بايدن الصهيوني والرهانات المتناقضة

شبكة النبأ

2023-10-24 07:47

عندما التقى جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومة الطوارئ خلال زيارته لإسرائيل، قال الرئيس الأمريكي "لا أعتقد أنه يتعين عليك أن تكون يهوديا لكي تكون صهيونيا، وأنا صهيوني".

وقال مسؤول أمريكي مطلع على التصريحات التي أُدلي بها في اجتماع مغلق إن الساسة والجنرالات الذين اجتمعوا في قاعة بأحد فنادق تل أبيب أومأوا برؤوسهم بالموافقة.

تزامن ذلك مع قصف إسرائيل لغزة ردا على هجوم شنه مسلحون تابعون لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على بلدات إسرائيلية، كما جاء مع الاستعداد لشن غزو بري.

واستخدم بايدن، وهو من أصل كاثوليكي أيرلندي، كلمات مماثلة في الماضي للتعبير عن ارتباطه بإسرائيل. لكن هذه اللحظة التي لم يسبق لها مثيل توضح كيف يبدو أنه يسترشد بالعقود التي قضاها في السياسة الأمريكية بوصفه أحد "أصدقاء إسرائيل" الرئيسيين خلال أزمة عاصفة في فترة رئاسته.

كما تسلط التصريحات الضوء على التحديات التي تواجه بايدن في تحقيق التوازن بين الاستمرار في تقديم الدعم لإسرائيل وإقناع نتنياهو بتجنب سقوط المزيد من القتلى المدنيين ومنع حدوث انهيار في الأوضاع الإنسانية بغزة وكذلك تجنب تعقيد عمليات إطلاق سراح المزيد من الرهائن الأمريكيين.

وقال آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق في شؤون الشرق الأوسط والذي عمل مع ستة وزراء للخارجية الأمريكية خلال فترات ولاية رؤساء ديمقراطيين وجمهوريين "ارتباط بايدن بإسرائيل متجذر بعمق في حمضه النووي السياسي... سواء أحب ذلك أم لا، فهو في خضم أزمة سيتعين عليه إدارتها".

وأجرت رويترز مقابلات مع 12 من المساعدين والمشرعين الحاليين والسابقين والمحللين، قال بعضهم إن احتضان بايدن الحالي لنتنياهو في زمن الحرب يمكن أن يوفر تأثيرا للولايات المتحدة تحاول من خلاله تخفيف رد فعل إسرائيل في غزة.

وقال مسؤول أمريكي ثان مطلع على المحادثات إنه لم يظهر على بايدن ونتنياهو خلال اجتماعهما الخاص بحضور مساعديهما أي من التوتر الذي كان يشوب لقاءاتهما أحيانا.

واستطرد المسؤول قائلا إن بايدن طرح مع ذلك أسئلة صعبة على نتنياهو بشأن الهجوم القادم، مثل سؤاله "هل فكرت مليا فيما سيحدث في اليوم التالي واليوم الذي يليه؟". وعبرت مصادر أمريكية وإقليمية عن شكوكها في توصل إسرائيل، التي تعهدت بتدمير حماس، إلى خطة تنهي بها هذا الصراع لصالحها.

ويخاطر بايدن بتحالفه مع الزعيم اليميني بخسارة بعض التقدميين في حزبه الديمقراطي بينما يسعى لإعادة انتخابه رئيسا في عام 2024، وسط تنديد دولي متزايد بالأساليب الإسرائيلية يلقي أيضا بعض اللوم على الولايات المتحدة.

كما دفع ذلك الكثيرين من الفلسطينيين وغيرهم في العالم العربي إلى اعتبار بايدن متحيزا للغاية لصالح إسرائيل مما يجعله غير مناسب لتولي دور الوساطة العادلة للسلام.

علاقة تشكلت على مدى عقود

نسب بايدن جزئيا وجهة نظره العالمية المؤيدة لإسرائيل إلى والده الذي أصر في أعقاب الحرب العالمية الثانية والمحرقة النازية على أنه لا يوجد شك في عدالة إقامة دولة إسرائيل كوطن لليهود في عام 1948.

وقال مسؤول أمريكي سابق إن اعتراف بايدن باضطهاد اليهود على مر القرون واطلاعه على الارتفاع القياسي في عدد الحوادث المعادية للسامية في الولايات المتحدة العام الماضي يمكن أن يساعدا أيضا في تفسير سبب إثارة هجوم حماس هذا الشهر على إسرائيل قلق الرئيس البالغ من العمر 80 عاما.

وبعد دخوله معترك السياسة الأمريكية في عام 1973، أمضى بايدن العقود الخمسة التالية في صياغة مواقفه السياسية، الداعمة بشدة لأمن إسرائيل لكن بالتوازي مع دعم الخطوات نحو إقامة دولة فلسطينية، حتى صار عضوا بمجلس الشيوخ ثم نائبا للرئيس باراك أوباما ثم رئيسا.

تميزت مسيرته بالانخراط العميق في الصراع الإسرائيلي العربي، بما في ذلك لقاء يتكرر سرده مع رئيسة الوزراء جولدا مائير التي قالت له عندما كان مشرعا شابا عام 1973 قبل حرب أكتوبر تشرين الأول، إن سلاح إسرائيل السري هو أنه "ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه".

وعلى مدى 36 عاما قضاها عضوا بمجلس الشيوخ، كان بايدن أكبر متلقٍ للتبرعات من الجماعات المؤيدة لإسرائيل في تاريخ المجلس. ووفقا لقاعدة بيانات أوبن سيكرتس، تلقى بايدن 4.2 مليون دولار.

وعندما كان نائبا للرئيس، توسط بايدن كثيرا في العلاقة المتوترة بين أوباما ونتنياهو.

وأشار دينيس روس، مستشار شؤون الشرق الأوسط خلال فترة أوباما الرئاسية الأولى، إلى تدخل بايدن لمنع رد انتقامي من نتنياهو بسبب موقف دبلوماسي كان ينم عن ازدراء خلال زيارة عام 2010. وقال روس إن أوباما أراد أن ينتقد بشدة إعلان إسرائيل التوسع في بناء الوحدات السكنية لليهود في القدس الشرقية.

وقال روس، الذي يعمل الآن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، "كلما خرجت الأمور عن السيطرة مع إسرائيل، كان بايدن هو الجسر... كان التزامه تجاه إسرائيل بهذه القوة... وهذه هي الغريزة التي نراها الآن".

ورغم أن بايدن ونتنياهو يعترفان بأنهما صديقان منذ فترة طويلة، فإن علاقتهما توترت في الأشهر الماضية مع دعم البيت الأبيض للمعارضين لخطط نتنياهو الرامية إلى الحد من صلاحيات المحكمة العليا الإسرائيلية.

معارضة التقدميين

يجد الاثنان نفسيهما الآن في تحالف غير مستقر يمكن اختباره بهجوم بري إسرائيلي.

وعبر السناتور الجمهوري لينزي جراهام، في مقابلة مع رويترز، عن ثقته في أن "تسلسل الأحداث" في علاقة بايدن ونتنياهو سيمكنهما من العمل معا.

لكن جراهام، الذي قضى سنوات زميلا لبايدن في مجلس الشيوخ، قال في انتقاد مستتر، إن "من الضروري" أن يضع "خطوطا حمراء" لإبقاء إيران، الداعمة لحماس، خارج الصراع.

وحذر بايدن إيران من التدخل لكنه لم يوضح العواقب.

وبينما أظهر الجمهوريون شبه إجماع في تأييد أي إجراء تتخذه إسرائيل، يواجه بايدن معارضة من فصيل من التقدميين الذين يطالبون إسرائيل بضبط النفس ووقف إطلاق النار.

ووجهت رشيدة طليب، النائبة الوحيدة في الكونجرس من أصل فلسطيني، حديثا لبايدن أمام مؤيدين لها قائلة "ليست كل أمريكا معك في هذا الشأن، وعليك أن تستيقظ وتفهم... نحن نشاهد حرفيا أناسا يرتكبون إبادة جماعية".

لكن الخبراء يقولون إن بإمكان بايدن كسب تأييد ناخبين مستقلين يشاركونه التقارب مع إسرائيل.

وأظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس أن التعاطف الشعبي الأمريكي مع إسرائيل أقوى مما كان عليه في الماضي إذ بلغ التأييد لإسرائيل أعلى مستوياته بين الجمهوريين بنسبة 54 بالمئة مقارنة مع نسبة تأييد بلغت 37 بالمئة بين الديمقراطيين. وأظهر الأمريكيون الأصغر سنا مستوى أقل من الدعم لإسرائيل مقارنة بالأكبر سنا.

ومن المتوقع أيضا أن يشعر بايدن، الذي يواجه معدلات تأييد منخفضة، وبعض زملائه الديمقراطيين بالقلق من مواجهة لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، وهي جماعة الضغط الرئيسية المؤيدة لإسرائيل ولها تأثير في الانتخابات الأمريكية.

لكن الأزمة تثير أيضا انتقادات لبايدن لعدم تكريسه اهتماما كافيا لمحنة الفلسطينيين الذين تضاءلت آمالهم في إقامة دولة تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الوقت غير مناسب لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة منذ فترة طويلة.

وقال خالد الجندي وهو مستشار سابق لفريق التفاوض الفلسطيني "إهمال الإدارة الأمريكية لهذه القضية هو عامل رئيسي فيما نحن فيه اليوم".

وأضاف الجندي الذي يعمل الآن في معهد الشرق الأوسط في واشنطن أن "الشيك على بياض" الذي قدمه بايدن للهجوم الإسرائيلي على غزة "حطم، ربما بشكل لا رجعة فيه، ما تبقى للولايات المتحدة من مصداقية".

رهان ملوث بالدماء

وجاءت زيارة بايدن، التي استغرقت ثماني ساعات، لإسرائيل بعد يوم من قصف مستشفى في مدينة غزة أدى إلى مقتل مئات الفلسطينيين وسرعان ما تحول إلى مادة للانتقادات في العالم العربي.

وقال جون بي. ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "من منظور المخاطر، أصبح بايدن الآن مرتبطا بكل ما يقرر الإسرائيليون القيام به في غزة".

وذكر أن بايدن يراهن على أن مواساة إسرائيل والتفاوض معها ومساعدتها يمنحه أكبر تأثير في تشكيل تصرفاتها.

ومن المرجح أن تؤدي خططه لتقديم مساعدات إضافية بمليارات الدولارات بسرعة لإسرائيل من خلال الكونجرس إلى إثارة جدل حول أموال دافعي الضرائب الأمريكيين. وفي الوقت نفسه، أثار استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (فيتو) ضد قرار للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار غضب الحلفاء.

وقال بايدن إن الولايات المتحدة ستقدم مئة مليون دولار جديدة لتمويل المساعدات الإنسانية في غزة والضفة الغربية المحتلة. وحثت الولايات المتحدة إسرائيل على السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين.

ويعترف البيت الأبيض بالفعل بأنه بحاجة إلى أن يشرح بشكل أفضل في الداخل سياسة بايدن تجاه إسرائيل.

وقال عزرا كوهين الباحث في معهد هدسون ووكيل وزارة الدفاع الأمريكية السابق لشؤون المخابرات إن الحفاظ على المصداقية قد يصبح أكثر صعوبة بالنسبة لبايدن عندما يؤدي الغزو البري إلى زيادة الخسائر في صفوف المدنيين.

وأضاف "سيكون لديك قوات برية على الأرض، تتنقل من منزل إلى منزل، ومعارك في الشارع مع حماس، وما زال المدنيون محاصرين هناك لأن حماس لن تسمح لهم بالمغادرة".

وذكر أن بايدن "عليه أن يقلق جدا من كيفية شرح للشعب الأمريكي أن إسرائيل تتبع قانون الصراع المسلح".

ويؤكد العديد من المنتقدين أن إسرائيل لا تتبع هذا القانون.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس أن نحو 78 بالمئة من الأمريكيين، وبينهم أغلبية من الديمقراطيين والجمهوريين، يؤيدون الجهود الدبلوماسية الأمريكية للسماح لسكان غزة الفارين من القتال بالانتقال إلى بلد آمن.

وقال 41 بالمئة، أي أقل من النصف، إنهم يتفقون مع العبارة القائلة بأن "على الولايات المتحدة أن تدعم إسرائيل" في صراعها مع حماس. وذكر اثنان بالمئة فقط أن الولايات المتحدة يجب أن تدعم الفلسطينيين.

ويهدد الوضع بإفساد العمل الدبلوماسي المستمر منذ سنوات في التودد لشركاء في العالم العربي والإسلامي، من تركيا إلى السعودية، ومن مصر إلى قطر، وسط آمال في أن تؤدي العلاقات الأقوى إلى جعل إسرائيل أكثر أمانا ومواجهة أعداء الولايات المتحدة من طهران إلى موسكو وبكين، والحفاظ على أسعار الغاز الأمريكي منخفضة.

وتم تجميد الجهود الدبلوماسية لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل بينما يحاول بايدن احتواء الأزمة المتصاعدة التي تجتاح الشرق الأوسط وتثير مواجهة مباشرة مع إيران.

وأضاف ألترمان "أن تكون رئيسا يعني أن تقوم برهانات، وقد راهن بايدن... سنرى نتائج هذا".

الشباب يرفضون موقف بايدن

ويرى الرئيس الديموقراطي البالغ 80 عاما الذي عاد من تل أبيب بعد زيارة محفوفة بالمخاطر على أكثر من صعيد، إمكانية لبناء إجماع سياسي أو على الأقل مالي، من خلال طرح قضية واحدة تجمع بين بلدين في حرب يحظيان بدعم واشنطن وزار كليهما.

ومع زيارته إلى كييف في شباط/فبراير، أصبح بايدن أول رئيس أميركي يتوجه إلى منطقة نزاع لا يسيطر عليها الجيش الأميركي، وهو ما قام به بايدن الآن مرّتين.

وأفاد مصدر مطلع على المحادثات ردا على أسئلة وكالة فرانس برس، بأن البيت الأبيض سيطلب من الكونغرس تخصيص ميزانية طائلة قدرها مئة مليار دولار لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان وأزمة الهجرة على الحدود مع المكسيك.

ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، سيطلب بايدن من الكونغرس 10 مليارات دولار لتمويل المساعدة العسكرية لإسرائيل، و60 مليار دولار لمواصلة دعم المجهود الحربي الأوكراني.

وإن كان خصوم بايدن الجمهوريون يترددون في تقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا، فهم في طليعة المطالبين بدعم مكثف لإسرائيل وموقف متشدد حيال الهجرة وسياسة حازمة تجاه الصين.

غير أن المحافظين يخوضون حربا من نوع آخر إذ تقسمهم خلافات داخلية حادة شلّت الكونغرس في القوة الأولى في العالم، في وقت يسعى اليمين المتطرف من دون نتيجة حتى الآن لفرض مرشحه على رأس مجلس النواب.

وفي مواجهة هذه الفوضى، يعتزم بايدن طرح نفسه كرجل الحسم والتحرك، في ظل استطلاعات للرأي تعكس مخاوف ناخبين حيال سنه.

غير أن الرئيس يقدم على مجازفة. ففي حال لم يتمكن من جمع أصوات كافية في الكونغرس حيث لا يسيطر حلفاؤه الديموقراطيون سوى على مجلس الشيوخ، فسوف تتجه الولايات المتحدة مباشرة إلى شلل مالي يغلق مؤسسات الدولة في 17 تشرين الثاني/نوفمبر.

فهل ينجح في انتزاع تأييد بعض الجمهوريين المعتدلين، في وقت يمارس خصمه اللدود الرئيس السابق دونالد ترامب تأثيرا هائلا على الحزب؟

حصد موقف بايدن المؤيد لإسرائيل إشادات حتى في صفوف المحافظين، ووصف ريتشارد هاس، المستشار الدبلوماسي السابق في إدارة جورج بوش، خطابه في تل أبيب بأنه "بارع".

لكن في حال دخول حزب الله اللبناني المدعوم من إيران مباشرة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، فسوف يواجه بايدن مجددا اتهامات اليمين له بالتساهل حيال طهران.

وانتقد حاكم فلوريدا رون ديسانتيس المرشح لتمثيل الحزب الجمهوري في السباق إلى البيت الأبيض، منذ الآن الإعلان عن مساعدة إنسانية أميركية لقطاع غزة قدرها مئة مليون دولار، معتبرا أن "حماس ستستخدمها لأهداف إرهابية".

في المقابل، فإن نجاح بايدن في إدخال بعض شاحنات المساعدة الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر لن يكون كافيا برأي الجناح اليساري للحزب الديموقراطي.

ويطالب بعض ممثلي هذا الجناح بأخذ مسافة أكبر عن الحكومة الإسرائيلية وإبداء المزيد من التعاطف حيال المدنيين الفلسطينيين الخاضعين لقصف إسرائيلي مركز بصورة متواصلة والذين فروا من شمال القطاع إلى جنوبه في حركة نزوح مكثفة بعد تلقي إنذار من إسرائيل تمهيدا لهجوم بري.

ودعت النائبة التقدمية كوري بوش عبر منصة إكس إلى "وقف إطلاق نار فوري"، وهو ما طالب به حوالى مئة متظاهر احتلوا الأربعاء مبنى تابعا للكونغرس بدعوة من حركة "صوت يهودي من أجل السلام" Jewish Voice for Peace.

ولا يشاطر الناخبون الأميركيون الشبان عموما التمسك المطلق بأمن إسرائيل الذي يبديه العديد من المسؤولين السياسيين من جيل بايدن. وعلى سبيل المثال، غالبا ما يستشهد الرئيس بحديث أجراه في مطلع سبعينات القرن الماضي مع رئيسة الوزراء الإسرائيلية في ذلك الحين غولدا مئير.

وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه جامعة كوينيبياك هذا الاسبوع أن الناخبين الأميركيين ما دون الـ35 من العمر معارضون بمعظمهم لتسليم إسرائيل أسلحة، في حين أن الناخبين ما فوق هذا العمر يؤيدون الأمر بمعظمهم.

وتعبئة الشبان بصورة مكثفة كانت من العوامل التي حملت بايدن إلى البيت الأبيض عام 2020.

فيتو أميركي

وفي سياق متصل مارست الولايات المتحدة حق النقض ضد قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو خصوصا إلى "هدنة إنسانية" في الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس، لعدم ذكره "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

ومن بين الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن، صوتت 12 دولة لصالح النص الذي قدمته البرازيل، وامتنعت اثنتان عن التصويت احداهما روسيا. لكن الولايات المتحدة، إحدى الدول الخمس الدائمة العضوية، صوتت ضده وبالتالي أسقطته.

وأعربت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد خلال الجلسة التي سادها التوتر عن "خيبة أمل الولايات المتحدة لعدم ذكر هذا القرار حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" عملا بما ينص عليه القانون الدولي.

وشددت إسرائيل في 9 كانون الأول/أكتوبر الحصار البري والبحري والجوي الذي تفرضه على قطاع غزة منذ 006، ما حرم سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة من المياه والكهرباء وحتى المواد الغذائية.

وكان مجلس الأمن رفض في وقت سابق تعديلين روسيين على النص البرازيلي الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات شاقة بين الدبلوماسيين استمرت أياما.

وحض النصّ "جميع الأطراف على الالتزام تماما بواجبات القانون الدولي ولا سيما الحقوق الإنسانية الدولية، بما في ذلك خلال الأعمال الحربية"، بدون أن يستهدف تحديدا إسرائيل بسبب حملة القصف المركز التي تنفذها على غزة.

وعلّق مدير قسم الأمم المتحدة في هيومن رايتس ووتش قائلا "مرة جديدة استخدمت الولايات المتحدة بوقاحة حق الفيتو لمنع مجلس الأمن الدولي من التحرك بشأن إسرائيل وفلسطين، في وقت وقعت مجزرة غير مسبوقة".

وكان النص يطالب بـ"إمداد السكان المدنيين (في غزة) بالحاجات الأساسية بصورة متواصلة وبلا عراقيل، مثل الكهرباء والمياه والوقود والطعام والأدوية، طبقا للقانون الدولي الإنساني".

* المصدر: وكالات+رويترز+فرانس برس

ذات صلة

عدل اللّه تعالىدور مهارات إدارة الأموال في التنمية المستدامةهل نجحت الولايات المتحدة الأميركية في كبح التصعيد بين إيران وإسرائيل؟الحاجة الماسة للوعي المروريصمتُ الباطن بوصفه ثمرةً لصمت اللسان