شيلدون اديلسون: ما لا تعرفه عن صانع ترامب؟
دلال العكيلي
2018-09-06 04:30
وُلد أديلسون عام 1933 في حيّ دورشيستر في بوسطن، وهو إحدى المناطق الأكثر فقرا في الولايات المتحدة. عمل والده لكسب الرزق كسائق سيارة أجرة، وكانت والدته خيّاطة كان كلاهما يهوديّين فقيرين من أوروبا الشرقية كانت والدته من أوكرانيا، وكان والده من ليتوانيا نشأ ليصبح نجما ثابتا في قائمة أغنى عشرة أشخاص في العالم بواسطة صفقات القمار هذه قصة المليونير الذي فُتحت أمامه جميع أبواب العالم، بدءا بالبيت الأبيض وصولا إلى ديوان رئيس الحكومة في إسرائيل، يُصنّف شيلدون أديلسون بشكل دائم في أعلى قوائم أغنياء العالم تم تقدير ثروته عام 2008 بـ 26 مليار دولار، وتم تقدير المبلغ في شهر تشرين الأول، من العام الماضي بنحو 31.7 مليار دولار. وقد خسر نحو 25 مليار دولار، ولكنه تمكّن من التعافي بعد كل شيء، فالخطر ليس غريبا على الملياردير الأمريكي الذي صنع ثروته الكبيرة بصفقات القمار.
وهو معروف في الولايات المتحدة باعتباره الداعم الاقتصادي الأكبر للحزب الجمهوري لقد ساهم مساهمة فعالة في حملات جورج دبليو بوش الرئاسية بين عاميّ 2001-2009، كان أديلسون ضيفا دائما في البيت الأبيض في عهد بوش، على سبيل المثال في وجبة عشاء مشتركة بين بوش والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
في انتخابات عام 2012، قيل إنّ أديلسون قد أنفق 98 مليون دولار، أكثر من أي أمريكي آخر في أي وقت مضى، على مرشّحين مختلفين في انتخابات الرئاسة والكونغرس الأمريكي خُصص مبلغ 30 مليون منها لحملة ميت رومني وحده، ولكن دون فائدة حيث هُزم رومني من قبل الرئيس الحالي باراك أوباما.
ولكن روح المبادرة المتطورة لديه جعلت أديلسون تجسيدا للحلم الأمريكي اقترض 200$ دولار من عمّه في سنّ الثانية عشرة ليفتتح كشكا للصحف، وحتى بلوغه الثلاثينيات من عمره أصبح مليونيرا بواسطة مشاريع تجارية مختلفة، وإنْ كان قد فقد في عدة مرات جميع ثروته وهكذا استمرّت حياته التجارية بين مدّ وجزر، ولكن استمرّ بشجاعة كبيرة في التجارة، وافتتاح وإغلاق المحلات التجارية، ولم يدع الفشل يردعه.
كانت مدينة لاس فيغاس هي التي حوّلت أديلسون إلى ما هو عليه اليوم، وهي مدينة القمار في الولايات المتحدة اشترى أديلسون عام 1988 فندق "ساندس" في لاس فيغاس مقابل 128 مليون دولار بعد مرور نحو ثماني سنوات، بعد استثمار مليار ونصف المليار دولار، بنى أديلسون الفندق "البندقي"، الأكثر تكلفة وربحية في تاريخ المدينة.
في السنوات التالية أصبح أديلسون إمبراطورية للكازينوهات والقمار تتبع لرجل واحد، وتمتدّ في العالم كله وسوى لاس فيغاس يعمل أديلسون أيضًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ويقع أحد الكازينوهات الأكثر ربحية له في جزيرة ماكاو في الصين كان أديلسون الملياردير العالمي الأول الذي استغلّ فرصة بناء الكازينو في ماكاو بعد إعادتها إلى الصين في عام، وأعاد استثمار أديلسون مبلغ 265 مليون دولار قيمته خلال عام منذ ذلك الحين، تعمل كازينوهات أديلسون في ماكاو لصالحه كمنجم للذهب.
لقد ساعدت الثروة التي تدفقت إلى جيب أديلسون في العقد الأخير من صناعة القمار في زيادة حجم الإمبراطورية فقد افتتح عام 2007 نسخة جديدة من الفندق "البندقي" في ماكاو، حيث بنى هناك الكازينو الأكبر في العالم.
أديلسون متزوج الآن من زوجته الثانية، مريم، بعد أن طلّق زوجته الأولى ساندرا كان اثنان من أبنائهما المتبَنّين، ميتشل وجيري، مدمنين على المخدّرات، واستثمر أديلسون مبالغ مالية كبيرة من أجل مساعدتهما على الفطام بالنسبة لميتشل، لم ينجح الفطام وتوفي عام 2005 في الماضي قدّم الأخوان أديلسون دعوى ضدّ والدهما بادعاء أنّه اشترى منهما أسهما بسعر أدنى ثم باعها بمبلغ مضاعف، وخدعهما لم تقبل المحكمة الأمريكية ادعاء الابنين، ولكنها قضت بأنّه "لا يوجد لدى أديلسون دفء الأب، ولا الدفء بشكل عام".
إن ثروة أديلسون قد جعلته، باعتباره أحد أثرياء الولايات المتحدة، صديقا مقرّبا لدى كبار السياسيين في كل العالم عام 1996، كان أحد المساهمين الرئيسيين في حملة بنيامين نتنياهو، الذي انتُخب رئيسا للحكومة نتنياهو وأديلسون هما صديقان مقرّبان، وفي فترة ولاية نتنياهو الأولى كرئيس للحكومة نظّم لقاء بين أديلسون وبين الملك الأردني الحسين، بهدف إقامة كازينو آخر في الأردن.
في إسرائيل أيضًا كل باب هو مفتوح أمام أديلسون، إلى درجة أن مقر الكنيست، البرلمان الإسرائيلي، قد استضاف زفاف أديلسون مع زوجته الثانية مريم عام 1991 أديلسون هو الوحيد الذي تحوّل البرلمان الإسرائيلي من أجله إلى قاعة أفراح.
يتم استثمار أموال باهظة لأديلسون في إسرائيل، وليس من أجل المصالح السياسية لنتنياهو فقط. يموّل أديلسون بشكل ثابت الرحلات الجوية لأعضاء الكونغرس الجمهوريين إلى إسرائيل، حيث يلتقون هناك بكبار مسؤولي الحكومة الإسرائيلية ويُعجبون بالقضايا المشتركة لكلا البلدين أديلسون هو المساهم الأكبر في مشروع "تجليت"(Birthright Israel) الذي يهدف إلى إرسال شبان يهود من جميع أنحاء العالم في رحلات إلى إسرائيل، بهدف أن يهاجروا إليها في المستقبَل.
ولكن الأهم هو أن أديلسون معروف في إسرائيل باعتباره مالك صحيفة "سرائيل اليوم"، التي أصبحت خلال سنوات قليلة منذ صدورها عام 2007 الصحيفة الأكثر قراءة في إسرائيل هناك من يعتقد أن هدف الصحيفة الوحيد كان نشر الدعاية لصالح بنيامين نتنياهو، مما أدى إلى انتخابه من جديد عام 2009، وتعزيز حكمه منذ ذلك الحين ادعى أديلسون نفسه في العديد من الفرص أنّه أسس "إسرائيل اليوم" كي يكسر احتكار صحيفة "يديعوت أحرونوت" التي كانت الأكثر قراءة في إسرائيل، وكانت معادية لنتنياهو ووصف ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوتط، المليونير نوني موزيس، أديلسون بـ "الدكتاتور".
الملياردير المؤثر في السياسات الأمريكية
يعد الملياردير الأمريكي أحد أكبر المتبرعين للحزب الجمهوري، وساهم بشكل كبير في تمويل حملة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بمبلغ 30 مليون دولار وفي تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، أشارت إلى التأثير الكبير لشيلدون على سياسات ترامب بشأن إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وبهذا الخصوص، أعلن مسؤول أمريكي لرويترز، أنه من المتوقع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس منتصف أيار/مايو القادم وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن العام الماضي اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، مما أغضب حتى حلفاء واشنطن العرب وخيب آمال الفلسطينيين الذين يريدون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم.
وبخصوص تمويل نقل السفارة، نقلت أسوشيتد برس عن أربع مصادر في البيت الأبيض قولهم، إن إديلسون اقترح المساهمة في تمويل السفارة التي تعتزم الإدارة الأميركية إقامتها في القدس ويعتبر ذلك تغييرا جذريا في السياسة الأميركية، إذ اعتادت تمويل مؤسساتها الدبلوماسية بنفسها دون الحصول على تبرعات من أشخاص، لذلك، يدرس محامو الخارجية هذا التبرع من الناحية القانونية في السياق ذاته، وقّع وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون على خطة أمنية لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، بحسب المسؤولين الذين اشترطوا عدم كشف هوياتهم.
وتتلمس الإدارة مساهمات فردية ليس من إديلسون فقط، بل من المانحين الأفراد في المجتمعات اليهودية والإنجيلية الأميركية وقال أحد المسؤولين إن أديلسون عرض دفع الفرق بين التكاليف، التي يتوقع أن تصل إلى مئات الملايين من الدولارات، وما تستطيع الإدارة جمعه.
وتحت أي ظرف من الظروف، فإن السماح للمواطنين بتغطية تكاليف أي مبنى حكومي رسمي من شأنه أن يكون ابتعادا كبيرا عن تقليد سياسي أمريكي، وفي قضية القدس، سوف يضيف ذلك أيضا مستوى آخر إلى الجدل الدائر حول قرار ترامب نقل السفارة، الذي رافقه غضب شعبي وسياسي وإدانات دولية، بالنظر إلى اصطفاف إديلسون طويل الأمد مع سياسيات اليمين الإسرائيلي.
من أجل سيدة شيلدون يعرض بناء سفارة بلاده في القدس بنصف مليار دولار
أعلن إمبراطور كازينوهات القمار في الولايات المتحدة، شيلدون أديلسون، عن استعداده لتحمل تكلفة بناء مبنى السفارة الأمريكية في القدس، ووفقا لما نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست"، من المفترض أن تبلغ تكلفة بناء المبنى، نحو نصف مليار دولار.
ويشتهر إديلسون بدعمه لإسرائيل والأحزاب اليمينية في الدولة العبرية، وهو الدعم الذي ولد مع زواجه من الإسرائيلية مريام أوكشورن ويحتل إديلسون المركز الـ14 في قائمة أغنى الأشخاص في الولايات المتحدة، حيث قدرت مجلة "فوربس" ثروته عام 2017 بأكثر من 34 مليار دولار.
بدأ اهتمام إديلسون بالسياسة ودعمه لإسرائيل عقب زواجه مباشرة في 1991 من أوكشورن، قبل أن يصبح من أبرز المتبرعين لحزب الليكود اليميني بزعامة رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي بنيامين نتنياهو، يذكر أن مريام أوكشورن، هي إسرائيلية من أصول يهودية بولندية، فر والداها إلى إسرائيل هربا من المذابح النازية ضد اليهود إبان الحرب العالمية الثانية.
شيلدون اشهر أباطرته المال لسياسات واشنطن
يُعتبر شيلدون أديلسون من بين أكبر المتبرعين للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الثلاث الأخيرة، فلقد قام اديلسون بالتبرع الانتخابات الرئاسية عام 2016 بمبلغ 25 مليون دولار لمساعدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هزيمة منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون, في ما وُصف بأنه مبلغ "هائل" من المال يتم إنفاقه في الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية وهذا التبرع كان وراء اعلان ترامب في ديسمبر 2017 حول القدس ونقل السفارة الامريكية اليها في مايو الماضي في حفل كبير كان شيلدون اديلسون في مقدمة من حضروه الى جانب زوجته الطبيبة الاسرائيلية ميريام.
شيلدون اديلسون أيضا يعتبر ايضا أكبر متبرع في الحملات الانتخابية لانتخابات منتصف الولاية للكونغرس الجارية حاليا في الولايات المتحدة بحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" ان الملياردير اليهودي الأمريكي شيلدون أديلسون وزوجته ميريام تبرعا بمبلغ 25 مليون دولار للجنة عمل سياسي (سوبر باك) مكرسة لدعم الجمهوريين في انتخابات منتصف الولاية لمجلس الشيوخ الأمريكي وافاد التقرير أن سجلات للجنة الانتخابات الفدرالية تم تقديمها مساء الاثنين في الاسبوع الماضي أظهرت أن الزوجين أديلسون تبرعا بهذا المبلغ لـ”صندوق قيادة مجلس الشيوخ”، وهي لجنة عمل سياسي مؤيدة لزعيم الغالبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل (السناتور عن ولاية كنتاكي) وتعمل على الحفاظ على الغالبية الجمهورية في الانتخابات المقررة في شهر نوفمبر, واللافت ان هذا التبرع يأتي بعد نحو ثلاثة أشهر من قيامهما بالتبرع بمبلغ ثلاثين مليون دولار إلى “صندوق قيادة الكونغرس”، وهي لجنة عمل سياسي تدعم مرشحي الحزب الجمهوري لمجلس النواب ومقربة من زعيم الأغلبية في مجلس النواب بول ريان (النائب عن ولاية وسكنسن), أي قيمة تبرع اديلسون في جولة الانتخابات الحالية بلغت إلى 55 مليون دولار مما يجعله أكبر المتبرعين في الحملات الانتخابية لانتخابات منتصف الولاية للكونغرس بغرفتيه مجلس الشيوخ ومجلس النواب.
يأتي هذا التبرع الضخم كعامل قوي ومهم جدا وقد يلعب دورا حيويا في دفع حملة الحزب الجمهوري قدما الى الامام في ظل معركة انتخابية صعبة يخوضها مع منافسه الديمقراطي وسط اجواء من التشاؤم تخيم على كواليس الحزب اوجدتها استطلاعات الرأي العام التي تشير الى عدم قدرة الحزب على الحفاظ على اغلبية في مجلس النواب, ناهيك عن حالة القلق التي بدأت تنتاب زعامات الحزب بعد وفاة السناتور جون ماكين يوم الاحد الماضي, وعدم يقينهم من انهم قد يحافظوا على الاغلبية الضئيلة المتبقية لهم في مجلس الشيوخ الذي يبلغ عدد اعضائه المائة بعدما اصبح عدد الشيوخ الجمهوريين خمسين فقط بعد وفاة سيناتور اريزونا جون ماكين.
والجدير بالذكر ان تبرعات اديلسون للحزب الجمهوري في الانتخابات الاخيرة لم تكن الاولى من نوعها, فقد ابرز المتبرعين للرئيس الجمهوري السابق جورج بوش وكان من اقرب المقربين اليه, وكان من اكبر المتبرعين للمرشح الجمهوري ميت رومني ضد الديمقراطي باراك ابواما في انتخابات عام 2012 ، وبحسب مصادر ذات صلة فإنّ أديلسون قد أنفق حوالي 100 مليون دولار أكثر من أي أمريكي آخر في أي وقت مضى، على مرشّحين مختلفين في انتخابات الرئاسة والكونغرس الأمريكي, خُصص مبلغ 30 مليون منها لحملة ميت رومني وحده، ولكن دون فائدة حيث هُزم رومني من قبل الرئيس السابق باراك أوباما والذي علق على ذلك متهكما "كان الاجدر بشيلدون ان يمنحني 100 مليون دولار للانسحاب من السباق الرئاسي فان ذلك اكثر جدوى".
لماذا يتم انفاق كل هذه الاموال الكبيرة على الانتخابات؟
الجواب المباشر والبسيط هو تأييدا لمرشح معين يشعر المتبرع انه الاقدر على تحقيق مصالح البلاد ومصالح المتبرع وهذا مفهوم ولكن من غير المفهوم هو بذل كل هذا الدعم المالي الكبير للاستيلاء على ارادة مرشحين حزب رئيسي كالحزب الجمهوري الذي يحكم قطب عالمي كالولايات المتحدة بما تمثله من ثقل عسكري مخيف وثقل سياسي هائل بهدف السيطرة على قرار هذا البلد وتوجيهها لخدمة معتقدات قديمة مختلف على صحتها ولخدمة دولة اخرى وعلى حساب شعب اخر حتى وان كانت تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة ذاتها وبدون ادنى مراعاة للجانب الاخلاقي او القانوني او الرأي العام الدولي.
هذا بالضبط ما قام به شيلدون اديلسون عندما اشترط دعمه للمرشح دونالد ترامب بمبالغ قدرتها مصادر مطلعة بعشرات الملايين في الانتخابات الرئاسية التي جاءت بالأخير الى البيت الابيض، فقد اشترط عليه في مقابلة اجراها اديلسون للمرشح ترامب للتأكد من جديته تنفيذ ما يطلبه منه وهو تصفية القضية الفلسطينية بعلان اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الامريكية اليها ومن ثم شطب ملف حق عودة اللاجئين الفلسطينيين من اجندة عملية السلام.
وحسب مصادر مطلعة عندما اجل الرئيس ترامب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل في العام الاول من فترته الرئاسية ذهب اليه اديلسون في البيت الابيض في الاسبوع الثاني من ديسمبر عام 2017 محذرا انه لم يوف بوعده بالاعتراف بالقدس مقابل الدعم المالي الهائل الذي قدمه له محذرا ترامب من انه يملك تسجيلا للمقابلة التي اجراها معه في صيف عام 2016 فما كان من الاخير الى ان استجاب لضغوط اديلسون بعد تلك المقابلة الشهيرة بنحو اسبوعين وكان ما كان في نفس شهر ديسمبر 2017 ضاربا عرض الحائط بمواقف الادارات الامريكية المتعاقبة وقواعد القانون الدولي، وقرارات الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن وحتى بدون الالتفات لنصائح مستشاريه وأراء حلفاء الولايات المتحدة المقربين وبدون ادنى مراعاة للقيم والمبادئ والاخلاق.
وفي سياق متصل، كان اديلسون أحد المساهمين الرئيسيين في حملة بنيامين نتنياهو الذي انتُخب رئيسا للحكومة الاسرائيلية، فالرجلان صديقان مقرّبان، في إسرائيل كل الابواب هو مفتوح أمام أديلسون، إلى درجة أن مقر الكنيست قد استضاف زفاف أديلسون مع زوجته الثانية الاسرائيلية مريم عام 1991، وبذلك يكون أديلسون هو الوحيد الذي تحوّل البرلمان الإسرائيلي من أجله إلى قاعة أفراح.
أديلسون وزوجته ميريام أديلسون تبرعا بمبلغ 25 مليون دولار ل"سوبر باك"
أفاد تقرير إن المليادرير الأمريكي شيلدون أديلسون وزوجته ميريام أديلسون تبرعا بمبلغ 25 مليون دولار للجنة عمل سياسي (أو ما يُعرف بـ"سوبر باك") مكرسة لدعم الجمهوريين في انتخابات منتصف الولاية لمجلس الشيوخ الأمريكي.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن سجلات للجنة الإنتخابات الفدرالية أظهرت أن الزوجين أديلسون تبرعا لـ"صندوف قيادة مجلس الشيوخ"، وهي لجنة عمل سياسي مؤيدة لزعيم الغالبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل (السناتور عن ولاية كنتاكي) وتعمل على الحفاظ على الغالبية الجمهورية في الإنتخابات.
وبحسب ما ورد، فلقد وصلت قيمة تبرع الزوجين في جولة الإنتخابات إلى 55 مليون دولار على الأقل، بعد تبرعهما بثلاثين مليون دولار في شهر مايو إلى "صندوق قيادة الكونغرس"، وهي لجنة عمل سياسي مقربة من زعيم الأغلبية في مجلس النواب، بول ريان (النائب عن ولاية ويسكونسين)، التي تدعم مرشحي الحزب الجمهوري لمجلس النواب، ما يجعل من الزوجين أكبر متبرعين في الحملات الانتخابية لانتخابات منتصف الولاية للكونغرس.
ويُعتبر الزوجان أديلسون من بين أكبر المتبرعين للحزب الجمهوري في الانتخابات الثلاث الأخيرة فلقد قاما بالتبرع بمبلغ 25 مليون دولار لمساعدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هزم منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون، عشية الإنتخابات الرئاسية في عام 2016 في ما وُصف بأنه مبلغ "هائل" من المال يتم إنفاقه في الأسبوع الأخير من الحملة الإنتخابية.
ويواجه الحزب الجمهوري مهمة صعبة في معركته للحفاظ على سيطرته في مجلس النواب، لكن الأغلبية الضئيلة التي يتمتع بها في مجلس الشيوخ تُعتبر في وضع أكثر أمانا، حيث يواجه الديمقراطيون بعض المعارك الإنتخابية الصعبة للحفاظ على مقاعدهم في ولايات صوتت لصالح ترامب بنسبة كبيرة.
الحاكم الحقيقي لإسرائيل ومالك الكونغرس
نشر الموقع الأمريكي " counterpunch" مقالا للكاتب الإسرائيلي أورى أفنيرى، وهو من ناشطي السلام ومؤسس موقع كتلة السلام، يجيب فيه على سؤال استنكاري مثير حول من يحكم إسرائيل ورأى أنه ليس صحيحا أن بنيامين نتنياهو هو من يحكم إسرائيل، وإنما هو أحد أغنياء العالم وصاحب أكبر الكازينوهات في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يكشف "أفنيرى" أن الحاكم الحقيقي هو شيلدون أديلسون، البالغ من العمر 81 عاما، أمريكي يهودي، ملك الكازينوهات، الذي يُقدر أنه عاشر أغنى رجل في العالم، تبلغ قيمة ممتلكاته 37.2 مليارا وفق الإحصاء الأخير.
ويشير "أفنيرى" إلى أن علاقة أديلسون بإسرائيل علاقة شخصية، فقد أحب امرأة إسرائيلية كان قد التقى بها في موعد "أعمى"، وهي مريم فربشتاين التى ولدت في حيفا ودرست في مدرسة "ريألي" وأتمت خدمتها العسكرية في المعهد البيولوجى في نيس ــ تسيونا ــ المتخصص، من بين أمور أخرى، في الحرب البيولوجية إنها عالمة متعددة المجالات بعد أن توفي أحد أبنائها (من زواج سابق) بجرعة زائدة من المخدرات، كرست نفسها أيضا لمكافحة المخدرات، وخصوصا القنب.
ويعتبر كل من الأديلسونيين، فربشتاين وأديلسون، من المناصرين المتعصبين لإسرائيل اليمينية، المتسلطة، المتعجرفة، العنيفة، المتمددة، الااستعمارية و"بيبى" هو رجلهم ويأملون في السيطرة على إسرائيل بواسطته، كما لو كانت ميراثهم الخاص، وفقا لما أورده الكاتب
يلعب المال في هذه الأيام دورا رئيسا في المعركة الانتخابية تُدار الدعاية الانتخابية في التليفزيون، والتليفزيون جهاز مكلف في إسرائيل، مثل أمريكا، يتم ضح أموال قانونية وغير قانونية للحملة وبغزارة، بشكل مباشر وغير مباشر أيضا تغلق المحاكم في كلا البلدين أعينها ومع ذلك، فهناك تأثير هائل لأباطرة المال الأثرياء استثمر أديلسون في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة مبالغ طائلة لدفع مرشحه للانتخابات، دون جدوى، ربما لا يحب الأمريكيون الحكام من أصحاب الكازينوهات.
قد قدم أديلسون مشاركته قبيل الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2016، حيث دعا إلى مقر القمار الخاص به في لاس فيجاس جميع المرشحين الجمهوريين البارزين، من أجل التحقيق معهم على ولائهم له ولنتنياهو لم يجرؤ شخص منهم على التغيب. هل كان يجرؤ سيناتور روماني على رفض دعوة القيصر؟
ويوضح أفنيرى في إسرائيل، ليست هناك ضرورة لهذه الطقوس، يعرف الأديلسونيون: شيلدون وميرى أيضا من هو رجلهم فصحيفة "إسرائيل اليوم" هي آلة دعائية ضخمة، وهى مكرسة كلها لإعادة انتخاب نتنياهو ولذلك فهناك حاجة للصهيونية وفقا للمعتقد الصهيوني، فإن إسرائيل هي دولة جميع اليهود أينما كانوا كل يهودى في العالم ينتمى إلى إسرائيل، حتى لو كان يعيش في دولة أخرى قبل أيام قليلة زعم نتنياهو علنا بأنه يمثل ليس فقط دولة إسرائيل، وإنما كل "الشعب اليهودي" ومفهوم أنه ليست هناك حاجة لسؤال اليهود في العالم إذا ما كانوا يريدون أن يكونوا ممثلين من قبله فإن هذه هي الصهيونية، أليس كذلك؟
ووفقا لذلك، فإن أديلسون ليس أجنبيا: إنه واحد منا، صحيح أنه ليس لديه الحق كما يبدو بالتصويت في الانتخابات الإسرائيلية، وإنْ كانت زوجته تملك هذا الحق، على الأرجح. ولكن العديد من الناس، وهو نفسه أيضا، مقتنعون بأنه باعتباره يهوديا فله الحق في التدخل في شئون إسرائيل.
ويضيف أفينوى ساخرا أن أديلسون طبخ أيضا أكلة "العصيدة" السامة، التي تهدد الآن شريان الحياة في إسرائيل فقد أقنع سفيره، درمر، أعضاء الكونجرس الجمهوريين، والذين يتمتع جميعهم بدعم أديلسون أو يأملون بالتمتع به مستقبلا، بدعوة نتنياهو لإلقاء خطاب ضد الرئيس أوباما أمام مجلسي الكونجرس الأمريكيين.
وفي الوقت الذي نضجت فيه هذه المهمة خفية، التقى درمر مع وزير الخارجية الأمريكي وأخفي عنه موضوع هذه الدعوة وليس عجبا أن الرئيس أوباما قد أعلن، في حالة من الغضب، بأنه لن يلتقي بنتنياهو من ناحية المصالح الحيوية لإسرائيل، يوضح أفنيوى أن هذا جنون تام، حيث يسخر رئيس الحكومة الإسرائيلية من رئيس الولايات المتحدة، الرجل الذي يتحكم بتدفق السلاح الأمريكي على إسرائيل وبفرض الفيتو (حق النقض) على قرارات الأمم المتحدة ولكن بالنسبة لأديلسون فهذا منطقي تماما، إذ إن هدفه الرئيس هو دفع أمريكا لانتخابات رئاسية تخدم قضيته وكان قد هدد باستثمار مبالغ طائلة من أجل منع إعادة انتخاب كل عضو كونجرس سيجرؤ على التغيب عن خطاب نتنياهو.
20 مليون دولار مقابل الاعتراف بالقدس عاصمة
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن أن حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تلقت تبرعات من الملياردير شيلدون أديلسون مقابل وعد بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في حال نجاحه بالانتخابات الرئاسية وأوضحت الصحيفة في مقال لها، أن حملة الرئيس ترامب تلقت إبان الانتخابات دعماً بملايين الدولارات من رجال أعمال مقربين من اللوبي الصهيوني في أمريكا مقابل وعود أبرزها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وذكرت الصحيفة أن كبار رجال الأعمال المقربين من اللوبي الصهيوني قاموا بضغوط كبيرة على ترامب من أجل اتخاذ هذا القرار والإيفاء بوعده الذي قطعه لهم وتلفت الصحيفة إلى أن الملياردير أديلسون لديه علاقات متينة من عدد من المسؤولين الإسرائيليين وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويستغل نفوذه المالي السياسي من أجل الضغط على نواب الحزب الجمهوري بأمريكا لاتخاذ قرارات لصالح إسرائيل.