العلاقات المغربية الإسرائيلية: عودة لاتفاقيات سابقة أم تطبيع لمصالح لاحقة؟
عبد الامير رويح
2020-12-15 08:00
انضمت المملكة المغربية مؤخرا الى مجموعة الدول العربية التي وافقت على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لتصبح بذلك وكما نقلت بعض المصادر، رابع دولة تعقد مثل هذا الاتفاق مع حكومة بنيامين نتنياهو، منذ أغسطس/آب الماضي حيث سبقها كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان. وإلى جانب مصر والأردن، أصبح المغرب سادس دولة عضو في جامعة الدول العربية تقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، حيث أعلن الرئيس الأمريكي عن الاتفاق عبر حسابه على تويتر. وقال البيت الأبيض إن ترامب والعاهل المغربي محمد السادس اتفقا على أن "تستأنف المملكة علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، فضلا عن تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين بما يدعم الاستقرار في المنطقة".
ويرى بعض المراقبين إن هذا الإعلان ليس مفاجئاً حيث كان المغرب أحد مراكز الحياة اليهودية في المنطقة، كما عين العاهل المغربي مستشارين يهود كبارا في حكومته"، وتم ايضاً دمج التاريخ اليهودي المغربي في المناهج الدراسية، وهناك بالفعل أكثر من 30 مليون دولار قيمة التجارة السنوية بين البلدين، ويسافر عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى المغرب سنويا". وتقول صحيفة تايمز أوف إسرائيل الإسرائيلية إنه على عكس شركاء السلام الآخرين القدامى والجدد لإسرائيل فإن المغرب لديه صلة مستمرة بإسرائيل وسوف يسارع العديد من الإسرائيليين إلى رحلة مباشرة إلى المغرب.
هذا الاتفاق الذي جاء بعد حصول الرباط، على اعتراف رسمي من الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المتنازع عليها، قد يسهم وبحسب بعض المراقبين، في خلق صراع جديد في المنطقة كما إنها قد تؤدي ايضاً، إلى توتر العلاقات بين واشنطن والجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو، التي تسعى إلى إقامة دولتها المستقلة في هذه المنطقة. وقد ما اشارت ليه عن ذلك في وقت سابق حيث اعلنت تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وشكلت حكومتها في بالجزائر. التي قالت في أول تعليق لها، إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء الغربية "ليس له أي أثر قانوني"، مُجددة دعمها لجبهة البوليساريو "ضد منطق القوة والصفقات المشبوهة".
والأمم المتحدة بحسب بعض المصادر، تعتبر جبهة البوليساريو الممثل الشرعي للشعب الصحراوي، وتطالب المنظمة من السلطات في المغرب بضرورة ترك حق تقرير المصير للصحراويين أنفسهم. وكانت جبهة البوليساريو قد حصلت على الاعتراف الرسمي بملكيتها للمنطقة من 37 دولة مما مكنها من تمديد عضويتها في الاتحاد الأفريقي، أما المغرب فقد فاز بدعم العديد من الحكومات الأفريقية معظمها من العالم الإسلامي والبلدان ضمن جامعة الدول العربية. ويشمل اتفاق التطبيع الاخير، إعادة فتح مكاتب الاتصال في تل أبيب والرباط والتي أغلقت في عام 2000 إثر تراجع العلاقات بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وفتح سفارات في نهاية المطاف. وقال مسؤولون إن المغرب سيسمح برحلات جوية مباشرة من وإلى إسرائيل لجميع الإسرائيليين.
وقد يكون الاتفاق مع المغرب من آخر الاتفاقات التي يبرمها فريق ترامب بقيادة المستشار البارز للبيت الأبيض جاريد كوشنر والمبعوث الأمريكي أفي بيركوفيتش قبل تسليم السلطة للإدارة المقبلة بقيادة الرئيس المنتخب بايدن. وقال كوشنر إن من المحتوم أن تبرم السعودية في النهاية اتفاقا مماثلا مع إسرائيل. وقال مسؤول أمريكي إن السعوديين سينتظرون على الأرجح لحين تولي بايدن السلطة قبل اتخاذ مثل هذه الخطوة مشيرا إلى أنه حتى بعد تولي بايدن السلطة ستظهر معارضة داخلية قوية قد تعرقل اتخاذ قرار في المستقبل القريب. وحاول فريق ترامب إقناع السعودية بتوقيع اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل انطلاقا من أن توقيع السعودية سيدفع دولا عربية أخرى لتحذو حذوها لكن السعوديين أبدوا عدم استعدادهم للخطوة.
المكافأة الكبرى
وفي هذا الشأن فقد حقق قرار تطبيع العلاقات مع إسرائيل للمغرب أكبر خطوة يخطوها حتى الآن صوب الحصول على أكبر جائزة يسعى للفوز بها وهي الاعتراف العالمي بأحقيته في السيادة على الصحراء الغربية. ويمثل دعم واشنطن للسيادة المغربية على الإقليم الصحراوي أكبر تنازل سياسي من جانب الولايات المتحدة حتى الآن في مساعيها لنيل الاعتراف العربي بإسرائيل.
أما بالنسبة للملك محمد السادس فإن هذا الدعم يفوق أي مخاوف من إثارة غضب المغاربة المؤيدين للحقوق الفلسطينية أو من المساس بصورته باعتباره "أمير المؤمنين" بين المحافظين من المسلمين من خلال إبرام سلام مع الدولة الإسرائيلية التي ضمت القدس الشرقية إليها. وفي مؤتمر صحفي للإعلان عن القرار بمرسوم ملكي حذر وزير الخارجية ناصر بوريطة من أن "من ينتقدون هذا الاتفاق يعارضون سيادة المغرب على الصحراء".
وقال خالد السفياني الناشط المؤيد للفلسطينيين "هذا النبأ كان صدمة لي وللشعب المغربي. ونحن نرفضه بشدة". غير أنه رغم معارضة أحزاب إسلامية وأخرى مناصرة للقومية العربية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل فإن آخرين يدعمون التطبيع ومنهم ناشطون يؤيدون حقوق الأمازيغ. وقال الناشط الأمازيغي منير كجي "إعادة العلاقات مع إسرائيل نبأ طيب يخدم مصالح المغرب العليا". ويأتي الاتفاق في لحظة مهمة في الصراع الذي تجمدت الأوضاع فيه منذ فترة طويلة في الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر والتي تسعى لاستقلال الإقليم ثم تجدد الصراع مرة أخرى بعد هدنة استمرت ثلاثة عقود.
ويبدو من المستبعد أن تدفع الخطوة الأمريكية دولا غربية أخرى أو الأمم المتحدة للتخلي عن موقفها الداعي منذ فترة طويلة إلى إجراء استفتاء لتسوية النزاع. وقالت الأمم المتحدة إن موقفها لم يتغير. غير أن الخطوة تحقق زخما لحملة دبلوماسية من جانب الرباط تزايدت وتيرتها هذا العام ودفعت 17 دولة أفريقية وعربية لفتح قنصليات لها في الصحراء الغربية. وقالت جبهة البوليساريو إنها ستواصل كفاحها. وكانت الجبهة قد انسحبت من اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه عام 1991 في أعقاب حادث حدودي بين أنصارها والقوات المغربية.
وبعد انقضاء ثلاثة عقود على سريان الهدنة عزز الجيش المغربي قواته وقدراته التكنولوجية بمساعدة أمريكية. وهو يتفاوض الآن مع واشنطن على شراء طائرات مسيرة جديدة. ورغم أن جبهة البوليساريو أعلنت عن قصف متواصل للدفاعات الحدودية المغربية في عمق الصحراء منذ الانسحاب من الهدنة، لم يشر أي من الجانبين إلى سقوط قتلى في الاشتباكات. وربما يكون السلام مع إسرائيل خطوة أصغر بالنسبة للمغرب منها لبعض الدول العربية الأخرى.
فالمغرب وطن لآباء وأجداد قرابة مليون يهودي إسرائيلي، وقال بوريطة إن 70 ألف إسرائيلي زاروا المملكة في العام الماضي وحده. وكان المغرب قد افتتح مكتب اتصال في إسرائيل عام 1994 لكنه أغلقه في 2002 خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية. غير أنه بعد انتشار شائعات في وقت سابق هذا العام بأن المغرب سيتوصل لاتفاق مع إسرائيل قال رئيس الوزراء سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المعتدل إن الرباط ترفض "أي تطبيع للعلاقات مع الكيان الصهيوني". بحسب رويترز.
وسعى الملك محمد للتخفيف من وقع الأمر بالقول في مرسومه إنه ما زال يؤيد حل الدولتين ويعتبر القدس مدينة مقدسة للأديان السماوية الثلاثة. إلا أنه يراهن بالموافقة على الصفقة التي أعلنت على أن الشعور الوطني تجاه الصحراء الغربية يفوق في أهميته الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية.
مواقف وردود
من جانب اخر فقد أثار الإعلان الذي رحبت به إسرائيل واعتبرته "اتفاقا تاريخيا" ردود فعل متباينة. فقد اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل "خطيئة سياسية لا تخدم القضية الفلسطينية". ومن جانبها، أعلنت الأمم المتحدة أن القرار الأميركي لا يغيّر موقفها حيال الصحراء الغربية التي تعتبرها من "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعلان بأنه "سلام تاريخي بيننا". وأضاف نتنياهو أن الاتفاق سيفضي إلى تسيير رحلات مباشرة بين البلدين إضافة لفتح بعثات دبلوماسية. وتابع قائلا إن رابع اتفاق تتوسط فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل ودولة عربية في الأشهر الماضية "سيكون سلاما دافئا جدا". وقال في خطاب بثه التلفزيون "اعتقدت دوما أن هذا السلام التاريخي سيتحقق. وعملت دائما من أجله". وأضاف وهو يوجه الشكر لترامب "أود أن أشكر أيضا ملك المغرب الملك محمد السادس لاتخاذه هذا القرار التاريخي لإحلال سلام تاريخي بيننا".
وندد الفلسطينيون بالاتفاق مثلما نددوا باتفاقات التطبيع السابقة مع الإمارات والبحرين والسودان. وقال بسام الصالحي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "أي خروج عربي عن مبادرة السلام العربية كما هي التي نصت على أن التطبيع يأتي بعد إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية أمر غير مقبول ويزيد من غطرسة إسرائيل وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني".
وفي قطاع غزة، وصف حازم قاسم المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير القطاع الاتفاق بأنه خطيئة لا تخدم الشعب الفلسطيني وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل كل اتفاق تطبيع جديد لزيادة اعتداءاته على الشعب الفلسطيني ويسرع وتيرة توسيع المستوطنات.
من جانبه قال الوزير الإسرائيلي رافي بيريتس إن اتفاق التطبيع الذي أعلن مع المغرب بوساطة أمريكية حدث "تاريخي وسار". وكتب في تغريدة "والداي اللذان هاجرا من المغرب وتركا حياتهما بأكملها وراءهما تحدثا دوما عن السلام وعن العلاقات الطيبة مع الجيران العرب في المغرب". وأضاف "حان الوقت لأن نفعل ذلك أيضا".
ومن بين الأصوات القليلة المعارضة، كتب مستشاره نزار خيرون على تويتر "الصحراء_مغربية ومغربيتها ثابتة تاريخيا وواقعا، وإسرائيل كيان محتل ومغتصب للحق الفلسطيني تاريخيا وواقعا". لكنه لم يعبر عن أي انتقاد مباشر لإعلان الملك بشأن إسرائيل، تماشيا مع التزام المغاربة الاحترام المطلق لملكهم. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي المغربية، كان وسم "التطبيع خيانة" من بين الأكثر شعبية، لكنه كان متخلفا بكثير عن وسم "الصحراء_المغربية". وتركّز الصحافة المغربية على موضوع الصحراء على عكس الصحافة العالمية التي تركز على الشق المتعلق بإسرائيل. بحسب رويترز.
والمغرب يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية شأنها في ذلك شأن قضية الصحراء الغربية، وتحتشد خلفها الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية المعارضة لأي تطبيع مع "الكيان الصهيوني". وفي منتصف أيلول/سبتمبر، تظاهر بضع مئات من المغاربة في الرباط احتجاجا على "اتفاقات التطبيع العربية" مع إسرائيل مدينين "الدول الخائنة" للقضية، وكانت في ذلك الوقت الإمارات العربية المتحدة والبحرين. لكن الملك محمد السادس أكد للرئيس الفلسطيني محمود عباس أن تدابير التطبيع "لا تمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة".
ورحبت كل من مصر والإمارات بقرار المغرب تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وكانت مصر وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل في عام 1979. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على تويتر إنه يثمن الخطوة المهمة بتطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة. وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي في تغريدة على تويتر إن الإمارات ترحب بقرار المغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية والاتصالات مع إسرائيل. وقال الشيخ محمد بن زايد "نرحب بإعلان الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة المغرب الشقيق على الصحراء المغربية، وبقرار الرباط استئناف الاتصالات والعلاقات الدبلوماسية مع دولة إسرائيل.. خطوة سيادية تساهم في تعزيز سعينا المشترك نحو الاستقرار والازدهار والسلام العادل والدائم في المنطقة".
وذكرت وكالة أنباء البحرين في بيان أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة أشاد بقرار الملك محمد السادس بإقامة علاقات دبلوماسية واتصالات رسمية مع إسرائيل. ورحب البيان أيضا باعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. كما قالت وزارة الخارجية العُمانية إن السلطنة ترحب بإعلان المغرب إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وتأمل في أن تعزز هذه الخطوة المساعي نحو إقرار سلام دائم وعادل في الشرق الأوسط.
وقالت وزارة الخارجية العُمانية في بيان "ترحب سلطنة عُمان بما أعلنه جلالة الملك محمد السادس عاهل المغرب الشقيق في اتصالاته الهاتفية بكل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الفلسطيني محمود عباس وتأمل أن يعزز ذلك من مساعي وجهود تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط". ولم يذكر البيان تحديدا ما تم الإعلان عنه. وحافظت عُمان على حيادها في المنطقة.
وفي السابق، أشار مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إلى أن عُمان يمكن أن تكون مرشحا آخر محتملا لتطبيع العلاقات. ولم تتحدث السلطنة عن احتمالات التطبيع. وفي عام 2018 زار رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو سلطنة عُمان وناقش مع سلطانها في ذلك الوقت، السلطان قابوس، مبادرات السلام في الشرق الأوسط. وقال مسؤول إيراني كبير إن قيام المغرب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل خيانة وطعنة في الظهر للفلسطينيين.
خريطة المغرب الجديدة
على صعيد متصل قال السفير الأمريكي في المغرب، ديفيد فيشر، إن الولايات المتحدة تبنت خريطة جديدة للمملكة تضع الصحراء الغربية ضمن الأراضي المغربية. وأوضح فيشر، وهو يظهر في لقطات مُصورة أمام الخريطة: "يسعدني الليلة أن أقدم لكم الخريطة الرسمية الجديدة للمملكة المغربية التي ستعتمدها الحكومة الأمريكية". ورأى فيشر أن "الخريطة تمثيل ملموس للإعلان الجريء للرئيس ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية". وكشف السفير الأمريكي عن اعتزامه تقديم الخريطة الجديدة "كهدية" للعاهل المغربي الملك محمد السادس "تقديراً لقيادته الجريئة ولدعمه المستمر والقَيِّم للصداقة العميقة بين بلدينا".
من جانبه، قال رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، إن "مختلف المصالح الفدرالية الأمريكية ومختلف السفارات والقنصليات تلقت الخريطة الجديدة المغرب المعتمدة من قبل الإدارة الأمريكية: تحمل اسم المغرب على كامل ترابه من طنجة الكويرة، وتزيل الخط الوهمي الفاصل وتتخلى عن لفظ: الصحراء الغربية". بحسب CNN.
وفي وقت سابق ، قالت الجزائر إن إعلان الرئيس الأمريكي الخاص بالصحراء الغربية "ليس له أي أثر قانوني"، مُجددة دعمها لجبهة البوليساريو "ضد منطق القوة والصفقات المشبوهة"، حسبما ورد في بيان لوزارة الشؤون الخارجية. وشدد بيان الخارجية الجزائرية على أن اعتراف ترامب "يتعارض مع جميع قرارات الأمم المتحدة، خاصة قرارات مجلس الأمن بشأن مسألة الصحراء الغربية، وآخرها القرار رقم 2548 الصادر بتاريخ 30 أكتوبر 2020، الذي صاغه ودافع عنه الجانب الأمريكي".
كما حذرت الجزائر، من "عمليات أجنبية" تهدف إلى زعزعة الاستقرار، متحدثة عن إسرائيل، في أعقاب اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. وقال رئيس الوزراء، عبد العزيز جراد، إن هناك "تحديات تحيط بالبلاد"، مشيرا إلى وجود تهديدات على حدود البلاد التي "وصل إليها الكيان الصهيوني".
من جانبها أدانت روسيا القرار الأمريكي معتبرة أنه يتعارض مع القانون الدولي. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف قوله "هذا انتهاك للقانون الدولي". وأضاف أن هذا القرار لا يحترم "قرارات مجلس الأمن الدولي التي وافق عليها الأمريكيون أنفسهم". ولفت بوغدانوف إلى أن موسكو تعتبر إقامة العلاقات بين المغرب وإسرائيل "ضرورية لإقامة روابط خصوصا أنه كان هناك دائما جالية يهودية كبيرة في المغرب وقد تم الحفاظ على اتصالات تاريخية وإنسانية".