آمال ومخاوف.. هل اقتربت حرب غزة فعلا من نهايتها؟

شبكة النبأ

2025-10-06 04:09

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد إن اتفاقه لإنهاء الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يشكل صفقة عظيمة لإسرائيل.

ورحب ترامب برد من حركة حماس قالت فيه إنها تقبل بعض الأجزاء الرئيسية في مقترحه المؤلف من 20 بندا بما يشمل إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي من القطاع والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.

حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسرائيل على وقف قصف غزة بعد موافقة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إطلاق سراح الرهائن وقبولها بعض الأجزاء الرئيسية في الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب، وهو تحول ربما يعني أن الحرب المستمرة منذ عامين قد شارفت على نهايتها أخيرا.

وأعلنت إسرائيل أنها ستعمل على "التنفيذ الفوري" للمرحلة الأولى من الخطة التي وافق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته لواشنطن.

لكن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قال يوم الأحد إن الحرب في غزة “لم تنته بعد”، واصفا إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بالمرحلة الأولى من إنهاء الحرب، فيما لم يتسن بعد الانتهاء من تفاصيل ما سيحدث بعد ذلك.

وأضاف لشبكة (إن.بي.سي) أن حماس وافقت “مبدئيا” على اقتراح الرئيس دونالد ترامب وإطار العمل لإطلاق سراح الرهائن، في حين أن الاجتماعات جارية لتنسيق الجوانب اللوجستية لذلك.

وقال “لقد وافقوا أيضا، من حيث المبدأ وإجمالا، على مناقشة ما سيحدث بعد ذلك. سيتعين العمل على الكثير من التفاصيل”. وفي حديثه لاحقا مع قناة فوكس نيوز صنداي، قال روبيو إنه لا يوجد شيء مؤكد.

وأضاف “لا أحد يستطيع الجزم بأن الأمر مضمون 100 بالمئة”.

وكان قد أوضح لشبكة (إن.بي.سي) أن الولايات المتحدة ستعرف “بسرعة كبيرة” ما إذا كانت حماس جادة أم لا خلال المحادثات الفنية الحالية لتنسيق إطلاق سراح الرهائن.

وقال روبيو “الأولوية الأولى، والتي نعتقد أننا نستطيع تحقيق شيء ما فيها بسرعة كبيرة، هي إطلاق سراح جميع الرهائن مقابل عودة إسرائيل” إلى الخط الأصفر، حيث تقف إسرائيل داخل غزة من منتصف أغسطس آب.

ووصف المرحلة الثانية من مستقبل غزة على المدى الطويل بأنها “أصعب”.

وتابع “ماذا سيحدث بعد انسحاب إسرائيل إلى الخط الأصفر، وربما إلى ما بعده، مع تطور هذا الوضع؟ كيف يمكن تشكيل قيادة فلسطينية تكنوقراط لا تشبه حماس؟ كيف يمكن نزع سلاح أي نوع من الجماعات الإرهابية التي ستبني الأنفاق وتشن هجمات ضد إسرائيل؟ كيف يمكن حملها على إلقاء سلاحها؟”

وأضاف “كل هذا العمل سيكون صعبا، ولكنه بالغ الأهمية، لأنه لن يكون هناك سلام دائم من دونه”.

ومع ذلك، لا تزال هناك عقبات محتملة؛ فالجدول الزمني الدقيق لتنفيذ خطة ترامب لا يزال غير واضح، وربما تمثل بعض الجوانب اللوجستية إشكالية بسبب الدمار الذي لحق بغزة، فضلا عن بقاء قضايا مثل نزع سلاح حماس وانسحاب إسرائيل غير محسومة.

ولم يكتب النجاح لاتفاقات وقف إطلاق النار السابقة حيث كانت إسرائيل تستأنف الهجوم.

متى يمكن أن يصمت دوي المدافع؟

ليس بعد، فعلى الرغم من مطالبة ترامب بوقف القصف الإسرائيلي وفترة من الهدوء أمس السبت بعد يوم من رد حماس على خطة ترامب، لا توجد بوادر تذكر على توقف الغارات الجوية والقصف. واستمر سقوط القتلى، إذ قُتل العشرات منذ إعلان حماس يوم الجمعة.

ومن المتوقع أن يجتمع المفاوضون في مصر، ربما غدا الاثنين، لإجراء محادثات تهدف إلى دفع العملية إلى الأمام.

فهل هذا يعني أن الحرب تقترب أخيرا من نهايتها؟

من المحتمل. وقال ترامب إنه مصمم على إنهاء الصراع من خلال هذه الخطة التي تشمل 20 نقطة، موضحا في رسالته عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمس الجمعة "الأمر لا يتعلق بغزة فحسب، بل يتعلق بالسلام الذي طال انتظاره في الشرق الأوسط".

لكن هذا الاتفاق يأتي بعد محاولتين سابقتين لوقف إطلاق النار؛ واحدة بعد فترة وجيزة من بدء الحرب في عام 2023 وأخرى في وقت سابق من هذا العام لم تستمر سوى أسابيع قليلة قبل أن تندلع الحرب مرة أخرى.

وتوجد الكثير من العقبات هذه المرة أيضا.

فقد ترك رد حماس عددا من القضايا الرئيسية دون معالجة. على سبيل المثال، لم توضح الحركة الفلسطينية المسلحة، التي أشعل هجومها على إسرائيل في أكتوبر تشرين الأول 2023 فتيل الحرب التي شنتها إسرائيل بعد ذلك، موقفها من إلقاء سلاحها، وهو مطلب رئيسي في خطة ترامب وأحد أهداف إسرائيل الرئيسية المعلنة من الحرب.

وفي الوقت ذاته، أعطى نتنياهو موافقته على الخطة على الرغم من أنها توفر مسارا محتملا، وإن كان مشروطا إلى حد كبير، نحو دولة فلسطينية في المستقبل، وهو أمر قال رئيس الوزراء الإسرائيلي صراحة إنه لن يسمح به مطلقا.

ومن بين النقاط الشائكة المحتملة الأخرى توقيت وحدود الانسحاب الإسرائيلي وإدارة قطاع غزة المقبلة.

وقال أورين سيتر، الزميل البارز في مركز بلفر بجامعة هارفارد والرئيس السابق لقسم التخطيط الاستراتيجي في الجيش الإسرائيلي، إن ما قام به ترامب كان إنجازا كبيرا في جعل جميع الأطراف تنخرط في الخطة، مضيفا " لكنها بداية العملية. إنها ليست نهاية العملية".

ماذا سيحدث بعد ذلك ومتى؟

لم تقدم خطة ترامب جدولا زمنيا واضحا ومحددا.

وذكرت الخطة أن الحرب ستنتهي فورا بمجرد موافقة الطرفين على الاقتراح غير أن رد حماس لم يتضمن الموافقة على جميع النقاط العشرين. وعبرت الحركة عن "استعدادها للدخول فورا من خلال الوسطاء في مفاوضات لمناقشة تفاصيل" مقترح ترامب.

وجاء في الخطة أن من المقرر إطلاق سراح جميع الرهائن، الأحياء منهم والأموات، في غضون 72 ساعة من قبول إسرائيل علنا بالاتفاق، ولكن لم يتضح متى ستبدأ هذه المهلة تحديدا مع الأخذ في الاعتبار بأن موافقة نتنياهو على الجدول الزمني جاءت قبل أيام من رد حماس.

وربما تكون هناك تحديات على الأرض أيضا. وتقول مصادر مقربة من حماس إن تسليم الرهائن الأحياء قد يكون سهلا نسبيا لكن انتشال جثث الرهائن القتلى من بين الركام في غزة ربما يستغرق وقتا أطول لإنجازه، وليس بضعة أيام.

وتقول إسرائيل إن 48 رهينة، من أصل 251 رهينة اقتادتهم حماس من جنوب إسرائيل في هجوم أكتوبر تشرين الأول 2023، ما زالوا في غزة وإن 20 منهم على قيد الحياة.

ويبدو أن كلا من إسرائيل وحماس عازمتان على إظهار رد إيجابي على خطة ترامب، لكنهما تواجهان حساباتهما السياسية الخاصة.

فبالنسبة لنتنياهو، ربما تكون موافقته على الخطة مبنية على حساباته إذ تمكنه من عدم إغضاب ترامب والولايات المتحدة، حليف إسرائيل الأهم، وفي الوقت نفسه تقديم أقل قدر ممكن من التنازلات لتجنب تنفير شركائه في الائتلاف القومي الديني الذين كانوا من أشد المعارضين لأي اتفاق مع الفلسطينيين ويضغطون منذ فترة طويلة لمواصلة الحرب.

وقال المحلل في مجموعة الأزمات الدولية أمجد عراقي إن رد حماس، الذي تضمن الموافقة على إطلاق سراح الرهائن مع ترك عدد من القضايا دون حل، ربما ساعد في تحويل التركيز المباشر إلى لاعبين آخرين، ومنهم الوسيطان العربيان في المفاوضات طوال فترة الحرب قطر ومصر أو الدول العربية أو الإسلامية الأخرى التي كانت تضغط على الرئيس الأمريكي لإنهاء الصراع.

وأضاف "لقد قامت حماس في الواقع بخطوة ذكية إلى حد ما بقولها ’نعم و’ أو ’نعم ولكن’. ومن خلال هذا النوع من المقاربة، فقد ساعدت بشكل أساسي في إعادة الكرة نوعا ما لملعب نتنياهو، وكذلك الدول العربية".

مقارنة بين رد حماس وخطة ترامب

وقد توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “بالقضاء التام” على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إذا رفضت التخلي عن السلطة وتسليم السيطرة على قطاع غزة مثلما تهدف خطته لإنهاء الحرب.

ولدى سؤاله عما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يتفق مع وقف قصف القطاع ويؤيد رؤية الولايات المتحدة الأوسع، قال ترامب لشبكة سي.إن.إن يوم السبت “نعم فيما يخص بيبي” في إشارة لنتنياهو.

وفي المقابلة التي بُثت يوم الأحد، أضاف ترامب أنه يتوقع أن يعرف قريبا ما إذا كانت حماس ملتزمة بتحقيق السلام.

وقبلت الحركة بعض الأجزاء الرئيسية من خطة ترامب، مثل إنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين والمحتجزين الفلسطينيين والمساعدات وجهود إعادة الإعمار ورفض تهجير الفلسطينيين من القطاع.

وهناك اختلافات واضحة في بيان حماس وخطة ترامب حول إدارة غزة ومشاركة حماس في مستقبل القطاع. وقالت الحركة إنها تسعى إلى إجراء المزيد من المحادثات.

فيما يلي كيف عالجت الحركة النقاط الرئيسية في خطة ترامب أو تجنبتها:

- إطلاق سراح الرهائن: قالت حماس إنها ستفرج عن الرهائن الإسرائيليين في غزة، الأحياء منهم والأموات، وفق صيغة التبادل الواردة في الخطة لكنها أشارت إلى "الظروف الميدانية لعملية التبادل"، دون أن تحدد ماهية تلك الظروف.

وتنص خطة ترامب على أن حماس ستعيد جميع الرهائن "خلال 72 ساعة من قبول إسرائيل علنا بهذا الاتفاق".

وجاء في اقتراح ترامب أنه بعد ذلك، ستفرج إسرائيل عن 250 سجينا فلسطينيا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 1700 من سكان غزة الذين اعتقلتهم إسرائيل منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، بمن فيهم جميع النساء والأطفال. وتقول خطة ترامب إنه في مقابل كل رهينة إسرائيلي تسلم رفاته، ستفرج إسرائيل عن رفات 15 قتيلا من سكان غزة.

وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي:

قالت حركة حماس إنها وافقت على إطار "يحقق وقف الحرب والانسحاب الكامل من القطاع"، ولم يشر بيان حماس إلى أي مراحل مختلفة لانسحاب إسرائيل وقالت إنها ترفض الاحتلال الإسرائيلي.

وجاء في خطة ترامب أن "القوات الإسرائيلية ستنسحب إلى الخط المتفق عليه للتحضير لإطلاق سراح الرهائن". وقالت إنه خلال تلك الفترة، سيتم تعليق الحملة العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي، و"ستبقى خطوط القتال مجمدة إلى حين استيفاء شروط الانسحاب التدريجي الكامل".

وقالت حماس إنها تقبل بإطار "وقف الحرب" وأشارت إلى "انسحاب (إسرائيل) الكامل من القطاع"، بينما نصت خطة ترامب إلى انسحاب "القوات الإسرائيلية إلى الخط المتفق عليه للتحضير لإطلاق سراح الرهائن" وأشارت أيضا إلى "انسحاب على مراحل".

وقالت حماس، التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007، إنها ستسلم الإدارة "لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناء على التوافق الوطني الفلسطيني واستنادا للدعم العربي والإسلامي"، بينما أوردت خطة ترامب وجود "لجنة فلسطينية مؤقتة من التكنوقراط غير السياسيين... بإشراف هيئة انتقالية دولية جديدة تسمى ’مجلس السلام’ وسيرأسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع أعضاء آخرين ورؤساء دول سيُعلن عنهم، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير".

المساعدات وإعادة الإعمار وعدم تهجير الفلسطينيين:

رحبت حركة حماس بحث خطة ترامب على زيادة المساعدات إلى غزة مع عدم الدعوة إلى تهجير الفلسطينيين من القطاع.

وجاء في خطة ترامب أنه سيتم إرسال المساعدات فورا إلى غزة بكميات تتسق مع اتفاق 19 يناير كانون الثاني. كما أنها ستشمل إعادة تأهيل البنية التحتية والمستشفيات والمخابز وإدخال المعدات اللازمة لإزالة الأنقاض وفتح الطرق. وستدار المساعدات من خلال الأمم المتحدة والهلال الأحمر والمؤسسات الدولية الأخرى بموجب الخطة.

وقالت حماس إنها ترفض تهجير الفلسطينيين من غزة. وجاء في خطة ترامب أنه "لن يتم إجبار أحد على المغادرة"، ومن يرغب في المغادرة سيكون له حرية العودة. وشجعت خطة ترامب الفلسطينيين على البقاء في غزة.

نقاط تبدو فيها حماس على خلاف مع خطة ترامب:

التدخل الأجنبي في الحكم المؤقت لغزة:

تنص خطة ترامب على أن "غزة ستُحكم تحت إدارة انتقالية مؤقتة تتولاها لجنة فلسطينية من التكنوقراط والمستقلين سياسيا"، إلا أنها لا تحدد أي فرد فلسطيني أو مجموعة فلسطينية بالاسم للمشاركة في المرحلة الانتقالية.

وتقول خطة ترامب إن اللجنة ستخضع لإشراف هيئة انتقالية دولية جديدة سيرأسها ترامب وستضم أعضاء آخرين، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.

وقالت حماس إنها ستوافق على تسليم إدارة قطاع غزة "لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناء على التوافق الوطني الفلسطيني واستنادا للدعم العربي والإسلامي". وكانت حماس قد عرضت في السابق تسليم إدارة غزة إلى هيئة مختلفة.

ولم تعلق حماس على اقتراح نشر "قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار" في غزة بموجب خطة ترامب التي ستعمل الولايات المتحدة من أجلها مع شركاء عرب.

لا دور لحماس في مستقبل غزة:

وعن مستقبل حماس: قالت الحركة إنها ترى نفسها جزءا من "إطار وطني فلسطيني جامع ستكون حماس من ضمنه" ولم تعلق على نزع السلاح، وهي خطوة رفضتها سابقا، بينما ذكرت خطة ترامب أن حماس لن يكون لها أي دور في حكم غزة وأشارت إلى عملية نزع السلاح من القطاع.

وقالت خطة ترامب إن حماس "ستوافق على ألا يكون لها دور في حكم غزة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أو بأي شكل من الأشكال". وجاء في الخطة أيضا أنه ستكون هناك "عملية لنزع سلاح غزة".

فيما قالت الحركة في ردها إن هذا "مرتبط بموقف وطني جامع واستنادا إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة، ويتم مناقشتها من خلال إطار وطني فلسطيني جامع ستكون حماس من ضمنه وستسهم فيه بكل مسؤولية".

ولم يعلق بيانها الصادر أمس الجمعة على نزع السلاح. ورفضت الحركة في السابق مثل هذه المطالب.

ولم يعلق بيان حماس على الاقتراح الوارد في خطة ترامب بمنح عفو وممر آمن لأعضاء حماس الذين "يلقون" سلاحهم.

 آمال التهدئة تحت وقع القصف

وجددت الخطة آمال وقف الحرب بين الفلسطينيين لكن الهجمات الإسرائيلية تواصلت دون هوادة يوم الأحد ودكت طائرات ودبابات مناطق في أنحاء القطاع.

وقالت السلطات الصحية في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت 19 على الأقل في أنحاء القطاع يوم الأحد، من بينهم أربعة كانوا يسعون للحصول على مساعدات في جنوب القطاع، وخمسة سقطوا في غارة جوية على مدينة غزة.

ووقف شادي منصور وسط الدمار الذي أحدثه قصف إسرائيلي على حي التفاح في مدينة غزة يوم السبت، وهو ما تسبب في مقتل ابنه أمير (ست سنوات) و16 آخرين.

وقال “هل هو عضو في المقاومة؟ هل هو مقاتل؟ جميع أهداف الجيش الإسرائيلي هم أطفال”.

وقال أحمد أسعد، وهو من النازحين في وسط القطاع، إنه شعر ببعض الأمل حينما انتشرت الأنباء عن خطة ترامب، لكن لم يتغير شيء.

وتابع قائلا “للأسف، لا ترجمة لهذا على أرض الواقع. ما فيه أي تغيير في الوضع، بل العكس، لا نعرف ما علينا فعله؟ هل نظل في الشوارع؟ هل نغادر؟”.

تفاؤل في تل أبيب

في مؤشر على التفاؤل في إسرائيل بخطة ترامب، بلغ الشيقل أعلى مستوى في ثلاث سنوات مقابل الدولار ووصلت الأسهم في تل أبيب إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.

وعبر سكان في تل أبيب عن شعورهم بالتفاؤل. وقالت جيل شيلي “إنها المرة الأولى منذ شهور التي أشعر فيها بالأمل بالفعل. بثّ ترامب الكثير من الأمل في نفوسنا، ونحن نثق فيه وفي قيادته”.

لكن على الصعيد السياسي داخليا، يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه محاصرا بين الضغوط المتزايدة لإنهاء الحرب من جانب أُسر الرهائن والإسرائيليين المنهكين من الحرب، وبين مطالب الأعضاء المتشددين في الائتلاف الحكومي الذين يصرون على المضي في الحملة العسكرية على قطاع غزة.

وقال وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش على منصة إكس إن وقف الهجمات على غزة “خطأ فادح”.

ويتمتع سموتريتش ووزير الأمن الوطني إيتمار بن جفير، وهو متشدد أيضا، بنفوذ كبير في حكومة نتنياهو وهددا بإسقاطها إذا انتهت حرب غزة.

لكن زعيم المعارضة يائير لابيد من حزب يش عتيد (هناك مستقبل) المنتمي لتيار الوسط قال إنه سيتم توفير غطاء سياسي لإنجاح مبادرة ترامب و “لن نسمح لهم بنسف الاتفاق”.

* المصدر: وكالات+رويترز

ذات صلة

آباء العِلم والعملالمغرب.. أزمة ثقة بين رجال الدولة وجيل المستقبلالبوزرجية: طامعين بلا رادعالاتفاق النفطي بين بغداد وأربيل خطوة نحو الاستقرار أم تسوية مؤقتة؟التغيرات المناخية والوعي البيئي في عصر الأنثروبوسين