ملتقى الشباب في النبأ يناقش اشكالية الشباب والتطرف

عصام حاكم

2016-12-21 07:29

 بسبب الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المحيطة، ووجود حالة من الجهل وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه الأفراد والممتلكات وحق الآخرين في التعبير عن آرائهم بحرية، وغياب دور الأسرة والمدرسة، وانتشار الجهل، وتأثير رفقاء السوء، وانتشار الجرائم، والمخدرات، وارتفاع معدل الهجرة القسرية، والانحرافات الأخلاقية، وكل تلك العوامل وغيرها تكاد ان تكون منصات مهمة لتقويض السلم الاهلي بل انها رسائل مباشرة لاستفحال ظاهرة تطرف الشباب على نحو اخر.

ولفهم هذا الموضوع وحيثياته تفصيليا عقدت مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام ملتقى الشباب الثاني لتناقش من خلال ذلك تفاصيل اشكالية تطرف الشباب وما هي اهم الحلول المطروحة.

افتتح الملتقى الشيخ مرتضى معاش رئيس مجلس إدارة مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام "مستفسرا عن الاسباب التي بموجبها يقع الشباب في مستنقع التطرف، خصوصا وان الطاقات الشابة هي عصب الحياة وان تطرف الشباب يؤدي الى الكثير من المشكلات والازمات، ومنها وقوعهم في حبائل التنظيمات الارهابية المتشددة والجهات المتطرفة، وعنذاك بالتأكيد هي لن تدخر جهدا للاستفادة منهم كوقود للحروب واهداف اخرى، وبالتالي عندما يتجه الشباب نحو التطرف بمعنى اخر انهم يتجون نحو العنف".

ولسبر اغوار تلك الحقيقة تم عرض ورقة من اعداد الشاب محسن معاش ليطرح من خلال ذلك اهم ملابسات هذا الموضوع الشائك، متحدثا عن:

"ما هو التطرف؟ (التطرف هو اتجاه عقلي يجعل الفرد يأمن بان افكاره واعتقاداته هي الصحيحة ومن ثمة يتشدد في الحكم على الاخرين اما باتباعها او الحكم عليها بالكفر)، التطرف كمفهوم مؤثر وفاعل في المشهد العالمي الراهن، سيما له تأثيرات على الحياة السياسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية وحتى في المجال الرياضي، وهناك من الامثلة ما يبين هذا التأثير فالبعض منه مقصود والبعض الاخر تم توظيفه خصوصا في المجتمع العراقي".

"فهناك التطرف السياسي الساعي الى بث الحزبية والانتماء الديني في الانتخابات التي تحدث كل اربع سنوات، وهناك مدافعين متطرفين عن الحزب الفلاني والقائمة الفلانية دون ان تكون له اي استفادة من الموضوع"

"وايضا التطرف الديني وقد ظهرت تجلياته في السنوات السابقة، وهي لا زالت الى يومنا هذا من خلال طائفية سنية شيعية ووصلت الى مرحلة طائفية شيعية شيعية".

"بالإضافة الى التطرف الاجتماعي المتمثل بالصراعات العشائرية الموجودة التي تصل الى مرحلة القتل والحروب بين القبائل".

"والتطرف الاقتصادي هو مجال جديد تم الترويج له في العقدين الماضيين، والهدف منه هو الحصول على اقصى الارباح للشركات المنتجة، وعلى سبيل المثال شركتي ابل وسامسونج وشركتي كوكولا وببسي والكثير من الشركات الاخرى".

"واخيرا التطرف الرياضي ونشهد تصاعدا كبيرا في هذا المجال، خصوصا في المجتمعات البعيدة عن ثقافة الرياضية، خصوصا في كرة القدم حيث اصبح التشجيع عبارة عن صراع بين المشجعين على افضلية فريقهم على بقية الفرق".

يضيف معاش "وعندما يصبح التطرف الثقافة الغالبة في المجتمع فتفتقد حالة الوسطية المبنية على التفكير الموضوعي والاعتدال النفسي والعقلاني، ليصبح المجتمع على حافة السقوط في حاوية العنف والارهاب، وما اكثر المجتمعات التي انخرطت في اعمال عنف دامية ومدمرة جرت الى حروب اهلية وربما عالمية، نتيجة للتطرف الفكري والحزبي والطائفي والقومي. فالتطرف يسعى الى الغاء الاخرين ومركزية الاتجاه الواحد والحزب الواحد وسيطرته المطلقة، وهذا ما يثير ويجر الى المواجهة بالمثل".

من بعض الاسباب الرئيسية التي ساعدت على انتشار التطرف هي:

اولا- العولمة وهي انسلاخ عن قيم ومبادئ وتقاليد وعادات الامة والغاء شخصيتها وكيانها وذوبانها في الأخر، فالعولمة تنفذ من خلال رغبات الافراد والجماعات بحيث تقضي على كل الخصوصيات، فهي لا تقوم على اعتقاد المرء بان حقيقة وجوده محصورة في فرديته وان كل ما عداه اجنبي عنه لا يعنيه، فتقوم بإلغاء كل ما هو جماعي ليبقى الاطار العولمي هو وحده الموجودة فهي تقوم بتكريس النزعة الانانية وطمس الروح الجماعية وتعمل على تكريس الحياد، وبالتالي يحدث فقدان الشعور بالانتماء لوطن او امة او دولة ثمة يفقد الهوية الثقافية من كل محتواه، فالعولمة عالم بدون دولة بدون امة بدون انه عالم المؤسسات والشركات العالمية.

ثانيا– الاعلام يتم توظيف جميع الوسائل الاعلامية المعروفة بالإضافة الى وسائل التواصل الاجتماعي في بث ونشر ثقافة التطرف بأبشع صورة ممكنة ومن الامثلة القريبة داعش حيث استخدموا الوسائل المتطورة من الماكنة الاعلامية من حيث انتاج واخراج الافلام بطريقة احترافية ومؤثرة في الجمهور والمتلقي وبثها عبر التواصل الاجتماعي.

بعد إتمام قراءة الورقة تم طرح الاسئلة الاتية:

السؤال الاول: ما هي المسببات التي ادت الى انسلاخ الشباب عن القيم والمبادئ والعادات والتقاليد؟.

وجاءت المداخلات على النحو الاتي: الاعلامي محمد الصافي باحث في مركز الامام الشيرازي، اكد على اننا لا نستطيع التعميم في هذا المورد فليس جميع الشباب انسلخوا عن قيمهم وعاداتهم او تأثروا بهذه الموجة، لكن بالتأكيد ولما عانت تلك الامة من عقود الاستبداد والكبت وعدم الانفتاح على العالم الخارجي في جميع المجالات الترفيهية والاعلامية وحتى الاقتصادية والامر هنا اشبه ما يكون بثقافة سائد في الشرق الاوسط والوطن العربي ومنذ ايام الدولة العثمانية، لذلك ثورات الربيع العربي شكلت انعطافه مهمه في تاريخ تلك الشعوب فالانتقال بصورة مفاجئة يخلق ردأت فعل غير محسوبة.

من جهته مدير تحرير شبكة النبأ المعلوماتية ومدير تحرير صحيفة المختار كمال عبيد، تحدث عن ان بعض الاسباب التي اشاعت افة التطرف تتركز حول المشاكل العائلية والاجتماعية، كذلك الفراغ الذهني والنفسي والفكر المنغلق والتهميش وحب الظهور لدى الكثير من الشباب، هذا مما اعطاهم حافز اللجوء الى التطرف وبالتالي استفادة الجماعات في غسل ادمغة هؤلاء الشباب بوهم طريق الهداية.

يضيف عبيد، العولمة ايضا شكلت ملمحا مهما في خلق الانحراف الاخلاقي والثقافي ناهيك عن الاستبداد، والشيء الاخر التنشئة في المدارس افضت في بعض الاحيان الى تنمر الاطفال، وختاما ان ظاهرة التطرف في العراق جدا خطيرة خصوصا وان نسبة الشباب في العراق تمثل 64% .

من جانبه باسم الزيدي مدير وكالة النبأ للأخبار، يصف التطرف بان مفهوم واسع كما هو مفهوم الارهاب الذي اختلفت حوله الامم وهي غير متفقة على ايجاد تعريف خاص به ، والتطرف يمكن وصفه بانه وجه من وجوه الارهاب، وهو يمثل الخروج عن العادات والقيم والاعراف المتداولة بين الناس او بمعنى اوسع هي الخروج عن الفطرة الانسانية.

يضيف الزيدي، فعلى سبيل المثال عندما يكون جارك سني والاخر شيعي او حتى مسيحي وتكون العلاقة سوية وقائمة على الاحترام المتبادلة هذه هي الفطرة السليمة، لكن عندما تتدخل التقسيمات المذهبية والقومية والدينية وتصبح حاجز هذا خروج عن المألوف، وعند تطور تلك الحالة الى ابعد ذلك حتى ينظر الواحد للآخر على انه مخالف للفكر هذا يعتبر انحراف، وبالتالي ان الحلقة الاخطر في التطرف حينما يحمل السلاح ضد جاره كي يلغيه.

يكمل الزيدي، وان التطرف ينقسم الى قسمين منها ما هو ايجابي وما هو سلبي، فالتطرف الايجابي يعتقد بان هذه الفكرة التي يامن بها بانها حقيقية والاخر غير موجود، اما التطرف السلبي فهي عكس تلك الحقيقة تماما فان الفكرة اليوم يامن بها الطرف المقابل هي فكرة جدا خاطئة وغير صحيحة ويجب ان تفنى وتزال.

يضيف ايضا، وعلى هذا الاساس فان لمعالجة التطرف ثمة عموميات وخصوصيات، فالعموميات هي فطرة الانسان التي فطره الله عليها والكل يشترك بها من مثل حب الوطن الحرية الشخصية الى اخره، اما بالنسبة للخصوصيات فحتى النظام العالم القائم اليوم في الولايات المتحدة على سبيل الفرض يجعل لكل ولاية من تلك الولايات لها خصوصية تمتاز بها ويجب ان تحترم، سيما على المستوى الديني او السياسي وحتى على مستوى القانون والاعراف والتقاليد، والامر هنا بطبيعة الحال ينسحب على دولة الفاتيكان راس السلطة المسيحية الدينية فلها خصوصية معينة وهي محل تقدير واحترام غير اعتيادي، فنحن اذا ما استطعنا ان نحترم خصوصية الاخر بالتالي الاخر من المرجح سينزح نحو احترام خصوصيتك.

- الشاب محمد جعفر معاش، يعتقد ان العولمة والاعلام سهلة من عملية التطرف وهي لم توجد التطرف، فأسباب وجود التطرف ومسبباته لها جذور اعمق من ذلك كالجذور النفسية والدينية والفكرية وتاريخية.

وهو يرى ان من اهم مسببات التطرف هي التربية العائلية وكذلك الفراغ الفكري، بالإضافة الى ذلك الانسان العربي دائما ما يحرص عن الدفاع عن منظومته الفكرية حتى لو كانت غير صائبة.

- (علي حسين عبيد) قاص وروائي وكاتب يعمل في مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام، يرى ان اسباب التطرف كثيرة ولكن النموذج الاقرب للواقع اليوم، فالشباب دائما ما يعتقد بنضجه الفكري وان ما يقتنع به هو الحقيقة الكاملة والمطلقة، لذا نحن امام حالة عامة وسائدة في عدم النزول عند الراي الاخر، بالإضافة الى ذلك هناك الحاضنة المجتمعية والشارع والسيارة والمدرسة، فعنداك المجتمع يكاد ان يدفع بالشاب نحو التطرف لأنه مهمش، لذا من الضروري ان ندعم الشباب ونطري عليه من اجل خلق جيل مليان بالثقة وبالاعتزاز بالنفس.

- الباحث الاقتصادي في الشبكة النبأ إيهاب النواب يرى انه "اولا يجب التفريق بين التعصب والتطرف فالتعصب يرمز للاعتزاز بالقومية وبالمذهب وبالدين ويدافع عنه وربما يغالي فيه حتى يصل الى درجة التعصب، اما التطرف فالإنسان يصبح دوغمائي اي يجد نفسه هو الصحيح وان اي شخص يتعارض معه هو خاطئ ويجب اقصاءه، ووفق هذا المفهوم فان سبب من اسباب التطرف المهمة يعود للانعكاس البيئي فالإنسان وليد بيئته ويتأثر بها.

يضيف، كذلك ليس الحاضنة الاجتماعية هي من توصل للتطرف فقط بل هناك التطرف الديني، اضف الى ذلك ان المجتمع الشرقي هو مجتمع متعصب قبلي وهي احد عوامل التطرف الموجود.

- الشيخ مرتضى معاش رئيس مجلس إدارة مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام، قال ان اسباب التطرف كثيرة لكن يمكن تلخيص بالأسباب النفسية والاجتماعية والتحديات الخارجية، اما ما يتعلق بالتحديات الخارجية والاسباب النفسية هي نتيجة للظروف الاجتماعية التي تؤدي الى نمو ظاهرة التطرف، فالمجتمع عندما يفقد قنواته الاساسية البنيوية التي من خلالها يتم استيعاب طاقات الشباب، وهي اشبه ما يكون بمياه السيول التي لا نستطيع احتوائها، هذا مما يؤدي الى تطرف الشباب وحينذاك تتولد لديهم قناعات اساسها التهميش.

ويضيف الشيخ مرتضى معاش، فاليوم انسلاخ القيم هي احد اهم الاسباب الاستراتيجية الجوهرية لظاهرة التطرف التي نعيشها اليوم، وهي اقرب ما يكون لمتلازمة العولمة والعلمنة التي تعيشها مجتمعاتنا اليوم وهي عبارة عن علمنة قسرية او عولمة قسرية، المجتمع عندما يشعر بوجود تهديد مباشر لقيمه واخلاقه وفرض قيم جديدة، هذا السلوك حتما سيؤدي الى وجود تطرف عكسي، لذلك من مسببات وجود التطرف في اوربا وامريكا ظاهرة الاندماج القسري للجاليات الاسلامية الموجودة في تلك المجتمعات، وبالنتيجة افضت تلك الحقيقة الى خلق مناطق منعزلة للمسلمين عن المجتمعات التي يعيشون فيها، لان ذلك المجتمع يريد تصدير ثقافة الميول الجنسية الشاذة وقيم العلاقات الجنسية خارج الزواج وقيم الاختلاط وهذا النوع من السلوك يتم تصديره الى مجتمعاتنا باستمرار.

يكمل معاش، وهذه شكلت معلما مهما في ظهور القاعدة وداعش والتكفير، فعندما بدأت العلمنة القسرية من خلال نزع الحجاب والتثقيف بالقيم الغربية وانتشار الفساد الاخلاقي الغربي في بلادنا علنا، علما بان مجتمعاتنا مجتمعات اسلامية متدينة هذا مما ادى الى ردات فعل عكسية، دولة مصر العربية على سبيل المثال في ستينيات القرن الماضي كان فيها نوع من الانفتاح الاخلاقي والاجتماعي الغربي، هذا مما سهل نمو الجماعات التكفيرية المتطرفة لذا يجب ان نبتعد عن ظاهر الاكراه والقسر الديني والعلماني، فكلا الامرين مرفوضين لا بل لابد ان تحل الوسطية بدلا عنهما، اما بخصوص التطرف الذي جاء بسبب الصراع الطائفي فهو نتيجة للكبت الذي مارسه السنه على الشيعة في بلادنا، الشيء الاخر الاعلام الغرب اليوم يمارس ثقافة القهر الثقافي على مجتمعاتنا العربية والذي يؤدي بالنتيجة الى انفجار التطرف.

- محمد مهدي مرتضى يرى ان التطرف دائما ما يبدأ من أصغر وحدة تنظيمية في المجتمع وهي الاسرة، فدائما نجد الشخص المتطرف لديه مشاكل اسرية.

{img_1}

السؤال الثاني: كيف يتم بناء مجتمع يمتلك المناعة اللازمة للتصدي لمؤثرات التطرف؟

- محمد الصافي، يدعو للبحث عن الجهات المؤثرة التي توجه خطابها للمجتمع، فعلى سبيل المثال واقعنا العراقي يتأثر بشكل كبير بالخطاب الديني والمنبري وخطب الجمعة وهذه مدرسة كبيرة تستطيع ان ترسم الواقع بشكل يتنافى مع التطرف، ايضا المؤسسات تستطيع ان تحل جزء من تلك المشاكل من خلال تعليم الناس طرق التعبير عن آرائهم وحريتهم سيما سبب من اسباب التطرف هو الكبت والقسر، شيء اخر قريب من الواقع المناطق التي تتحرر من داعش تسعى اولا الى حلقة اللحية او التدخين او رفع الحجاب الداعشي وليس الاسلامي وهذا رد فعل طبيعي يخالف سلوك الجماعات التكفيرية، ايضا جعل الخطاب المنبري متطورا ولا يقتصر فقط على المرويات التاريخية.

- كمال عبيد من جهته، يتساءل من يبني وكيف يبني المجتمع خصوصا وان تدفق هذه الظاهر جاء بشكل مفاجئ بعد التغيير الذي حصل في العراق، لذا لابد ان نضع في الحسبان ان الوقاية افضل من العلاج، ولأجل ذلك من المهم التركيز على مكونات المجتمع وان توضع دراسة حولها واستثمار الاجواء الايجابية الموجودة، من مثل الانتصارات المتحققة على داعش وتعزيز قيم المجتمع الايجابية كثقافة المواطنة المصالحة.

اضاف عبيد، وان المجتمع فيه قادة رأي وهناك العشائر وايضا المرجعيات الدينية، وايضا يمكن الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة فهناك مثلا المصلح الاجتماعي، الذي لابد توفره في العراق من خلال منظمات المجتمع المدني او من خلال الجهات الحكومية لمعالجة المجتمع، قضية اخرى ايجاد مراكز بحث واستبيان دقيقة لتلمس الواقع العراقي بدقة.

- باسم الزيدي، يرى ان المجتمع بمنظومته الاخلاقية هو حساس جدا، فعملية البناء بالضرورة تحتاج الى جانب منها عملية هدم باعتبار وجود بناء خطئ، المجتمع العراقي تحكمه اولا المرجعيات الدينية ومن ثمة القبائل من ينافس ذلك الدولة دخلت طرف ثالث، هذا الصراع ثلاثي الاطراف هو الذي اوجد التطرف، الى جانب ذلك ان المجتمع العراقي يمتلك الكثير من الصفات الجيدة والراقية وان نسبة التطرف الموجودة حاليا تكاد لا تذكر نسبتا لعدد سنوات الاستبداد والدكتاتورية.

- محمد جعفر يرى ان الحل الامثل هو العودة بالمجتمع العراقي الى الايجابيات التي يؤمن بها او الى فطرته السليمة، ما يعيب على واقعنا عدم وجود خطط خمسية او عشرية لتنفيذ برامج او مشاريع لهدم السلبيات وتعزيز الايجابيات.

- علي حسين عبيد يجد ان الاساليب المهمة التي تحمي الشباب من التطرف او تحد منها، هو وجود خطط علمية وعبر لجان متخصصة هذا جانب، الجانب الاخر ان يشترك الجميع في هذا الجهد ابتدأ من الاسرة صعودا الى المدرسة بمراحلها المختلفة الى العمل الى النخب وان لا يعزل الجهد الحكومي ناهيك عن الجهات ومؤسسات المجتمع المدني .

- إيهاب النواب يربط حالة رفض التطرف بمبدأ التمدن والتعايش السلمي وهذان المفهومان استطاعا جعل بعض الدول تتجاوز التطرف، وان تتعامل مع الاخر على انه مواطن بغض النظر عن انتماءه وفكره وعرقه، المشكلة الاهم التي تعترض طريقنا وهي تصادم الحريات.

- الشيخ مرتضى معاش يعتقد ان النظرة المتطرفة للتطرف هي ايضا تطرف، فلا يمكن معالجة التطرف بالتطرف مثلا عندما يكون هناك مجتمع منفتح وفيه كافة القيم هذا من دون ادنى شك سيؤدي الى تصادم، فالانفتاح الزائد من دون ضوابط يؤدي الى حصول ارتداد قيمي وسيخل بالأمن الاجتماعي، لذا الاعتدال حالة مطلوبة فلطالما جاءت النصوص القرآنية الى جانب تعزيز هذا المعنى، من خلال (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ) وايضا(لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ).

يضيف معاش، ومن الامور المهمة التي تحصن الشباب من التطرف العامل الاقتصادي يضاف الى ذلك البرمجة الفكرية التي يتلقاها الانسان من خلال قنوات التواصل مع المجتمع مثل المدرسة المنبر الجامعة التلفزيون والاب والام، لذا لابد ان نسعى الى نبذ العنف مطلقا، الشيء الاخر التعامل مع الاخر كانسان كما وصفه الامام علي(ع) (الناس صنفان اما اخ لك في الين او نظير لك في الخلق)، النقطة الاخرى اعتماد الحوار ورفض الصورة النمطية عن الاخر كل هذا يؤدي الى حل المشكلات والى تقارب وجهات النظر وعدم التطرف.

- محمد مهدي يرى انه، عند محاربة التطرف لابد ان نحدد الاولويات ومن ثمة نستغني عن استخدام القوة اثناء محاربتنا للتطرف لأنها تأتي بنتائج سلبية، وان نستعين بالأساليب الفكرية للقضاء على التطرف وان نعمل على احتواء الشباب من خلال المؤسسات الثقافية والفكرية، من انواع التطرف هو التطرف الطائفي ونستطيع ان نحارب هذا التطرف بكسر الصورة النمطية.

التوصيات

- تحقيق التنمية الاقتصادية للشباب.

- المؤسسات التعليمية تعيد العمل بدرس الاخلاق على مستوى المرحلة الابتدائية.

- ملء الفراغ الذهني والنفسي لدى الشباب.

- قوة القانون في الدولة.

- تعزيز الامن الاجتماعي والقيم الاجتماعية.

- معالجة البطالة.

- اعتماد اساليب مدروسة في التربية الاسرية والدينية.

- اشاعة ثقافة التسامح والوعي.

- نحتاج لنهضه تسعى لتحقيق الحلم العراقي.

- الاستفادة من التجارب المشابهة.

- نشيع ثقافة احترام الشباب.

- بناء فكري ثقافي اجتماعي يساهم في عملية الامن الاجتماعي.

- التوزان والحكمة في عملية التغيير والاصلاح.

- الشاب لابد ان يكون له هدف.

- المؤسسات الدينية لابد ان تحتضن الشباب.

ذات صلة

لماذا لا يدفعون الثمن؟التنفيذ المركزي واللامركزي في العراق.. التخصيصات الاستثمارية مثالاًالتفكيرُ عراقيَّاًفكرة المشروع الحضاري في المجال العربي.. التطور والنقدالإرهاب الصامت