تعليق كتائب حزب الله لهجماتها وطبيعة الرد الامريكي

شبكة النبأ

2024-02-01 07:30

قالت أربعة مصادر إن فصيلا عراقيا قويا نفذ عشرات الهجمات ضد القوات الأمريكية منذ أكتوبر تشرين الأول اضطر لإعلان وقف هجماته بعد ضغوط من طهران وأحزاب عراقية مشاركة في الحكم شعرت أن الفصيل تجاوز الخط الأحمر.

وقالت واشنطن إن كتائب حزب الله المسلحة المتحالفة مع إيران ضالعة في هجوم بطائرة مسيرة يوم الأحد على الحدود الأردنية السورية أودى بحياة ثلاثة جنود أمريكيين وأصاب العشرات وتعهدت بالرد بقوة.

وقالت كتائب حزب الله يوم الثلاثاء إنها أوقفت كل الهجمات على القوات الأمريكية لعدم رغبتها في إحراج الحكومة العراقية وأبدت ملاحظات علنية نادرة عن خلافات مع إيران وما يسمى "محور المقاومة".

فقد أعلنت جماعة كتائب حزب الله العراقية المسلحة المدعومة من إيران يوم الثلاثاء تعليق جميع عملياتها العسكرية ضد القوات الأمريكية بالمنطقة في قرار يهدف لعدم "إحراج" الحكومة العراقية.

وقال أبو حسين الحميداوي الأمين العام للجماعة في بيان على منصة تليجرام "إننا إذ نعلن تعليق العمليات العسكرية والأمنية على قوات الاحتلال -دفعا لإحراج الحكومة العراقية- سنبقى ندافع عن أهلنا في غزة بطرق أخرى".

ويأتي القرار عقب مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في هجوم بطائرة مسيرة بالقرب من الحدود الأردنية السورية يوم الأحد، وهو هجوم قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عنه في تقييم غير نهائي إنه يحمل "بصمات" كتائب حزب الله.

وأحجم متحدث باسم البنتاجون عن التعليق على بيان الجماعة، واكتفى بالقول إن "الأفعال أعلى صوتا من الكلمات".

وتوعدت الولايات المتحدة بالرد على الهجمات.

وقال البريجادير جنرال باترك رايدر المتحدث باسم البنتاجون إن ثلاث هجمات بالفعل شُنت على القوات الأمريكية في المنطقة منذ وقوع هجوم بطائرة مسيرة في 28 يناير كانون الثاني على قاعدة في الأردن أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة أكثر من 40 آخرين. وأشار إلى أن ذلك سيعقبه رد أمريكي.

وذكر رايدر في إفادة صحفية "بالنسبة للبيان الصادر، لا أعتقد أننا كنا نحتاج أن نكون أكثر وضوحا في دعوتنا للجماعات الوكيلة لإيران إلى وقف هجماتها. لكنها لم توقفها، ولذلك، سنرد في الوقت وبالأسلوب اللذين نختارهما".

وأضاف "تعرفون، عندما أقول الأفعال أعلى صوتا من الكلمات، فقد وقعت ثلاث هجمات، حسب علمي، منذ 28 يناير".

وتشن جماعات موالية لإيران هجمات من لبنان واليمن والعراق وسوريا على أهداف إسرائيلية وأمريكية منذ اندلاع الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وكتائب حزب الله هي أقوى فصيل مسلح في حركة المقاومة الإسلامية بالعراق التي ينضوي تحت لوائها جماعات شيعية مسلحة أعلنت مسؤوليتها عن أكثر من 150 هجوما على قوات أمريكية منذ بدء الحرب في غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وردت واشنطن بهجمات مميتة في سوريا والعراق في دائرة عنف متزايد حذر مسؤولون عراقيون بأنها تهدد بتقويض التقدم المحرز نحو استقرار البلاد بعد عقود من الصراع.

وقال فرهاد علاء الدين مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الخارجية إن قرار كتائب حزب الله جاء بعد أيام من الجهود الحثيثة لرئيس الوزراء العراقي بهدف منع أي تصعيد جديد بعد هجوم الأردن.

وأضاف علاء الدين في مقابلة "بذل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني جهودا مضنية خلال الأيام القليلة الماضية ويتواصل مع جميع الأطراف المعنية داخل العراق وخارجه".

وتابع "يتعين على جميع الأطراف دعم جهود رئيس الوزراء لمنع أي تصعيد محتمل".

وقالت كتائب حزب الله في بيانها أيضا إن هناك خلافات مع الحلفاء بشأن هجماتها، وخصت بالذكر إيران.

وأضاف البيان "إخوتنا في المحور (المقاومة)، لا سيما في الجمهورية الإسلامية (الإيرانية) لا يعلمون كيفية عملنا الجهادي، وكثيرا ما كانوا يعترضون على الضغط والتصعيد ضد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا".

وتنفي طهران المشاركة في الهجمات التي تشنها جماعات عراقية، وتقول إن جميع أعضاء "محور المقاومة" المدعوم من إيران يخططون وينفذون عملياتهم بأنفسهم.

تأسست كتائب حزب الله عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003، وهي إحدى الفصائل العراقية المسلحة وثيقة الصلة بإيران.

ويقول مسؤولون غربيون وعراقيون إن الحكومة العراقية مدعومة من أحزاب وفصائل مسلحة تربطها علاقات بإيران، على الرغم من أنها لا تربطها صلة مباشرة بالجماعات المتشددة التي تستهدف قوات أمريكية.

ونددت بغداد بالهجمات وقالت أيضا إن التصعيد الإقليمي سيستمر طالما استمرت الحرب في غزة.

لماذا علقت كتائب حزب الله العراقية هجماتها؟

وقال محللون وسياسيون إن الإعلان المفاجئ هو أوضح علامة حتى الآن على أن طهران والجماعات العراقية صاحبة النفوذ تريد تجنب صراع إقليمي يتعلق بالحرب في غزة، فيما يمثل فاصلا بعد عشرات الهجمات على القوات الأمريكية منذ أكتوبر تشرين الأول.

وقال ريناد منصور الباحث البارز في مركز تشاتام هاوس البحثي في لندن "الجماعات في حكومة بغداد تشعر بقلق من أن يصبح العراق ساحة لصراع إقليمي أوسع ولديها أسباب داخلية لعدم الرغبة في المخاطرة بالوضع الراهن".

وأنهت عشرات الهجمات على القوات الأمريكية في سوريا والعراق، نفذتها جماعة المقاومة الإسلامية في العراق التي ينضوي تحت لوائها فصائل مسلحة منها كتائب حزب الله، هدنة استمرت شهورا بين الفصائل والقوات الأمريكية وزعزعت جهود الحكومة لتحقيق الاستقرار في البلاد بعد عقود من الصراع.

وقالت المصادر الأربعة، وبينهم سياسي شيعي ومسؤول عراقي وشخص اجتمع بفصائل مسلحة في الأيام القليلة الماضية، إن قتل جنود أمريكيين في الأردن، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، كان خطوة ذهبت بعيدا.

وقالت المصادر إن طهران، خوفا من رد فعل أمريكي واسع النطاق، قالت علنا إنها غير متورطة وبعثت رسائل غير معلنة إلى كتائب حزب الله للتوقف وساعدت فصائل شيعية عراقية مشاركة في الحكومة في التوسط لإنهاء الهجمات.

ولم يتسن الوصول إلى المتحدث باسم كتائب حزب الله للتعليق. ولم يرد مسؤولون إيرانيون على طلبات التعليق.

وقال سياسي شيعي مطلع "يأتي هذا نتيجة لضغوط داخلية ولرغبة جارتنا (إيران) في وقف التصعيد".

وقال مصدر آخر "كان جهدا جماعيا حقيقيا بمشاركة الجارة"، وإن الفصائل العراقية الأخرى التزمت أيضا بوقف الهجمات لكنها قد تستأنفها إذا حدث رد أمريكي قوي.

وأضاف المصدر "إذا توسعت الولايات المتحدة في الأيام المقبلة، قد تتغير الأمور".

توازن محفوف بالمخاطر

في عام 2020، قتلت الولايات المتحدة قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وزعيم كتائب حزب الله أبو مهدي المهندس في غارة بطائرة مسيرة على مطار بغداد الدولي.

وجاءت الضربة بعد أيام من تحميل الولايات المتحدة كتائب حزب الله مسؤولية مقتل مقاول أمريكي، ويخشى مسؤولون عراقيون من أن يؤدي رد فعل قوي مماثل إلى دورة جديدة من العنف.

ويضم الإطار التنسيقي للشيعة في العراق، الداعم الرئيسي للحكومة، فصائل عراقية مثل منظمة بدر وعصائب أهل الحق التي قاتلت القوات الأمريكية لسنوات بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، لكنها حولت تركيزها في الآونة الأخيرة إلى تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية.

وقالت خمسة مصادر مطلعة لرويترز إن هذه الجماعات عارضت هجمات الآونة الأخيرة التي استهدفت القوات الأمريكية مما أدى إلى خلاف معلن نادر الحدوث مع الفصائل المتشددة التي شعرت أن غطاءها السياسي يتداعى.

وقال مصدر مطلع على تفكير كبار قادة الجماعات في المقاومة الإسلامية "شعروا بأن ظهورهم إلى الحائط".

وفي إعلان إنهاء هجماتهم قالت كتائب حزب الله إن إيران وحلفاء آخرين "غالبا ما يعترضون على الضغط والتصعيد ضد قوات الاحتلال الأمريكية".

وقال منصور، الباحث في تشاتام هاوس "هذا دائما توازن بين القتال واستعراض القوة لكن دون رغبة في الذهاب بعيدا بالتصعيد، ومن ثم يحاولون الحفاظ على توازن عنف محفوف بشدة بالمخاطر".

ومضى يقول "يختل هذا التوازن مع مقتل جنود أمريكيين، كما حدث في عام 2019 حين أدى ذلك إلى قتل الولايات المتحدة لسليماني والمهندس".

عرقلة تمويل الفصائل المدعومة من إيران

بدوره قال مسؤول كبير في وزارة الخزانة الأمريكية إن واشنطن تتوقع أن تساعدها الحكومة العراقية في تحديد وعرقلة تمويل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في البلاد بعد هجوم بطائرة مسيرة شنه مسلحون عراقيون وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.

وقال مسؤول وزارة الخزانة لرويترز، الذي طلب عدم الكشف عن هويته تماشيا مع اللوائح "فقدنا أرواح أمريكيين في الأردن".

وأضاف "بصفة عامة هذه الجماعات تستفيد من وتستغل العراق وأنظمته المالية وهيكله المالي من أجل استمرار هذه الأعمال وعلينا أن نتعامل مع ذلك بشكل مباشر".

واستكمل "بصراحة، أعتقد من الواضح أن توقعاتنا في وزارة الخزانة هي أن هناك المزيد الذي يمكن أن نفعله معا لتبادل المعلومات وتحديد كيفية عمل هذه الميليشيات هنا في العراق".

ويعتمد العراق، وهو حليف نادر لكل من الولايات المتحدة وإيران ولديه احتياطيات تزيد عن 100 مليار دولار في الولايات المتحدة، بشكل كبير على حسن نية واشنطن لضمان عدم عرقلة وصوله إلى عائدات النفط والموارد المالية.

ووصلت الحكومة العراقية الحالية إلى السلطة بدعم من الأحزاب والجماعات المسلحة القوية المدعومة من إيران التي لها مصالح في الاقتصاد الذي يسيطر عليه القطاع غير الرسمي إلى حد كبير، بما في ذلك القطاع المالي الذي ينظر إليه منذ فترة طويلة على أنه بؤرة لغسل الأموال.

ومع ذلك، أشاد مسؤولون غربيون بالتعاون مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي تهدف إلى الحد من قدرة إيران وحلفائها على الحصول على العملة الأمريكية وجعل الاقتصاد العراقي يتماشى مع المعايير الدولية.

ويتضمن ذلك حملة لربط البنوك بالنظام المالي الدولي وتشجيع المدفوعات الإلكترونية في مجتمع يظل فيه التعامل النقدي هو الأساس.

وقال مسؤول وزارة الخزانة "أعتقد أنه خلال 12 إلى 13 شهرا فقط شهدنا قدرا هائلا من التقدم في كل تلك المجالات".

كان النظام المالي العراقي معزولا عن العالم بسبب العقوبات الدولية التي فرضت في التسعينيات بعد غزو الرئيس السابق صدام حسين للكويت.

ورفعت العقوبات بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وأطاح بصدام لكن لم يتم إحراز تقدم يذكر صوب إصلاحات القطاع المالي خلال سنوات العنف الطائفي الذي أعقب ذلك.

واكتسبت الجماعات المسلحة والأحزاب الشيعية المقربة من إيران نفوذا أكبر في بغداد بعد الغزو وتشكل معا أكبر قوة سياسية على الرغم من أنها لا تتفق في كثير من الأحيان.

وتماشيا مع العقوبات الأمريكية على إيران، حاولت واشنطن الحد من وصول الإيرانيين إلى الدولار في العراق، وفرضت تدقيقا متزايدا في عام 2022 على مزاد للعملة الأمريكية أجراه البنك المركزي شهدت الكثير من الفواتير الوهمية وكان مصدرا رئيسيا لتحويل الدولارات.

ويطلب البنك المركزي العراقي الدولارات من احتياطي البلاد من البنك المركزي الأمريكي ويبيعها إلى البنوك التجارية، التي تبيع بدورها للشركات في الاقتصاد المعتمد على الاستيراد. ويتم طرح حوالي 200 مليون دولار في المزاد يوميا.

وفي العام الماضي، أدرجت الولايات المتحدة 14 بنكا صغيرا نسبيا شاركت في هذا المزاد على القائمة السوداء، واتخذت هذا الأسبوع إجراءات ضد بنك آخر قالت إنه تم استخدامه لتحويل الأموال إلى الجماعات المدعومة من إيران.

ودعت واشنطن بغداد في السابق إلى القيام بدور أكثر فاعلية في معالجة المخاوف المتعلقة بالبنوك.

وقال مسؤول وزارة الخزانة الأمريكية "نحن لا نحاول الوصول للكمال. هذه علاقة جوار صعبة وإيران جيدة جدا في هذا على وجه الخصوص".

وأضاف "لدي في الواقع بعض الثقة في أننا سننجح في جعل العراق يفي بالمعايير الدولية لغسل الأموال وتمويل الإرهاب، وهذا سيقوض إلى حد كبير القدرات المالية غير المشروعة لهذا النظام".

هذا وكان متحدث باسم وزارة الخزانة الأمريكية قد قال إن أكبر مسؤولي العقوبات بالوزارة سافر إلى بغداد يوم الأحد، في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لمواجهة تهرب إيران من العقوبات في العراق وحمل القطاع المالي في البلاد على أن يكون متوافقا مع المعايير الدولية.

وقال المتحدث إن وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية برايان نيلسون سافر إلى العراق في زيارة بدأت يوم الأحد واستمرت حتى يوم الاثنين، حيث التقى بمسؤولين عراقيين كبار منهم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في إطار العمل المستمر لمكافحة التمويل غير المشروع.

وأضاف المتحدث أن نيلسون ناقش في أثناء الزيارة مع نظرائه سبل حماية الأنظمة المالية العراقية والدولية من الجهات الإجرامية والفاسدة والإرهابية.

وذكر المتحدث أن واشنطن ستتعاون لحماية القطاع المالي العراقي "من (أي) إساءة استخدام من جانب إيران أو أي جهة شريرة أخرى".

وقال نيلسون لرويترز يوم الاثنين إن الاجتماعات التي عقدها كانت مثمرة، ومنها اجتماعه مع رئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي العراقي.

وأضاف "من منظور وزارة الخزانة، أعتقد أننا نشعر بالارتياح حقا حيال أدوات الشفافية التي وضعها البنك المركزي العراقي لتحديد التدفقات المالية غير المشروعة التي تمر عبر النظام المالي العراقي".

لكنه حذر من أن العراق يجب أن يضع صوب أعينه دوما مخاطر العقوبات.

وقال نيلسون "سنواصل مراقبة الأفراد العراقيين والشركات والبنوك العراقية التي تعمل لصالح الجماعات التي تصنفها الولايات المتحدة إرهابية أو تعمل بالنيابة عنها".

وصنفت الولايات المتحدة يوم الاثنين مصرف الهدى العراقي مؤسسة مالية أجنبية تثير قلقا رئيسيا فيما يتعلق بغسل الأموال واتهمته بالعمل كقناة لتمويل الإرهاب.

كما اقترح جهاز مكافحة الجرائم المالية التابع لوزارة الخزانة إصدار قرار بفصل المصرف عن النظام المالي الأمريكي.

وفرضت واشنطن عقوبات على مالك المصرف أيضا.

وقالت وزارة الخزانة في بيان "مصرف الهدى ورعاته الأجانب، ومنهم إيران ووكلاؤها، يحولون مسار الأموال التي كان من الممكن أن تدعم الأعمال المشروعة والتطلعات الاقتصادية للشعب العراقي. هذه الجهات السيئة تغذي العنف الذي يهدد استقرار العراق وحياة الأمريكيين والعراقيين على حد سواء".

وتأتي زيارة نيلسون إلى العراق في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد مجموعة من الوكلاء المدعومين من إيران في وقت تقع فيه هجمات على أهداف إسرائيلية وأمريكية ومصالح أخرى، في ظل الوضع بغزة والعراق ولبنان وسوريا واليمن.

طبيعة الرد الامريكي

بدوره قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الثلاثاء إنه اتخذ قراره بشأن طبيعة الرد على هجوم بطائرة مسيرة أسفر عن مقتل جنود أمريكيين في الأردن، حيث يدرس طريقة معاقبة المسلحين المدعومين من إيران من دون إطلاق شرارة حرب أوسع نطاقا.

ولم يخض بايدن، خلال حديثه مع صحفيين لدى مغادرته البيت الأبيض إلى جولة انتخابية في فلوريدا، في تفاصيل عن قراره الذي جاء بعد مشاورات مع كبار المستشارين في البيت الأبيض.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي للصحفيين على متن طائرة الرئاسة إن الرد قد يكون متعددا.

وأضاف "توقعوا أننا سنرد بطريقة مناسبة، ومن المحتمل جدا أن نرد أكثر من مرة، وليس مجرد رد واحد".

وقال بايدن إن الولايات المتحدة ليست بحاجة إلى اتساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط، مكررا تصريحات مسؤولين آخرين يوم الثلاثاء بأن الولايات المتحدة لا تريد حربا مع إيران.

ويقيم بايدن خياراته، وتشير التوقعات إلى أن واشنطن تدرس تنفيذ ضربات انتقامية لكن توقيتها غير واضح.

وقال بايدن "لا أعتقد أننا بحاجة إلى اتساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط. ليس ذلك ما أسعى إليه".

وأجاب بايدن "أجل" حينما سُئل عما إذا كان قد قرر طبيعة الرد على الهجمات.

وأضاف بايدن "أحمّلهم... المسؤولية من منطلق أنهم يوردون الأسلحة" إلى من شنوا الهجمات، وذلك بعد سؤاله بشأن ما إذا كانت إيران مسؤولة.

وكان الجمهوريون قد حثّوا الرئيس الديموقراطي، على معاقبة إيران بسبب الهجوم، بينما حثّه البعض على توجيه ضربات مباشرة على إيران.

غير أنّ إدارة بايدن تعتقد أنّ ضرب الأراضي الإيرانية قد يؤثر على المنطقة ككل، بينما أفادت وسائل إعلام أميركية بأنّه من المحتمل شنّ ضربات على الجماعات المدعومة من إيران وربما على منشآت تابعة للحرس الثوري الإيراني في دول أخرى.

وتصاعدت حدّة التوترات بشكل حاد في المنطقة، في أعقاب الهجوم الأخير على القوات الأميركية، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات على خلفية الحرب بين حماس وإسرائيل، والتي اندلعت إثر هجوم شنّته الحركة الفلسطينية على الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وفي السياق، دعا الكرملين إلى "نزع فتيل" التوتر في الشرق الأوسط.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحافة في موسكو، "نعتبر أنّ مستوى التوتر مقلق للغاية، وأنّ الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات لنزع فتيل التوتر".

وأضاف "انه السبيل الوحيد لمنع المزيد من النزاعات خصوصاً في الشرق الأوسط، من التوسع بشكل أكبر وتحقيق وقف التصعيد بطريقة أو بأخرى".

من جهتها، نفت إيران أي علاقة لها بالهجوم، كما نفت الاتهامات الأميركية بأنّها تدعم الجماعات التي شنّت الهجوم بالقرب من الحدود العراقية والسورية.

بدورها، حذّرت الصين من "دوامة انتقام" في الشرق الأوسط.

وترتبط بكين بعلاقات وثيقة مع كلّ من روسيا وإيران، بينما تسعى الدول الثلاث إلى تحدّي ما تسمّيه بـ"هيمنة واشنطن العالمية".

* المصدر: وكالات+رويترز

ذات صلة

عدل اللّه تعالىدور مهارات إدارة الأموال في التنمية المستدامةهل نجحت الولايات المتحدة الأميركية في كبح التصعيد بين إيران وإسرائيل؟الحاجة الماسة للوعي المروريصمتُ الباطن بوصفه ثمرةً لصمت اللسان