في عالم الفضاء.. اماكن صالحة للحياة وأخرى للتنقيب
مروة الاسدي
2016-02-08 01:26
يحتوي الفضاء الفسيح من حولنا الكثير من الاسرار والعجائب المدهشة، والتي يدأب على اكتشافها علماء الفلك بصورة حثيثة بهدف الحصول على معلومات كافية عنها، ولأننا نعيش على بقعة صغيرة للغاية من هذا الفضاء الفسيح وعلى كوكب صغير من ضمن الكواكب الكثيرة المبعثرة في الفضاء، فأن أي معلومات حول هذا الفضاء وتلك الكواكب ومهما بلغت دقة ما لدينا من معلومات يظل الفضاء والكواكب بالنسبة لنا العالم المجهول.
في احدث تطورات هذا الميدان الكوني انطلقت الولايات المتحدة في مجال الاستثمار التجاري للفضاء، فلم يعد شرب مياه مصدرها الفضاء او وضع حلي مصنوعة من ذهب قمري ضربا من الخيال العلمي، بل ان البحث عن كنوز الفضاء صار اهتماما جديا للولايات المتحدة تنوي البدء بتحقيقه قريبا، وتخالف الولايات المتحدة بذلك الفكرة السائدة عالميا والتي تقول ان الفضاء ملك لكل الناس، ولا يمكن استخدام موارده الا في اطر البحث العلمي التي تعود بالفائدة على كل البشر، اما في اوساط المستثمرين، فإن هذا الامر له انعكاسات مباشرة قد تسرع الانخراط في الاستغلال التجاري للفضاء.
ويقدر الخبراء ان تكون الموارد الفضائية اهم للنشاطات الفضائية في هذا القرن مما كانت عليه اهمية مناجم الحديد في مينيسوتا لصناعة السيارات في الولايات المتحدة، ويتوقع ان تنطلق اولى البعثات الاستكشافية في العام 2017 وان تستمر حتى العام 2019، والهدف منها التثبت من المعلومات المتوافرة حاليا والتي تشير الى ان 10 % من 1500 نيزك يسهل بلوغها رصدتها وكالة الفضاء الاميركية ناسا، تحتوي على موارد معدنية، ولا يتوقع ان يبدأ استخراج الموارد منها فعلا قبل العام 2020، ومن المشاريع المرتقبة، وضع محطات شمسية في الفضاء لتزويد الارض بالطاقة الكهربائية.
وعلى الرغم من ذلك لا يزال استغلال واستخراج الموارد الموجودة على الأجرام الكونية مسألة شائكة مثيرة للمشاكل على الصعيد الدولي، اما في اوروبا فقد وقعت وكالة الفضاء الاوروبية عقدا بقيمة 350 مليون يورو مع شركة ايرباص ديفنس اند سبايس الاميركية لتصميم مسبار مخصص لدراسة كوكب المشتري واقماره المتجمدة والبحث عن امكانية وجود اماكن صالحة للحياة هناك، على صعيد مختلف نجحت مجموعة "سبايس إكس" الأمريكية الخاصة في إطلاق صاروخ على متنه 11 قمرا اصطناعيا إلى الفضاء الخارجي وتمكنت في حدث هو الأول من نوعه من استعادة الطابق الأول منه. وتتيح استعادة الطابق الأول من الصاروخ تخفيض تكاليف الرحلات الفضائية بشكل كبير، الى ذلك تطمح لوكسمبورج -الدولة الصغيرة المساحة العضو بالاتحاد الأوروبي والواقعة بين فرنسا وألمانيا وبلجيكا- إلى ان تصبح رائدة في مجال التنقيب على الكويكبات والأجرام الفضائية الأخرى، وتشتهر لوكسمبورج بأنها مركز لادارة الأموال والمصارف الخاصة فيما تسعى لاستصدار قرار يجعل منها أول دولة أوروبية تضفي طابعا رسميا وقانونيا على مجال الاستكشاف التجاري للكويكبات.
في حين تمهد كارثة تشالنجر لموجة جديدة من مركبات الفضاء لنقل الركاب، فبعد مرور ثلاثين عاما على كارثة مكوك الفضاء الأمريكي تشالنجر الذي انفجر خلال اطلاقه نشأ جيل جديد من المركبات الفضائية التي شيدت بعد التحسينات التي أدخلتها إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) على سفن الفضاء عقب الحادث.
وعليه في هذا الكون الجميل يوجد الكثير من المعلومات والحقائق المدهشة والغريبة بعض الشيء, وفي كل يوم يقوم علماء الفلك والفيزياء بإضافة معلومات جديدة أو تعديل بعض المعلومات والحقائق القديمة عن هذا الكون الشاسع الذي ننتمـي اليه .. ونجهل عنه الكثير!.
كارثة تشالنجر
في سياق متصل كان المكوك تشالنجر قد انفجر عقب اطلاقه من مركز كنيدي للفضاء في فلوريدا ذات صباح شديد البرودة في 28 يناير كانون الثاني من عام 1986 واستغرقت الرحلة 73 ثانية فقط قبل تلف عازل مطاطي بأحد صاروخي الدفع للمكوك ما أسفر عن انفجاره.
وكشفت الكارثة عن القصور في التصميم الهندسي للمكوك علاوة على مشاكل التشغيل في برامج الفضاء الأمريكية لكنها ساعدت في الوقت ذاته في نشأة صناعة النقل الفضائي على النطاق التجاري التي تعكف الآن على تصنيع مركبات فضائية للركاب.
وتوصلت التحقيقات في الحادث الى ان الضغوط وراء تكثيف الجدول الزمني للرحلات الفضائية أسهم في الكارثة فيما كانت منظومة النقل الفضائي الوحيدة في البلاد مكونة من اسطول يضم أربعة من مكوك الفضاء التي تنطلق عدة مرات في الشهر الواحد، وعقب الحادث منع الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت رونالد ريجان اطلاق الأقمار الصناعية من خلال برامج المكوك فيما دعم الجهود العسكرية لابتكار وسائل اطلاق بديلة. بحسب رويترز.
وأسهم تغيير سياسات اطلاق المركبات الفضائية في ارساء الأساس لصناعة النقل الفضائي التجارية الحالية في العالم التي جاءت بأرباح وصلت الى 5.9 مليار دولار عام 2014 وذلك استنادا الى تقرير وضعته رابطة صناعة الأقمار الصناعية العام الماضي، ويقول مسؤولون في ناسا إن ذلك لم يمنع من حدوث كوارث وأشاروا الى ان مركبات الفضاء مجرد منظومة هندسية كبيرة وان السفن والطائرات صارت أكثر أمانا في اعقاب وقوع حوادث، وأسفر حادث تشالنجر عن مقتل جميع رواد الفضاء السبعة على متنه ولم تتح لأي منهم فرصة النجاة بسبب سوء تصميم المكوك فيما تم تلافي هذه الأخطاء في عمليات التطوير الحالية في مركبات الفضاء المخصصة للركاب.
وستطلق هذه المركبات على قمة صواريخ الدفع وليس الى جانبها مع تزويد الأطقم بأنظمة منفصلة للنجاة في حالة فشل هذا الصواريخ، وكشف حادث تشالنجر عن قصور إداري في ناسا حيث اتضح ان مهندسي رحلة المكوك كانوا قد حذروا قبل الاطلاق من درجات الحرارة الشديدة البرودة ليلا التي قد تؤثر على صواريخ الدفع، وحتى الآن كان الحادث الوحيد في هذه الصناعة الوليدة هو مقتل طيار في اكتوبر تشرين الأول عام 2014 أثناء اختبار مركبة فضائية تجريبية للركاب لشركة (فيرجن جالاكتيك) التي أسسها الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون، وتوصلت التحقيق إلى وجود مشاكل اساسية تتعلق باحتياطات الأمان وعدم التدريب الكافي للطيار.
الشروع بالاستثمار التجاري للفضاء
في آخر تشرين الثاني/نوفمبر، أقر الرئيس الاميركي باراك اوباما قانونا يسمح بالاستخدام التجاري للموارد التي قد يحتوي عليها القمر او الكويكبات القريبة من الارض، في خطوة اولى في مجال الاستثمار الاقتصادي لموارد الفضاء.
ويسمح هذا التشريع المسمى "سبايس اكت" لاي شخص اميركي او مؤسسة اميركية بامتلاك اي مادة يعثر عليها على سطح القمر او احد الكويكبات وان يكون له كامل الحق في التصرف بها، على ما يشرح لوكالة فرانس برس المحامي جيم دوستان الخبير في قانون الملكية الفكرية في مجموعة "موبيوس ليغال غروب".
ويقول كريسوفر جونسون الخبير القانوني في منظمة "سيكيور ورد فاونديشين" التي تناصر مبدأ التعاون الدولي في ادارة موارد الفضاء "نحن امام المرحلة الثانية من غزو الفضاء، بعد المرحلة الاولى التي كان عنوانها الفخر الوطني"، قد ينظر المواطن الاميركي العادي الى هذه الخطوة على انها بداية حقبة جديدة، لكن تكاليف السفر في الفضاء تحول دون جعل هذا القطاع متاحا لاي كان، ويقول كريس ليفيكي المسؤول في شركة "بلانيتري ريسورسز" التي اسسها في العام 2012 لاري بايدج احد مؤسسي مجموعة غوغل "ادى هذا القانون من خلال ازالة الالتباسات القانونية الى طمأنة المستثمرين، والى اتاحة الفرصة لنا لننشئ نموذجنا الاقتصادي"، وبحسب ميغان كراوفورد المسؤول في شركة ديب سبايس انداستريز "بات المستثمرون الان مطمئنين الى انهم لن يبددوا اموالهم سدى"، تؤكد هاتان الشركتان الناشئتان والرائدتان في مجال الاستثمار الفضائي انهما تمتلكان الوسائل اللازمة لاستثمار النيكل والحديد والذهب والبلاتين من الفضاء، وتنوي الشركتان ان تبدآ اولا باستغلال المياه المتجمدة الموجودة في الكويكبات القريبة من الارض، لاستخدامها في تزويد المركبات الفضائية بالماء والوقود المستخرج من الهيدروجين. وهما تعتزمان تشييد محطة فضائية لهذه الغاية.
ويقول ليفيكي "ارسال طنين من المياه سنويا الى الفضاء يكلف 100 مليون دولار، فاذا تمكنا من الاستفادة من المياه الموجودة اصلا في الفضاء لتزويد المركبات الموجودة في مدار الارض، ستفتح لنا فرص كبيرة"، تقول شركة بلانيتيري ريسورسز إن التلسكوبات الفضائية الموجودة في مدار منخفض حول الارض رصدت العام الماضي كويكبات تبدو واعدة من حيث الموارد فيها، وهي تنوي ارسال مسبار استطلاعي في الربيع المقبل، وبحسب الشركتين، يتوقع ان يبلغ حجم السوق ثلاثة الاف مليار دولار في السنوات العشر او الخمس عشرة المقبلة. بحسب فرانس برس.
حتى اليوم، الزبون الوحيد المتوفر هو محطة الفضاء الدولية التي يقيم فيها ستة رواد فضاء بشكل دائم في مدار الارض، لكن الشركتين ترغبان في ان يكون لديهما جمهور اوسع من الزبائن، ولتحقيق ذلك ينبغي الضغط على الحكومات في العالم لاقرار قوانين مثل "سبايس اكت".
وقعت وكالة الفضاء الاوروبية عقدا بقيمة 350 مليون يورو مع شركة ايرباص ديفنس اند سبايس الاميركية لتصميم مسبار مخصص لدراسة كوكب المشتري واقماره المتجمدة والبحث عن امكانية وجود اماكن صالحة للحياة هناك، بحسب ما اعلنت ايرباص.
وسيطلق على المسبار اسم جوس، ومن المقرر اطلاقه من قاعدة كورو في غويانا الفرنسية في العام 2022 محمولا بصاروخ من طراز اريان 5، وتستغرق الرحلة من كوكب الارض الى محيط كوكب المشتري سبع سنوات ونصف السنة، وستكون هذه اول مهمة فضائية اوروبية باتجاه كوكب المشتري، اكبر كواكب المجموعة الشمسية. بحسب فرانس برس.
والهدف من هذه المهمة البحث عن اماكن يمكن ان تكون صالحة للحياة قرب المشتري، بحسب ما اوضحت ايرباص في بيان، وستركز المهمة بشكل خاص على ثلاثة اقمار للمشتري يشتبه العلماء في انها تضم محيطات مائية تحت سطحها، وهي اوروبا وغانيميد وكاليستو، وحين يصل المسبار الى جوار المشتري في العام 2030 سيقوم ببعض عمليات التحليق الاستكشافية عن قرب، ثم يستقر في مدار حول القمر غانيميد، ويبلغ وزن المسبار 5,5 طن، وهو مزود بمحرك شمسي مساحته 97 مترا مربعا، وهو الاكبر الذي يزود به مسبار حتى الآن.
حقوق التنقيب في الأجرام الفضائية
قال مسؤولون في صناعة الفضاء إن قانونا جديدا أباح للشركات الأمريكية امتلاك ما قد يعثرون عليه خلال أنشطة التنقيب على الكويكبات والأجرام الفضائية الأخرى الأمر الذي ينهي إشكالا قانونيا كان يكتنف قضايا فنية ومالية تواجه الشركات الساعية للانخراط في هذا المجال، ويتضمن قانون المنافسة التجارية على اطلاق المركبات في الفضاء الذي وقعه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الآونة الأخيرة بنودا تسمح للمواطنين الأمريكيين وتشجعهم على النهوض بأنشطة التنقيب واستخراج الموارد من الفضاء على الرغم من عدم أحقية أحد في امتلاك أي أجرام فضائية، وقال بوب ريتشاردز المدير التنفيذي لشركة (مون اكسبريس) المتخصصة في السفر إلى القمر والتنقيب على سطحه "إنه لا يختلف كثيرا عن سفن الصيد في المياه الاقليمية"، وأضاف خلال مناقشة في الفضاء الالكتروني استضافها الاتحاد التجاري لرحلات الفضاء "إنهم لا يمتلكون المياه ... لكن من حقهم إلقاء شباكهم في الماء وصيد الاسماك فور ظهورها ووضعها على ظهر سفنهم". بحسب رويترز.
وقال جبينجا أودونتان الأستاذ الزائر من جامعة كنت البريطانية والخبير في القانون التجاري الدولي إن هذا القانون ينتهك عددا من المعاهدات الدولية والقانون الدولي المتعارف عليه ووصفه في مقالة أوردتها مجلة (كونفرسيشن) الإلكترونية بأنه "أشهر قذيفة أطلقت ضمن المعركة الايديولوجية الخاصة بامتلاك الكون".
وقال مايك جولد أحد رجال الأعمال الأمريكيين ومدير شركة (بيجلو ايرسبيس) لتنمية الفضاء تجاريا ومقرها نيفادا إن القانون الجديد لم يحسم عدة مسائل "واني أنبه الجميع ألا يحتفلوا ويعتبروا ان الأمر قد حسم. الموضوع يحفل بالكثير من احتمالات سوء الفهم وسوء التصور"، أما بالنسبة الى شركة (مون اكسبريس) التي تعتزم القيام بأول رحلة الى القمر عام 2017 الى جانب عدد من الشركات الأخرى فإن القانون الجديد يذلل عقبة كبيرة في الطريق الى الفضاء، وقال بيتر ماركيز نائب رئيس شركة (بلانيتاري ريسورسيز) المتخصصة في التنقيب في الأجرام الفضائية والكويكبات والتي تحظى بدعم من لاري بيج وإريك شميت من شركة جوجل الى جانب ريتشارد برانسون من مجموعة (فيرجن) إن هذا القانون "يمثل مستوى مريحا لاستثماراتنا وللمستثمرين المحتملين"، وأضاف "في كل مرة نجري فيها مباحثات مع المستثمرين أو المستثمرين المحتملين لم يكن الحديث يدور حول ما اذا كانت هذه التكنولوجيا مجدية من عدمه بل كان كل ما يستوقفهم هو هل من الممكن حماية استثماراتنا؟".
إزهار أول نبتة زرعت في الفضاء
أعلن رائد الفضاء سكوت كيلي، عبر تغريدة له على حسابه على تويتر، أن نبتة من نوع "زينيا"، والتي زرعت في محطة الفضاء الدولية، قد أزهرت، لتكون بذلك أول زهرة يزرعها الإنسان في الفضاء، عبر تغريدة نشرها السبت على حسابه على تويتر، أعلن رائد الفضاء سكوت كيلي أن نبتة من نوع "زينيا" التي زرعت في محطة الفضاء الدولية أزهرت، لتكون بذلك أول زهرة يزرعها الإنسان خارج مجاله المعتاد.
وقال سكوت كيلي معلقا على "الخبر السعيد" الذي تقاسمه معه آلاف الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي، إن الحياة أخذت مسارها على بعد أكثر من 400 كلم من سطح الأرض، مضيفا "نعم، هنالك أشكال أخرى للحياة، في الفضاء".
والنبتة المعنية هي من نوع "زينيا"، تنمو في العادة على أرض خصبة وجافة وتكبر بفضل أشعة الشمس. اختارها رواد محطة الفضاء الدولية لأن دورة نموها طويلة، فهي تستغرق من 60 إلى 80 يوما، ما يسمح لهم وللباحثين بدراسة مراحل نموها وإزهارها، ومعالجة بعض التشوهات التي قد تطالها خلال هذه الفترة.
كما سمحت نبتة "زينيا" كذلك بـ"معرفة كيفية إزهار النباتات ونموها في ظروف جاذبية صغرى" حسب ما نشرته وكالة الفضاء الأمريكية على موقعها الإلكتروني، وتمكن رواد الفضاء الصيف الماضي (تموز/يوليو 2015) من زرع سلطة خضراء، شكلت وجبتهم المفضلة في محطة الفضاء، لكن إطلالة الزهور كانت أصعب وأكثر تعقيدا.
وكالة الفضاء الروسية تخفض برنامجها الفضائي
أوضحت خطة تقدمت بها وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس) ان روسيا ستخفض حجم برنامجها الفضائي بنسبة 30 في المئة خلال السنوات العشر القادمة وستقوم بتقليص عدد من المشروعات للحد من النفقات في مواجهة تراجع أسعار النفط وتناقص قيمة الروبل، وأفاد المشروع المبدئي الذي طرحه ايجور كوماروف مدير وكالة الفضاء الروسية الى خفض حجم ميزانية برنامج الفضاء للأعوام 2016-2025 الى 1.4 تريليون روبل (17.36 مليار دولار) من تريلوني روبل. بحسب رويترز.
ويعني ذلك تأخير موعد رحلة فضائية مأهولة الى القمر خمس سنوات من عام 2030 الى 2035 مع الغاء مشروع انتاج صواريخ فضائية قابلة للاستخدام مرة أخرى كان مقررا له عام 2025، ونقلت وسائل اعلام محلية عن كوماروف قوله دون الافصاح عن مزيد من التفاصيل "من المؤكد ان تنفذ روسيا هذا المشروع (الخاص بالصواريخ) لكن في الوقت الراهن فان اطلاق صاروخ للدفع يمكن استخدام مرحلته الأولى مرة أخرى ليس مجديا من الوجهة الاقتصادية"، وقال متحدث باسم (روسكوزموس) لرويترز إن الوكالة ستعاود تلك المحاولة بعد عام 2025.
ويجري حاليا انشاء منصة حديثة لاطلاق المركبات الفضائية في أقصى شرق روسيا لكن مواصلة تنفيذ المشروع ستتضرر جراء القرار الأخير وسيجري بناء منصة اطلاق واحدة بدلا من اثنتين مثلما كان مقررا في الأصل.
وتوقع الحكومة الروسية على مشروع معدل لبرامج الفضاء في مارس آذار القادم لكن لم يتضح ما اذا سيجري مزيد من الخفض قبل ذلك، واضطرت روسيا التي تعول كثيرا على عائدات النفط الى خفض خطط الانفاق في مختلف القطاعات في اطار محاولتها للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت جراء ضعف الروبل والعقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب أزمة أوكرانيا، وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عدة مناسبات عن تنشيط أمجاد الفضاء التي تحققت خلال الحقبة السوفيتية حين تم اطلاق (سبوتنيك) أول قمر صناعي عام 1957 وارسل الاتحاد السوفيتي السابق أول رجل للفضاء عام 1961 وأجرى أول عملية سير في الفضاء عام 1965 .
مركز فرنسي يمسح السماء بحثا عن اطباق فضائية
يركز العاملون في مركز تابع لوكالة الفضاء الفرنسية في مدينة تولوز انظارهم واسماعهم الى الفضاء، يمسحون السماء باجهزتهم الحديثة بحثا عن اجسام طائرة غير معروفة قد يلمع اثرها من هنا او هناك.
ويجمع العاملون في هذا المركز الفريد من نوعه في اوروبا والمسمى معهد الدراسات والمعلومات عن الظواهر الفضائية غير المحددة "جيبان" شهادات يومية يقدمها مواطنون يقولون انهم شاهدوا ظواهر غريبة في السماء.
وتقول موريال ريشار "نحن هنا لننظر الى الامور نظرة موضوعية"، وتروي ان كثيرا من الاتصالات التي يتلقاها المركز يبدأ اصحابها كلامهم بالقول "انا لست مجنونا، ولكن.."، ثم يقص ما شاهد، وتضيف "نحاول ان نجد تفسيرا" لما يقوله المتصلون.
ويبدأ البحث عن التفسير اولا بما هو معروف من ظواهر مناخية وفضائية وما يتصل بالملاحة الجوية، وفقا لكزافييه باسو مدير المركز، ويقول "في 80 % من الحالات هناك سوء تقدير لدى الشهود للمسافة، فالشاهد لا يمكنه ان يقدر مسافة شيء لا يعرف حجمه اصلا، وهذا هو سبب كل الاوهام المتعلقة برؤية اجسام فضائية".
فقد تبين مرات عدة ان ما ظنه الشهود اطباقا فضائية طائرة لم تكن سوى مناطيد او طائرات او حتى حشرات، كثيرا ما يشتبه الامر على اشخاص فيظنون ان كوكب الزهرة هو كائن فضائي، اذ انه يبدو احيانا للناظر من الارض شيئا صغيرا يتغير لونه، وكذلك محطة الفضاء الدولية التي تظهر كنجم كبير وهاج متحرك في سماء الارض.
ويشير العاملون في هذا المركز ايضا الى ان عددا كبيرا مما يشتبه على الناس انه كائنات فضائية تحلق في سمائهم، لا يكون في حقيقة الامر سوى الاضواء المنبعثة من اجهزة انارة كبيرة تابعة لمنشآت عامة، او العاب ليزر ضوئية، او انعكاسات بصرية.
وعمل المركز على 304 شهادات لاشخاص قالوا انهم شاهدوا ظواهر في السماء في الاشهر الاثني عشر الماضية. ويتلقى الفريق باستمرار شهادات جديدة، ولكن الشهادات هذه لا تتحول الى ملفات جدية ولا يتقدم فيها التحقيق الا ان كانت خالية من الاخطاء الاولية التي يشخصها الخبراء بسرعة، ولذا، يوكل الى نحو عشرين خبيرا التحقيق في الشهادات المهمة، وهذا المركز هو الوحيد من نوعه في اوروبا، ولا يوجد مثله في العالم سوى مركزين، واحد في تشيلي والآخر في بيرو.
التنقيب في القمر
قال يان فورنر المدير العام لوكالة الفضاء الاوروبية ان القمر قد يكون مكانا "مثيرا للاهتمام" في ما يتعلق بتنقيب شركات خاصة عن المعادن في الفضاء، واتى كلامه ردا على اطلاق لوكسمبورغ مبادرة تهدف الى تشجيع الشركات على خوض مغامرة استغلال الموارد الطبيعية في الفضاء ولا سيما في النيازك، واوضح فورنر ان "فكرة اجراء عمليات تنقيب في النظام الشمسي مطروحة منذ فترة. الا ان الكلفة كانت حتى الان عالية جدا من اجل حصول نشاط تجاري"، واضاف "لكن بما ان ثمة شركات خاصة مهتمة بالامر فهذا جيد. انه امر منطقي الا اننا لن ننفق المال العام على ذلك"، ومضى يقول "انا على ثقة ان القمر مكان مثير للاهتمام" لنشاطات خاصة" كهذه مع ان مشروع لوكسمبورغ يأتي على ذكر النيازك فقط. بحسب فرانس برس.
ومنذ توليه منصبه في تموز/يوليو الماضي، يروج يان فورنر لفكرة "قرية قمرية" متعددة الجنسيات قد تشمل نشاطات تنقيب عن المعادن تجريها شركات خاصة، وقال "في السنوات الاخيرة طلبت الكثير من الشركات رأيي حول امكانية حصول نشاطات من هذا النوع في الفضاء وقلت انها فكرة جيدة الا ان نقل هذه المعادن الى الارض سيحتاج الى وقت لان الكلفة عالية راهنا"، في المقابل هو يعتبر ان استخدام هذه المعادن لتزويد مهمات فضائية بعيدة او لبناء منشآت على القمر "امر ليس ببعيد"، وختم يقول ان "الخيال العلمي غالبا ما يتحول حقيقة. انها المرحلة المقبلة".
لوكسمبورج تقتحم مجال التنقيب في الفضاء
تطمح لوكسمبورج -الدولة الصغيرة المساحة العضو بالاتحاد الأوروبي والواقعة بين فرنسا وألمانيا وبلجيكا- إلى ان تصبح رائدة في مجال التنقيب على الكويكبات والأجرام الفضائية الأخرى، وتشتهر لوكسمبورج بأنها مركز لادارة الأموال والمصارف الخاصة فيما تسعى لاستصدار قرار يجعل منها أول دولة أوروبية تضفي طابعا رسميا وقانونيا على مجال الاستكشاف التجاري للكويكبات.
وأمام تحقيق مثل هذا الهدف عشر سنوات على الأقل لكن من المتوقع ان تستفيد في ذلك من دول وشركات رائدة في هذا المضمار مثل شركة (بلانيتاري ريسورسيز) الأمريكية المتخصصة في التنقيب في الأجرام الفضائية والكويكبات وشركة (ديب سبيس اندستريز) الأمريكية، وقال اتيان شنايدر وزير الاقتصاد في لوكسمبورج في مؤتمر صحفي "الموارد الفضائية قد تفضي على المدى البعيد إلى اقتصاد مزدهر يقوم على الفضاء علاوة على توسع الإنسان في المجموعة الشمسية"، وفي نوفمبر تشرين الثاني الماضي أعلن مسؤولون في صناعة الفضاء الأمريكية إن قانونا جديدا أباح للشركات الأمريكية امتلاك ما قد يعثرون عليه خلال أنشطة التنقيب في الفضاء الأمر الذي ينهي إشكالا قانونيا كان يكتنف قضايا فنية ومالية تواجه الشركات الساعية لخوض هذا المجال. بحسب رويترز.
ولا يزال استغلال واستخراج الموارد الموجودة على الأجرام الكونية مسألة شائكة مثيرة للمشاكل على الصعيد الدولي، لكن مؤيدي هذا الاتجاه يقولون إنه لن يسهم فحسب في تعويض الموارد المتناقصة على الأرض بل سيفيد في استكشاف الكواكب البعيدة.
ومن المتوقع ان تنتهي لوكسمبورج من وضع الإطار القانوني لمثل هذه الأنشطة بحلول نهاية العام الجاري، وتلزم معاهدة الأمم المتحدة للفضاء الخارجي جزئيا الدول بالترخيص والإشراف على أنشطة الهيئات غير الحكومية العاملة في الفضاء بما في ذلك القمر. وتحظر المعاهدة أيضا إرسال أسلحة نووية إلى الفضاء وتمنع مطالبة الدول بامتلاك أجرام كونية وتنص على ان يعود غزو الفضاء والنهوض به بالنفع على جميع الدول.