إلى أوامر الحظر، سيتم نشر الشرطة في الموانىء البريطانية الرئيسية خلال كأس العالم لمنع مثيري الشغب المعروفين من السفر الى روسيا قبل وأثناء البطولة. بحسب فرانس برس.

الى جانب ذلك، سيكون هناك وجود للشرطة البريطانية في روسيا، حيث يقود مارك روبرتس، من مجلس رؤساء الشرطة الوطنية، فريقا من زملائه سيتواجدون في روسيا للعمل مع نظرائهم الروس لتوفير الحماية للمشجعين الإنكليز. ويقام المونديال وسط توتر حاد بين المملكة المتحدة وروسيا، على خلفية تحميل لندن لموسكو المسؤولية عن تسميم العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته اللذين عثر عليهما فاقدي الوعي اثر تعرضهما لغاز الاعصاب في سالزبري بجنوب غرب انكلترا في 4 اذار/مارس. كما حثت الشرطة الإنكليزية مشجعي المنتخب الوطني الذين سيسافرون الى روسيا على عدم رفع علم بلادهم، تخوفا من ان يعتبر هذا الأمر استفزازا لأصحاب الضيافة، في ظل العلاقات المتوترة بين البلدين.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا