من هو العنيد؟
عزيز ملا هذال
2025-11-22 04:23
من الناس من يتقبل الرأي من الآخرين ويتعامل معه بأريحية ويعتبره أمراً عادياً وصحياً، فتتصف شخصيته بالمرونة والسلاسة. وعلى عكس هذه الشخصية، توجد الشخصية التي تتصف بصعوبة تقبل الآراء ورفضها، وعدم ترك مجال للمناقشة، واعتبار ذلك إما إهانة له تدخل في خصوصيته. فيكون مصراً على ما يراه ولا يقبل أي رأي أو قناعة غير قناعته. صاحب هذه الشخصية هو الإنسان المعاند، فما هي صفاته؟ وما هي أسباب عناده؟ وكيف يجب التعامل معه؟
الشخص العنيد هو من يتميز بإصراره على آرائه وأفكاره، حتى في مواجهة الأدلة أو الآراء الأخرى. هذه الشخصية ترفض التغيير وتتمسك بمعتقداتها، مما قد يؤدي إلى صراعات مع الآخرين.
ما هي آثار العناد؟
يؤثر العناد على العلاقات الإنسانية بصورة عامة، ويزيد من تحديات التفاهم. التعامل مع الأشخاص العنيدين يشكل خطراً حقيقياً على استمرار العلاقات، حيث يعاني الشخص العنيد من صعوبة في التفاهم. فالعنيد غالباً ما يرفض الاستماع إلى وجهات نظر الآخرين، مما يؤدي إلى مشادات ونزاعات متكررة قد تؤدي لانفصام عرى العلاقات مهما كانت قوية.
كما أن الإنسان العنيد يمكن أن يضحي بمبادئه وقيمه وكل الثوابت من أجل إثبات كونه صاحب حق أو أنه الأعلى كعباً في النقاش وفرض الآراء والقناعات. وبالتالي، يكون العنيد في الغالب متغير الأهواء والآراء حسب ما تقضيه مصلحته، وبذا يغيب ضميره وتغيب معها إنسانيته، وهذه هي الخسارة.
صفات الشخص العنيد:
للإنسان العنيد الكثير من الصفات التي يختلف بها عن غيره من الناس، منها:
الثبات في القناعات: الشخص العنيد يتميز بالثبات على القناعات، حيث يرفض تغيير آرائه حتى في مواجهة الأدلة المقنعة. هذه الصفة تجعل من الصعب عليه تطوير أفكاره أو معالجة الأمور من زوايا جديدة.
مواجهة التحدي: يلجأ الشخص العنيد إلى مواجهة التحدي عندما يحتاج إلى ذلك، فهو لا يتحمل الرأي المخالف ويشعر أن كرامته تتأذى بسبب ذلك. وعندما يخبره أحد بأنه غير قادر على تحقيق شيء، يشعر بالانزعاج، وهذا الشعور يدفعه لبذل قصارى جهده ليظهر أن هذا الشخص مخطئ وليثبت قوته وقدرته على إنجاز أي مهمة، وفي أي وقت.
لماذا يكون الإنسان عنيداً؟
قد يلجأ الإنسان إلى العناد لعدة أسباب محتملة منها:
1. أسلوب لتحقيق الرغبات: الأشخاص الذين يتمسكون برأيهم يستخدمون طريقة تساعدهم في الحصول على ما يرغبون فيه، فيبقون متمسكين بما يريدونه، مما قد يؤدي إلى أن يتخلى الشخص الآخر عن بعض آرائه أو مواقفه. وفي النهاية، يحصل الشخص العنيد على ما يريد، فقط من أجل إنهاء هذه الخلافات.
2. الدفاع المفرط عن المعتقدات: السبب الثاني المحتمل هو أن الشخص العنيد يولي أهمية كبيرة لمعتقداته ويستبعد أي تهديد لها من الآخرين، لذلك يتجه للدفاع عنها بشكل مفرط حتى لا يفكر أحد في التحدي. يعود ذلك إلى إيمانه بأن الأفكار والرؤى التي يحملها تستند إلى مصادر موثوقة، وأنها نشأت من تجربته الفكرية والحياتية، لذا يعتبرها قيمة جداً بالنسبة له.
3. صعوبة التأقلم مع التغيير: يميل الشخص العنيد إلى مواجهة صعوبة في التكيف مع التغيرات التي تطرأ على ظروفه أو محيطه. فهو يفضل البقاء في منطقة الراحة الخاصة به، مما قد يؤدي إلى مشكلات في العلاقات الشخصية أو المهنية.
ما يجب:
يجب على من يتعامل مع إنسان يتصف سلوكه بكثرة العناد أن يفكك سلوك المعاند عبر البحث في أسباب العناد والتعامل معها كل حسب ما تستدع، فإذا كان يبحث عن الراحة، يجب الابتعاد عما يشعره بالخوف، مثل المواقف التي تهدد معتقداته، وإشعاره بأن ما يشعر به محترم ومقبول. وبالتالي، قد يبتعد عن الإصرار الذي يظهره على شكل سلوك دفاعي.
كما يفضل محاولة استخدام أسلوب لطيف وهادئ عند النقاش مع الإنسان العنيد، مع تقديم الحجج بأسلوب منطقي يعزز المفاهيم المطروحة. الاستماع الجيد ومحاولة فهم وجهة نظره يمكن أن يسهم في التقريب بين الطرفين وتحسين العلاقة. وبهاتين الطريقتين الأكثر فاعلية يمكن الحد من عناد الأفراد.