الرهاب المدرسي: ما اسبابه وكيف يمكن التغلب عليه؟

عزيز ملا هذال

2023-10-19 07:02

في بداية كل عام دراسي تقريباً تطفو الى السطح مشكلة تربوية ذات اصول نفسية وهي مشكلة الرهاب المدرسي التي تعد واحدة من اعقد المشكلات التي تهدد بقاء الطالب واستمراره في مقاعد الدراسة، اذ يتسرب الكثير من الطلبة حين يفشلون في التغلب عليها وهم بذلك يفقدون فرص التعليم والتوظيف فيما بعد، فكيف يمكن التصدي لهذا الرهاب؟

لي صديق قُبل احد ابناءه في احد المدارس ذات السمعة الطيبة في المدينة بعد عناء في استحصال الموافقات الرسمية من الجهات المختصة، وبعد القبول تفاجئ بتكرار الشكوى من ابنه من آلام في اكثر من مكان بجسمه وبعد العودة الى المنزل يعود الطفل الى حالته الطبيعية وكأن شيئاً لم يكن، شرح لي الامر على اعتباري على دراية بمثل هذه الامور لكوني مرشد تربوي في وزارة التربية فبحثت ان الاسباب المحتلمة لمثل هذه الحالة حتى تيقنت انه مصاب بالرهاب المدرسي، ومن اجل اقتراح حلول تخفف على الطالب وذويه المعناة وبالتالي وضع الحلول لها وودت الكتابة في هذا الموضوع.

يعرف الرهاب المدرسي بأنه مجموعة من الصعوبات الشخصية أو صعوبات في العلاقات التي تصيب الطفل في المدرسة أو الأسرة، وتتراكم مع مرور الوقت فتفت في عضد هؤلاء الأطفال، ويتولد لديهم خوف غير منطقي من المدرسة مما يجعلهم يخشون المرور بجانب المدرسة وليس الدخول فيها فقط.

يقول النفسيون ان هذا الرهاب ناتج من اضطراب نفسي نتيجة لعوامل عدة تصيب الانسان بين سن (5 – 17) عاما إذ تجعله يرفض الذهاب بانتظام إلى المدرسة، أو يواجه مشكلة في قضاء يوم كامل داخلها وبعد هذه العمر يمكن تخطي الازمة لكن المشكلة الكبرى تمكن في عدم امكانية التخطي قبل هذا السن وبالتالي يفلت من خانة الدراسة الاكاديمية صوب الاعمال الحرة التي في اغلبها غير منتظمة ولا تسد رمق الانسان او تؤمن له حياة لائقة.

ماذا وراء الرهاب المدرسي؟

كل خوف يصيب الانسان لابد وله جملة من الاسباب الموضوعية التي كونت منه مشكلة، والرهاب المدرسي كباقي انواع المخاوف التي تتحول الى رهاب واسبابه المتوقعة هي:

اول ما يتوقع ان يؤدي الى الرهاب المدرسي هو الخشية من مغادر الحالة التي اعادت عليها الطفل كالجلوس مبكراً والتكلم بأذن وباقي صور الانضباط المدرسي الذي يحتم احترام القوانين والانظمة المدرسية وبذا هو يحاول تجنب الامر وعدم الانصياع لهذه المحددات.

السبب الآخر المحتمل هو ان الطفل تعرض في وقت سابق للتحرش من اقرانه في الشارع او الملعب او المسبح وبالتالي أي تجمع يشبه تلك التجمعات التي تعرض للتحرش فيها سيثير فيه الانزعاج الذي يتحول الى رفض للانظمام الى المدرسة.

وثالث الاسباب المحتملة هو ان بعض الاطفال يصابون بالرهاب المدرسي لخوفهم من الاختبارات لكونهم اخفقوا في اختبارات سابقة فهم يعتقدون انهم سيخفقون في كل مرة وهذه الفكرة الخاطئة ستبقى ملازمة لهم ما لم يعدل عليها.

كيف يتخطى الطفل رهابه المدرسي؟

عبر عدة امور منطقية يمكن ان تتقلص مساحة هذا الرهاب والتغلب عليه تدريجياً وعلى الوجه التالي:

اولى خطوات العلاج تكمن في الحوار مع الطفل (العلاج المعرفي السلوكي) بغية تغير الافكار التي تحول دون الاستمرار في المدرسة وحين تتغير الافكار حتماً تتغير السلوكية الرافضة للمدرسة وبالتالي تكون العودة إلى المدرسة سريعة لتفادي إطالة مدة المرحلة التي يقضيها هذا الطفل بعيدا عن البيئة التعليمية، على أن تكون العودة تدريجية.

ومن الافضلية بمكان ان يعزز الطفل بأنواع التعزيز المادي والمعنوي ليطمع في التعزيز ولا يتملل من الاستيقاظ المبكر، ومن الجيد ايضاً ترغيب هؤلاء الطلبة بالترفيه واللعب عبر اشراكهم في دورس التربية الفنية والرياضة لكي لا يشعر بالملل وبالتالي يتغلب على مخاوفه وهواجسه، كما نؤكد على ضرورة ان يفهم الطالب ان الاخفاق في صف معين لا يعني الاخفاق الدائم بل العكس، وبهذه الامور يمكن ان نحد الى حد بعيد من الرهاب المدرسي وهذا هو المطلب.

ذات صلة

عدل اللّه تعالىدور مهارات إدارة الأموال في التنمية المستدامةهل نجحت الولايات المتحدة الأميركية في كبح التصعيد بين إيران وإسرائيل؟الحاجة الماسة للوعي المروريصمتُ الباطن بوصفه ثمرةً لصمت اللسان