جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة

وكالات

2020-11-08 08:24

فاز جو بايدن السبت على دونالد ترامب في السباق إلى البيت الأبيض، حسب ما أعلنت وسائل إعلام أميركية، في انتصار يشكل منعطفا تاريخيا لأميركا والعالم بعد أربع سنوات من ولاية رئاسية حافلة بالصراعات السياسية والبلبلة. بحسب فرانس برس.

وبعد أربعة أيام من الترقب، أعلِن فوز المرشح الديموقراطي والنائب للرئيس السابق باراك أوباما بحصوله على 273 من كبار الناخبين، وهو الحد المطلوب للفوز بالرئاسة، بفضل أصوات ولاية بنسيلفانيا، وفق وسائل الإعلام الأميركية الكبرى وفي طليعتها شبكة سي إن إن وصحيفة نيويورك تايمز، ليصبح بذلك الرئيس الـ46 للولايات المتحدة.

ولاول مرة في تاريخها، انتخبت الولايات المتحدة امرأة لنيابة الرئاسة هي كامالا هاريس (56 عاما) التي ستكون كذلك أول امرأة سوداء تتولى هذا المنصب.

ولم يعترف ترامب في الوقت الحاضر بهزيمته ولا يعرف ما إذا كان يعتزم الاستمرار في نقض النتائج والادعاء بحصول عمليات تزوير لم يقدم حتى الآن أي دليل عليها، في حين بدا معسكره متقبلا لفوز بايدن بولاية من أربع سنوات.

وسيكون أول رئيس أميركي لولاية واحدة منذ الجمهوري جورج بوش الأب عام 1992.

ومهما كان موقف ترامب، فإن الدستور ينص على انتقال السلطة في 20 كانون الثاني/يناير عند الظهر.

وقبل حلول هذا الموعد، يتحتم على الولايات تأكيد نتائجها، على أن يجتمع كبار الناخبين الـ538 في كانون الأول/ديسمبر لتعيين الرئيس رسميا.

وأعلن أندرو بايتس المتحدث باسم بايدن هذا الأسبوع أن "السلطات الأميركية قادرة تماما على طرد الدخلاء على البيت الأبيض".

وراهن بايدن الذي كان نائبا لأوباما لثماني سنوات من 2009 إلى 2017، على حملة انتخابية معتدلة خاطب فيها العمال، لإيصاله إلى البيت الأبيض، وتبين أن هذا الرهان كان صائبا.

وانتزع بايدن من ترامب ثلاث ولايات صناعية خسرتها المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات الأخيرة قبل أربع سنوات، هي ميشيغن وويسكونسن وبنسيلفانيا، وهي ولاية وصفها مساء الجمعة بأنها "قلب هذه الأمة".

وقال بايدن على تويتر "أتشرف وأشعر بالتواضع للثقة التي وضعها الشعب الأمريكي في شخصي وفي (كاملا) هاريس نائبة الرئيس المنتخب. لقد صوت عدد قياسي من الأمريكيين في مواجهة عراقيل غير مسبوقة.

"ومع انتهاء الحملة حان الوقت لتجاوز الغضب والتصريحات القاسية وتوحيد الصفوف كشعب واحد. حان الوقت كي تتحد أمريكا وتبرأ". بحسب رويترزز

وسارع ترامب، الذي زعم مرارا حدوث تلاعب في الانتخابات دون أن يقدم دليلا، إلى اتهام بايدن "بالتعجل لإعلان فوزه زيفا". وأضاف "الانتخابات لم تحسم بعد".

ويقول مسؤولو الانتخابات بالولايات في أنحاء البلاد إنه لا يوجد دليل على مخالفات كبيرة.

ومع انتشار الخبر، دوت الهتافات والتهليل في ردهات الفندق الذي يقيم فيه مساعدو بايدن وفي أنحاء البلاد.

وبينما تبادل أعضاء الحملة المصافحات بالكوع والعناق في الهواء في الفندق، قال مساعد لبايدن إن الأمر كان "يستحق كل دقيقة" من الانتظار.

ونشرت هاريس تغريدة مصورة لها وهي تهنئ بايدن، قائلة :"نجحنا يا جو!" وستكون هاريس أول امرأة، وأول أمريكية سمراء، وأول أمريكية من أصل آسيوي تشغل منصب نائب الرئيس، ثاني أرفع منصب في البلاد.

وسُمعت أصوات التهليل والتصفيق في ضواحي واشنطن العاصمة. وفي إحدى المناطق، خرج الناس من الشرفات يصيحيون ويلوحون ويطرقون الأواني. وازداد صوت الجلبة مع انتشار الأنباء. وانفجر البعض في البكاء. وبدأ عزف الموسيقى.

وفي حي بدفورد ستويفيسانت في بروكلين صفق الناس، وأطلقوا العنان لأبواق السيارات وأخذوا يصرخون فرحا مع انتشار أنباء انتصار بايدن. ورقص البعض على سلم الطوارئ في أحد المباني، بينما هتف آخرون "نعم" لدى مرورهم عليهم.

لكن، وفيما يذكر بالانقسام الذي تعانيه البلاد، تجمع قرابة 200 من أنصار ترامب قرب كونجرس ولاية ميشيجان في لانسينج للمطالبة بإعادة إحصاء الأصوات.

وجاء إعلان شبكات التلفزيون عن فوز بايدن وسط مخاوف هيمنت على فريق ترامب حول استراتيجيته للمضي قدما، وضغوط عليه لاختيار فريق قانوني أكثر احترافية لتوضيح أين يعتقدون أن التلاعب بالأصوات قد حدث ويعرض الأدلة على ذلك.

وقال أحد الموالين لترامب إن الرئيس المنتهية ولايته غير مستعد للإقرار بالهزيمة حتى رغم أنه لن يتم استبعاد ما يكفي من الأصوات في إعادة الفرز لتغيير النتيجة.

وقال مسؤول بحملة بايدن إنه من المتوقع أن يلقي كلمة إلى الأمة بعد الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (الواحدة صباح الأحد بتوقيت جرينتش) من مسقط رأسه ويلمنجتون في ولاية ديلاوير.

ويدخل بايدن البيت الأبيض يوم 20 من يناير كانون الثاني، كأكبر رئيس يتولى السلطة في عمر 78 عاما، وسيواجه على الأرجح مهمة شاقة في حكم بلد يعاني من الاستقطاب الشديد، وهو ما برز من خلال الإقبال القياسي على التصويت في معركة حتى النهاية.

ولتحقيق الفوز، واجه بايدن تحديات لا مثيل لها من بينها محاولات قادها الجمهوريون للحد من التصويت عبر البريد فيما أدلى عدد قياسي من الناخبين بأصواتهم بهذه الطريقة بسبب الجائحة التي راح ضحيتها أكثر من 235 ألفا في الولايات المتحدة.

ووصف الجانبان انتخابات 2020 بأنها أحد أهم الانتخابات في التاريخ الأمريكي وعلى نفس القدر من الأهمية مثل الانتخابات التي جرت أثناء الحرب الأهلية في الستينيات والكساد الكبير في الثلاثينيات.

وعلى مدى شهور أثار مسؤولون من الجانبين مخاوف من عدم القدرة على إجراء انتخابات نزيهة في الولايات المتحدة. لكن التصويت تم في مراكز الاقتراع دون مشاكل كبيرة في نهاية المطاف. وعمل الآلاف من مراقبي الانتخابات من الحزبين لأربعة أيام لضمان فرز الأصوات.

وتحقق فوز بايدن بدعم قوي له من جماعات من بينها النساء والأمريكيون من أصل أفريقي والناخبون البيض الحاصلون على درجات جامعية وسكان المدن. وتفوق على ترامب في التصويت الشعبي على مستوى البلاد بفارق أكثر من أربعة ملايين صوت.

وسيرث بايدن، الذي قضى 50 عاما في الحياة السياسية كسناتور ثم كنائب رئيس في عهد باراك أوباما سلف ترامب، بلدا يعاني الاضطرابات بسبب جائحة فيروس كورونا والتباطؤ الاقتصادي بسببها وكذلك احتجاجات على العنصرية ووحشية الشرطة.

وقال بايدن إن وضع خطة لاحتواء الجائحة والتعافي منها يأتي على رأس أولوياته ووعد بالعمل على توفير الفحوص بشكل أكبر والامتثال لنصائح مسؤولي الصحة العامة والعلماء بخلاف ما كان يفعله ترامب.

كما تعهد أيضا بإعادة البيت الأبيض إلى حالته الطبيعية بعد فترة رئاسية أشاد ترامب خلالها بزعماء أجانب مستبدين ولم يحترم تحالفات عالمية قائمة منذ وقت طويل ورفض التبرؤ ممن يؤمنون بتفوق العرق الأبيض وألقى بظلال من الشك على النظام الانتخابي في الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من فوزه، فقد بايدن فشل في تحقيق نصر ساحق على ترامب كان الديمقراطيون يأملون به مما يعكس الدعم الشديد الذي لا يزال ترامب يحظى به رغم سنواته الأربع المضطربة في المنصب.

وقد يعقد هذا الأمر من الوعود التي قطعتها حملة بايدن الانتخابية لتفكيك أجزاء رئيسية من إرث فترة ترامب، من بينها التخفيضات الضريبية الكبيرة التي أقرها ترامب واستفاد منها الأغنياء والشركات على نحو خاص وكذلك سياسات الهجرة الصارمة وجهوده لإلغاء قانون أوباماكير للرعاية الصحية لعام 2010 وانسحابه من اتفاقيات دولية مثل اتفاق باريس للمناخ والاتفاق النووي مع إيران.

وإذا واصل الجمهوريون هيمنتهم على مجلس الشيوخ، فإنهم سيعرقلون أجزاء كبيرة من الأجندة التشريعية لبايدن بما في ذلك توسيع نطاق الرعاية الصحية ومحاربة تغير المناخ. وقد يتوقف هذا على نتيجة أربعة سباقات غير محسومة بعد على مقاعد في المجلس من بينها سباقان في ولاية جورجيا.

يحاولون سرقة انتخابات

وبالنسبة لترامب (74 عاما)، يمثل فوز بايدن نهاية مزعجة لصعود سياسي مذهل. وكان ترامب، المطور العقاري الذي اكتسب شهرة على مستوى البلاد بوصفه من نجوم تلفزيون الواقع، قد فاز على الديمقراطية هيلاري كلينتون في عام 2016 بعد أول ترشح له لمنصب بالانتخاب. وبعد ذلك بأربع سنوات، أصبح أول رئيس أمريكي يخسر مسعاه للفوز بفترة ثانية منذ الرئيس الجمهوري جورج بوش الأب عام 1992.

ورغم قيوده شديدة الصرامة على الهجرة، حقق ترامب نجاحات في أوساط الناخبين من أصول لاتينية. وفاز بولايات حاسمة مثل فلوريدا حيث لقي تعهده بإعطاء الاقتصاد أولوية حتى إذا كان ذلك يعني زيادة خطر فيروس كورونا صدى على ما يبدو.

لكن ترامب فشل في النهاية في توسيع نطاق تأييده خارج الناخبين البيض في المناطق الريفية وأبناء الطبقة العاملة الذين يؤيدون شعبويته اليمينية وشعار "أمريكا أولا" الذي يرفعه.

وقبل الانتخابات، رفض ترامب الالتزام بنقل السلطة سلميا إذا فاز بايدن وتمسك بهذا الموقف. وأعلن فوزه بالانتخابات دون سند وقبل استكمال فرز الأصوات بكثير.

وقبل توقع فوز بايدن ومع تراجع فرص فوز ترامب بالرئاسة لفترة أخرى مع استمرار فرز الأصوات، شن الرئيس هجوما غير معتاد على العملية الديمقراطية من البيت الأبيض يوم الخميس وادعى دون سند أن الانتخابات تُسرق منه.

ودون أي دليل، هاجم ترامب العاملين في الانتخابات وزعم وجود تزوير في الولايات التي جعلت بايدن أقرب للفوز بفضل نتائج أصوات لم تكن قد فُرزت بعد. وقال ترامب يوم الخميس "الوضع هو أنهم يحاولون سرقة انتخابات".

وحث بايدن على الصبر لحين فرز الأصوات ورد على تويتر قائلا "لن يسرق أحد ديمقراطيتنا منا.. لا الآن ولا في أي وقت".

قادة العالم يهنئون جو بايدن بفوزه التاريخي

هنّأ رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين السبت جو بايدن على فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وشددا على رغبة الاتحاد الأوروبي في إعادة بناء "شراكة قوية" مع الولايات المتحدة. بحسب فرانس برس.

وكتب ميشال في تغريدة "الاتحاد الأوروبي مستعدّ للالتزام بشراكة قوية عابرة للأطلسي. كوفيد-19 والتعددية والمناخ والتجارة الدولية هي تحديات يجب مواجهتها معاً". من جهتها قالت فون دير لاين في تصريح "الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هما صديقان وحليفان (...) المفوضية مستعدة لتكثيف تعاونها مع الإدارة الأمريكية الجديدة والكونغرس الجديد".

وهنّأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جو بايدن بفوزه بالرئاسة الأمريكية ودعاه إلى العمل "معاً" من أجل "مواجهة التحديات الراهنة".

وكتب الرئيس الفرنسي في تغريدة "الأمريكيون اختاروا رئيسهم. تهانينا لجو بايدن وكمالا هاريس! لدينا الكثير من العمل لمواجهة التحديات الراهنة. لنعمل معاً".

نفس الشيء بالنسبة لرئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الذي هنأ هو الآخر جو بايدن وكامالا هاريس لفوزهما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وكتب ترودو في بيان "أتطلع للعمل مع الرئيس المنتخب بايدن ونائبة الرئيس هاريس، وإدارتهما والكونغرس الأمريكي حتى نتمكن من النهوض معا بالتحديات العالمية الكبرى".

وكثيرا ما كانت علاقة ترودو متوترة بترامب الذي اعتبر في إحدى تغريداته أن الزعيم الكندي "غير نزيه وضعيف"، وجاء ذلك في ظل خلاف حول الرسوم الجمركية.

وفرض ترامب رسوما على واردات الألمنيوم والصلب الكندي في حزيران/يونيو 2018، في خضم مفاوضات حول اتفاق التبادل الحر الجديد بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وردّت أوتاوا حينها بفرض رسوم على الألمنيوم والصلب الأمريكي، إضافة إلى منتجات أخرى بينها الويسكي وعصير البرتقال وآلات جزّ العشب والمراكب الشراعية.

ورفض ترودو الانتقال إلى واشنطن لحضور حفل بدء سريان اتفاقية التبادل الحر في وقت سابق من العام، بعدما طرح ترامب مجددا فكرة فرض رسوم على كندا. والولايات المتحدة هي أكبر شريك تجاري لكندا بقيمة تبادلات يومية تبلغ 2,4 مليار دولار كندي (1,8 مليار دولار أمريكي).

وهنأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل السبت جو بايدن، مشددة على أنّ العلاقة العابرة للأطلسي "لا بديل عنها"

وقالت المستشارة الألمانية التي عانت من علاقات معقدة مع واشنطن في ظل رئاسة دونالد ترامب، "تهانينا! أتمنى له من كل قلبي الحظ والنجاح"، مضيفة "صداقتنا العابرة للأطلسي لا بديل عنها إذا ما أردنا تجاوز التحديات الكبيرة الراهنة"، وفق ما كتب المتحدث باسمها عبر موقع تويتر.

فيما أشاد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما السبت بانتصار نائبه السابق جو بايدن "التاريخي" في السباق إلى البيت الأبيض.

وقال أوباما، أول أسود يتولى الرئاسة الأمريكية، في بيان "من حظنا أن جو يملك الميزات المطلوبة ليكون رئيسا، وأنه يتصرف منذ الآن على هذا الأساس. لأنه حين سيدخل البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، سيواجه مجموعة من التحديات الاستثنائية لم يسبق أن عرفها رئيس جديد: جائحة متفشية، واقتصاد ونظام قضائي غير عادلين، وديمقراطية في خطر ومناخ مهدد".

كما هنأ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون السبت جو بايدن "لانتخابه" رئيساً للولايات المتحدة، ونائبته كامالا هاريس لـ"نجاحها التاريخي".

وغرّد جونسون "الولايات المتحدة حليفتنا الأبرز وأنا متحمس للتعاون بشكل وثيق بشأن أولوياتنا المشتركة، من التغير المناخي إلى التجارة والدفاع".

وقدم ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التهنئة لجو بايدن ونائبته كاملا هاريس بفوزهما في انتخابات الرئاسة الأمريكية يوم السبت. بحسب رويترز.

وقال ولي عهد أبوظبي على تويتر "خالص التهاني إلى جو بايدن بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وإلى كاملا هاريس نائبة الرئيس، وأصدق الأمنيات بالتوفيق لهما في تحقيق مزيد من التقدم للشعب الأمريكي الصديق، الإمارات وأمريكا تربطهما علاقات صداقة تاريخية وتحالف إستراتيجي قوي، وسنواصل تعزيزها خلال المرحلة المقبلة".

كما قدم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد التهنئة لجو بايدن وكاملا هاريس بالفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية.

وقال الشيخ تميم على تويتر "تهانينا للرئيس المنتخب جو بايدن ونائبة الرئيس المنتخب كاملا هاريس. أطيب أمنياتي للشعب الأمريكي واتطلع للعمل المشترك لمواصلة تعزيز الصداقة بين بلدينا".

وذكرت وكالة الأنباء العمانية الرسمية يوم السبت أن السلطان هيثم بن طارق هنأ المرشح الديمقراطي جو بايدن بفوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وبعث سلطان عمان ببرقية تهنئة إلى بايدن عبر فيها "عن خالص تهانيه لفخامته لحصوله على ثقة الشعب الأمريكي وانتخابه رئيسًا للفترة الرئاسية القادمة".

وقدم الرئيس اللبناني ميشال عون التهنئة لجو بايدن بفوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية يوم السبت. وعبر عون في تغريدة على تويتر عن أمله في عودة "التوازن في العلاقات اللبنانية-الأمريكية" في عهد الرئيس الجديد.

وذكرت وسائل إعلام رسمية يوم السبت أن العاهل الأردني الملك عبد الله هنأ جو بايدن بفوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية.

وكان العاهل الأردني، الذي تربطه روابط شخصية ببايدن، يشعر بغضب إزاء خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط ووصفها بأنها تهديد للأمن الإقليمي.

وينحدر معظم الأردنيين من أصل فلسطيني وللمملكة أطول حدود مع إسرائيل مقارنة بباقي الدول المجاورة.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي في بيان إن الرئيس عبد الفتاح السيسي هنأ جو بايدن يوم السبت بفوزه بالرئاسة الأمريكية. وقال البيان "أكد الرئيس في هذه المناسبة علي التطلع للتعاون والعمل المشترك من أجل تعزيز العلاقات الثنائية الإستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية بما فيه صالح البلدين والشعبين الصديقين".

كما قدم الرئيس العراقي برهم صالح التهنئة لجو بايدن بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية يوم السبت.

وقال صالح على تويتر "أتقدم بالتهنئة إلى الرئيس المنتخب جو بايدن، والذي عرفناه صديقا وشريكا موثوقا به خلال عملية بناء العراق الجديد. نتطلع إلى العمل معا من أجل تحقيق أهداف ومصالح شعبينا المشتركة، وتعزيز آفاق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".

الفلسطينيون والاسرائيليون

بدورهم يترقب الفلسطينيون منذ ثلاث سنوات تغيير الرئيس الأمريكي على أمل أن يتيح لهم ذلك فرصة لمعاودة ضبط العلاقات مع واشنطن. بحسب رويترز.

ولم يصدر بعد رد عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد إعلان شبكات التلفزيون الكبرى فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية يوم السبت، لكن أهم وأول قرار يواجه عباس هو ما إذا كان سيستأنف الاتصالات السياسية مع الولايات المتحدة.

وكان عباس قطع قبل ثلاث سنوات الاتصال بالبيت الأبيض في عهد الرئيس دونالد ترامب، متهما إياه بالتحيز لإسرائيل بسبب الاعتراف بالقدس عاصمة لها ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة في عدول عن سياسة اتبعتها واشنطن في هذا الصدد على مدى عقود.

وقالت حنان عشراوي، المفاوضة المخضرمة وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "لا نتوقع تحولًا جذريا، لكننا على الأقل نتوقع أن تتوقف تماما سياسات ترامب التدميرية الخطيرة".

وأضافت "حان الوقت لتغيير المسار.. عليهم أن يغيروا المسار وأن يتعاملوا مع القضية الفلسطينية على أسس الشرعية والمساواة والعدالة وليس على أساس الاستجابة للمصالح الخاصة لجماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل أو أيا كان".

ومن قرارات ترامب الأخرى التي أغضبت الفلسطينيين وقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وإغلاق البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن.

كما طرح ترامب خطة للشرق الأوسط في يناير كانون الثاني تمنح إسرائيل السيادة على أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، وهي الأراضي التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها.

وقالت أم محمد وهي أم لأربعة أطفال في غزة "إنه يوم سعيد، لقد رحل ترامب".

وأضافت "بس يا ريت بايدن ما يوقع في نفس الأخطاء اللي عملها ترامب ويتبع اسرائيل متل الأعمى".

كما رحبت حركة حماس التي تسيطر على غزة وتعتبرها الولايات المتحدة وإسرائيل جماعة إرهابية بالانتكاسة التي تعرض لها ساكن البيت الأبيض حاليا.

وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس "سعيدون لرحيل المجرم ترامب وسنحكم على بايدن من خلال مواقفه تجاه القضية الفلسطينية".

أما محمد دحلان، الذي سبق أن تولى منصب رئيس الأمن الوقائي في قطاع غزة وشغل منصبا وزاريا، فقال إن فوز بايدن "يفتح أفقا لمسار سلام جديد يعتمد حل الدولتين كما وعد بايدن شخصيا خلال حملته الانتخابية".

إلا أن دحلان دعا إلى إصلاحات داخلية. ويعيش دحلان حاليا في المنفي في أبوظبي إثر خلاف مع عباس.

وأضاف في منشور على فيسبوك "فزوال خطر ترامب وحده لا يكفي، وعلينا أولا معالجة الاختلالات الداخلية بإنهاء الانقسام وانتخاب أطر وقيادات شرعية قادرة على مواجهة المستجدات".

اما الإسرائيليون فقبل أسبوعين فقط، كان جو بايدن مادة لمزحة ألقاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء محادثة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتطرق ترامب إلى مبادرة للسلام في الشرق الأوسط خلال مكالمة هاتفية مع حليفه الأوثق خارج الولايات المتحدة سائلا نتنياهو بسخرية "هل تظن أن ’جو النعسان’ كان بمقدوره عقد هذا الاتفاق؟!"

واعترض نتنياهو تحسبا على ما يبدو لفوز بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية. وكان قرارا حكيما، فبعد إعلان الشبكات التلفزيونية الرئيسية فوز المرشح الديمقراطي يوم السبت، صار بايدن هو الذي يضحك الآن.

ولم يصدر تعليق فوري عن نتنياهو بعد إعلان فوز بايدن ولا تزال صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي وترامب منشورة أعلى الصفحة الشخصية لنتنياهو على فيسبوك. بحسب رويترز.

لكن وزير العدل الإسرائيلي آفي نيسينكورن العضو في الائتلاف الحاكم والمنتمي لحزب أزرق أبيض الوسطي سارع بتهنئة بايدن.

وكتب على تويتر يقول "نتقدم بالتهنئة للرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن! ولكاملا هاريس أول سيدة تتولى منصب نائب الرئيس وتهانينا للشعب الأمريكي على العملية الديمقراطية اللائقة".

وعلى الرغم من أن بايدن يصف نفسه بأنه صهيوني وصديق لتسعة ممن تولوا منصب رئيس الوزراء في إسرائيل، فإن الخلاف قد يدب بين إدارة بايدن ونتنياهو.

وتعهد بايدن بإعادة مشاركة الولايات المتحدة في الاتفاق النووي مع إيران ومن المرجح أن يعبر عن معارضته للاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة التي يطالب بها الفلسطينيون لتكون جزءا من دولة لهم.

بعد مسيرة طويلة بايدن يفوز أخيرا بالجائزة الكبرى

توج جو بايدن، أحد الثوابت في الحياة السياسية بالولايات المتحدة على مدار نصف قرن شغل خلاله مقعدا في مجلس الشيوخ ومنصب نائب الرئيس، رحلته الطويلة بالوصول إلى قمة الهرم السياسي وذلك بهزيمة الرئيس دونالد ترامب بعد محاولتين فاشلتين للوصول إلى مقعد الرئاسة.

وعندما يدخل بايدن البيت الأبيض في 20 يناير كانون الثاني المقبل وهو في الثامنة والسبعين من عمره سيصبح الأكبر سنا على الإطلاق بين من فازوا في انتخابات الرئاسة. بحسب رويترز.

سعى بايدن الديمقراطي القادم من ولاية ديلاوير للتركيز على خبرته السياسية خلال حملة الدعاية الانتخابية المثيرة للانقسام، معتبرا نفسه زعيما يتمتع بالخبرة قادرا على أداء مهمة إبراء شعب أنهكته جائحة فيروس كورونا وتحقيق الاستقرار بعد سنوات ترامب العاصفة في الرئاسة.

فقد قال بايدن قبل إغلاق صناديق التصويت يوم الثلاثاء "مع السن يتأتى قدر من الحكمة".

ودأب ترامب على السخرية من بايدن وكان يصفه بعبارة "جو النعسان" خلال الحملة الانتخابية وقال إن قدراته الذهنية مستهلكة. وفي الوقت نفسه سعى حلفاء الرئيس لتصوير بايدن في صورة المسن المصاب بالخرف.

وكان ترامب (74 عاما) أكبر أمريكي يتولى الرئاسة سنا عندما أدى اليمين الدستورية عام 2017 وهو في السبعين من عمره.

ولدى قبول بايدن ترشيح الديمقراطيين له في انتخابات الرئاسة في أغسطس آب الماضي شدد على أهمية التراحم وآداب المعاملة، في مسعى للظهور بصورة النقيض لترامب المتهور والمشاكس.

وقال "سأكون حليفا للنور، لا للظلام".

وقد حقق في مسيرته السياسية مزيجا من المؤهلات العمالية والخبرة في السياسة الخارجية وقصة حياة آسرة تقترن بمأساة عائلية تمثلت في فقدان زوجته الأولى وابنته في حادث سيارة ووفاة ابنه بالسرطان.

وصل بايدن إلى واشنطن شابا حديث العهد بالسياسة. وانتُخب في العام 1972 وهو في سن التاسعة والعشرين عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير وظل عضوا في المجلس على مدار 36 عاما قبل أن يصبح نائبا للرئيس من 2009 إلى 2017 في عهد باراك أوباما أول رئيس أسود للولايات المتحدة.

وبعد أن شغل منصب نائب الرئيس، استقر بايدن على عدم ترشيح نفسه في 2016 ليشهد الهزيمة التي ألحقها ترامب بالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. واستهدف بايدن ترامب في معرض الإعلان عن عزمه خوض انتخابات 2020 في أبريل نيسان 2019.

وقال بايدن "نحن في معركة من أجل روح هذه الأمة" مضيفا أن ترامب إذا أعيد انتخابه "سيغير طابع هذا الشعب وهويتنا تغييرا جوهريا وإلى الأبد. وأنا لا يمكنني أن أقف موقف المتفرج وذلك يحدث".

واختار بايدن نائبة له كاملا هاريس عضو مجلس الشيوخ المولودة لأب مهاجر من جاميكا ولأم مهاجرة من الهند لتصبح أول إمرأة سمراء البشرة وأول شخص من أصول آسيوية يدخل الانتخابات الرئاسية لأحد الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة. وهي تبلغ من العمر 56 عاما وتنتمي للجيل الأصغر من بايدن.

ولم تسر المحاولتان السابقتان لبايدن لخوض انتخابات الرئاسة على ما يرام. فقد اضطر للانسحاب من السباق في 1988 بعد ادعاءات بأنه سرق بعض السطور في خطبه من خطب لزعيم حزب العمال البريطاني نيل كينوك.

وفي 2008 لم يحصل بايدن على تأييد يذكر وانسحب من السباق ليختاره أوباما بعدها نائبا له.

وفي عهد أوباما أدى بايدن مهام لحل مشاكل صعبة تتعلق بالحرب والشؤون الخارجية وفي قضايا داخلية مثل تقييد امتلاك الأسلحة والسياسة المالية.

ولم يأخذ أوباما دائما بنصيحة بايدن. فقد أصدر موافقته على الغارة التي أسفرت عن مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في باكستان عام 2011 رغم تحذير بايدن له من خطورتها.

ويتكلم بايدن بكل صراحة عن المآسي التي شهدتها عائلته ومنها وفاة زوجته الأولى نيليا وطفلته ناعومي البالغة من العمر 13 شهرا في حادث سيارة بعد أسابيع من انتخابه عضوا في مجلس الشيوخ.

وكاد أن يهجر الحياة السياسية لرعاية ابنيه الصغيرين اللذين نجيا من الحادث لكنه واصل المسيرة واعتاد أن يتنقل بالقطار بين ديلاوير وواشنطن لتفادي اقتلاعهما من البيئة التي نشأ الاثنان فيها.

وفي 2015 توفي ابنه جوزيف، الذي سبق أن شارك في حرب العراق وكان مدعيا عاما في ديلاوير، بسرطان الدماغ في سن السادسة والأربعين. وواجه هنتر ابن بايدن الآخر مشاكل تتعلق بالمخدرات.

وكان بايدن نفسه قد واجه أزمة صحية في 1988 عندما أصيب بتضخم الأوعية الدماغية.

ولد بايدن في مدينة سكرانتون وهي مدينة عمالية في ولاية بنسلفانيا وكان الأكبر بين أربعة أشقاء. وانتقلت أسرته فيما بعد إلى ديلاوير. وفي صغره تغلب بايدن على تلعثمه في الكلام بقراءة قصائد شعرية أمام المرآة.

وكان حديث العهد بالسياسة فعليا عندما أصبح خامس أصغر عضو في مجلس الشيوخ سنا في التاريخ الأمريكي عام 1972 إذ لم تكن له سوى خبرة عامين فقط في المجلس المحلي لمقاطعة في ديلاوير.

ورغم سنوات من العداء الحزبي في واشنطن ظل بايدن مؤمنا بالتعاون بين الحزبين الرئيسيين. وخلال الفترة التي أمضاها في مجلس الشيوخ اشتهر بايدن بعلاقات العمل الوثيقة مع بعض زملائه من الجمهوريين.

وبالإضافة إلى ذلك أيد عدد من الجمهوريين الساخطين بايدن في الانتخابات لانزعاجهم من احتمال فوز ترامب ومنهم مسؤولون سابقون في الحكومة وأعضاء سابقون في الكونجرس.

كما أيد بايدن دور الولايات المتحدة كزعيمة على المسرح العالمي في وقت كان ترامب يتخلى فيه عن اتفاقات دولية ويستعدي حلفاء قدامى.

وكان من إنجازات بايدن في مجلس الشيوخ المساعدة في إقرار قانون عام 1994 سمي باسم قانون مكافحة العنف ضد النساء ويهدف لحماية ضحايا الجرائم الأسرية.

وخلال فترة عمله في مجلس الشيوخ تخصص بايدن في الشؤون الخارجية بل ورأس في وقت من الأوقات لجنة العلاقات الخارجية. وقد أيد في تصويت بالمجلس تفويض اجتياح العراق عام 2003 قبل أن يصبح منتقدا لأسلوب الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش في إدارة الحرب.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا