ما هي الأسباب التي تدفع ببعض الشباب العراقي الى الهجرة او التطوع بالحشد الشعبي او المشاركة بالمظاهرات؟

كمال عبيد

2015-09-06 12:59

يشهد العراق تطورات عديدة، سياسية، أمنيّة، واقتصادية، أسهمت في توجيه اختيارات الشباب العراقي وقسّمتها الى ثلاثة اقسام، فمنهم من يسعى الى الهجرة خارج البلاد، ومنهم من تطوَّع في الحشد الشعبي للقتال في الحرب ضد داعش، وقسم ثالث منهم خرج متظاهراً ومطالباً بإجراء إصلاحات حكومية، ومحاربة الفساد، وتحسين الخدمات، علماً بأن نسبة الشباب تبلغ 64% من مجموع سكان العراق.

كانت تساؤلات فقرة شارك برأيك لشبكة النبأ المعلوماتية، ما هي الأسباب التي تدفع بعض الشباب نحو الهجرة؟، او تدفعهم باتجاه التطوع في الحشد الشعبي؟، او تدفعهم للمشاركة بالمظاهرات التي تدعو الى الإصلاح ومكافحة الفساد وتحسين الخدمات والوضع المعيشي؟.

حيث رصدت (شبكة النبأ المعلوماتية) مجموعة من الآراء حول هذا الموضوع، من خلال فقرة شارك برأيك وظهرت آراء متنوعة لمجموعة من المراقبين (من بينهم قراء) للشأن العراقي وقد زخرت هذه الآراء برؤى تحليلية اتسمت بالدقة والموضوعية، الى جانب اجراء استطلاع الكتروني تمثل بالسؤال الاتي، اذا كنت من الشباب العراقي فماذا ستختار؟، وبالاختيارات الاتية، الهجرة الى خارج العراق، التطوع في الحشد الشعبي، المشاركة في المظاهرات، غير مبالي، حيث جاءت نسب التصويت كما يلي بالمرتبة الاولى، "المشاركة في المظاهرات" بنسبة (44%)، اما المرتبة الثانية جاءت لخيار الهجرة الى خارج العراق بنسبة (30%)، بينما المرتبة الثالثة جاءت لخيار التطوع في الحشد الشعبي بنسبة (19%)، في حين المرتبة الرابعة جاءت لخيار غير مبالي بنسبة (7%)، وتعطي نسبة الاستطلاع آنفة الذكر مؤشرا يجيب عن سؤال الفقرة آنفة الذكر وذلك بما يرجح توجه الشباب العراقي نحو المشاركة بالتظاهرات.

نستعرض هنا ابرز آراء المراقبين والقراء حول هذا الموضوع، فقد رأى احد المراقبين " ان من حق الشباب العراقي أن يختار أحد الخيارات المطروحة، فهو من حقه الهجرة طالما لا تقوم الحكومة بواجبها تجاه الشباب، ومن حقه التظاهر للأسباب نفسها، لكن حماية الوطن تتقدم على كل شيء باعتقادي، انني سأختار الدفاع عن وطني، كونه الضمانة الوحيدة لي وللأجيال القادمة، وإن كان هذا الهدف يحتاج الى تضحية وصبر".

فيما قال مراقب آخر " أعتقد ان أسباب هجرة العراقيين إلى الخارج هو لغرض الحصول على الأمان والإستقرار. أما عن أسباب تطوعهم في الحشد الشعبي المقدس هو بدافع الغيرة الدينية والوطنية. أما عن أسباب مشاركتهم في التظاهرات السلمية فهو الإحساس بالملل من تحسن الواقع بدون الضغط على القوى السياسية للاصطفاف مع الإرادة الشعبية".

من جهته رأى مهتم بالشأن العراقي، "اتصور بان الشاب الذي يهاجر من اجل الهروب من الواقع المعيشي والحكومة الفاسدة في العراق هو يساعد الفاسدين والانتهازيين واللصوص في السيطرة على العراق، علينا جميعا ان نقاوم الفاسدين الارهابيين الذين يحطمون ويهدمون عراق الحريات، بالجهاد الاصغر بالقتال في جبهات القتال ضد الارهابيين، وبالجهاد الاكبر جهاد النفس بالقتال ضد الفساد السياسي والاخلاقي والديني".

في حين قال ناشط مدني "ارى من الواجب المشاركة بالتظاهرات بقوة وتفعيل الدور الرقابي للمواطن واصلاح ما يمكن اصلاحه، ان السبب الرئيسي لدخول داعش للعراق وتقديم هذه الدماء الشريفة من ابطال الحشد الشعبي والقوات الامنية هو فساد الطغمة الحاكمة واستهتارها بكل القيم الانسانية".

على الصعيد ذاته قال احد المراقبين من الشباب العراقي " بكل صراحة ووضوح سبب الهجرة عدم محبة الوطن، وذلك لعم معرفة معنى كلمة وطن، ولذا نرى الخراب في العراق وهو بسبب اخلاء الوطنية من قلوب الناس".

الى جانب ذلك رأى مراقبون " أن اسباب الهجرة الى الخارج كثيرة، ولكن أكبر الاسباب وأساسها هو اهمال الجهات الرسمية للشباب وعدم توفير ابسط مستويات الحياة التي تليق بهم، خاصة ان المسؤولين انشغلوا بجمع المال لأنفسهم وعوائلهم والمقربين منهم واحزابهم.. لنكون النتيجة فرار الشباب من بلدهم العراق.. قادة البلد هم السبب الاول وهم يتحملون المسؤولية كاملة امام الله والشعب والتاريخ".

في ذات الصدد قال شاب عراقي شارك في الاستبيان " اختار الهجرة.. بسبب تدهور الوضع الحضاري للبلد، وليس فقط الاقتصادي و الامني، مع انخفاض فرص التطور الذاتي والمهني.. ايضا نمط المعيشة الواحد المفروض على الجميع.. كلها اسباب وغيرها تدفعني للهجرة".

على عكس هذا الراي قال شاب عراقي آخر " انا ارفض الهجرة الى خارج البلد لأسباب عديدة منها سياسي واقتصادي واجتماعي وديني .كما اني مهتم بوطني .اما بالنسبة للحشد والمظاهرات فهما وجهتان لعملة واحدة كلاهما يصبان في محاربة أعداء العراق ومن يريد بالعراق السوء من قتل وفساد .اما بالنسبة ألي انا مع المظاهرات انا مع الحشد".

الى ذلك قال شاب العراقي مشارك في المظاهرات :ان الولاء للوطن لا غير وان المشاركة في المظاهرات هو واجب وطني على الرغم من كل الظروف التي شهدها البلاد والتي لا يزال يشهدها على الدوام .. البعض اختاروا الهجرة لانهم يرون ان البقاء في الوطن تدمير لطموحاتهم انا بدوري اسألهم من يبني الوطن ان رحلتم وهل تعتقدون ان الهجرة هي حياة رغيدة في ارض الاحلام؟ .. ولي اصدقاء اخرون متطوعون في الحشد الشعبي يدفعون عن ارض الوطن ويساندونا لبناء الوطن .. العراق بحاجة الى توحد بالقول والفعل والولاء الى بلاد الرافدين فقط.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي