كيف أتعامل مع من يغار مني؟

عزيز ملا هذال

2025-10-09 03:14

حين تنجح في حياتك أو تتفوق وتسير معك الأمور على ما يُرام يبرز لك بعضهم حاقدين وحاسدين وهذا دليل أبلج على غيرتهم من هذا النجاح والتفوق، فهم تسيطر عليهم الغيرة حتمًا أنهم أقل منك مرتبة ويتمنون الوصول إلى ما أنت عليه، فيبدؤون بإظهار بعض السلوكيات المؤذية لك وبالتالي تتسبب هذه السلوكيات في خلق بعض المواقف غير المريحة وشعورك بالسوء تجاه نجاحاتك.

لكن الحياة يجب أن لا تقف عند مواجهة مثل هذه المعرقلات ويجب أن يبقى طريقها سالكًا ولذا من الضروري أن نواجه الأشخاص الحقودين والغيورين وأن نتبع الطرق المختلفة لنتغلب على حقدهم وغيرتهم لبناء بيئة تعامل إيجابية تُضمن من خلالها مواجهة مشاعر الغيرة والتفرقة بينها وبين الانتقادات الإيجابية.

من الواقع:

أحدهم يقول لي بالمعنى وليس بالنص أن أحد القريبين منه جدًا من ناحية النسب يشتاط غضبًا حين يسمع أنه نجح في الدراسة أو أنه دخل في مشروع ناجح، أو أنه اشترى سيارة وما إلى ذلك، فيحاول في كل مرة يجتمع به أن يقلل من إنجازه أو نجاحه أو تخصصه الدراسي بعبارات مُغلّفة بغلاف المزاح لكنها في الحقيقة تعبر عن نواياه تجاهه، مما يولد شعورًا بالتذمر والرفض له إلى الحد الذي جعله يتمنى أن لا يجتمع معه في مكان مرة أخرى ولك أن تقيس حجم الأذى الذي تسبب له.

ما هي السلوكيات الدالة على الغيرة؟

عدة سلوكيات تصدر ممن يغار من شخص آخر من أهمها أنه يحاول التقليل من نجاحه وتسفيهه ويربطون ذلك بالحظ أو الصدفة وليس للاجتهاد والتميز، وهذه السلوكية تعكس سوء تصرفاتهم وإحباطهم الشديد لعدم تمكنهم من الاحتفال بنجاحهم لكونهم لم يحققوا نجاحًا بالأصل.

كما المصاب بالغيرة يحاول أن يستفز صاحب الإنجاز ببعض الأسئلة ذات مسحة من السخرية والاستهزاء بقصد إغضابه واستنطاقه ليخرج منه بعض الكلام فيعتبره إساءة له ويتخذه وسيلة لتسقيط ذلك الشخص بهدف إضعاف رصيده في مجتمعه وتصغيره وهذه هي الغاية الخبيثة من الاستفزاز.

كما أن الشخص الغيور يبالغ بالحديث عن لحظات مجده حين يحتفل أحدهم بنجاحه الخاص، وهو يعتبر كل الأمور تنافسًا، وليس لديه أي حرج بجذب انتباه الأشخاص من حوله في أوقات تُعد ثمينة بالنسبة للمُنجِز الحقيقي، وبذا هو يقلل الضغط الذي يواجه بمثل هذه السلوكيات.

ولدى الأشخاص الغيورين ميل عالٍ لانتقاد الأشخاص الناجحين انتقادًا حادًا، ويشيرون تلقائيًا لإخفاقات الناجحين حتى يذكروا العالم بنقاط ضعفهم، ويشعرون بسعادة عارمة برؤيتهم يتعرضون للإهانة أو التوبيخ، علاوة على ذلك، يحاولون إخفاء مساوئهم عن أنظار الآخرين والظهور بمظهر الكمال.

كيف أتعامل مع من يغار مني؟

للتعامل مع شخص يغار منك، أظهر له التعاطف والتفهم بدلًا من إعطاء الأحكام، فالأفضل هو أن نضع أنفسنا مكانه لنتعرف بدقة على أسباب غيرته فقد يشعر بالنقص أو بوجود مشاكل شخصية لديه، لذلك، يجب أن نتفهم وضعه ونتعامل معه كإنسان غير سوي وبالتالي نبتعد عن جرنا لمنطقة النزاع وإثارة المشكلات.

ومن الجميل أن نحاول تشجيعه على التحدث عن نفسه وعن أعماله حتى وإن كانت بسيطة، وحين يبدأ بالتحدث عن نفسه وإنجازاته، نُظهر له سعادتنا بنجاحاته لتشجيعه على تقليل مشاعر النقص لديه وبالتالي يبتعد تدريجيًا عن الغيرة.

ومن المهم أن حين نتعرض إلى سلوكيات إنسان يغار منا أن نحافظ على إيجابيتنا وهدوئنا وأن لا نكترث له حين يتفوه ببعض التعليقات السيئة والسامة بدافع الغيرة والحقد، فهذا يثبت له أننا لسنا أشخاصًا سهلين للإثارة والاستفزاز.

وأخيرًا علينا أن نتجنب التحدث عن أنفسنا ومشاريعنا وما نمتلك وما حققنا بتفاخر فقد يزيد ذلك من شعور الشخص بالغيرة ويخلق لديه شعورًا بالنقص أكثر مما يجعله يكن لنا العداء، وبهذه السلوكيات يمكن أن نحد من نار الغيرة الموجهة صوبنا من الأشخاص الغيورين.

ذات صلة

خصالٌ ترتقي بالأممالقوائم الانتخابية 2025.. مؤشرات وتوقعاتالعبادي يكشف: لماذا تقع النساء في عالم المخدرات؟جيل زد 212 المغربي: نموذج الاحتجاج المعولم‏العراق بين السلطة واللاسلطة