تركيا وأوهام الالتحاق بالغرب
شبكة النبأ
2023-07-13 08:05
بعد أن أبعد تركيا عن حلفائها الغربيين، عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليغير المسار بخطوات أسعدت الولايات المتحدة لكنها أثارت غضب روسيا، في تحول يرى المحللون أنه يهدف جزئيا إلى مواجهة التباطؤ الاقتصادي في بلاده وتعزيز الاستثمار الأجنبي.
وإعادة النظر في السياسة الخارجية جزء من عملية إعادة تقييم أوسع ينفذها أردوغان بعد ستة أسابيع من انتخابه لفترة رئاسية جديدة. وغيّر أردوغان أيضا مسار الاقتصاد بالتراجع عن السياسات النقدية غير التقليدية التي تبناها في السابق وتعد مسؤولة عن التضخم الجامح في تركيا وانهيار عملتها.
أثرت علاقات أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مدى سنوات على علاقات تركيا مع حلفائها الغربيين التقليديين، إلى جانب عوامل أخرى من بينها القلق بشأن حكمه الشمولي.
لكن موافقة أردوغان على دعم انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، وهي خطوة قاومها لأشهر، قوبلت بالترحيب من القادة الغربيين الذين سعوا إلى تعزيز الحلف في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتناقضت هذه النبرة الأكثر دفئا مع رد فعل موسكو الأسبوع الماضي عندما سلمت أنقرة للرئيس فولوديمير زيلينسكي خمسة قادة أوكرانيين كانوا محتجزين في تركيا بموجب شروط اتفاق لتبادل الأسرى.
نددت موسكو بتلك الخطوة باعتبارها انتهاكا للاتفاق الذي توسطت فيه تركيا، وقالت إن أنقرة وعدت بالإبقاء على القادة في تركيا واشتكت من عدم إبلاغها بذلك.
ويعتقد محللون أن تحركات أردوغان، ومنها إعلانه دعم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، ليست من قبيل المصادفة.
قال غالب دالاي من مركز الأبحاث البريطاني تشاتام هاوس "كان هناك تصور في السنوات الماضية بأن العلاقات التركية الروسية ذهبت إلى مستوى بعيد للغاية، لكن هذه (التحركات من قبل أردوغان) تشير إلى إعادة توازن واضحة".
وأضاف دالاي أن أحد الدوافع الرئيسية هو محاولة تركيا الخروج من ركودها الاقتصادي وتحفيز الاستثمار الأجنبي، مشيرا إلى أن العلاقات المتوترة مع الغرب أضعفت الاقتصاد وتدفقات الاستثمار. وقال إن تركيا بدأت في جذب الاستثمارات الخليجية العربية لكن هناك حاجة للمزيد.
ومضى يقول "لا تريد تركيا أن تتضرر علاقاتها مع روسيا، لكن هذا سيكون له تأثير حتمي على العلاقات. ويشعر أردوغان بعد الانتخابات أن لديه مساحة أكبر للمناورة".
ولم يرد مكتب الاتصالات بالرئاسة التركية حتى الآن على طلب للتعليق.
طائرات إف-16 والسفر بدون تأشيرة
بعد يوم من إعطاء أنقرة الضوء الأخضر للسويد للانضمام إلى حلف الأطلسي، قالت واشنطن إنها ستمضي قدما في إرسال طائرات مقاتلة من طراز إف-16 إلى تركيا بالتشاور مع الكونجرس. كانت تركيا قالت في أكتوبر تشرين الأول 2021 إنها تريد شراء المقاتلات ومعدات لتحديث طائراتها الحربية الحالية.
ورفض كل من المسؤولين الأتراك وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال محادثات امتدت لشهور حول رفض تركيا انضمام السويد إلى الحلف، أي إشارة إلى أن موافقة أنقرة على انضمام السويد إلى حلف الأطلسي مرتبطة ببيع الطائرات إف-16.
وقال مسؤول تركي كبير لرويترز إن تحسين تركيا العلاقات مع الغرب لن يضر بعلاقاتها مع روسيا، مضيفا أن التعامل مع الغرب ضروري لدعم تركيا في احتياجاتها المالية.
كان لصلة أردوغان مع بوتين أثر كبير على الدبلوماسية المحيطة بالحرب في أوكرانيا إذ ساعدته على التوسط في اتفاق لتصدير آمن للحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.
ومن المقرر أن ينتهي أجل الاتفاق في 17 يوليو تموز. وهددت موسكو بالانسحاب منه بسبب ما تقول إنه تراجع للغرب عن وعوده بإزالة العقبات أمام صادرات الحبوب والأسمدة الروسية.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه لا توجد حاليا خطط لبوتين للقاء أردوغان لمناقشة تمديد الاتفاق وإنه ليس معروفا بعد متى قد يزور بوتين تركيا.
أنقرة مهمة بالنسبة لموسكو إذ أن أردوغان يرفض الانضمام إلى العقوبات الغربية على روسيا بسبب غزو أوكرانيا كما تتواصل الرحلات الجوية وروابط التجارة بين البلدين، بالإضافة إلى أن تركيا عميل نادر للغاز الروسي.
كما تكتسب موسكو أهمية بالنسبة لأنقرة باعتبارها شريكا تجاريا ومصدرا رئيسيا لإيرادات السياحة، كما أنها تبني أول محطة للطاقة النووية في تركيا.
وقبل الانتخابات الرئاسية التركية في مايو أيار، والتي شهدت منافسة محتدمة، سمحت موسكو لأنقرة بتأجيل سداد ما يصل إلى أربعة مليارات دولار من فاتورة استيراد الغاز لأول مرة هذا العام، مما خفف الضغط على احتياطيات العملة المتناقصة.
نظارات وردية"
قال الكرملين إنه يعتزم تطوير العلاقات مع تركيا "رغم كل الخلافات".
وقال بيسكوف "تستطيع تركيا أن تتجه نحو الغرب، فنحن نعلم أنه في تاريخ جمهورية تركيا كانت هناك فترات من التوجه المكثف نحو الغرب، وكانت هناك فترات أقل كثافة".
وأضاف "لكننا نعلم أيضا أن... لا أحد يريد رؤية تركيا في أوروبا، أعني الأوروبيين. وهنا يجب ألا يضع شركاؤنا الأتراك نظارات وردية أيضا".
وتم تجميد محاولة تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لسنوات بعد تدشين محادثات العضوية في عام 2005. وفي عام 2009، عرقلت قبرص ستة من أصل 35 فصلا يتعين على تركيا استكمالها كجزء من مفاوضات الانضمام إلى التكتل.
وقال محللون إنه بالإضافة إلى السفر بدون تأشيرة للأتراك، يريد أردوغان ترتيبات تجارية أوثق مع التكتل، حتى لو ظلت العضوية بعيدة المنال لارتباطها بقضايا التقدم في مضمار الديمقراطية وغيرها من القضايا.
ولم يظهر الكثير من الحكومات الأوروبية حماسا يذكر لإحياء العملية.
وقالت إيفرين بلطة، أستاذة العلاقات الدولية في جامعة أوزيين في إسطنبول "تريد تركيا أن يلعب الاتحاد الأوروبي دورا في التعافي الاقتصادي. ’دعونا نعيد الحيوية للعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي’ هي طريقة غير مباشرة لقول هذا".
تركيا تعطي الضوء الأخضر
هذا ووافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إحالة طلب السويد الانضمام لحلف شمال الأطلسي إلى البرلمان، في خطوة ستضع على ما يبدو حدا لمناقشات استمرت شهورا بشأن هذه المسألة التي أثرت على التحالف العسكري بينما تستمر الحرب في أوكرانيا.
وتقدمت السويد وفنلندا بطلبين للحصول على عضوية الحلف العام الماضي متخليتين عن سياسة عدم الانحياز العسكري التي استمرت خلال الحرب الباردة على مدى عقود.
وبينما نالت فنلندا الموافقة على الانضمام للحلف في أبريل نيسان، يواجه طلب السويد رفضا حتى الآن من تركيا والمجر. وتواصل ستوكهولم سعيها للانضمام إلى الحلف خلال قمة فيلنيوس.
وقال الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرج في مؤتمر صحفي "يسرني أن أعلن... أن الرئيس أردوغان وافق على إحالة بروتوكول انضمام السويد إلى البرلمان التركي في أقرب وقت ممكن والعمل عن كثب مع البرلمان لضمان التصديق عليه"، ووصف هذه الخطوة بأنها "تاريخية".
وكان ستولتنبرج قد عقد محادثات مع أردوغان ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون لعدة ساعات عشية القمة ضمن مساعيه لكسر الجمود بين الجانبين.
ومنذ شهور يقول أردوغان إن انضمام السويد يتوقف على تنفيذ اتفاق أُبرم الصيف الماضي خلال قمة الحلف في مدريد، مضيفا أنه ينبغي ألا يتوقع أحد تنازلات من أنقرة.
وتقول أنقرة إن ستوكهولم لم تتخذ ما يكفي من إجراءات ضد من تعتبرهم إرهابيين، لا سيما أعضاء حزب العمال الكردستاني المحظور الذي تدرجه تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على قوائم المنظمات الإرهابية.
وبدا أردوغان وكريسترشون هادئين قبل الاجتماع، إذ مزح الزعيم السويدي بخصوص وقوف طائرته إلى جوار الطائرة التركية الأكبر في مطار فيلنيوس.
وقال كريسترشون للصحفيين "هذا يوم جيد للسويد"، مضيفا أن البيان المشترك الصادر يمثل "خطوة كبيرة للغاية" نحو التصديق النهائي على عضوية السويد في الحلف.
وقال البيان إن السويد أكددت مجددا على أنها لن تقدم الدعم للجماعات الكردية وستدعم بقوة الجهود المبذولة للسماح لتركيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال أردوغان إن على الاتحاد الأوروبي أن يفتح الطريق أمام انضمام أنقرة له قبل أن يوافق البرلمان التركي على مسعى السويد للانضمام إلى الحلف العسكري.
وقال ستولتنبرج إن أردوغان وافق على إحالة الطلب ليصادق عليه البرلمان "في أقرب وقت ممكن"، لكنه لم يحدد موعدا محددا للمصادقة على الطلب. واستغرق البرلمان التركي أسبوعين للتصديق على طلب عضوية فنلندا.
وبعد أن قال رئيس مكتب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إن بودابست لن تقف حجر عثرة أمام التصديق على طلب السويد الانضمام للحلف، فإن الموافقة التركية ستزيل العقبة الأخيرة أمام انضمامها إلى التحالف العسكري.
وجاء في البيان أن "السويد ستدعم جهود تنشيط عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك تحديث الاتحاد الجمركي بين الاتحاد الأوروبي وتركيا وتحرير التأشيرات".
وتم التوصل للاتفاق بعدما علّق إردوغان محادثاته مع ستولتنبرغ وكريسترسون لعقد اجتماع جانبي مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.
وأشاد ميشال في تغريدة "بالاجتماع الجيد"، مضيفا أنهما "تباحثا في الفرص المستقبلية لإعادة التعاون بين الاتحاد الأوروبي وتركيا إلى الواجهة وإعادة تنشيط علاقاتنا".
قدمت تركيا ملف ترشحها للمجموعة الاقتصادية الأوروبية، سلف الاتحاد الأوروبي، في 1987. ونالت وضع دولة مرشحة للانضمام للاتحاد في 1999 وأطلقت رسميا مفاوضات العضوية مع التكتل في 2005.
وتوقفت المفاوضات في 2016 على خلفية مخاوف أوروبية بشأن انتهاكات لحقوق الإنسان في تركيا.
بدورها رحّبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في تغريدة بما اعتبرته "أنباء جيدة".
من جهتها أعربت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في تغريدة عن أملها بأن تتم المصادقة على بروتوكول انضمام السويد إلى الحلف "بأسرع وقت".
من جهته رحّبت أوكرانيا بخطوة إلى الأمام في نضالها من أجل الاستحصال على ضمانات بإمكان انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي ونيلها عضوية كاملة فيه بعد انتصارها على روسيا في الحرب.
عضوية تركيا مقابل انضمام السويد
من جهته شدّد المستشار الألماني أولاف شولتس الاثنين على عدم وجود رابط بين انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي وانضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي.
في مؤتمر صحافي في برلين قال شولتس "السويد مستوفية كل متطلبات العضوية في حلف شمال الأطلسي".
وتابع شولتس "يجب عدم اعتبارهما موضوعين مرتبطين"، معتبراً أنّه "لا شيء يمنع انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي".
لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في تصريح مفاجئ إن على الاتحاد الأوروبي فتح الطريق أمام انضمام أنقرة إلى التكتل قبل أن يوافق البرلمان التركي على طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وربط أردوغان على نحو مفاجئ اليوم موافقة أنقرة على انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي بإتمام انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال في تصريحات قبل مغادرته للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا "أدعو من هنا تلك الدول التي جعلت تركيا تنتظر على باب الاتحاد الأوروبي لما يزيد على 50 عاما.
"تعالوا أولا وافتحوا الطريق أمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وعندئذ سنفتح الطريق أمام السويد مثلما فعلنا مع فنلندا".
وأضاف أنه سيكرر هذه الدعوة خلال القمة.
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إن ضم دول جديدة لحلف شمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي يتم خلال "عمليات منفصلة".
وأضاف "تستند عملية ضم أي دولة مرشحة إلى مدى استحقاق تلك الدولة"، مؤكدا عدم إمكانية ربط أي عملية بأخرى.
وردا على سؤال حول تصريحات أردوغان، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج إنه يدعم عضوية أنقرة في الاتحاد الأوروبي، وفيما يتعلق بالسويد فقد استوفت بالفعل الشروط المطلوبة للانضمام إلى عضوية الحلف.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي "لا يزال من الممكن اتخاذ قرار إيجابي بشأن السويد في فيلنيوس".
وقال أردوغان إن انضمام السويد يتوقف على تنفيذ الاتفاق الذي جرى التوصل إليه الصيف الماضي خلال قمة الحلف في مدريد، مضيفا أنه لا ينبغي التوقع بأن تقدم أنقرة تنازلات.
وقال أردوغان أيضا إن إنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا سيسهل انضمام كييف لحلف الأطلسي.
وقال مسؤول تركي كبير لرويترز إن بلاده تتوقع إحياء مجموعة لإصلاح الاتحاد الأوروبي بعد أن توافق أنقرة على طلب السويد الانضمام لحلف شمال الأطلسي مع سعي تركيا لبدء صفحة جديدة من تحسين العلاقات مع الغرب.
وأضاف المسؤول أن أنقرة تتوقع أن يحقق الاتحاد الأوروبي تقدما ملموسا في قضايا مثل السفر بدون تأشيرة، وقال إن على الغرب دعم تركيا في احتياجاتها المالية.
وذكر أن تركيا ستطور علاقات "منطقية" مع الولايات المتحدة وتتوقع حلا سريعا لبعض المشاكل رغم أن بعض القضايا قد لا يمكن حلها.
وأضاف أن تحسن علاقات تركيا مع الغرب لن يضر بعلاقاتها مع روسيا.
وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون إن بلاده ستسعى إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين تركيا وأوروبا وذلك بعد يوم من موافقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إحالة طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي إلى البرلمان للتصديق عليه.
وقال كريسترسون للصحفيين خلال قمة حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا "نحن الآن نشجع تعزيز الروابط الاقتصادية وتحديث الاتحاد الجمركي وتوفير أنظمة أفضل للتأشيرات. هناك أرضية خصبة لتعاون أوثق".
الموقف الامريكي
من جهته رحب الرئيس الأمريكي جو بايدن بموافقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على دعم محاولة السويد الانضمام لعضوية حلف شمال الأطلسي.
وقال بايدن، في بيان أصدره البيت الأبيض، أنه مستعد للعمل مع أردوغان على تعزيز "الدفاع والردع في المنطقة الأورو-أطلسية".
وشكر الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره التركي على "شجاعته" في التخلي عن معارضته لانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، مؤكّداً دعمه لبيع أنقرة مقاتلات إف-16.
وقال بايدن متوجّها إلى إردوغان "أودّ أن أشكركم على دبلوماسيتكم وشجاعتكم. أود أن أشكركم على ريادتكم".
وكان بايدن تحادث هاتفيا الأحد مع إردوغان لمدة ساعة في اتّصال سعى خلاله إلى كسر الجمود وتجنّب إخفاق محرج في قمة فيلنيوس.
وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة كانت دوما تدعم تطلعات تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ولا تزال تدعمها، مضيفا أن هذه المناقشات مسألة بين تركيا وأعضاء التكتل.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض "تركيزنا منصب على السويد الجاهزة لعضوية حلف شمال الأطلسي".
روسيا والاوهام التركية
من جهته قال الكرملين إن على تركيا ألا تتوهم أنه سيسمح لها ذات يوم بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي أكدت فيه موسكو رغبتها في وجود علاقات قوية مع أنقرة على الرغم من خلافات يتعلق بعضها بتوسيع نطاق حلف شمال الأطلسي.
وكان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف يرد على سؤال عن تراجع تركيا عن معارضتها انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي عشية قمة الحلف التي تستمر يومين في ليتوانيا.
وسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الحفاظ على علاقات طيبة مع كل من موسكو وكييف خلال الحرب الدائرة منذ 16 شهرا في أوكرانيا. ورفض أردوغان المشاركة في تنفيذ العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بسبب الغزو ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة تركيا في أغسطس آب.
وترى روسيا أن توسع الحلف يمثل تهديدا لأمنها، لكن بيسكوف قلل من أهمية تلميح أحد المراسلين بأن تركيا تبتعد عن روسيا وتقترب من الغرب.
وقال بيسكوف في إفادة صحفية يومية "تستطيع تركيا أن تتجه نحو الغرب، فنحن نعلم أنه في تاريخ جمهورية تركيا كانت هناك فترات من التوجه المكثف نحو الغرب، وكانت هناك فترات أقل كثافة".
وقال بيسكوف "لكننا نعلم أيضا أن... لا أحد يريد رؤية تركيا في أوروبا، أعني الأوروبيين. وهنا يجب ألا يضع شركاؤنا الأتراك نظارات وردية أيضا".
وقال بيسكوف إن روسيا تتفهم أن تركيا عليها الوفاء بالتزاماتها كعضو في حلف شمال الأطلسي تجاه السويد، لكنه أضاف أن موسكو تريد مواصلة بناء علاقات متبادلة المنفعة مع أنقرة على الرغم من "كل الخلافات".
وتحاول تركيا حاليا إقناع روسيا بتمديد اتفاق ساعدت في التوسط فيه مع الأمم المتحدة الصيف الماضي يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود. وموسكو غاضبة من عدم تنفيذ جوانب معينة من الاتفاق وتقول إنها قد لا تسمح بتمديده إلى ما بعد 17 يوليو تموز.
وساعدت تركيا أيضا العام الماضي في التوسط في تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا. ويقول الكرملين إن بوتين يقدر بشدة جهود أردوغان للتوسط في الحرب.
ويحرص الكرملين أيضا على بناء مركز جديد في تركيا لتصدير الغاز الروسي في الوقت الذي تغير فيه موسكو مسار صادراتها ردا على تحركات أوروبية منذ بداية الحرب استهدفت تقليصا شديدا للاعتماد على الطاقة الروسية.
لكن الكرملين قال إن لتركيا الحق في إقامة علاقات مع أي دولة بما في ذلك أوكرانيا، لكن يجب عدم توجيه تلك العلاقات ضد روسيا.
وردا على سؤال عما إذا كان ذلك سيؤثر على مقترح إنشاء "مركز غاز" روسي في تركيا، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا تعتزم الاستمرار في علاقاتها مع أنقرة.
واقترح الرئيس فلاديمير بوتين العام الماضي فكرة إنشاء مركز للغاز الروسي في تركيا في إطار مساعي لتغيير وجهة صادراتها من الطاقة بعدما خفضت الدول الأوروبية بشدة وارداتها من روسيا ردا على غزوها لأوكرانيا.
ويساور بعض العواصم الغربية القلق من أن إقامة مركز للغاز في تركيا يشمل الغاز الروسي قد يسمح لموسكو بإخفاء الصادرات الخاضعة لعقوبات غربية.