مسلمو الصين.. تقييد حرياتهم الدينية والقمع المزمن يقودهم نحو التطرف
عبد الامير رويح
2015-07-21 05:36
تعد الأقلية المسلمة في الصين ثاني أكبر الاقليات الاسلامية في آسيا بعد الهند، حيث تبلغ نسبتهم ما يقارب من 11% من إجمالي السكان، لا تزال تعاني الكثير من المشكلات والضغوط، بسبب الممارسات القمعية والقرارات والقوانين الصارمة التي تفرضها بعض الحكومات المحلية ضد المسلمين، لمنعهم من القيام بممارسة شعائرهم الدينية كما يقول بعض المراقبين، الذين اكدوا على ان هذه الممارسات والضغوط قد تزايدت في بعض الاقاليم ومنها اقليم شينجيانغ المضطرب بهدف تقليص نفوذ أقلية الإويغور المسلمة بدعوى مكافحة الإرهاب محاربة التطرف الإسلامى، وهو ما ترفضه الكثير من المنظمات الحقوقية والانسانية التي اكدت ان هذه الممارسات هي انتهاك واضح وصريح لمبادئ حقوق الانسان.
من جانب اخر يرى بعض المراقبين ان هناك دول وجهات تسعى بشكل واضح الى دعم بعض المتشددين بهدف اثارة الفتن وتوسيع دائرة العنف المحلي، خصوصا مع تفاقم خطر الجماعات والتنظيمات الارهابية في العديد من دول العالم، وتؤكد بكين كما تنقل بعض المصادر أن المجموعات المسلحة من الإيغور تقوم بعمليات عنف من أجل الانفصال عن الصين الأم وإقامة دولة مستقلة وذلك من خلال عمليات تفجير وتخريب واضطرابات مدنية. ومنذ وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر بالولايات المتحدة، بدأت الصين في تصوير انفصاليي الإيغور على أنهم مساعدون لتنظيم القاعدة، واتهمتهم أيضا بتلقي التدريب والمساعدات من الجماعات المسلحة في أفغانستان المجاورة، هذا بالإضافة الى ان العديد منهم قد سعى اليوم الى الانضمام الى تنظيم داعش الارهابي وهو ما تؤكده الكثير من التقارير الخاصة.
التهميش والترحيل
وفي هذا الشأن فقد أعلنت تايلاند أنها رحلت إلى الصين نحو مئة من الأويغور المسلمين كانت تحتجزهم منذ العام الماضي، وهو ما استنكرته مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة واعتبرته انتهاكا صارخا للقانون الدولي. وكان هؤلاء قد دخلوا تايلاند لطلب اللجوء في آذار/مارس 2014، وهم من الأويغور الذين يتحدثون اللغة التركية، الأقلية المسلمة التي تعيش في منطقة شينجيانغ شمال غرب الصين.
واحتجز الأويغور الذين دخلوا البلاد بعد أن قالوا للشرطة التايلاندية إنهم أتراك، في مركز احتجاز بينما حققت السلطات في جنسياتهم وسط خلاف بين تركيا والصين حول المكان الذي يجب أن يرحلوا إليه. وصرح المتحدث باسم الحكومة التايلاندية ويراشون سوخونداباتيباك للصحافيين إنه "تم ترحيل نحو 100 من الأويغور إلى الصين بعد العثور على "دليل واضح أنهم مواطنون صينيون". كما كشف عن أنه تم ترحيل مجموعة سابقة من نحو "170 من الأويغور" إلى تركيا في أواخر حزيران/يونيو، في أول إعلان للسلطات التايلاندية حول ترحيل المجموعتين.
وأعربت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن "صدمتها" بترحيل الأويغور إلى الصين بعد أن "استفادت" المجموعة السابقة بترحيلها إلى تركيا. وقال فولكار تورك من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في بيان إن ترحيل الأويغور "انتهاك صارخ للقانون الدولي" مضيفا أن الأويغور "أعربوا عن رغبتهم بعدم ترحيلهم إلى الصين". وتقول منظمات حقوقية إن الأويغور الذين فروا من الصين يواجهون تهديدا حقيقيا بالتعرض للتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان في حال عودتهم.
ولكن بضغط من بكين قامت دول من بينها كمبوديا وماليزيا وباكستان بإعادة الأويغور الفارين إلى الصين في السنوات الأخيرة. ويقول الأويغور في شينجيانغ والبالغ عددهم نحو 10 ملايين شخص، إنهم يواجهون قيودا ثقافية ودينية. وشنت الصين مؤخرا حملة قمع واسعة في المنطقة في مواجهة تصاعد العنف الذي تلقي السلطات مسؤوليته على منشقين إسلاميين.
من جانبها قال التلفزيون الصيني إن بعض الاويغور الذين تم ترحيلهم من تايلاند الى الصين كانوا يعتزمون السفر للجهاد في سوريا والعراق وعرض صورا لهم خلال اصطحابهم من طائرة وقد غطيت وجوههم. وسافر مئات وربما آلاف من الاويغور الحريصين على الهروب من الاضطرابات في منطقة شينجيانغ بغرب الصين سرا إلى تركيا عن طريق جنوب شرق آسيا.
وأثار عملية الترحيل غضبا في تركيا التي تعيش بها جالية كبيرة من الويغور وأثار مخاوف جماعات حقوقية والولايات المتحدة من أن تساء معاملتهم عند عودتهم. وقال التلفزيون الرسمي الصيني في تقرير إن 13 من المرحلين اعترفوا بأن ما حرضهم رسائل من حركة تركستان الشرقية الإسلامية التي تقول بكين إنها تقود تمردا من أجل استقلال شينجيانغ وكذلك جماعة مؤتمر الاويغور في الخارج.
وأضاف التقرير "تم تحريض عدد لا بأس به منهم والتأثير عليهم من خلال فيديوهات الإرهاب التي تصدرها حركة تركستان الشرقية الإسلامية ومؤتمر الاويغور العالمي. وقال التقرير "بينما كان يجري تهريبهم كان هناك من واصلوا نشر وتأكيد الفكر الديني المتطرف الذين حرضوهم على الذهاب الى سوريا والعراق للاشتراك فيما يسمى الجهاد."
وقال ضابط شرطة صيني كبير إن بعضا من الويغور الذين وصلوا الى تركيا يباعون للقتال لحساب جماعات مثل تنظيم داعش. وقال التقرير إن 13 على الأقل ممن أعيدوا يشتبه في ارتكابهم جرائم تتصل بالإرهاب. ووردت في التقرير صور لأشخاص غطيت وجوههم بينما جلسوا في طائرة تجارية وأحاط بهم ضباط شرطة صينيون ملثمون. وتنفي بكين اتهامات جماعات حقوق الإنسان بأنها تحد من الحرية الدينية للويغور وتنفي الصين أيضا اتهامات بإساءة المعاملة أو التعذيب. بحسب رويترز.
وقال المتحدث باسم مؤتمر الويغور العالمي ديلكسات راكسيت إن صور الويغور الذين غُطيت وجوههم تثبت أن "كرامتهم أهدرت" مضيفا أنهم كانوا يريدون مغادرة الصين والعيش في مكان آخر بلا خوف من التمييز. وقدمت وزارة الخارجية الصينية احتجاجا للولايات المتحدة لتنديدها بترحيل الويغور. وأضافت أن البيان الأمريكي حرف الحقائق ومجحف ولن يؤدي إلا إلى تشجيع المزيد من الهجرة غير الشرعية.
منع الصوم والحجاب
الى جانب ذلك منعت السلطات الصينية الموظفين المدنيين والطلاب والمعلمين في اقليم شينجيانغ من الصيام في شهر رمضان، كما امرت المطاعم بعدم اقفال ابوابها، بحسب ما ذكرت مواقع رسمية. وعلى مدى عوام، منع الحزب الشيوعي الحاكم في الصين الصوم في المؤسسات الحكومية في اقليم شينجيانغ حيث تعيش اقلية الاويغور المسلمة.
واشار بيان على موقع ادارة الغذاء والدواء في مقاطعة جينغي في شينجيانغ ان "المطاعم ستعمل بدوام طبيعي خلال رمضان". وتم اخطار المسؤولين في مقاطعة بول انه "خلال رمضان لا تنخرطوا في الصيام والشعائر الدينية الاخرى"، وفقا لتقرير نشر على موقع الحكومة المحلية. وتقول الجماعات الحقوقية للاويغور ان القيود الصينية على ممارسة الشعائر الاسلامية في شينجيانغ صعدت من التوتر الاتني في الاقليم، حيث اسفر النزاع عن مقتل المئات خلال السنوات الماضية.
وتقول الصين انها تواجه تهديدا ارهابيا في شينجيانغ، حيث يعزو مسؤولون تصاعد العنف الى "التطرف الاسلامي". وقال المتحدث باسم مؤتمر الاويغور العالمي في المنفى ديلجات ريجيت ان "هدف الصين من حظر الصوم هو اضعاف الثقافة الاسلامية للايغور خلال شهر رمضان". واضاف ان "السياسات التي تحظر الصوم استفزاز سيؤدي فقط الى النزاع وزعزعة الاستقرار".
وفي خطوة ابعد من مجرد منع الموظفين الحكوميين عن الصيام، تلقت الشرطة وموظفي المحاكم في مقاطعة اوات اوامر "باخذ زمام المبادرة في تعليم افراد الاسر عدم الصوم وعدم المشاركة في الشعائر الدينية المرتبطة برمضان، وفقا لمنشور على وسائل الاعلام الرسمية الصينية. وكما في الاعوام السابقة، شملت التوجيهات المتعلقة بالحد من الصيام والشعائر الدينية الاخرى خلال رمضان اطفال المدارس.
وامر مكتب التعليم في مدينة تارباغاتاي، المعروف بتاشنغ بالصينية، المدارس بالتواصل مع التلاميذ واعلامهم انه "خلال رمضان، لا يصوم ابناء الاقليات الاتنية، ولا يذهبون الى الجوامع (...) ولا يحضرون النشاطات الدينية". الاوامر نفسها نشرت على مواقع مكاتب تعليمية ومدارس اخرى في شينجيانغ. وقال الموقع الرسمي لمقاطعة كييمو في الاقليم، ان مسؤولي المقاطعة التقوا مع زعماء دين محليين لابلاغهم انه ستكون هناك زيادة في عمليات التفتيش خلال شهر رمضان من اجل "الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي". بحسب فرانس برس.
وقبيل شهر رمضان، قالت احدى قرى منطقة ييلي قرب الحدود مع كازاخستان، ان على المساجد التحقق من بطاقة هوية اي شخص يأتي للصلاة خلال شهر رمضان، وفقا لمنشور على الموقع الالكتروني للحكومة. وقالت حكومة مقاطعة بول ان محمد طالب، وهو من الايغور وعضو في الحزب الشيوعي ويبلغ من العمر 90 عاما، وعد بالامتناع عن الصوم، وتعهد "الا يدخل مسجدا من اجل مواجهة الافكار الدينية والخرافية بالوعي".
هذا وقد استنكر الازهر قرار السلطات الصينية منع الموظفين المدنيين والطلاب والمعلمين في اقليم شينجيانغ من الصيام في شهر رمضان معتبرا القرار بمثابة "اضطهاد" بحق مسلمي الايغور في الصين. واعلن الازهر رفضه "كافة أشكال الاضطهاد الذي يمارس بحق مسلمي الإويغور، ومصادرة حقوقهم الدينية وحرياتهم الشخصية". وطالب السلطات الصينية "بوقف كافة الانتهاكات ضد المسلمين"، كما طالب المجتمع الدولي والامم المتحدة "بالتدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات التي تخالف كل الأعراف والمواثيق الدولية، التي كفلت لكل فرد حق ممارسة عباداته".
في السياق ذاته حذر كبير مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني في كاشغار، المدينة التي تصفها الحكومة الصينية بأنها "جبهة" القتال ضد التطرف الديني، من أن الحجاب يمثل تهديدا ثقافيا في منطقة شينجيانغ غربي الصين. وعانت كاشغار والمناطق المحيطة بها جنوبي شينجيانغ من توترات شديدة بين أقلية الإيغورالمسلمة وأغلبية الهان الصينية.
ووضعت بعض المدن في شينجيانغ قيودا على الزي الإسلامي، بما في ذلك عاصمة الإقليم أورومكي، التي حظرت ارتداء النقاب العام الماضي. وقال زينغ كون سكرتير الحزب الشيوعي في مدينة كاشغار، الواقعة في طريق الحرير القديم، "يجب أن نسير قدما كبلد علماني متطور". وأضاف "ولكن في بعض مناطق كاشغار من العام الماضي يوجد من ترتدين النقاب والحجاب. وهذا يعني التراجع عن المسار العلماني الحديث الذي سرنا فيه. إنها ردة ثقافية".
وينتمي الإيغور إلى الإسلام المعتدل، ولكن مؤخرا بدأ الكثير منهم في ممارسات تتبع في مناطق تكثر في افغانستان والسعودية، وجاء ذلك مع تكثيف الحملة الأمنية الصينية. وأعربت الصين عن قلقها إزاء ظهور تنظيم داعش، وعما قد يكون لذلك من تأثير على شينجيانغ، التي تقع على الحدود مع أفغانستان وباكستان. وحذر قادة صينيون من أن متطرفين غادروا البلاد بصورة غير قانونية للقتال في سوريا والعراق.
الدين محظور
من جانب اخر ذكرت وسائل الاعلام الرسمية ان المدارس في منطقة شينجيانغ ستعمل على عدم تشجيع ممارسة الشعائر الدينية في المنازل. وكتبت صحيفة غلوبال تايمز الناطقة بالانكليزية والمقربة من الحزب الشيوعي الصيني، ان رؤساء المؤسسات التي تضم اكثر من الفي روضة ومدرسة ابتدائية وثانوية في قاشقار غرب الصين، اجتمعوا بناء على طلب السلطات التي جعلتهم يوقعون على تعهد "بالدفاع عن المدرسة ضد تسلل الدين".
واضافت الصحيفة من دون الاشارة العلنية الى الاسلام ونقلا عن مسؤول في مكتب التربية في قاشقار ثاني مدن منطقة شينجيانغ بعد العاصمة اوروموشي، ان اعضاء الحزب الشيوعي الصيني والمدرسين والقاصرين دون الثامنة عشرة "يجب ان لا يمارسوا الدين سواء في المدرسة او في منازلهم". ويحظر على القاصرين دخول مساجد المنطقة. بحسب قرانس برس.
ويعتزم مكتب التربية في كشقر محاربة التطرف عبر وضع نظام خاص يتعلق بالزي المدرسي، بحسب المسؤول الذي اوردت الصحيفة كلامه. ويبدي قلقه ايضا من الطلاب الذين لا يظهرون اي اشارة دينية مميزة في المدرسة ولكنهم يتابعون دروسا في الدين في منازلهم تحت ادارة ذويهم. ويضمن الدستور الصيني مبدئيا حرية الدين. لكن تقريرا رسميا صدر حديثا في واشنطن حول الحريات الدينية في الصين اشار الى ان "السلطات لا تميز في غالب الاحيان بين ممارسة دينية سلمية وانشطة اجرامية او ارهابية".
هجمات واتهامات
من جهة اخرى قال راديو آسيا الحرة إن 18 شخصا على الاقل قتلوا في هجوم شنه مسلحون يشتبه بانهم من الويغور المسلمين بسكاكين وقنابل على نقطة تفتيش لشرطة المرور في إقليم شينجيانغ المضطرب بغرب الصين. ووقع الهجوم في حي بمدينة كاشجار الجنوبية حيث أدت التوترات العرقية بين الويغور وأغلبية الهان الصينية إلى اشتباكات دموية في السنوات الأخيرة.
وقال راديو آسيا الحرة ومقره الولايات المتحدة إن مهاجين يشتبه بانهم من الويغور قتلوا بضعة ضباط شرطة بسكاكين وقنابل بعد ان اقتحموا بسيارة مسرعة نقطة تفتيش لشرطة المرور في أحد احياء كاشجار. ونقل الراديو عن طرغون محمد الضابط بمركز شرطة قريب قوله إن الشرطة المسلحة ردت على الهجوم وقتلت 15 من المشتبه بهم "ممن يصنفون بانهم إرهابيون".
وأضاف أن في الإجمالي سقط بين 18 و28 قتيلا بينهم عدد من المارة ولكن تقديرات الشرطة لعدد القتلى تفاوتت. ومثل هذه الحوادث غالبا ما تتناقلها أولا وسائل اعلام في الخارج ولا تؤكدها الحكومة الصينية إلا بعد أيام إن أكدتها. وقال لو كانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية للصحفيين إنه لا يمكنه تأكيد التقرير على الفور.
وتابع "لكن إذا كان صحيحا فإن الحكومة الصينية عليها مسؤولية اتخاذ خطوات صارمة لوقف مثل هذه الأعمال الإرهابية العنيفة والحفاظ على أمن واستقرار شينجيانغ." ومدينة كاشجار على طريق الحرير القديم كثيرا ما تشهد اضطرابات. وفي العام الماضي ألقت الحكومة باللوم على إسلاميين متشددين في قتل إمام أكبر مسجد في الصين.
في السياق ذاته قال مسؤول صيني كبير إن بعض الويغور الذين يعيشون في إقليم شينجيانغ يحصلون على وثائق هوية تركية من دبلوماسيين أتراك في جنوب شرق آسيا ثم ينقلون إلى تركيا حيث يباعون للقتال لصالح جماعات مثل تنظيم داعش. وتقول بكين إن أبناء أقلية الويغور الناطقة بالتركية مواطنون صينيون في المقام الأول وإن الويغور الذين يهربون من الصين يجب أن يعادوا إلى موطنهم في الإقليم الواقع بأقصى غرب البلاد على الحدود مع آسيا الوسطى.
وقال تونغ بيشان رئيس قسم البحث الجنائي في وزارة الأمن العام الصينية "ستعطيهم السفارات التركية وثائق اثبات شخصية. من الواضح أنهم صينيون لكنهم سيعطونهم وثائق على أنهم أتراك." ومن المرجح أن يؤجج الاتهام غضب أنقرة التي تشعر بالقلق لعودة أكثر من مئة من الويغور من تايلاند إلى الصين. ويعتبر بعض الأتراك أنهم يشتركون مع "أشقائهم" الويغور في التراث الثقافي والديني.
وقال تونغ إن مئات الويغور حصلوا على وثائق من دبلوماسيين أتراك خاصة في كوالالمبور ثم سمح لهم بالسفر إلى تركيا. وذكر تونغ أنه عندما يصل الويغور إلى تركيا لا يجدون فرصة عمل مشروع وينتهي الحال ببعضهم في أيدي جماعات متشددة مثل حركة تركستان الشرقية الإسلامية التي تتهمها بكين بأنها تشن حملة تمرد في شينجيانغ لإقامة دولة.
وأضاف "تتحكم فيهم بسهولة قوى محلية معينة خاصة حركة تركستان الشرقية الإسلامية وجماعات إرهابية أخرى. ينظمون الشبان ويغسلون أدمغتهم وينقلونهم إلى جبهة القتال. يستخدمون كوقود للمدافع." وتابع "هناك تنافس عليهم. البعض يرسل إلى العراق وآخرون يرسلون إلى سوريا. الجماعات الإرهابية هناك بحاجة إلى أشخاص. تدفع الجماعات الإرهابية ألفي دولار على الأقل نظير كل شخص. فهذه هي طريقتهم للتجنيد."
وأشار تونغ الذي يساعد في قيادة جهود الصين لإعادة الويغور في جنوب شرق آسيا إلى الصين إلى أنه لا يعلم عدد الويغور الذين يقاتلون الآن في صفوف تنظيم داعش. وأضاف أنه جرت إعادة مجموعات عديدة من الويغور إلى الصين هذا العام من جنوب شرق آسيا. ولم يعلن تونغ العدد الكامل لمن أعيدوا إلى الصين. وأثارت الترحيلات احتجاجات أحيانا تكون عنيفة في تركيا حيث يعيش عدد كبير من الويغور في الشتات.
من جانبها انتقدت جماعة في المنفى تعنى بحقوق أقلية الويغور تقريرا للتلفزيون الرسمي الصيني أشار إلى أن الويغور الذين جرى ترحيلهم قسرا إلى الصين بعد أن فروا منها عادوا إلى "جنة على الأرض". وجاء التقرير فيما تبذل الصين جهودا لمنع الويغور العرقيين فيها من مغادرة البلاد. وفر المئات وربما الآلاف من أبناء عرق الويغور وأغلبهم مسلمون من الصين خلال السنوات القليلة الماضية سرا ليصلوا إلى جنوب شرق آسيا ومنها إلى تركيا.
وأظهر تقرير التلفزيون المركزي الصيني عودة اثنين من المزارعين الويغور إلى حياة هادئة في منطقة شينجيانغ الغربية في أقصى غرب الصين. ويقول أحد المزارعين وهو يعتني ببستان للفاكهة إنه لم يفر من الصين إلا لأنه كان "محتارا" و"مشوشا". وأضاف المزارع الذي لم يذكر من اسمه سوى ميكسمود "تأثرت بالتشدد الديني.. إن الحكومة ترعى أنشطتنا الدينية القانونية جيدا." ووصف ديلكسات راكسيت المتحدث باسم مؤتمر الويغور العالمي التقرير بأنه أداة دعائية. وقال "تستخدم (الحكومة) التلفزيون لتحريض الشعب الصيني على معاداة الويغور لأن سياساتها أدت إلى فرار الناس." بحسب رويترز.
وتقول جماعات معنية بحقوق الانسان إن معظم المهاجرين الفارين يهربون من العنف العرقي في شينجيانغ والقيود الصينية على دينهم وثقافتهم. وقتل المئات بمنطقة شينجيانغ خلال السنوات الثلاث الماضية في اضطرابات ألقي باللوم فيها على إسلاميين متشددين. وتقول بكين إن الفارين بينهم الكثير من المتشددين الذين ينشدون الانضمام إلى المتشددين في العراق وسوريا. وتنفي وجود أي قمع في شينجيانغ. وقالت الصين إن بعض الويغور الذين جرى ترحيلهم من تايلاند إلى الصين مؤخرا وعددهم 109 أشخاص يمثلون خطرا أمنيا.