كيف تستهلك الأمم نفسها بالتخلف والانتقام؟

أَسْحارٌ رَمَضانِيَّةٌ السَّنةُ الثَّامِنَةُ (٤-٥)

نـــــزار حيدر

2021-04-20 05:27

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ}.

وهذهِ عقبةٌ أُخرى في طريقِ تحقيقِ المرءِ للنَّجاح، عندما يتصوَّر أَنَّهُ أَعلمُ مَن عليها وأَفهمُ الخَلق وأَقدرُ من الجميعِ.

في هذهِ الحالةِ ولكَونهِ [الإِنسان الكامل الذي ليسَ بحاجةٍ إِلى شيءٍ] تراهُ لا يقرأ لأَحدٍ لأَنَّهُ أَفهم مِنهُم ولا يُصغِ لنصيحةِ ناصحٍ لأَنَّهُ يعرف الأُمور أَكثر منهُ ولا يقبل أَن يتعلَّم مِن أَحدٍ لأَنَّ الجميع دونَ مُستواهُ وهوَ أَعلاهُم معرِفةً!.

فلقد رفضُوا الإِيمان بالله تعالى وبرسولهِ الكريم (ص) لأَنَّهم كانُوا ينظرُونَ إِلى [المُؤمنين] نظرةً دونيَّةً!.

{فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ}.

هيَ نَوعٌ من العُنصريَّةِ والعصبيَّةِ التي تمنعُ المرءَ عن الزِّيادةِ.

إِنَّ مثلَ هذهِ العقليَّة والطَّريقة من التَّفكير تُدمِّر الإِنسان لأَنَّها تحولُ بينهُ وبَينَ التعلُّم والتطوُّر والتقدُّم والنُّهوض.

يقُولُ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) {الْإِعْجَابُ يَمْنَعُ الِازْدِيَادَ} وقَولهُ (ع) {وَاعْلَمْ أَنَّ الْإِعْجَابَ ضِدُّ الصَّوَابِ وَآفَةُ الْأَلْبَابِ}.

أَمَّا إِذا ابتُليَ بها شعبٌ من الشُّعوب أَو أُمَّة من الأُمم فستدمِّر نفسها بنفسِها! لأَنَّها ستستهلِك نفسها بالماضي، ترفضُ أَن تتعلَّمَ من تجاربِ الآخرين وبالتَّالي ستظلُّ تعيشُ بينَ الحُفَرِ لا تتسلَّق جبلاً ولا تعبُرُ نهراً! تُراوِحُ مكانها ثُمَّ تتقهقر!.

أَرأَيتم الشَّعبَ الذي يفتخِرَ بماضيهِ وهو يعيشُ في أَسوءِ الظُّروف الحياتيَّة وعلى مُختلفِ المُستويات؟! ويتفاخر على الشُّعوبِ الأُخرى بما لم يُنجِزهُ ولم يأخُذ بهِ! والنَّتيجة أَنَّهُ ينشلُّ بالهَمبلةِ كما يقولُونَ من دونِ أَن يتعلَّمَ كيفَ يُنقِذُ نفسهُ من الحُفرةِ [الحضاريَّةِ] التي يعيشُ فيها.

فتتقدَّم كُلَّ الشُّعوب وتنهض الأُمم ويدورُ الفلَك وهو مازالَ بعدُ مشغولٌ بعنتريَّاتهِ وهمبلاتهِ التي لها بدايةٌ وليسَ لها نهايةً.

ولقد حذَّر القُرآن الكريم من خطرِ هذه الطَّريقة من التَّفكير التي تودي بحياةِ الإِنسان الفرد والإِنسان المُجتمع بقولهِ {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}.

وهيَ إِشارةٌ كذلكَ إِلى [الخِداعِ بالإِيمان] والذي تستخدمهُ عادةً [أَحزاب الإِسلام السِّياسي] و[التيَّارات الدينيَّة] التي تُحاول تضليل الرَّأي العام بالحديثِ عن دينِها ومظاهرِ التديُّن التي تبدو على بعضِ سلوكيَّاتِها وتغنِّيها بالتَّاريخ ورمُوزهِ، أَمَّا الحقيقة والواقِع فالعكسُ تماماً لا علاقةَ لهُ بدينٍ أَو مذهبٍ أَو رمزٍ مقدَّسٍ أَو بأَيِّ مثلٍ أَعلى أَبداً.

يقولُ [مُعلِّمهُم] نيقُولُو ميكافيللِّي [١٤٦٩-١٥٢٧] [الدِّينُ ضرُوريٌّ للحكُومةِ لا لخدمةِ الفضيلةِ ولكن لتمكينِ الحكومةِ من السَّيطرةِ على النَّاسِ].

وهذهِ الحالةُ قديمةٌ عندَ البشرِ فلقد وظَّفت أَقوامٌ كثيرةٌ وزعاماتٌ وقادةٌ [الخِداع بالإِيمانِ] لشنِّ الحرُوبِ والغاراتِ تارةً ولمُمارسةِ الظُّلمِ والإِضطهادِ ضدَّ الآخرين بذريعةِ [شعبُ الله المُختار] تارةً أُخرى وهكذا.

وإِلى اليومِ فإِنَّ الكثير جدّاً من الظُّلمِ الذي يقع بين الشُّعوب والبُلدان يستنِد على ظاهرةِ [الخِداع بالإِيمان] أَو [الخِداع بالمذهبِ].

ولعلَّنا في العِراق نشهدُ مصاديقَ هذهِ الحالةِ بشكلٍ يوميِّ وعلى مُختلفِ المُستوياتِ، والسَّبب أَنَّ [الأَحزاب التي كانت إِسلاميَّة] و [التيَّارات التي كانت دينيَّة] و [عمائِم السُّلطة التي كانت نزيهة] بدأَت تعيش التَّناقُض الصَّارخ بين القِيَمِ والمبادئ التي تعلَّمتها وحملتْها في ذهنِها [وهي عادةً نظريَّات مُجرَّدة] وبينَ الواقعِ المُر والثَّمن المطلُوب والإِلتزاماتِ القذِرة المطلوبةِ التي اصطدمَت بها عندَ وصولِها للسُّلطةِ!.

ومن أَجلِ أَن تردِمَ الفجوةَ بينَ النظريَّات [المُقدَّسة] والواقع [غَير المُقدَّس] عمدَت إِلى تبنِّي منهجيَّة [الخِداع بالإِيمانِ].

أَمَّا الإِيمانُ الحقيقي فليسَ بحاجةٍ إِلى أَن يُحدِّثُنا عنهُ صاحبهُ، وإِنَّما تتحدَّث عنهُ سلوكيَّاتهِ.

فـ {الدِّينُ المُعامَلة] كما في الحديثِ الشَّريفِ عَنِ رَسُولِ الله (ص) وهو سلوكيَّات وأَخلاق يلمسُها المُجتمعِ، وليسَ لساناً وإِعلاماً وذُباباً وجيُوشاً إِليكترُونيَّةً!.

يقولُ الإِمامُ السجَّاد (ع) في دُعاءِ مكارمِ الأَخلاقِ {اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَحَلِّنِي بِحِلْيَةِ الصَّالِحِينَ، وَأَلْبِسْنِي زِينَةَ الْمُتَّقِينَ، فِي بَسْطِ الْعَدْلِ، وَكَظْمِ الغَيْظِ، وَإِطْفَاءِ النَّائِرَةِ، وَضَمِّ أَهْلِ الْفُرْقَةِ، وَإِصْلاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَإِفْشَاءِ الْعَارِفَةِ، وَسَتْرِ الْعَائِبَةِ، وَلِينِ الْعَرِيكَةِ، وَخَفْضِ الْجَنَاحِ، وَحُسْنِ السِّيرَةِ، وَسُكُونِ الرِّيحِ، وَطِيبِ الْمُخَالَقَةِ، وَالسَّبْقِ إِلَى الْفَضِيلَةِ، وَإِيثَارِ التَّفَضُّلِ، وَتَرْكِ التَّعْيِيرِ، وَالإِفْضَالِ عَلَى غَيْرِ الْمُسْتَحِقِّ، وَالْقَوْلِ بِالْحَقِّ وَإِنْ عَزَّ، وَاسْتِقْلالِ الْخَيْرِ وَإِنْ كَثُرَ مِنْ قَوْلِي وَفِعْلِي، وَاسْتِكْثَارِ الشَّرِّ وَإِنْ قَلَّ مِنْ قَوْلِي وَفِعْلِي، وَأَكْمِلْ ذَلِكَ لِي بِدَوَامِ الطَّاعَةِ، وَلُزُومِ الْجَمَاعَةِ، وَرَفْضِ أَهْلِ الْبِدَعِ، وَمُسْتَعْمِلِ الرَّأْيِ الْمُخْتَرَعِ}.

الصَّبرُ والتحمُّل أَولى من الردِّ

{فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

ومِن شرُوطِ النَّجاح العفُو والصَّفح والتَّجاهُل، فلا تُشغِل بالكَ بالإِنتقامِ والردِّ على كلِّ خطأ يرتكبهُ الآخر بحقِّكَ، خاصَّةً إِذا كانَ تافِهاً يُرادُ منهُ إِشغالكَ عن رسالتِكَ وأَهدافِكَ العُليا، فالصَّبرُ والتحمُّل أَولى من الردِّ في كثيرٍ من الحالاتِ والأَحيانِ {وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ}.

وتتضاعفُ ضَرورةَ ذلكَ إِذا كُنت مسؤُولاً او مُتصدِّياً للشَّأنِ العام.

كتبَ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) للأَشترِ لمَّا ولَّاهُ مِصر {يَفْرُطُ مِنْهُمُ [الرَّعيَّة] الزَّلَلُ وَتَعْرِضُ لَهُمُ الْعِلَلُ، يُؤْتَى عَلَى أَيْدِيهِمْ فِي الَعَمْدِ وَالْخَطَأ، فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِكَ وَصَفْحِكَ مِثْلَ الَّذِي تُحِبُّ أَنْ يُعْطِيَكَ اللهُ مِنْ عَفْوِهِ وَصَفْحِهِ، فَإِنَّكَ فَوْقَهُمْ، و وَالِي الاْمْرِ عَلَيْكَ فَوْقَكَ، وَاللهُ فَوْقَ مَنْ وَلاَّكَ! وَقَدِ اسْتَكْفَاكَ أَمْرَهُمْ، وَابْتَلاَكَ بِهِمْ}.

إِنَّ بعضهُم يخطأُ بحقِّكَ لمُجرَّدِ الحسَدِ {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ} خاصَّةً إِذا كُنت ناجِحاً مُنتِجاً مُنجِزاً هادِفاً وهوَ فاشِلٌ عاجِزٌ مُستهلِكٌ كسولٌ [ذَيلٌ].

ومنَ النَّاسِ مَن يُشغِلهُ لهوَ الحديثِ عن مُتابعةِ رسالتهِ في الحياةِ، فاحذر الإِستدراج لأَنَّهُ يُضيِّع عليكَ فُرَص النَّجاح.

تدبَّر في قولهِ تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}.

أَتذكَّر مرَّةً أَنَّ صديقاً صدوقاً إِتصَّلَ بي ثائِراً مُنزعجاً، مُشفقاً، خائِفاً ومرعُوباً، قائلاً بعصبيَّةٍ؛ أَلم تُتابع حملةَ التَّسقيطِ والتَّشهيرِ الظَّالِمة التي يشنُّها الثُّلاثي المَشؤُوم [الذَّيلُ والبوقُ والجُوكر] ضدَّك؟!.

لماذا لا تردَّ؟! أَوليسَ لصبرِكَ حدُودٌ؟!

فأَجَبتهُ بحِكمةٍ وهدُوءٍ مُتمثِّلاً بقَولِ الشَّاعرِ؛

لو كلُّ كلبٍ عَوى أَلقمتهُ حَجراً

لأَصبحَ الصَّخرُ مِثقالاً بدينارِ

ثُمَّ نصحتهُ أَن لا يلتفِتَ للتَّافهينَ إِذا ما نبحُوا، فتجاهُلهُم هوَ الحلُّ! ثُمَّ ذكَّرتهُ بقولهِ تعالى {هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.

لقد وردَت التَّوصية بالإِعراضِ عن الجهَلَةِ، الذين جُهدهُم الغيبة فقط والتَّشهير والتَّسقيط وإِثارة النَّعَرات بشتَّى أَشكالِها، في أَكثرِ من آيةٍ في القرآن الكريم منها قولهُ تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} وقولهُ تعالى {وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}.

لماذا؟!.

لأَنَّكَ مهما بلغتَ مِن العلمِ والمَعرفةِ والحِكمةِ والمَنطقِ السَّليم فستعجزُ عن مُجاراتهِم والردِّ عليهِم لإِقناعهِم مثلاً أَو ليعدُلُوا عن أُسلوبهِم المُتهافِت وطريقَةِ تعاملهِم المُتسافِلةِ.

إِنَّها بِضاعتهُم فكيفَ يتركونَها؟!.

إِنَّ من أَدواتِ النَّجاح هي أَن تُعاملَ النَّاسَ بأَخلاقِكَ وليسَ بأَخلاقهِم كما وردَ في الحديثِ الشَّريفِ عن رسولِ الله (ص) لقَولِ الله تعالى في مُحكمِ كتابهِ الكريم {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ} فترُدَّ على كلِّ خطأ بسلوكٍ صحيحٍ.

يقُولُ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) يوصي ولدهُ الحسَن السِّبط المُجتبى (ع) {احْمِلْ نَفْسَكَ مِنْ أَخِيكَ عِنْدَ صَرْمِه عَلَى الصِّلَةِ، وعِنْدَ صُدُودِه عَلَى اللَّطَفِ والْمُقَارَبَةِ، وعِنْدَ جُمُودِه عَلَى الْبَذْلِ، وعِنْدَ تَبَاعُدِه عَلَى الدُّنُوِّ، وعِنْدَ شِدَّتِه عَلَى اللِّينِ، وعِنْدَ جُرْمِه عَلَى الْعُذْرِ}.

ويقولُ الإِمامُ زَين العابدينَ (ع) في دُعاءِ مكارمِ الأَخلاقِ {اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَسَدِّدْنِي لأَنْ أُعَارِضَ مَنْ غَشَّنِي بِالنُّصْحِ، وَأَجْزِيَ مَنْ هَجَرَنِي بِالْبِرِّ، وَأُثِيبَ مَنْ حَرَمَنِي بِالْبَذْلِ، وَأُكَافِيَ مَنْ قَطَعَنِي بِالصِّلَةِ، وَأُخَالِفَ مَنِ اغْتَابَنِي إِلَى حُسْنِ الذِّكْرِ، وَأَنْ أَشْكُرَ الْحَسَنَةَ، وَأُغْضِيَ عَنِ السَّيِّئَةِ}.

فما الذي يُميِّزكَ عن التَّافهِ بأَخلاقهِ سِوى رِفعَةَ أَخلاقِكَ؟!.

وفي قِصَّةِ الأَخوَينِ هابيل وقابيل درسٌ عظيمٌ ينبغي أَن نضعهُ نُصبَ أَعيُنِنا دائماً لننجحَ.

تقولُ القِصَّة {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ* لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ* إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ* فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.

حالاتٌ مُماثِلةٌ يمرُّ بها الواحدُ مِنّا يوميّاً، والخاسِرُ هُوَ الذي ينشغل بنباحِ الكلابِ التي تنتشرُ اليَوم في كلِّ وسائلِ التَّواصلِ الإِجتماعي، فيقرأَ لها أَو يسمعَ مِنها نِباحاً لا يُغني ولا يُسمن من جوعٍ ثُمَّ ينشغِلُ بالردِّ عليها أَو مُجادلتِها!.

نصيحتي للذينَ يُنشدُونَ النَّجاح ويسعَونَ لتسجيلِ الإِنجازاتِ وتركِ بصمةٍ في حياتهِم أَن يتجاهلُوهُم مهما قسَوا عليكُم ولا تردُّوا عليهِم إِلَّا بكلمةِ [سلاماً].

{أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}.

تمثَّلُوا بقَولِ الشَّاعر؛

يُخاطِبُني السَفيهُ بِكُلِّ قُبحٍ

فَأَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ مُجيبا

يَزيدُ سَفاهَةً فَأَزيدُ حِلماً

كَعودٍ زادَهُ الإِحراقُ طيبا

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا