السعودية في سوريا.. دخول متسرّع في مستنقع الموت

عبد الامير رويح

2016-02-14 03:29

تطورات خطيرة يشهدها ملف الصراع في سوريا، اتت على خلفية اعلان المملكة العربية السعودية، استعدادها للمشاركة في عمليات عسكرية برية في سوريا تحت ذريعة محاربة تنظيم داعش الارهابي الذي سيطر على اجزاء واسعة من سوريا والعراق. ومنذ اواخر 2014 ، تشارك السعودية في تحالف دولي يضم 65 دولة بقيادة الولايات المتحدة يقصف التنظيم، كما سعت الى انشاء تحالف عسكري عربي واخر اسلامي. ويرى بعض المراقبين ان دخول روسيا على الخط في الحرب السورية اسهم وبشكل واضح بتغير مجريات هذه المعركة، التي تحولت اليوم لصالح الحكومة السورية وحلفائها، وهو ما ازعج الخصوم ودفعهم الى اعتماد خطط اخرى في سبيل قلب الموازين الحالية، خصوصا وان العديد من الدول الاقليمية والعربية وفي مقدمتها (تركيا والسعودية) التي سعت ومنذ بداية الصراع، الى دعم وتمويل الجماعات المسلحة في سبيل اسقاط حكومة الاسد قد ادركت صعوبة الموقف، لذا فقد بدأت بتحرك المضاد من اجل ضمان مصالحها في سوريا، هذه التحركات واستفزازات المستمرة قد تسهم في حدوث كارثة جديدة في منطقة الشرق الأوسط ، التي تعيش حالة من الفوضى والاضطراب خصوصا مع تفاقم التوترات بين إيران والسعودية من جهة وتركيا وروسيا من جهة اخرى، يضاف الى ذلك الخلافات الاخرى مع الولايات المتحدة الامريكية.

وفيما يخص اخر هذه التطورات فقد حذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم من أي "عدوان" بري في الأراضي السورية، مؤكدا أن "أي معتد سيعود بصناديق خشبية". وقال المعلم إن "أي تدخل بري في الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان، والعدوان يرتب مقاومته التي تصبح واجبا على كل مواطن سوري"، مضيفا "نؤكد أن أي معتد سيعود بصناديق خشبية إلى بلاده". وشدد المعلم على أن "من يريد أن يكون إرهابيا ويشارك الإرهابيين في العدوان على سوريا سيكون نصيبه ذلك". وقال "ماذا فعلت السعودية في اليمن وهل أفلحت ؟ .. لقد دمرت ولم تبق حجرا على حجر".

من جانب اخر الإندبندنت نشرت موضوعا لمحرر شؤون الدفاع كيم سينغوبتا بعنوان "تداعيات إرسال المملكة العربية السعودية قوات برية على الحرب الأهلية في سوريا". ويحذر سينغوبتا من أن القوات التي سترسلها المملكة إذا تم ذلك بهدف مواجهة تنظيم داعش قد تجد أنها في مواجهة مع قوات إيرانية أو قوات شيعية أخري موالية لنظام الأسد مثل مقاتلي حزب الله اللبناني وهو موقف ملتهب. ويشير الكاتب إلى ان ارسال هذه القوات لن تقتصر تداعياته على الحرب الاهلية في سوريا بل ستمتد للمنطقة بأسرها.

ويضيف أن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي تراجعت فيه الآمال بالتوصل إلى حل سلمي للأزمة بعد انهيار محادثات جنيف ومحاولة القوات الموالية للنظام التقدم نحو حلب. ويوضح سينغوبتا أن العلاقات المتدهورة أيضا بين روسيا وتركيا وهما تقفان على طرفي النقيض في الأزمة السورية بحيث وصل الأمر إلى تبادل الاتهامات بين حكومتي البلدين بخصوص الموقف في حلب حيث اتهم الأتراك الروس بفرض حصار على حلب لتجويع وقتل المدنيين بينما اتهم الروس أنقرة بالإعداد لغزو سوريا.

ويقول إن القوات السعودية ستجد انها في مواجهة مشتعلة مع القوات الإيرانية والمقاتلين الشيعة وهم الاعداء التقليديين للملكة بدلا عن مواجهة عناصر تنظيم داعش. ويضيف أن السعودية وإيران بعدما انخرطا في حرب طائفية بالوكالة في عدة مناطق سابقا آخرها اليمن قد يجدان أنهما في حرب مباشرة في سوريا. ويختم الكاتب بقوله إن المملكة العربية السعودية مستعدة للإقدام على أي عمل بمفردها لكنه يتوقع أن جميع السيناريوهات ستبقى مجمدة حتى اجتماع قيادة حلف شمال الأطلنطي "الناتو" في بروكسل.

هزائم رغم الدعم

على صعيد متصل يرى محللون أن السعودية وتركيا قد ترسلان عددا محدودا من القوات البرية إلى لسوريا لدعم المتمردين الذين يواجهون هزيمة ساحقة محتملة من قبل النظام السوري المدعوم من روسيا. وتركت الرياض الباب مفتوحا أمام إمكانية نشر جنود، قائلة "سنساهم إيجابيا" في اي عملية برية يقررها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في سوريا. ويشكل مصير الفصائل المسلحة المدعومة سعوديا في سوريا والتي تقاتل للاطاحة بالرئيس بشار الأسد، مصدر قلق كبير للمملكة.

ويعتبر أندرياس كريغ من قسم الدراسات الدفاعية في كلية "كينغ" في لندن بأن السعودية "مستميتة للقيام بشيء ما في سوريا". ويقول إن المعارضة تواجه خطر التعرض لهزيمة كبيرة في حال سيطرت قوات النظام على حلب، خصوصا بعدما تمكن الجيش السوري من السيطرة على بلدات عدة وقطع طريق امداد رئيسيا لمقاتلي المعارضة يربط مدينة حلب بالريف الشمالي حتى تركيا، بغطاء جوي روسي.

ويضيف كريغ الذي يعمل ايضا مستشارا للقوات المسلحة القطرية أن "هذه تعتبر مشكلة بالنسبة إلى السعودية وقطر اللتين استثمرتا بكثافة في سوريا من خلال طرح المعارضة كبديل لهما على الأرض". وفي هذا الوقت، اتهمت روسيا التي تعتبر إلى جانب إيران حليفا رئيسيا للأسد، تركيا بأنها تعد "لتدخل عسكري" في سوريا. هذه الاتهامات وصفها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بأنها "مضحكة"، متهما روسيا "باجتياح" سوريا.

لكن كريغ يعتبر أن سياسة أردوغان في سوريا لم تحقق شيئا حتى الآن. ويضيف أن "تركيا والسعودية في حاجة إلى تغيير مسار هذه الحرب. لذا فإن أي تدخل سعودي سيكون بالتعاون مع الدوحة وأنقرة". وتعتبر محافظة حلب أحد المعاقل الرئيسية للمعارضة المسلحة في سوريا، التي تواجه ربما أسوأ مراحلها منذ بداية الحرب قبل خمس سنوات تقريبا، تزامنا مع تعثر مفاوضات السلام.

وقالت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية والمدعومة من السعودية، إنها لن تعود إلى مفاوضات السلام التي علقت مؤخرا في جنيف، في حال لم تتم الاستجابة للمطالب الإنسانية. وفي هذا السياق، يشير مصطفى العاني من مركز أبحاث الخليج إلى أن "السعوديين يعتقدون أن فرصة التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية محدودة جدا". ويضيف العاني "انهم لا يرون أن هناك ضغوطا حقيقية على النظام لتقديم تنازلات كبيرة (...) ويعتقدون أن الامور ستحسم ميدانيا في نهاية المطاف".

ويوضح أن "تركيا متحمسة لهذا الخيار (إرسال قوات برية) منذ بدأ الروس حملتهم الجوية ومحاولته اخراج تركيا من المعادلة". ويؤكد العاني أن السعوديين جادون في نشر قوات "كجزء من التحالف الدولي، خصوصا في حال مشاركة قوات تركية". لكنه ومحللون آخرون يعتبرون أن التدخل السعودي سيكون محدودا، نظرا إلى كونها تقود تحالفا عربيا مستقلا يقاتل في اليمن منذ عام تقريبا، وتحرس الحدود الجنوبية للمملكة من هجمات اليمنيين. ويقول العاني إن السعوديين "منهكون، ولكن من حيث المبدأ أعتقد أنهم لن يترددوا في إرسال عدد معين من مقاتليهم للقتال في سوريا"، مضيفا أن ذلك من المحتمل أن يشمل قوات خاصة سعودية.

وتركيا والسعودية تشاركان في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. ومهمة هذا التحالف منوطة بضرب أهداف لتنظيم داعش في سوريا والعراق، فضلا عن تدريب قوات محلية لقتال المتطرفين. ويوضح كريغ أنه مع "تعثر" السعودية ودول خليجية أخرى في اليمن، فلا يمكن توقع سوى امكانية توسيع عمليات "التدريب والتجهيز" وإرسال قوات خاصة خليجية لمساعدة المتمردين في سوريا. ويقول ان "لدى السعودية وقطر شيكات على الأرض"، ويرى الدوحة حلقة وصل بين الرياض وانقرة وسط تحسن العلاقات بين البلدين.

ورحب المتحدث باسم قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط الكولونيل باتريك رايدر "بإعلان السعودية بأنها تبحث عن سبل لتعزيز مشاركتها في التحالف" ضد تنظيم داعش. وتدعو الولايات المتحدة منذ أسابيع عدة شركاءها في التحالف الدولي ضد التنظيم إلى تكثيف جهودهم العسكرية. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أبدت الإمارات استعدادها أيضا لإرسال قوات برية لمحاربة الجهاديين في سوريا. بحسب فرانس برس.

لكن في ما يتعلق بالسعودية، اعربت الباحثة في "تشاثام هاوس" في لندن جين كينينمونت عن اعتقادها ان الرياض أكثر اهتماما بحرب اليمن من مكافحة تنظيم داعش. وتضيف "لكن ما قد ترونه هو أعداد صغيرة من القوات البرية، وربما أيضا قوات خاصة من شأنها أن تكون هناك جزئيا كإشارة رمزية بأن المملكة السعودية تدعم قتال داعش". وتبدو كينينمونت "متشككة نسبيا" حيال احتمال تدخل الجيش التركي في سوريا، "لكننا قد نرى اهتماما لديهم في احتواء النفوذ الكردي".

البنتاغون يرحب

من جانبه رحب مسؤولون في وزراة الدفاع الأميركية باقتراح السعودية إرسال قوات للمشاركة في عملية برية محتملة في سوريا ضمن التحالف الدولي، من دون تحديد الجهود التي يأملونها من الرياض. وقال المتحدث باسم قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط الكولونيل باتريك رايدر الجمعة "نرحب بإعلان السعودية بأنها تبحث عن سبل لتعزيز مشاركتها في التحالف" ضد تنظيم داعش.

وأشار إلى أنه "في ما يتعلق بالقوات التي يمكن للسعوديين إرسالها، والتي من شأنها أن تكون مفيدة، فالأمر لا يزال قيد المناقشة". وضاعف وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في الآونة الأخيرة من دعواته إلى التحالف، وخصوصا إلى دول الخليج، لزيادة مساهمتهم ضد التنظيم. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن اقتراح الرياض المشاركة في عملية برية محتملة في سوريا "مهم" نسبة إلى القدرات التي يستطيع السعوديون تقديمها، ولكن أيضا بالإشارة التي أطلقوها. وأضاف أن "هذا يمكن أن يكون حافزا لتشجيع بلدان أخرى في المنطقة لبذل مزيد من الجهد".

إيران تحذر

الى جانب ذلك حذر الرئيس السابق للحرس الثوري الجنرال محسن رضائي من خطر نشوب حرب إقليمية في حال أرسل السعوديون جنودا إلى سوريا. فيما قال رئيس الحرس الثوري الإيراني الحالي الجنرال محمد علي جعفري، أن السعودية "لن تجرؤ" على إرسال قوات إلى سوريا. وأعلن رئيس الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري، أن السعودية "لن تجرؤ" على إرسال قوات إلى سوريا.

وقال الجنرال جعفري، حسب ما نقلت عنه وكالة فارس للأنباء، خلال تشييع ستة إيرانيين قتلوا في سوريا لمشاركتهم في المعارك إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد، أن السعوديين "أعلنوا بأنهم سيرسلون قوات إلى سوريا. لا نعتقد بأنهم سيتجرأون على القيام بذلك لأن جيشهم كلاسيكي، والتاريخ أثبت أن لا قدرة على مواجهة مقاتلي الإسلام". وأضاف الجنرال جعفري أن السعوديين في حال قرروا إرسال جنود إلى سوريا فأنهم إنما يفعلون "كمن يطلق النار على رأسه".

وأضاف الجنرال جعفري إن "سياسة إيران لا تقوم على إرسال أعداد كبيرة للمشاركة في المعارك في سوريا"، إلا أنه أضاف "إن لدى عناصر الحرس الثوري ما يكفي من الشجاعة للتواجد على الأرض". من جهته حذر الرئيس السابق للحرس الثوري الجنرال محسن رضائي من خطر نشوب حرب إقليمية في حال أرسل السعوديون جنودا إلى سوريا. بحسب رويترز.

وقال الجنرال رضائي في حسابه على إنستاغرام "بعد هزيمة داعش وجبهة النصرة في العراق وسوريا، قررت السعودية والولايات المتحدة إرسال جنود سعوديين إلى سوريا" لدعم المعارضة المسلحة. وأضاف "في هذه الأوضاع سيكون من المحتمل قيام حرب إقليمية كبيرة بين روسيا وتركيا والعربية السعودية وسوريا وبعدها الولايات المتحدة".

تعقيدات جديدة في المشهد السوري

على صعيد متصل اتخذت السعودية مؤخرا مواقف اكثر جسارة تجاه النزاع السوري خشية تحقيق نظام الرئيس بشار الاسد مكاسب مستفيدا من دعم خصمها الاقليمي ايران والتدخل العسكري الروسي، بحسب ديبلوماسيين ومحللين. واستضافت الرياض مؤتمرا لاطياف سياسية وعسكرية سورية معارضة، صدرت في ختامه رؤية موحدة لمفاوضات محتملة مع النظام، تشترط رحيل الرئيس بشار الاسد مع بدء المرحلة الانتقالية.

وبعد ايام من ذلك، اعلنت الرياض تشكيل تحالف عسكري اسلامي من 34 دولة بهدف "محاربة الارهاب"، في خطوة تلاها نقل وسائل اعلام عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ان دولا عدة خصوصا خليجية، تجري "مشاورات" حول ارسال قوات خاصة الى سوريا. ويقول دبلوماسي دولي رافضا كشف اسمه، ان الاستراتيجية السعودية الراهنة "مرتبطة بايران" الخصم اللدود للمملكة والمنافس لها على نفوذ اقليمي يمتد من اليمن حتى لبنان.

ويرى المحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي ان الضربات الجوية التي بدأت موسكو بشنها في سوريا نهاية ايلول/سبتمبر، ساهمت في الموقف السعودي المستجد من النزاع المستمر منذ قرابة خمسة اعوام. ويقول "الانخراط او التدخل الروسي، على رغم انه محدود، اضاف نوعا من الدينامية الى الوضع السوري". وتعد ايران وروسيا ابرز الداعمين للنظام، وساندتاه باشكال شتى لا سيما عسكرية، منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة له عام 2011، والتي تحولت الى نزاع دام متشعب اودى باكثر من 250 الف شخص.

ويرى خاشقجي ان السعودية "ناشطة جدا لانه يبدو ان النزاع السوري يقترب مما تبدو انها خاتمة، وثمة حاجة للمملكة في هذه اللحظة". وكان الجبير اكد ان الحل العسكري لازاحة الاسد لا يزال مطروحا، على رغم تصريحات لمسؤولين غربيين، ألمحت الى احتمال تقبل دور معين للاسد في المرحلة الانتقالية، لا سيما في ظل تنامي التهديد الجهادي وتبني تنظيم داعش هجمات في الغرب. وتتهم السعودية ايران بالتدخل في ملفات اقليمية عدة لا سيما سوريا والعراق واليمن ولبنان، انطلاقا من حسابات مذهبية تعمل على تغليب مصلحة المكونات الشيعية في هذه الدول على حساب المكون السني.

وفي ظل هذه التباينات، كشف الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حسين جابر انصاري عن "جهود دبلوماسية" لتسهيل "حوار مباشر" بين طهران والرياض "من اجل تسوية الخلافات والقضايا الاقليمية". وتزايدت الهواجس السعودية تجاه تنامي نفوذ طهران في اعقاب الاتفاق حول الملف النووي الايراني، والذي سيؤدي تباعا الى تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، في مقابل الحد من قدراتها النووية.

ويقول الدبلوماسي الدولي ان السعودية "ترغب في جمع اصدقائها وحلفائها" قبل تحرر ايران من القيود التي فرضها برنامجها النووي. ويرى دبلوماسي غربي آخر ان الاعتقاد السائد هو "انه اذا اردت انجاز امر ما، لا يمكنك الاعتماد على الآخرين". ويضيف بان التنافس الاقليمي مع طهران ادى "دورا كبيرا" في المعارضة السعودية للاسد، والمطالبة برحيله عن الحكم. ويضم التحالف الاسلامي الوليد دولا معظمها ذات غالبية سنية، ولم يضم في صفوفه ايران، او حتى العراق وسوريا حيث يسيطر تنظيم داعش المتطرف على مساحات واسعة منذ اكثر من عام.

وبحسب مجموعة "اوراسيا" البحثية، فالتحالف الذي اعلنته السعودية، ورغم انه لا يلحظ حتى الآن خطوات عسكرية عملية، قد يساهم في محاربة تنظيم داعش "فقط في حال كان النظام السياسي في مرحلة ما بعد النزاع في سوريا والعراق، يضعف نفوذ ايران". واتى الاعلان عن التحالف الجديد على لسان ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، بعد اشهر من تشكيل الرياض تحالفا عربيا يساند الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ضد الحوثيين الذين تتهمهم بتلقي دعم ايران. بحسب فرانس برس.

ومنذ تولي الملك سلمان مقاليد العرش في السعودية، يرى دبلوماسيون غربيون ان المملكة بدلت من سياستها الدبلوماسية الهادئة لصالح مقاربة هجومية اكثر في السياستين الاقليمية والدولية. ويرى هؤلاء ان بن سلمان هو احد الدافعين بقوة باتجاه هذه المقاربة الجديدة للسياسة الخارجية. وبعد تزايد هجمات الجهاديين في الغرب خلال الفترة الماضية، وجه سياسيون غربيون انتقادات لدول خليجية ابرزها السعودية، متهمين اياها بتغذية الارهاب، وهو ما رفضته مرارا المملكة المشاركة في الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم داعش. وردا على سؤال عن سبب الاهتمام السعودي بسوريا، قال الدبلوماسي الغربي ان النزاع السوري هو حاليا عامل اساسي لعدم استقرار المنطقة. اضاف "في حال لم تكن ثمة (حرب في) سوريا، لربما لم يكن ثمة وجود لتنظيم داعش".

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا