فضائح خوان كارلوس: عندما تجتمع الدكتاتورية والفساد!

عبد الامير رويح

2020-11-15 07:34

فضيحة جديدة تلاحق الملك السابق خوان كارلوس، المتهم بالعديد من القضايا والفضائح التي لا تزال تلاحقه بعد تنازله عن عرشه، أخرها اتهامه بقضية فساد ورِشا مالية كبيرة، الفضيحة الجديدة انكشفت وكما نقلت بعض المصادر، بعد ان نقلت صحيفة تربيون دي جنيف السويسرية أن الملك الاسباني السابق ووالد الملك الحالي فيليب حصل على 100 مليون دولار (90 مليون يورو) من السعودية كرشاوى عبر حساب خارجي. وفتحت المحكمة العليا الإسبانية في يونيو حزيران تحقيقا لمعرفة ما إذا كان خوان كارلوس قد شارك في أي نشاط غير مشروع يتصل بمشروع خط سكة حديد سريع في الصحراء بالسعودية بعد تنازله عن العرش في عام 2014.

كما قالت صحيفة "الباييس" الإسبانية بعنوان "خوان كارلوس الغامض الكبير" إن هناك العديد من الأمور التي يتم كشفها تدريجيا حول حياة ملك اسبانيا السابق، وكان خوان كارلوس متهم باستخدام حبيبته الأميرة الألمانية كورينا، لإخفاء أصول وممتلكات في الخارج بالإضافة إلى حسابات في سويسرا بأسم ابن عمه ألبارو أورلينز دى بوربون.، فضلا عن استخدامها للحصول على صفقات عقارية منخفضة الضرائب.

كما أقام ملك إسبانيا وبحسب بعض المصادر، علاقات مع أكثر من 1500 امرأة بينها ملكة جمال اسبانيا السابقة باربرا راى كي، التي أوكل للاستخبارات الإسبانية دفع الملايين لها بالجنيه الاسترليني لكى تلتزم الصمت ولا تفصح علاقاتها الطويلة معه، حيث أنها التقت عميل في وكالة الاستخبارات الإسبانية في مقهى وتسلمت منه 3 مليون يورو في شكل دفعات شهرية، مقابل صمتها وعدم تسريب فيديوهات وصور خاصة تجمعهما معا.

وبالإضافة إلى ذلك ، فإن ظهور ابنة غير شرعية للملك خوان كارلوس، إنجريد ساريتو، التي أكدت أن والدتها كانت على علاقة غرامية به عام 1960 عندما كان وليا للعهد، واشارت صحيفة "أوك دياريو" إلى أنها تقدمت بالدعوى مجددا بعدما فقد الملك حصانته من عدم الملاحقة القضائية بعد تنازله عن العرش، كما دعت شقيقها "غير الشرعي أيضا" البرتو سولا، الذى ولد في برشلونة عام 1956، من سيدة أخرى للتقدم مجددا بقضية إثبات نسب، بعدما رفضت المحكمة قبول دعواه سابقا.

ومن بين الشبهات التي تحوم حول ملك اسبانيا ، وهو قتله لشقيقه ألفونسيتو دى بوروبون الذى كان يبلغ 14 عاما، بالرصاص من مسدس عيار 22، وأوضحت وسائل الإعلام ومن بينها صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية أن الحادث كان عبارة عن قتيل واحد وشاهد واحد وهو "خوان كارلوس"، وهو ما يثير الشكوك في طريقة قتل الشقيق الأصغر.

تحقيقات مستمرة

فتح المدعي في المحكمة العليا الإسبانية تحقيقا أوليا جديدا بشأن المعاملات المالية للملك السابق خوان كارلوس بعد تقرير أعدته الوكالة الوطنية لمكافحة غسل الأموال. ويخضع الملك السابق، الذي سافر إلى الإمارات في أغسطس/آب وسط عاصفة من الفضائح، لتحقيق منفصل تجريه المحكمة العليا يتعلق بعقد حول قطارات فائقة السرعة مع السعودية. واعتلى خوان كارلوس العرش في العام 1975 بعد وفاة الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو، وحكم البلاد لمدة 38 عاما قبل أن يتنازل عن العرش لنجله فيليبي السادس في حزيران/يونيو 2014، بعد عامين فقط من اعتذاره للإسبان عن ذهابه في رحلة صيد في إفريقيا مع لارسن فيما كانت إسبانيا تواجه أزمة مالية كبرى.

وكان شخصية شعبية لعقود، ولعب دورا رئيسيا في التحول من ديكتاتورية فرانكو التي سيطرت على إسبانيا من 1939 إلى 1975، إلى الديموقراطية. لكن التدفق المستمر للتقارير الإعلامية المحرجة حول أسلوب حياته السابق وثروته الشخصية، قوّض مكانته في السنوات الأخيرة وجدد الجدل حول مستقبل النظام الملكي في إسبانيا.

وأعلنت النيابة في المحكمة العليا توليها هذا التحقيق لأن "أحد الأشخاص المتورطين في الوقائع قيد التحقيق كان الملك، العاهل الملكي المتنحي خوان كارلوس دي بوربون". وقالت إن التحقيق "يهدف حصرا إلى تحديد أو استبعاد ضرورة (الملاحقة) الجنائية على أساس الوقائع التي جرت بعد شهر حزيران/يونيو 2014، وهو التاريخ الذي توقفت فيه حصانة الملك". ويحقق القضاء في هذه الحقائق منذ عام 2018، ولكن بفضل الحصانة التي يتمتع بها، لا يمكن سوى للمحكمة العليا أن تسعى لتحديد مسؤولية العاهل السابق وعن الأفعال التي ارتكبها بعد تنحيه فقط (في عام 2014).

وتم فتح التحقيق في أيلول/سبتمبر 2018 بعد نشر سجلات عشيقة خوان كارلوس السابقة، كورينا ساين فيتجنشتاين، التي زعمت فيها أن الملك تلقى عمولة لإبرام عقد قيمته 6,7 مليار يورو لتشييد قطار فائق السرعة يربط بين مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة مع تحالف إسباني. وأشارت النيابة إلى "أنها جنحة فساد محتملة في المعاملات التجارية الدولية". وأكدت صحيفة "لا تريبون دو جنيف" خصوصا أن خوان كارلوس تلقى العام 2008 مئة مليون دولار من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز على حساب مؤسسة بنكية في سويسرا. وفي نفس الشهر، ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" من جهتها إن فيليبي هو أحد المستفيدين أيضا من هذه المؤسسة. بحسب رويترز.

قال متحدث باسم العائلة الملكية في إسبانيا إن الملك السابق خوان كارلوس، موجود في الإمارات العربية المتحدة منذ الثالث من أغسطس آب، واضعا بذلك حدا لتكهنات في أنحاء متفرقة من العالم بخصوص مكان وجود الرجل البالغ من العمر 82 عاما وذكرت صحيفة (إيه.بي.سي) اليومية الإسبانية أن خوان كارلوس سافر في طائرة خاصة إلى أبوظبي من مدينة فيجو التي تقع في شمال غرب إسبانيا ويقيم في فندق قصر الإمارات الذي تملكه الحكومة، بينما تكهنت بعض وسائل الإعلام في وقت سابق بأن خوان كارلوس في جمهورية الدومنيكان أو البرتغال.

إنهاء الملكية

في السياق ذاته قال نائب رئيس وزراء إسبانيا المنتمي لليسار المتطرف إن الفضيحة المالية التي هزت العائلة المالكة تمثل ”لحظة تاريخية“ للضغط من أجل التحول إلى النظام الجمهوري. وقال بابلو إجلاسياس زعيم حزب يونيداس بوديموس الشريك الأصغر في الحكومة الائتلافية بإسبانيا إن الملكية لم تعد مناسبة لجيل الشباب. وأضاف في اجتماع حزبي ”يتضاءل عدد الناس، لا سيما الشباب، الذين يرون أنه لا يمكن للمواطنين في القرن الحادي والعشرين اختيار رئيس دولتهم وأنه لا يتعين عليه المثول أمام العدالة مثل أي مواطن ولا يمكن عزلة من منصبه إذا ارتكب جريمة“.

كما طالب محتجون في إسبانيا ‮ بإنهاء النظام الملكي بعد الرحيل المفاجئ للملك السابق خوان كارلوس من البلاد وسط فضيحة فساد. وتظهر استطلاعات الرأي أن الإسبان منقسمون بشكل شبه متساو حول ما إذا كان ينبغي أن تبقى بلادهم مملكة أو أن تصبح جمهورية. ومن المرجح أن يدعم المسنون والمحافظون النظام الملكي فيما يعارضه الشباب واليساريون. واتهمت الأحزاب المناهضة للملكية خوان كارلوس "بالفرار من العدالة" لكن محاميه أكد أنه سيبقى في تصرف القضاء إذا اقتضى الأمر.

وكان كارلوس قد أعلن فجأة قراره بالمغادرة مما أطلق العنان إلى موجة من التكهنات على الصعيد الدولي. وقال سائق حافلة يدعى خوسيه إيمليو مارتن خلال مشاركته مع زهاء مئة شخص في احتجاج بالعاصمة مدريد ‮”علينا أن ننظف نظام الفساد، وينبغي علينا أن نبدأ من القمة“. وانتشرت الاحتجاجات ضد الأسرة الملكية في أنحاء إسبانيا منذ الخروج المثير للعاهل السابق.

وأظهر استطلاع للرأي نُشرت نتائجه أن نحو ثلثي الإسبان يعتقدون أن الملك السابق خوان كارلوس، ما كان ينبغي أن يتوجه للخارج. وكشف الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة سيجمادوس لصالح صحيفة إل موندو أن 63.3 في المئة ممن استُطلعت آراؤهم عبروا عن استيائهم من مغادرة الملك السابق البالغ من العمر 82 عاما في حين أيد 27.2 في المئة رحيله. وقال نحو 80.3 في المئة إنهم يعتقدون أن خوان كارلوس كان يتعين أن يواجه إجراءات قانونية محتملة. ووجد الاستطلاع أن 12.4 في المئة قالوا إنه ليس مذنبا بينما لم يعبر 7.3 في المئة عن رأيهم. بحسب رويترز.

من جانب اخر صوت مجلس مدينة برشلونة الإسبانية لصالح تجريد ملك البلاد السابق خوان كارلوس من كل الجوائز الرسمية التي تلقاها من المدينة، ويشمل ذلك أعلى أوسمتها، بسبب مزاعم فساد. ومن بين الجوائز الشرفية التي تلقاها خوان كارلوس من برشلونة الميدالية الذهبية التي تُمنح لمن تميزوا عبر استحقاق شخصي أو بتقديم خدمات استثنائية لبرشلونة. وبرشلونة عاصمة إقليم قطالونيا، حيث تسعى حركة انفصالية قوية منذ سنوات لإقامة جمهورية مستقلة عن إسبانيا. وأجرت الأحزاب الانفصالية في المجلس التصويت على تجريد الملك السابق من الجوائز. وينقسم سكان قطالونيا بشأن الاستقلال.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا