اردوغان بين الصدع الزلزالي والارتدادات الانتخابية

وكالات

2023-02-13 06:03

دفع الزلزال، الذي أسقط أكبر عدد من القتلى في تركيا منذ جيل، الرئيس رجب طيب أردوغان إلى مواجهة تحد هائل فيما يتعلق بالإنقاذ وإعادة الإعمار، وهو ما سيلقي بظلاله على الفترة التي تسبق انتخابات مايو أيار التي كانت تُعتبر بالفعل الأصعب خلال عقدين من حكمه.

وبعد يوم من وقوع الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 3500 شخص في تركيا، اشتكت أحزاب المعارضة وبعض السكان في المناطق الأكثر تضررا من بطء السلطات أو عدم جاهزيتها بالمعدات اللازمة للتعامل مع ما وقع من دمار.

وأي تصور بأن الحكومة غير قادرة على التعامل مع هذه الكارثة بشكل صحيح، أو أنها لم تطبق قوانين البناء الملائمة في بلد معرض للزلازل، من شأنه أن يضر بمساعي أردوغان في الانتخابات.

لكن محللين يقولون إن الرئيس قادر على حشد التأييد الوطني لأسلوب التعامل مع الأزمة وعلى تعزيز موقفه لكونه ماهرا في خوض الحملات الانتخابية ولأن حكومته تصدت لزلازل وحرائق غابات وغيرها من الكوارث الطبيعية منذ توليه السلطة في عام 2003.

وفي حديثه بعد ساعات فقط من الزلزال الذي وقع يوم الاثنين، والذي وصفه بأنه أسوأ زلزال يضرب تركيا منذ أكثر من 80 عاما، قال أردوغان إن السلطات حشدت بالفعل الآلاف من عمال الإنقاذ الذين لن يدخروا جهدا رغم ظروف الشتاء القاسية.

وأعلنت الحكومة “إنذارا من المستوى الرابع“، وطلبت مساعدات دولية، وأعلنت حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في المناطق الأكثر تضررا.

وقالت مجموعة أوراسيا الاستشارية “تعامل أردوغان بسرعة وثبات مع الأزمة… من المرجح أن يؤدي إلى تلميع صورته كزعيم قوي قبل انتخابات 14 مايو إذا تمكنت الحكومة من مواصلة جهودها الفاعلة التي بدأتها مبكرا”.

نظرية البجعة السوداء

من المرجح أن تصل تكاليف إعادة الإعمار إلى عدة مليارات من الدولارات، مما يجهد الاقتصاد الذي يعاني بالفعل من تضخم بلغ 58 بالمئة. ويقول خبراء اقتصاديون إن من المتوقع أن يحد الاضطراب، في المنطقة التي يسكنها 13 مليون نسمة، من النمو هذا العام.

وقال أتيلا يسيلادا من جلوبال سورس بارتنرز إن حجم الضرر، الذي وقع على امتداد مئات الكيلومترات وتأثر به ملايين الناس ومنازلهم، من شأنه أن “يغير تماما” صورة الاقتصاد والسياسة في تركيا.

واستخدم مصطلح “البجعة السوداء” في الإشارة إلى الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة، وهي نظرية تشير إلى الأحداث غير الواردة في الحسبان ويمكن أن يترتب عليها عواقب وخيمة، وقال إنه لم يتضح بعد ما إذا كان يمكن إجراء الانتخابات في المناطق الأشد تضررا.

لم يندفع خصوم أردوغان السياسيون إلى تحقيق مكاسب سياسية في أعقاب الزلزال مباشرة، في الوقت الذي لا يزال فيه كثيرون محاصرين تحت الأنقاض كما أن عدد القتلى آخذ في الارتفاع.

واكتفى تكتل سياسي يضم ستة أحزاب معارضة بالقول إن الحكومة يجب أن تتعامل “دون تمييز” مع الكارثة التي ضربت مناطق منها تجمعات لأكراد ولاجئين سوريين.

لكن أوجور بويراز الأمين العام للحزب الصالح، وهو حزب قومي ينتمي ليمين الوسط، قال إنه قام جولة في المناطق المتضررة بشدة وإنه حتى صباح يوم الثلاثاء لم ير أي علامة على وجود عمال للإنقاذ في حالات الطوارئ.

وقال لرويترز “بالتأكيد لا يوجد تنسيق احترافي لتقديم المساعدات… المواطنون والفرق المحلية ينضمون إلى عمليات الإنقاذ بأنفسهم لإخراج الناس من تحت الأنقاض”.

وتقول السلطات إن أكثر من 12 ألفا من أفراد البحث والإنقاذ وتسعة آلاف جندي آخرين يشاركون في العمليات.

وقال حسنين مالك العضو المنتدب لاستراتيجية أسهم الأسواق المبتدئة لدى تيليمر في دبي إنه، عندما تكون المنافسة في الانتخابات محتدمة، فقد يؤثر تعامل الحكومة في حالات الطوارئ على الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد، وهم قطاع مهم، لكن من غير المرجح أن يؤثر على المؤيدين الأوفياء لأي من الجانبين.

وأضاف “تعامل حكومة أردوغان مع هذه الكارثة الطبيعية قد يشكل موقف الناخب الذي لم يحسم أمره بعد، لكن ولاءات معظم الناخبين محددة بالفعل”.

ويحمل المواطن هاكان تانرفيردي رسالة بسيطة للرئيس رجب طيب إردوغان مفادها "لا تأتوا إلى هنا طالبين الأصوات الانتخابية".

والزلزال الذي أودى بعشرات الالاف في تركيا وسوريا، ضرب في أكثر الفترات السياسية حساسية بالنسبة لإردوغان في حكمه المستمر منذ عقدين.

فقد عرض الزعيم التركي إجراء انتخابات في 14 أيار/مايو، من شأنها إبقاء حكومته ذات الجذور الإسلامية، في السلطة حتى 2028.

ولا يعطي هذا التاريخ المعارضة المشرذمة متسعا من الوقت لتسوية الخلافات فيما بينها والاتفاق على مرشح رئاسي.

ولم يُعرف بعد ما إذا كان ذلك الاقتراع سيمضي قدما كما هو مخطط أم لا.

وأعلن إردوغان حالة طوارئ مدتها ثلاثة أشهر في عشر محافظات منكوبة. ولا يزال أهالي تلك المناطق ينتشلون ضحاياهم من الانقاض، والعديد منهم يفترشون الشوارع أو يبيتون في سياراتهم.

ويبدو من المستبعد القيام بحملة انتخابية في تلك المناطق.

لكن هناك بعد سياسي بالغ الخصوصية بالنسبة لإردوغان.

ووقع الزلزال في وقت كان إردوغان يحقق زخما وبدأت أرقام شعبيته بالارتفاع بعد تراجعها على وقع أزمة اقتصادية خانقة تفجرت العام الماضي.

والمرارة التي يشعر بها تانرفيردي مؤشر سيء بالنسبة لإردوغان في محافظة سدد فيها ضربة لخصمه العلماني المعارض في الانتخابات السابقة في 2018.

وعن استجابة الحكومة للزلزال قال تانرفيردي "يؤلمنا جدا أنه لم يدعمنا أحد".

هل ترك الناس ليموتوا

وتترد شكاوى تانرفيردي في أديامان، إحدى المحافظات الأكثر تضررا بالزلزال.

فالأهالي يشكون من أن فرق الإنقاذ لم تصل في الوقت المناسب لسحب أشخاص نجوا في الساعات الأولى الحاسمة بعد وقوع الزلزال. ويشير البعض إلى نقص الآليات الضرورية لحفر الألواح الاسمنتية.

وقال أحد المواطنين، محمد يلدرم "لم أر أحدا حتى الساعة الثانية بعد ظهر اليوم الثاني للزلزال". وأضاف "لا حكومة، لا دولة، لا شرطة، لا جنود. عار عليكم! تركتموننا لمصيرنا".

وأقر إردوغان بوجود "ثغرات" في تعاطي الحكومة مع الكارثة.

لكنه قاوم أيضا. فقد أشرف الرئيس البالغ 68 عاما على اجتماع مخصص لجهود الإنقاذ في أنقرة الثلاثاء وأمضى اليومين التاليين متفقدا عددا من المدن المنكوبة.

وأثار ذلك استياء هدية كلكان المتطوعة التي قطعت نحو150 كلم للانضمام إلى جهود الإغاثة والإنقاذ في أديامان.

وتساءلت "لماذا لا تظهر الدولة نفسها في يوم كهذا؟" مضيفة "الناس يخرجون جثث أقاربهم بإمكانياتهم".

وأي جهود إنقاذ يمكن أن تتعقد بسبب توقيت وحجم الكارثة التي طالت مناطق واسعة ونائية وضربت في عز عاصفة شتوية.

وحظي إردوغان باستقبال حار من الأهالي، خلال زيارات تم الترتيب لها بعناية وبثت على التلفزيون العام.

وتقدمت مسنة لمعانقة إردوغان وذرفت الدمع على كتفه.

وقد لا يفعل فيسل غولتكين الشيء نفسه إذا سنحت له فرصة مقابلة الرئيس التركي وجها لوجه.

وقال غولتكين إنه شاهد قدمي أحد أقاربه عالقة تحت الأنقاض بعدما هرع ركضا إلى الشارع عقب الزلزال الذي ضرب قبيل فجر الإثنين. وأضاف "لو كان معي مثقاب بسيط لتمكنت من سحبه حيا".

وتابع "لكنه كان عالقا تماما وبعد هزة ارتدادية قوية، فارق الحياة".

وشاهد مراسلو فرانس برس مزيدا من المعدات وعمال الإغاثة، من بينهم فرق دولية، في محيط مبان منهارة الخميس.

لكن ذلك لم يكن كافيا لتخفيف ألم تانرفيردي.

وقال "الناس الذين لم يموتوا من جراء الزلزال تركوا ليموتوا في البرد" مضيفا "أليس ترك الناس ليموتوا بهذا الشكل إثما؟".

في مواجهة المحرضين

وتسببت الهزة الأولى، التي تعد الزلزال الأكثر تدميرا في عقود، في إشاعة الفوضى في مستشفيات ومطارات وطرق وأسفرت عن تهدم أكثر من 6400 بناية في تركيا. وشكا الكثير من السكان منذ ذلك الحين من عدم وجود موارد كافية والاستجابة البطيئة للكارثة.

وقال أردوغان بعد أن زار خياما نصبتها إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) لإيواء المشردين من الكارثة “كانت لدينا بعض المشكلات في مطارات وطرق لكننا في وضع أفضل اليوم. وسنكون في وضع أفضل غدا وما بعده. لا تزال لدينا بعض المشكلات مع الوقود… لكننا سنتخطاها أيضا”.

وأشار إلى أن على المواطنين أن يلتفتوا فقط لإفادات السلطات وأن يتجاهلوا “المحرضين”.

وقالت السلطات التركية إن نحو 13.5 مليون شخص تضرروا في منطقة تمتد تقريبا على مساحة 450 كيلومترا من أضنة في الغرب إلى ديار بكر في الشرق.

وقال لدى زيارته محافظة هاتاي قرب الحدود السورية "بالطبع ثمة ثغرات، من المستحيل الاستعداد لكارثة كهذه".

غير أن إردوغان كان في وضع دقيق حتى قبل الزلزال، إذ كان يواجه سلسلة من الأزمات مع اقتراب موعد الاقتراع في 14 أيار/مايو.

فأثارت سياسته الاقتصادية الخارجة عن النهج التقليدي دوامة تضخميّة في البلد أدت إلى ارتفاع الأسعار على المستهلكين بنسبة 85% العام الماضي.

ومع المخاطر السياسية التي بدأت تلوح، عمد الرئيس إلى شن هجوم مضاد.

فبعد ساعات على الزلزال، عقد مؤتمرا صحافيا في أنقرة أعقبه بسلسلة طويلة من المؤتمرات الأخرى.

وحضر الأربعاء إلى منطقة قريبة من مركز الزلزال في محافظة كهرمان مرعش حيث عانق امرأة منكوبة وسط الركام، قبل أن يتوجه جنوبا إلى محافظة هاتاي حيث وقع العدد الأكبر من الضحايا.

لا شكّ أن إردوغان يذكر أن قلة كفاءة السلطات عند وقوع آخر زلزال شديد في تركيا العام 1999 هي التي قادت حزبه إلى الانتصار بعد ثلاث سنوات.

وتعرض رئيس الوزراء آنذاك بولنت أجاويد لانتقادات حادة أخذت عليه الفشل في تنظيم عمليات الإغاثة للمنكوبين.

ويرى الخبراء أن إردوغان قد يوطّد موقعه من خلال استجابة ملائمة للكارثة، أو يخسر كل شيء.

وكتب وولفانغو بيكولي من مكتب "تينيو" للاستشارات حول المخاطر السياسية ومقره لندن، في مذكرة أن "استجابة فعالة للحالة الطارئة قد تعزز رئيس الدولة وحزبه، حزب العدالة والتنمية، من خلال إثارة شعور بالتضامن الوطني بقيادته".

غير أن إمري كاليسكان الباحث في مركز السياسة الخارجية ومقره في المملكة المتحدة حذر "إن أخفق في الاستجابة بعد الزلزال، فقد يخسر إردوغان الانتخابات في أيار/مايو".

مؤسسات أُضعفت بسبب القمع

وتنتشر مشاعر الإحباط في المناطق التي طالها الزلزال، فنددت عائلات منكوبة الثلاثاء بحكومة عاجزة عن مساعدتها وإنقاذ أقربائها العالقين تحت الأنقاض.

وقالت المحللة غونول تول التي كانت في تركيا عند وقوع الزلزال وخسرت أقرباء في المأساة، إنه كان من الممكن لمس الغضب في هاتاي.

وأكدت مديرة برنامج تركيا في معهد الشرق الأوسط ومقره الولايات المتحدة "لا يسعني أن أصدّق أن (إردوغان) لم يشعر به، لأنني رأيت بأمّ عيني مستوى الإحباط والغضب. إنني واثقة من أنّه سيكون لذلك تأثير".

وأوضحت أنه في 1999 نشط المجتمع المدني بلا كلل من أجل مساعدة الضحايا، مشيرة إلى أن عدد المنظمات تراجع اليوم بسبب حملة القمع التي شنها إردوغان بعد محاولة الانقلاب في 2016.

وقالت لوكالة فرانس برس "بعد مضي عشرين عاما، لسنا مجهزين بصورة أفضل، إردوغان لم يُضعف مؤسسات الدولة فحسب، بل أضعف كذلك المجتمع الأهلي التركي".

لكن الخبراء لفتوا إلى أن إردوغان لا يواجه أي انتقادات من وسائل الإعلام الشعبية، ما يعطيه أفضليّة واضحة على المعارضة.

وقلما تطرقت الشبكات التلفزيونية الإخبارية إلى عوامل مثل نوعية البناء الرديئة خلف انهيار المباني ومن بينها حتى مبان شيّدت قبل أقل من عام.

والواقع أن الحكومة أصدرت معايير جديدة للبناء في 1998.

وقال إيمري كاليسكان إن "المعارضة تؤكد أن عدد الوفيات المرتفع ليس ناجما عن الزلزال فحسب، بل عن مبان غير مضبوطة بشكل جيد ورديئة النوعية".

وبعدما انتقدت الصحافة في 1999 بطء السلطات في الاستجابة للكارثة، لزمت الصمت حول هذه المسألة هذه المرة.

وأفادت أدلين فان هوت المستشارة الرئيسية لأوروبا في مجموعة "إيكونوميست إنتيليجنس يونيت" في مذكرة أن "وجود وسائل إعلام وطنية مؤيدة بشكل واسع يعني أيضا أن إردوغان سيتحكم بالرواية الرسمية وسيتمكن من الاستفادة من الوضع".

ومن شأن أي انطباع بأن الحكومة تخفق في التعامل مع الكارثة بالشكل المناسب أن يضر بفرص أردوغان في الانتخابات، لكن المحللين يقولون إنه من ناحية أخرى يمكنه حشد دعم وطني لمواجهة الأزمة وأن يعزز موقفه.

تأثير النمو الاقتصادي على مجرى الانتخابات

قال مسؤولون وخبراء اقتصاديون إن الزلازل المدمرة التي شهدتها تركيا ستضيف مليارات الدولارات من الإنفاق إلى ميزانية أنقرة وستخفض النمو الاقتصادي بنقطتين مئويتين هذا العام إذ أن الحكومة ستضطر للقيام بجهود إعادة إعمار ضخمة قبل انتخابات حاسمة.

وبينما يقول مسؤولون إن الحجم الكامل للدمار لم يتضح بعد إلا أنهم يعتقدون أن إعادة الإعمار ستضع ضغوطا على ميزانية تركيا. وقال مسؤول كبير لرويترز "ستكون هناك أضرار بمليارات الدولارات"، مضيفا أنه ستكون هناك حاجة لإعادة بناء سريعة للبنية التحتية والمنازل والمصانع.

وتعاني تركيا منذ سنوات من ارتفاع معدلات التضخم وانهيار العملة بسبب تبني أردوغان سياسات اقتصادية غير تقليدية. وأدت دعواته لخفض أسعار الفائدة إلى ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى في 24 عاما عند 85 بالمئة العام الماضي وهبطت الليرة لعشرة بالمئة من قيمتها مقابل الدولار على مدار العقد الماضي.

ولدى تركيا مستويات ديون أقل بكثير من معظم الدول، لكن تقلص احتياطي العملات الأجنبية لسنوات وتراجعت استقلالية البنك المركزي والنظام القضائي والأساليب غير التقليدية في الإدارة بشكل عام كان لها تأثيرها.

وضربت الزلازل البلاد في وقت أعطت فيه سياسات الحكومة الأولوية للإنتاج والصادرات والاستثمارات من أجل تعزيز النمو الاقتصادي رغم أن التضخم بلغ أكثر من 57 بالمئة بحلول يناير كانون الثاني.

كما من المتوقع أن تلحق الزلازل أضرارا بالإنتاج في المناطق المنكوبة التي تمثل 9.3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لتركيا.

وأظهرت بيانات بورصة الطاقة في إسطنبول تراجع استخدام الكهرباء في تركيا بنسبة 11 بالمئة يوم الاثنين مقارنة بالأسبوع السابق بما يعكس حجم تأثر الاستهلاك. ومن شأن هذه الأضرار أن تؤثر على النمو الاقتصادي هذا العام.

وقدر ثلاثة خبراء اقتصاديين أن نمو الناتج المحلي الإجمالي قد ينخفض بما يتراوح بين 0.6 ونقطتين مئويتين في ظل سيناريو يهبط فيه الإنتاج إلى النصف في المنطقة، وهو أمر قالوا إنه قد يستغرق من ستة أشهر إلى 12 شهرا للتعافي.

وقال مسؤول كبير إن النمو قد يتراجع نقطة أو نقطتين مئويتين دون النسبة المستهدفة البالغة خمسة بالمئة. وأضاف المسؤول "بعض موارد الاستثمار المتوقعة في الميزانية ستوجه لاستخدامها في هذه المناطق".

ونصيب المنطقة الجنوبية الشرقية التي ضربها الزلزال من صادرات البلاد 8.5 بالمئة و6.7 بالمئة من وارداتها. لكن خبرء اقتصاديين يقولون إن من غير المرجح أن تؤثر الزلازل على الميزان التجاري لتركيا حيث من المتوقع أن تنخفض الصادرات والواردات على حد سواء.

وقال ولفانجو بيكولي العضو المنتدب لشركة تينيو إنتليجنس للاستشارات إن من المستبعد أن يلحق الزلزال أضرارا جسيمة بالاقتصاد مقارنة بآخر مماثل في القوة ضرب المنطقة الصناعية شمال غرب تركيا في عام 1999.

وكتب في مذكرة "ضربت الزلازل واحدة من أفقر مناطق البلاد وأقلها تقدما. ولم تؤثر على مناطق واقعة في الغرب يفضلها السائحون الأجانب الذين أصبحوا أحد أهم مصادر النقد الأجنبي في تركيا".

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي