حرب الفضاء.. تنافس دولي لكشف اسرار الكون الفسيح

عبد الامير رويح

2015-07-11 09:20

تتزايد الجهود والابحاث العلمية التي تقوم بها بعض الدول والحكومات من اجل استكشاف اسرار الفضاء والسيطرة عليه كما يقول الخبراء، الذين اكدوا على ان العالم يعيش حرب وسباق تنافسي كبير في مجال عمليات استكشاف اسرار بعض الكواكب المهمة في هذا الكون الفسيح، هذا بالإضافة الى الاستكشافات الاخرى وبناء المحطات الفضائية والاعتماد على التقنيات والاجهزة المتطورة التي سهلت الكثير من الامور، هذه الاستكشافات والعمليات وعلى الرغم من اهميتها العلمية لا نخلوا ايضا من بعض المشكلات والاخطاء التي عرقلت او اخرت بعض الابحاث.

واستكشاف الفضاء كما تشير المصادر، هو استخدام علم الفلك وتقنيات الفضاء لاستكشاف الفضاء الخارجي. وتتم عملية استكشاف الفضاء عن طريق الرحلات المأهولة والرحلات الآلية. واستكشاف الفضاء حالة جديدة لم يعهدها الإنسان قبل عصر الفضاء أي في النصف الثاني من القرن العشرين حيث كانت دراسة السماء تتم من الأرض ومن خلال هذه الحالة توافرت مصطلحات جديدة تتعلق بالفضاء مثل غزو الفضاء، ريادة الفضاء، ملاحة الفضاء، السفر في الفضاء.

عطل نيو هورايزونز

في هذا الشأن فقد أعلنت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) أنها تتوقع أن يواصل المسبار الآلي (نيو هورايزونز) مهمته بعد أن طرأ عطل على جهاز الكمبيوتر الخاص به قبل أيام من الموعد المقرر لتحليقه التاريخي عند أقرب نقطة من كوكب بلوتو النائي. وخلال اقترابه من نهاية رحلته التي استغرقت تسعة أعوام ونصف العام إلى الملكوت الخارجي المجهول للمجموعة الشمسية أغلق المسبار اتصالاته اللاسلكية مع مركز مراقبة المهمة في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز في لوريل بولاية ماريلاند وذلك لمدة 81 دقيقة.

وقال جلين فاونتين مدير المهمة للمراسلين في مؤتمر صحفي إن مركز المراقبة الأرضي قام بإعادة تحميل برمجيات الكمبيوتر الأساسي للمسبار الذي كان يحاول ضغط البيانات بداخله لتوسيع نطاق الذاكرة فيما كان يعمل في الوقت ذاته على تحميل نظام تشغيل مهمة الاقتراب من بلوتو. وكان الكمبيوتر الأصلي للمسبار قد توقف عن العمل ما تسبب في أن يتحول المسبار إلى الكمبيوتر الاحتياطي فيما كان يترقب تعليمات من مركز المراقبة الأرضي. وخلال عملية التحول تلك انقطعت الاتصالات اللاسلكية وتوقفت عمليات التجارب العلمية.

وما لبث المهندسون أن رصدوا هذه المشكلة وبادروا بإعداد المسبار في مهمة للاقتراب من كوكب بلوتو القزم وأكبر أقماره تشارون ليصبح على مسافة 12500 كيلومتر من سطح بلوتو في 14 يوليو تموز. ولا يحمل المسبار كما كافيا من قوة الدفع التي تمكنه من إبطاء سرعته لاتخاذ مسار له حول بلوتو في منطقة حزام كويبر وهي منطقة متجمدة تدور بها كويكبات صغيرة في أفلاكها حول الشمس بعد كوكب نبتون ويعتقد أن هذه المنطقة تخلفت عن نشأة المجموعة الشمسية قبل 4.6 مليار عام. وحزام كويبر آخر منطقة مجهولة بمجموعتنا الشمسية.

وسيجري نقل الدفعة الأخيرة من البرمجيات الخاصة بكمبيوتر المسبار لاسلكيا ليعكف المسبار على إجراء تجارب علمية. وقال الباحث آلان ستيرن الذي يعمل بمعهد الأبحاث في بولدر في كولورادو إن العطل أدى الى تعطيل 30 عملية مشاهدة لبلوتو وقمره تشارون لكن ذلك لن يؤثر على الأهداف الإجمالية للمهمة. وقال ستيرن "فيما لم نكن نحبذ أن يحدث هذا العطل .. فإنه منحنا دفعة لنعود إلى سابق توقعاتنا".

ومثله مثل مركبات فضائية أخرى تابعة لناسا منها مهام مارينر وبايونير وفويجر كانت قد سبقت المسبار نيو هورايزونز في اكتشاف كواكب المجموعة الشمسية فإن من المقرر أن يجري تجاربه العلمية خلال تحليقه قرب بلوتو. وجاذبية بلوتو ضعيفة للغاية لدرجة أن أي مركبة فضائية ستستهلك كما كبيرا من الوقود لاستخدام مكابحها ووضع نفسها في مدار. وقضى المسبار نيو هورايزونز معظم فترات رحلته إلى بلوتو التي بدأت في يناير كانون الثاني من عام 2006 في مراحل من السكون وخرج من سباته في يناير كانون الثاني الماضي ليبدأ في جمع البيانات العلمية وغيرها.

وبلوتو كوكب جليدي قزم يسبح على حافة المجموعة الشمسية ويقع في منطقة تعرف باسم حزام كويبر في الفناء الخلفي للمجموعة الشمسية. وخلال فترة اطلاق المسبار (نيو هورايزونز) وفيما كان في طريقه للكوكب حرم بلوتو من لقب كوكب ومن كونه الكوكب التاسع من كواكب المجموعة الشمسية وبات كوكبا قزما بعد أن اكتشف أكثر من ألف من أمثاله منذ اكتشافه ضمن حزام كويبر.

ومنذ اكتشافه عام 1930 لا يزال بلوتو لغزا محيرا ويرجع ذلك في جزء منه لكونه صغير الحجم بالمقارنة بالكواكب الاخرى. ويبذل العلماء جهدا خارقا في تفسير كيف أن كوكبا قطره لا يتجاوز 2302 كيلومتر يمكن أن يستمر في الوجود وسط كواكب عملاقة مثل المشترى وزحل واورانوس ونبتون. وبعد أن ينجز المسبار دراساته لبلوتو عن كثب وقمره الرئيسي تشارون ومجموعة أخرى من الأقمار الصغيرة لا تقل عن أربعة سيواصل المسبار رحلته في حزام كويبر. بحسب رويترز.

ويعتزم فريق مهمة المسبار مطالبة ناسا بمزيد من الأموال لارسال مركبة فضائية أخرى الى حزام كويبر في عام 2019. وعلاوة على كاميرات المسبار (نيو هورايزونز) فإنه مزود بست معدات علمية منها مطياف لتشتيت الضوء وأجهزة استشعار لرصد الغبار وحالة البلازما لدراسة جيولوجيا بلوتو وقمره تشارون ورسم خرائط لتركيب سطحيهما ودرجة الحرارة والغلاف الجوي والأقمار الأخرى.

فيلة يعاود الاتصال

من جانب اخر قال مديرو برنامج المجس الفضائي الاوروبي (فيلة) إنه استأنف الاتصالات اللاسلكية مع المركبة الفضائية المدارية الأم على سطح مذنب ما ينعش آمال العلماء بمواصلة المهمة الرائدة لفك بعض الألغاز الكونية الخاصة بنشأة المجموعة الشمسية. وفي نوفمبر تشرين الثاني الماضي نجح المجس (فيله) وهو مركبة فضائية تزن 100 كيلوجرام في الالتحام بالمسبار الفضائي (رشيد) ثم هبط أخيرا في انجاز تاريخي على سطح المذنب 67 بي/تشوريموف-جيراسيمينكو.

وشرع المجس (فيلة) في سلسلة من التجارب المبرمجة سلفا استمرت 64 ساعة ثم توقف عن العمل وعجز عن جمع ما يكفي من أشعة الشمس لاعادة شحن بطارياته بعد ان انحرف ليهبط في منطقة ظليلة بدرجة كبيرة خلف صخرة ما تعذر معه تشغيل ألواحه للطاقة الشمسية. لكن مع انطلاق المذنب نحو الشمس وزيادة درجة حرارته نجح المجس (فيلة) في الخروج من حالة الكمون ليبعث باشارتين لاسلكيتين الى المسبار (رشيد). كانت محاولات أخرى للاتصال بالمجس (فيلة) قد باءت بالفشل لان المسبار (رشيد) كان منخرطا في مجموعة من التجارب والأنشطة العلمية المحددة سلفا.

وقالت وكالة الفضاء الاوروبية على موقعها الالكتروني الخاص بالبرنامج إن الاشارتين اللاسلكيتين التي استمرت كل منها دقيقتين أكدتا مدى سلامة المجس (فيلة). وسيقوم المسبار الفضائي (رشيد) الذي يحلق في مدار يبعد 180 كيلومترا عن سطح المذنب بخفض مستوى دورانه بواقع ثلاثة كيلومترات ليتسنى له اتخاذ موقع أفضل لاستقبال الاشارات اللاسلكية من (فيلة).

وقالت ايلزا مونتانون نائبة مدير رحلة المسبار (رشيد) بوكالة الفضاء الأوروبية خلال مؤتمر صحفي بمعرض باريس الجوي "من الأهمية بمكان ان نرى ان كان بوسعنا تأمين نمط اتصال مستقر بين المسبار والمجس". وبمجرد استقرار عودة الاتصالات يعتزم مديرو الرحلة اعادة المجس (فيلة) للعمل ليشرع أولا في اجراء تجارب تستلزم القدر الأدنى من الطاقة مع عدم تحريك المركبة. وفي نهاية المطاف يريد العلماء ادارة المجس (فيلة) بزاوية 30 درجة حتى يتمكن مثقابه الصغير من الحفر لأخذ عينات من المذنب لتحليلها.

وتغطي المذنب مواد اصلها الكربون ربما تكون مشابهة للمركبات العضوية الموجودة على كوكب الارض. وقال فيليب جودون مدير مشروع (فيلة) بوكالة الفضاء الفرنسية "انه أمر يمكننا انجازه ربما ليس خلال الأسابيع المقبلة لكن يقينا سننجزه خلال الأشهر المقبلة". ويعتقد ان المذنبات ليست سوى متبقيات تخلفت عن الوحدات البنائية الأساسية التي نشأت عنها المجموعة الشمسية وربما تحمل في طياتها قرائن تهدي العلماء الى كيفية وصول الماء والمواد الكيميائية التي تكونت منها الحياة الى كوكب الارض.

ويدور المذنب 67 بي/تشوريموف-جيراسيمينكو حول الشمس في مدار اهليلجي يمر بين مداري كوكبي الارض والمريخ ويمتد حتى يمر بمدار كوكب المشترى. ويقترب المذنب من أقرب نقطة من مداره حول الشمس في 13 اغسطس آب ما يثير أتربة قد تجعل المسبار (رشيد) يعجز عن الاستعانة بالمعدات الخاصة بتوجيهه وسيرافق المسبار (رشيد) المذنب حتى نهاية العام الجاري على الأقل قبل ان ينضم الى المجس (فيلة) على سطح المذنب.

ويأمل العلماء بان تساعد العينات التي سيجمعها المجس (فيلة) من المذب البالغ طوله خمسة كيلومترات وعرضه ثلاثة كيلومترات في الافصاح عن تفاصيل كيفية نشوء الكواكب وربما الحياة نفسها. ويحتفظ المذنب المكون من جليد وصخور بجزيئات عضوية قديمة تمثل كبسولة الزمن. وتمويل مشروع (رشيد) مضمون حتى نهاية العام لكن فريق العمل طلب تمديد التمويل حتى سبتمبر أيلول عام 2016 حين يتجه (رشيد) الى المذنب لالتقاط صور قبل ان يلتحم به. بحسب رويترز.

وبدأ هذه المشروع منذ عشر سنوات ويرى العلماء أن فرصة الهبوط ستسنح في 11 نوفمبر تشرين الثاني حين يكون المذنب على بعد 450 مليون كيلومتر من الشمس. وسفينة الفضاء الأوروبية (روزيتا) هي الاسم الغربي لمدينة رشيد بدلتا نهر النيل بمصر التي عثر فيها على الحجر الذي فك ألغاز اللغة الهيروغليفية. أما (فيلاي) فهو مقابل اسم جزيرة فيلة بنهر النيل قرب مدينة اسوان بصعيد مصر حيث وجدت مسلة مصرية قديمة ساعدت أيضا على فك شفرة اللغة الهيروغليفية.

حفر كبيرة

على صعيد متصل أظهر بحث أن هناك حفرا كبيرة على سطح المذنب الذي تدرسه مركبة الفضاء الأوروبية رشيد وأنها واسعة بدرجة تكفي لالتهام الهرم الأكبر بمنطقة الجيزة في مصر. وأشارت الدراسة التي نشرت في دورية نيتشر الى أن العلماء يشتبهون في أن حفرا تكونت حين انهارت مواد على سطح المذنب وتشبه آبارا على كوكب الأرض.

والتجويفات على سطح المذنب (67 بي/تشوريوموف-جيراسيمنكو) الذي تدور حوله المركبة رشيد منذ اغسطس آب هائلة فيبلغ قطرها نحو 200 متر وعمقها 180 مترا. في المقابل فإن عرض الهرم الأكبر 230 مترا وارتفاعه 139 مترا. ومن المتوقع أن يساعد هذا الكشف العلماء في تحقيق فهم أفضل لكيفية تشكل المذنبات وتطورها. وقال بول ويسمان العالم بإدارة الطيران والفضاء الأمريكية "العثور على الحفر كان مفاجأة قوية." بحسب رويترز.

ويعتقد أن المذنبات مثل 67 بي هي أكوام من المذنبات الصغيرة المكونة من الصخور والمواد العضوية والثلوج. وتثبتها الجاذبية ببعضها البعض برفق ويكون هناك الكثير من المساحات المفتوحة وهو ما يشكل جسم المذنب في نهاية المطاف. ولم يعرف بعد السبب وراء انهيار الحفر لكنه يمكن أن يكون مرتبطا بارتفاع درجة حرارة المذنب عندما يتحرك على مسافة قريبة من الشمس. على سبيل المثال تنفث عدة آبار على سطح المذنب 67 بي الغبار. وقال جان بابتيست فانسان من معهد ماكس بلانك لأبحاث النظام الشمسي في بيان "نرى انبعاثات تخرج من الشروخ في الجدران داخل الآبار. هذه الشروخ تعني أن من الممكن أن ترتفع حرارة المواد المتطايرة بسهولة اكثر ومن ثم تهرب الى الفضاء."

المظلة الفضائية الكبيرة

في السياق ذاته فشلت التجربة التي نفذتها وكالة الفضاء الاميركية ناسا لفتح مظلة هي الاكبر في العالم، تكبح سقوط مركبة غير مأهولة بسرعة تفوق سرعة الصوت، في تقنية تعمل على تطويرها لاستخدامها في انزال مركبات مأهولة الى سطح المريخ. وبدأت التجرية في قاعدة عسكرية في هاواي، مع تحليق المركبة محمولة بمنطاد كبير الى علو مرتفع، بحسب مشاهد بثها تلفزيون وكالة ناسا مباشرة. واعلنت الوكالة بعد ذلك ان التجربة لم تكلل بالنجاح لان المظلة فتحت "جزئيا" فقط دون تقديم تفاصيل اضافية.

وهذه التجربة هي الثانية من بين ثلاث تجارب لاختبار هذه التقنية التي لا بد منها لانزال مركبات مأهولة على سطح اجرام ذات جاذبية عالية مثل كوكب المريخ. وصممت هذه المظلة لتتناسب مع طبيعة الغلاف الجوي لكوكب المريخ، وهو غلاف ليس كثيفا، الامر الذي يقتضي ان تكون المظلة التي تحمل مركبة فضائية ثقيلة، صلبة جدا. بحسب فرانس برس.

وتعمل وكالة ناسا على اختبار هذه التقنية منذ العام 1976، حين ارسلت مسبارين صغيرين الى المريخ في اطار مهمة "فايكينغ"، ولكنها الان تختبر طرازات جديدة من المظلات لأنها تنوي ارسال مركبات مأهولة ثقيلة الى الكوكب الاحمر بحلول العام 2030، وجعلها تهبط بهدوء على سطحه. وتزن المركبة المخصصة لهذه التجربة اكثر من ثلاثة اطنان، اي ضعف وزن المركبات التي قد ترسلها ناسا الى المريخ. وستعمل سفينة اميركية على انتشال المركبة وصندوقها الاسود من مياه المحيط الهادئ لتحليل نتائج التجربة.

أمريكا وروسيا

الى جانب ذلك تتنافس الولايات المتحدة وروسيا للعب دور استراتيجي في خطة البرازيل لإطلاق أقمار صناعية لأغراض تجارية من قواعدها بالقرب من خط الاستواء لينفتح مسرح جديد لصراعهما لكسب حلفاء ومناطق نفوذ. وأفادت ثلاثة مصادر على علم بمجريات الأمور إن المتوقع أن تختار حكومة البرازيل شريكا للمساعدة في تقديم التكنولوجيا في الأشهر المقبلة. واتخذت البرازيل من أوكرانيا شريكا على مدار السنوات العشر الماضية لتطوير مركبة إطلاق في قاعدة ألكانتارا القريبة من سواحلها الشمالية المطلة على المحيط الأطلسي. لكن البرازيل أنهت البرنامج في فبراير شباط قائلة إن المشاكل المالية لأوكرانيا أعجزتها عن توفير الصواريخ المتفق عليها.

وحسب المصادر فإن الرئيسة ديلما روسيف ستختار الشريك الجديد على أساس عدد من العوامل بينها العلاقات الدبلوماسية للبرازيل وكفاءة التكنولوجيا المقدمة. ولقاعدة ألكانتارا تاريخ من المشاكل بينها حادث في 2003 حين وقع انفجار واندلع حريق دمر صاروخا برازيلي الصنع وقتل 21 شخصا. وأنهت الكارثة خطط البرازيل لبناء صواريخها الخاصة ودفعتها للتحول للحصول على مساعدة أوكرانيا.

وعاونت دول مختلفة البرازيل في مشاريع الفضاء. وعلى مدار العقدين الماضيين استخدمت الصين صواريخها وموقع إطلاق تابعا لها لوضع خمسة أقمار صغيرة تستخدمها البرازيل لأغراض المراقبة في قطاعات الزراعة والبيئة وغابات الأمازون المطيرة. وفي 2014 في أعقاب فضيحة التجسس لوكالة الأمن القومي الأمريكية التي أثارتها تسرب وثائق من خلال إدوارد سنودن اختارت البرازيل وكالة الفضاء الفرنسية تالي على حساب الأمريكيين لبناء قمر صناعي مداري بتكلفة 400 مليون دولار ينتظر أن تطلقه وكالة الفضاء الأوروبية من جزيرة جايانا الفرنسية في 2016.

ولا تزال البرازيل بحاجة لشريك بارز لتحقيق هدفها في إطلاق قمر صناعي من ألكانتارا. وإذا وقع الاختيار على الولايات المتحدة فستعم الفائدة شركة بوينج التي تصنع الصواريخ والأقمار الصناعية إلى جانب الطائرات. وقال جوزيه ريموندو كويليو مدير وكالة الفضاء البرازيلية إن روسيا مهتمة بالتعاون مع البرازيل وإنها في طليعة مزودي تكنولوجيا الفضاء. كما قال إن الولايات المتحدة وهي أكبر مصدر في العالم لمكونات الأقمار الصناعية تمثل احتمالا آخر رغم إقراره بالصعوبات الخاصة التي ينبغي تجاوزها.

من جهة اخرى حققت مركبة الشحن الروسية (بروغرس) التحاما ناجحا بمحطة الفضاء الدولية، بعد تحطم مركبتي شحن في وقت سابق (روسية وأمريكية) كانتا تحاولان نقل المؤن والمعدات إلى المحطة التي تسبح في مدار الأرض. والتحمت مركبة الشحن الروسية (بروغرس) التي انطلقت من بمحطة الفضاء الدولية في مدار الأرض ، بحسب ما أعلنت وكالة الفضاء الروسية، بعد فشل مهمتين مماثلتين سابقتين أمريكية وروسية. وجاء في بيان صادر عن الوكالة أن "مركبة الشحن (بروغرس ام-28 ام) التحمت بالقسم الروسي من محطة الفضاء الدولية.

وتحمل مركبة الشحن غير المأهولة 2,3 طن من الأكسجين والوقود والطعام والمواد المستخدمة في التجارب العلمية، وأغراضا شخصية للرواد الثلاثة المقيمين في محطة الفضاء الدولية، الروسيين "غينادي بادالكا وميخائيل كورنينكو" والأمريكي "سكوت كيلي". ومن المقرر أن يعود "بادالكا" إلى الأرض في تشرين الثاني/نوفمبر، أما الرائدان الباقيان فسيظلان في المحطة حتى شهر آذار/مارس المقبل لإتمام سنة كاملة في الفضاء. وسينضم ثلاثة رواد آخرين إلى المحطة. بحسب فرانس برس.

ويشكل نجاح هذه المهمة لمركبة الشحن (بروغرس) أهمية كبيرة إذ أنه يلي تحطم مركبتي شحن في الأسابيع الماضية كانتا تحاولان نقل المؤن والمعدات إلى المحطة التي تسبح في مدار الأرض. واحتفل رواد الفضاء المقيمون في مدار الأرض بوصول مركبة الشحن وكتبوا على موقع تويتر "إنه عيد الميلاد في شهر تموز/يوليو" علما أن وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أكدت أن لديهم ما يكفي من المؤن حتى شهر تشرين الأول/أكتوبر.

الصين تقنيات حديثة

على صعيد متصل قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن علماء صينيين قاموا بتصنيع التكنولوجيا اللازمة لتنفيذ مهام التحام بين مركبات فضائية من خلال ابتكار منظومة توجيه تجعل هذه العملية أكثر كفاءة وأمنا. وكان زعماء الصين قد منحوا النهوض بالبرنامج الفضائي للبلاد أولوية قصوى فيما يسعى الرئيس الصيني شي جين بينغ لان تصبح بلاده قوة كبرى في مجال ارتياد الفضاء.

وتصر الصين على ان برنامجها الفضائي مخصص للأغراض السلمية فيما أبرزت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تضاعف الامكانات الفضائية لبكين قائلة بان الصين تنفذ أنشطة هدفها منع خصومها من استغلال أصول موجودة في الفضاء خلال أي أزمة. وخلال مهمة فضائية مأهولة عام 2013 قضى ثلاثة رواد فضاء صينيون 15 يوما في مدار والتحمت مركبتهم بمختبر فضائي تجريبي يدعى (تيانجونج–1) أو القصر السماوي. ونقلت شينخوا عن الأكاديمية الصينية للفضاء قولها إن منظومة التوجيه الصينية الجديدة ستستخدم في ثاني مختبر فضائي مداري هو (تيانجونج–2) وفي المختبر القمري (تشانج-5) وأخيرا في محطة فضائية مستديمة مأهولة مقررة.

وتعتزم الصين إطلاق المختبر الفضائي المداري (تيانجونج–2) العام القادم وسترسل المختبر القمري (تشانج-5) لجمع عينات من القمر والعودة الى الارض عام 2017 تقريبا أما المحطة الفضائية المأهولة الدائمة فستطلق عام 2022 . وقال جونج دي جو مصمم منظومة التوجيه الجديدة لشينخوا إنها ستكون "عينا مهمة بالنسبة إلى أي مركبة فضائية تلاحق أخرى تبعد عنها مئات الآلاف من الكيلومترات لتنفيذ التحام تام .. الأمر يشبه ان تسلك الخيط في سم الابرة". ولم يلحق البرنامج الفضائي الصيني بعد بركب نظيريه الأمريكي والروسي لكنه يحرز تقدما ملموسا.

وقالت أجهزة إعلام صينية إن البرنامج ينقصه اتقان مهام اطلاق مركبات شحن فضائية واعادة تزويد مركبات شحن بالوقود في الفضاء واعادة تدوير الهواء والماء لاستخدامهما في مهام فضائية مأهولة مطولة. بحسب رويترز.

وقال يوهان ديترتيش -فويرنر الرئيس المقبل لوكالة الفضاء الأوروبية في مقابلة في الآونة الاخيرة إنه يجب فتح محطة الفضاء الدولية أمام رواد فضاء من الهند والصين. وقال لمجلة دير شبيجل الألمانية "علينا التخلص من مبدأ ان نكون ناديا مغلقا."

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي