من قتل ابنة المفكر الروسي ألكسندر دوغين.. ولماذا؟
وكالات
2022-08-24 06:31
قُتلت ابنة الكاتب الروسي المقرب من الكرملين ألكسندر دوغين، المدافع عن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مساء السبت في انفجار سيارته في منطقة موسكو، على ما أعلنت لجنة التحقيق الروسية.
كانت داريا دوغين الصحافية والمحللة السياسية التي اعربت كذلك علانية عن دعمها للهجوم الروسي على أوكرانيا، تقود سيارة من طراز تويوتا لاندكروزر عندما انفجرت قبل أن تشتعل فيها النيران على طريق سريع بالقرب من قرية بولشي فيازيومي، على بعد 40 كيلومترًا عن موسكو، وفقًا للبيان الذي أوضح أن الشابة المولودة عام 1992 "قتلت على الفور".
وذكر المحققون أن عبوة ناسفة زُرعت في السيارة وأن هناك ما يبعث على الاعتقاد بأن "الجريمة تم التخطيط لها مسبقاً".
فُتح تحقيق في "جريمة قتل"، كما أضافت اللجنة المسؤولة عن التحقيقات الجنائية الرئيسية في البلاد.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن مقربين من العائلة أن المفكر والكاتب القومي المتشدد ألكسندر دوغين (60 عاماً) هو من استُهدف بالانفجار، موضحين أن داريا استعارت سيارة والدها في تنقلها هذه المرة.
وذكرت صحيفة روسيسكايا جازيتا الحكومية الروسية أن الأب وابنته كانا يحضران مهرجانا خارج موسكو وأن دوجين قرر تبديل سيارتيهما في اللحظة الأخيرة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية مصاحبة لبيان صادر عن محققي منطقة موسكو مسؤولين وهم يجمعون الحطام والشظايا من موقع الانفجار.
وقالت اللجنة في بيان “تم وضع عبوة ناسفة أسفل مكان السائق في السيارة… داريا دوجينا، التي كانت خلف عجلة القيادة، ماتت في مكان الحادث”.
ومنذ 2014، يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مروّج الحركة الأوراسيّة (وهو ائتلاف بين أوروبا وآسيا تحت القيادة الروسية) ألكسندر دوغين الذي يؤثر على جزء من اليمين المتطرف الفرنسي، في أعقاب ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا.
وحظرت أوكرانيا في السنوات الأخيرة العديد من كتبه، ومنها "أوكرانيا. معركتي. يوميات جيوسياسية" و"انتقام روسيا الأوراسي".
كما تستهدف عقوبات بريطانية داريا دوغين منذ تموز/يوليو، وتتهمها لندن بنشر "معلومات مضللة عن أوكرانيا" على الإنترنت.
اتهم دينيس بوشيلين رئيس "جمهورية دونيتسك" التابعة للانفصاليين الأوكرانيين الموالين لروسيا الأحد القوات الأوكرانية بالوقوف وراء اغتيال داريا دوغين.
وقال بوشيلين على تلغرام "حاول إرهابيو النظام الأوكراني تصفية ألكسندر دوغين، لكنهم فجروا ابنته".
وكتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تلغرام "إذا تأكد التورط الأوكراني (...) ويجب التحقق منه من قبل السلطات المختصة، فسيتعلق الأمر بسياسة إرهاب الدولة التي يطبقها نظام كييف".
اتهام اوكرانيا
واتهم جهاز الأمن الاتحادي الروسي (إف.إس.بي) أجهزة المخابرات الأوكرانية بقتل داريا دوجينا، ابنة المفكر القومي الروسي المتطرف ألكسندر دوجين، في هجوم بسيارة ملغومة بالقرب من موسكو.
وبشكل عام أيّدت دوجينا، التي ظهرت بانتظام على شاشة التلفزيون الرسمي الروسي للتعليق على الأحداث، أفكار والدها وأيّدت ما تسميه روسيا “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا.
وأيّد والد دوجينا (60 عاما) استخدام العنف في توحيد المتحدثين باللغة الروسية والأراضي التي يعيشون فيها في إمبراطورية روسية جديدة.
وفي أول بيان علني له على الحادث قال دوجين إن أوكرانيا قتلت داريا بوحشية أمام عينيه.
وقال جهاز الأمن الاتحادي الروسي إن أوكرانية من مواليد عام 1979 نفذت الهجوم. وظهرت صورة المرأة ومعلومات شخصية عنها في مواقع إخبارية روسية.
وربطت المواقع الروسية بينها وبين أجهزة المخابرات الأوكرانية واتهمتها بأنها عضو في كتيبة آزوفستال، وهي وحدة في الجيش الأوكراني صنفتها روسيا جماعة إرهابية.
وردا على ذلك قالت الوحدة الأوكرانية في بيان على تطبيق تيليجرام إن المرأة التي نشر جهاز الأمن الاتحادي الروسي اسمها لم تكن في أي وقت عضوا فيها واتهمت روسيا بتلفيق الأمر.
وجاء في بيان أصدره الجهاز الأمني الروسي، ونشرته وكالات الأنباء الروسية، أن المرأة وابنتها، وهي في سن المراهقة، وصلتا إلى روسيا في يوليو تموز وقضتا شهرا في الإعداد للهجوم استأجرتا خلاله شقة في نفس المجمع السكني الذي تقيم فيه دوجينا وعرفتا أسلوب حياتها.
وأضاف أن منفذة الهجوم حضرت حفلا خارج موسكو مساء يوم السبت وكانت دوجينا ووالدها ضمن حضوره قبل أن تنفذ “انفجارا محكوما” لسيارة دوجينا ثم تهرب إلى إستونيا.
أوكرانيا تنفي
ونفت أوكرانيا، التي تدافع عن نفسها في وجه ما تقول إنها حرب توسعية روسية، ضلوعها في الحادث. ووصف المستشار الرئاسي الأوكراني ميخائيلو بودولياك الاتهام بأنه “دعاية”.
وقال بودولاك في تصريح متلفز "أوكرانيا بلا شك لا علاقة لها بانفجار الأمس لأننا لسنا دولة إجرامية".
وقال مستشار الرئاسة الأوكراني ميخايلو بودولياك في حديث للتلفزيون الأوكراني “أؤكد أن أوكرانيا بالطبع ليس لها علاقة بهذا لأننا لسنا دولة إجرامية، مثل روسيا الاتحادية. وعلاوة على ذلك، لسنا دولة إرهابية”.
وبدا أنه يُنحي باللائمة في مقتل دوجينا على صراعات داخلية على السلطة بين “الفصائل السياسية المختلفة” في روسيا.
إيليا بونوماريف العضو السابق في الدوما (البرلمان الروسي) والمعارض لبوتين قال إن مجموعة روسية غير معروفة يطلق عليها "الجيش الوطني الجمهوري" قد تبنت الهجوم على داريا دوغينا، حسبما نقلت صحيفة ذي غارديان، مضيفة نقلا عن بونوماريف بأن هذه المجموعة هي مناهضة للرئيس فلاديمير بوتين ولغزو أوكرانيا.
ماتت فداء لروسيا
حضر مئات الأشخاص الثلاثاء في موسكو جنازة داريا دوغينا، ابنة المفكّر الروسي القومي البارز التي اغتيلت في انفجار سيارتها في عملية تتهم روسيا الاستخبارات الأوكرانية بتدبيرها.
وألقى المعزّون، وقد حمل كثيرون منهم الورود، نظرة الوداع على داريا التي وضع نعشها المفتوح في بهو برج أوستانكينو في موسكو وتعلوه صورة لها بالأبيض والأسود.
وجلس دوغين وزوجته المتّشحين بالأسود بجانب النعش.
وقال ألكسندر دوغين في بداية الجنازة "ماتت فداء لروسيا، أمّة وشعبا، في الجبهة. والجبهة هي هنا".
لماذا استهدف دوغين؟
ألكسندر جليفيتش دوغين (من مواليد 7 يناير 1962، موسكو، الاتحاد السوفيتي) هو فيلسوف سوفيتي وروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع ومترجم وشخصية عامة. مُرّشح في العلوم الفلسفية، دكتوراه في العلوم السياسية، دكتوراه في العلوم الاجتماعية. واستاذ جامعي وهو رئيس قسم علم الاجتماع للعلاقات الدولية في كلية علم الاجتماع بجامعة موسكو الحكومية. وهو زعيم الحركة الأوراسية الدولية. إضافة بأنّه مؤلف النظرية السياسية الرابعة التي ترى نفسها الخطوة التالية لانتهاء المدارس السياسية الثلاث: الليبرالية والاشتراكية والفاشية. يهدف نشاط دوجين السياسي إلى إنشاء قوة عظمى أوراسية من خلال اندماج روسيا مع الجمهوريات السوفيتية السابقة في الاتحاد الأوراسي الجديد (EAU). بحسب ويكيبيديا.
أستاذ فخري في جامعة أوراسيا الوطنية وفي جامعة طهران وأستاذ زائر في الجامعة الفيدرالية الجنوبية، زميل باحث أول في جامعة فودان (شنغهاي) ويتقن اللغات الإنجليزية، والألمانية، والفرنسية، والإسبانية، والإيطالية، والبرتغالية.
في عام 2014 أدرجت المجلة الأمريكية فورين بوليسي دوغين ضمن أفضل 100 مفكر عالمي في العالم الحديث.
من مؤلفاته: كتاب: أسس الجغرافيا السياسية: المستقبل الجيوسياسي لروسيا
كتاب: «الخلاص من الغرب الاوراسية - الحضارات الأرضية مقابل الحضارات البحرية والاطلسية.».
يدعو ألكسندر دوغين، والد داريا، منذ أمد بعيد إلى توحيد المناطق الناطقة بالروسية وغيرها من المناطق في إمبراطورية روسية جديدة واسعة النطاق.
ويريد أن تشمل تلك الإمبراطورية أوكرانيا حيث تنفذ القوات الروسية حاليا ما تسميها موسكو “عملية عسكرية خاصة” لنزع السلاح من جارتها.
وتأثير دوجين، المدرج على قائمة المستهدفين بالعقوبات الأمريكية، على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موضع تكهنات إذ يؤكد بعض مراقبي الشأن الروسي أن نفوذه كبير فيما يصفه البعض الآخر بأنه ضئيل.
ذاع صيت ألكسندر دوغين (60 عاما) والد داريا في روسيا في التسعينات في خضمّ الفوضى الفكرية التي خلّفها انهيار النظام الشيوعي.
وتمايز دوغين باعتناقه عقيدة "الأوراسية الجديدة" المناهضة لليبرالية ومفادها أن موسكو مدعوّة لتحرير العالم من انحرافات الغرب من خلال إقامة إمبراطورية تمتدّ من أوروبا إلى آسيا.
ويتباهى دوغين الذي له إطلالات تلفزيونية كثيرة والمعروف بلحيته الطويلة التي تعطيه ملامح تشبه تلك التي يجسّد بها الأنبياء بأن له تأثير آيديولوجي على بوتين.
ويرى كثيرون أن دوغين أدّى دورا في توتّر العلاقات بين بوتين والغرب وقد أطلقوا عليه لقب "عقل بوتين".
ولم يعرب بوتين يوما عن دعم علني لدوغين، لكنّ الكرملين أصدر الإثنين رسالة تعزية لعائلة دوغين ندّد فيها الرئيس الروسي بـ "جريمة دنيئة" أودت بحياة دوغينا.
وخطت داريا المولودة سنة 1992 على خطى والدها ألكسندر وسطع اسمها في السنوات الأخيرة في وسائل الإعلام الروسية. وتعاونت مستعيرة اسم داريا بلاتونوفا مع شبكة "روسيا اليوم" وقناة "تسارغراد" المحافظة على وجه الخصوص.
ويدعو دوغين منذ زمن إلى توحيد المناطق الناطقة بالروسية وغيرها ضمن "إمبراطورية روسية" جديدة واسعة النطاق يريد أن تشمل أوكرانيا حيث تنفذ القوات الروسية حاليا ما تسميها موسكو "عملية عسكرية خاصة" لنزع السلاح من جارتها. وتأثير دوغين، المدرج على قائمة المستهدفين بالعقوبات الأمريكية، على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موضع تكهنات إذ يؤكد بعض مراقبي الشأن الروسي أن نفوذه كبير فيما يصفه البعض الآخر بأنه ضئيل.
وحظرت أوكرانيا في السنوات الأخيرة العديد من كتبه، ومنها "أوكرانيا. معركتي. يوميات جيوسياسية" و"انتقام روسيا الأوراسي". كما تستهدف عقوبات بريطانية ألكسندر دوغين منذ يوليو/تموز، وتتهمه لندن على غرار ابنته بنشر "معلومات مضللة عن أوكرانيا" على الإنترنت.
عارض دوغين من قبل ثلاث نظريات رئيسة ملأت الأجواء في القرن العشرين: النظرية الليبرالية، ثم النظرية الشيوعية، وصولأ إلى النظرية الفاشية، وإن لم يكتفِ بالمعارضة السلبية، إذ قدم رؤيته لما عُرف بـ"النظرية السياسية الرابعة"...
وعلى الجانب الأميركي، يقطع دوغين بأنه توجد في البيت الأبيض اليوم، وبنوع خاص بعد إزاحة ترمب ووصول بايدن إلى الحكم، طغمة ممن يسمّيهم بـ"متطرفي العولمة والأطلسيين"، عطفاً على المحافظين الجدد، ومؤيدي إنقاذ النظام العالمي الأحادي القطبية بأي ثمن، وهم عينهم الذين حرّكوا الاحتجاجات في ميدان كييف عامي 2013 – 2014 ضد روسيا.
دوره مبالغ به
قال محمود الأفندي المحلل السياسي والأستاذ في الأكاديمية الروسية: "داريا دوغينا ووالدها ألكسندر دوغين دعما العملية العسكرية الروسية وبوتين وكانا يسعيان إلى تشكيل تيار سياسي والبحث عن أمجاد روسيا والإمبراطورية الروسية. ولطالما ترددت داريا على دونباس حيث كانت تقابل انفصاليين. لكن تحركاتهما ليست مدعومة من السلطة في روسيا. وداريا هي خريجة الجامعة المركزية الروسية تخصص فلسفلة وهي ناشطة سياسية في المنطقة الانفصالية. برأيي دورهما إعلاميا مبالغ فيه فلقد باتت أوكرانيا سلما لكل من يريد تحقيق مجد سياسي إن كان من الطرف الأوروبي أو من الروسي. لا علاقة لهما بالكرملين لكن دعما العملية العسكرية ككثيرين". بحسب فرانس برس.
وأضاف الأفندي: "ألكسندر دوغين صاحب فكرة أوروآسيوية لإنشاء إمبراطورية روسية واسعة، لكن تمجيده جاء عن طريق وسائل الإعلام العربية والأوروبية حيث إن القنوات الروسية لم تتحدث عنه بتاتا. في روسيا فلاسفة كبار ومعروفون أما دوغين فهو مجهول عند عموم الروس. يمكن وصفه بأنه نجم سياسي خارج روسيا وليس داخل البلاد تماما مثل ابنته، التي كانت أشهر منه حيث سبق وأن كتبت عنها وسائل الإعلام الروسية".
من جانبه، قال رامي القليوبي مراسل صحيفة العربي الجديد في موسكو: "يعرف عن داريا دوغينا على غرار والدها دعمهما العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وبسبب مواقفهما أدرجا ضمن قائمة العقوبات البريطانية خصوصا بعد زيارتها إلى دونباس، لكنها لم تستهدف شخصيا لأنه كان من المقرر أن يستقلا سيارتهما معا، لكن في آخر لحظة قرر دوغين أن يستقل سيارة رفقة صديقه ما أنجاه من موت محقق فيما لقيت ابنته حتفها".
ما علاقتهما ببوتين وما ثقلهما السياسي؟
قال المحلل السياسي محمود الأفندي: "ألكسندر دوغين ليس مقربا من الكرملين ولم يسبق أن تناول الإعلام الروسي أي معلومات عن مثل هذه العلاقة وكل ما تم ذكره جاء على لسان الإعلام الغربي. كما ليس له أي ثقل سياسي في روسيا لكنه حاول في المدة الأخيرة أن ينقل عبر وسائل الإعلام الغربية والعربية أنه مهدد من الطرف الأوكراني. وسائل الإعلام الروسية لم تكن تسلط الضوء على مواقفه. تم تهديده وتهديد ابنته وهي ناشطة سياسية في دونباس تزعج وزارة الدفاع الأوكرانية. لكن ليس لألكسندر دوغين أي ثقل سياسي في روسيا ولا علاقة له بالرئيس فلاديمير بوتين ولا بالكرملين".
وأضاف: "لقد أثار ألكسندر دوغين وابنته غضب الأوكرانيين وقد تم وضعهما على موقع اسمه myrotvorets تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي. كل شخص موجود في الصفحة هو إما مهدد بالموت أو القتل أو الخطف. حتى إن هنري كيسنجر (وزير الخارجية الأمريكي الأسبق) الذي حاول إقناع الأوكرانيين بتسليم مناطق لروسيا من أجل تحقيق السلام موجود في هذه الصفحة".
من جانبه، قال أستاذ المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو رامي القليوبي: "أعتقد أن الإعلام الغربي يبالغ عندما يتحدث عن ثقل دوغين في الداخل الروسي. ربما له تأثير على دوائر صنع القرار لكن في الداخل الروسي هناك شخصيات إعلامية أشهر وأكثر تأثيرا منه وحتى على المستوى الإيديولوجي".
نفق الاغتيالات السياسية
يرى محمود الأفندي بأن "روسيا دخلت مع أوكرانيا نفق الاغتيالات السياسية منذ حوالي شهرين وقد تم فعلا تصفية معارضين أوكرانيين دعموا روسيا بعد دخول القوات الأوكرانية مناطق خيرسون وميليتوبول وزابوريجيا، وتم اغتيال عدة محافظين حتى إنه جرى تسميم محافظ خيرسون الذي يتواجد في العناية المشددة وقد رفعت روسيا كتابا إلى الأمم المتحدة في هذا الشأن. من الملاحظ أيضا أن الحدود الروسية الأوكرانية بقيت مفتوحة حتى خلال الحرب منذ 2014 وبالتالي فشيء طبيعي أن تحدث حرب الاغتيالات" بين الجانبين.
في المقابل، اعتبر رامي القليوبي بأن "الحديث عن حرب اغتيالات هو سابق لأوانه، لكن من المؤكد إن كانت أوكرانيا تقف وراء هذا الهجوم كما تزعم بعض المصادر مثل رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية فهذا يعني أن أوكرانيا قد تمكنت من نقل المعركة من أراضيها إلى الداخل الروسي سواء عبر شن أعمال تخريبية في شبه جزيرة القرم من خلال عملائها أو اغتيال ابنة دوغين".
من هو الجيش الوطني الجمهوري؟
قال الأستاذ في الأكاديمية الروسية محمود الأفندي إن لا معلومات دقيقة حتى الساعة حول الجهة التي تبنت الهجوم على داريا دوغينا، مضيفا بأن مسألة "الجيش الوطني الجمهوري" يمكن أن تكون "مجرد ضربة أو كذبة إعلامية، حيث إن أوكرانيا أعلنت بأن لا علاقة لها باغتيال دوغينا. كانت العملية موجهة ضد دوغين شخصيا نتيجة دعمه العملية الروسية في أوكرانيا عبر وسائل الإعلام الأجنبية وليس الروسية. هناك كثير من الحركات والأحزاب المزروعة في روسيا مثل حركة تحرير أوكرانيا وأحزاب إسلامية لتحرير التتار في جزيرة القرم وهي جهات موالية لأوكرانيا يوجد لها خلايا نائمة في روسيا".
بدوره، قال أستاذ المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو رامي القليوبي إنه وبالنسبة إلى "الجيش الوطني الجمهوري فهو بحسب النائب السابق والمعارض الهارب إيليا بونوماريف، منظمة مناهضة للكرملين. لكن لم يتم التأكد من هذا التبني من جهة محايدة. بونوماريف لا يمكن تصنيفه كمصدر محايد حيث إنه يروج عادة للشائعات عبر الإعلام الأوكراني وتصريحاته لا يمكن أن تأخذ على محمل الجد".