ابتسم فالسفينة مبحرة
عزيز ملا هذال
2022-02-24 06:39
الكثير من الهموم تعصف بالإنسان، فيمر بالفرح، الحزن، اليأس، جميع هذه التقلبات تعيشها بمفردك وربما يرافقك صمتك، في احياناً كثيرة تحبذ ان يفهمك الاخرين ليقدروا وضعك النفسي ويبتعدوا عن لومك أو الكلام معك، بينما أنت تعيش حالة من الانهيار النفسي، هنا المعادلة تكون معقدة بين ما تريده منك الحياة وبين ما تريده انت.
ان تمكن الانسان ان يدير ظهره للحياة بأبتسامة الواعي لما يحصل على اعتبار ان الابتسامة هي التي تمنح الانسان طاقة تجعل منه انسان واثق من نفسه متصالح معها ومع ما يحيطه وبالتالي يمتاز بالقوة والصلابة النفسية اللازمة لتخطي الشدائد والمحن وذلك هو النجاح.
تعد الابتسامة سلوكا بيولوجيا بشريا يحدث كأستجابة لمثير معين شأنه كسائر سلوكيات الانسان، وتحدث الابتسامة كتعبير عن الفرح والرضا بصورة عامة الذين يبتسمون أكثر من 20 مرة في اليوم هو ثلث الاشخاص 14% فقط يبتسمون 5 مرات في اليوم أما من يبتسمون 400 مرة في اليوم هم الأطفال.
الابتسامة لغة عابرة للحدود يشترك فيها جميع البشر من دون استثناء وهنا يكمن جمالها وفائدتها، وقد توصل احيانا رسائل يعجز كل الكلام عن ايصاله، اذن هي دعوة للجميع بأن يبتسموا مهما حملوا من احمال نفسية ثقيلة فالحياة سائرة لا تتوقف والابتعاد عن الابتسامة بسبب متاعب الحياة او مشاغلها خسارة للانسان لا تعوض.
في خضم حديثنا عن الابتسامة لابد من الاشارة الى أنواع الابتسامة واهمها ما يلي:
اولاً_ ابتسامة الارتياح التي تعبر عن تقبل الاخر والانجذاب له ومحاولة التقرب منه وفي الكثير من الحالات هذه الابتسامة يتبعها حب وتعلق ...الخ.
ثانياً_ ابتسامة الهيمنة والتي هي عبارة عن ابتسامة تحمل شيء من الخبث يريد من خلالها المرسل ايصال رسالة الى المتلقي تتضمن معاني معنى الاستخفاف والسخرية، والظهور بمظهر القوة والعظمة والسيطرة دون الاهتمام بالشخص الآخر.
ثالثاً_ الابتسامة الحزينة والتي تعبر عن حزن الانسان والمه حين يتعرض الى القهر النفسي والاذى الجسدي فقد يحاول الإنسان أن يُطلق ابتسامة وهو في قمة حزنه من أجل طمأنة الآخرين أنه بخير.
رابعاً_ ابتسامة العموم وهي الابتسامة العامة التي يمارسها الجميع لتسير الاعمال والمجاملات وغيرها وفي العادة تكون هذه الابتسامة زائفة وغير حقيقية.
ماهي الدواعي للابتسامة دائمة؟ ثمة فوائد تعود على الشخصية الانسانية حين تبتسم اقلها كثير ومن اهم هذه الفوائد هي: انها تجعل الانسان اكثر جاذبية وهو ما يجعله متعاون مع الاخرين ومنسجما معهم وبالتالي يتمكن من انجاز اعماله ومهامه المشتركة معهم، وتشير الابتسامة بالضرورة عن قوة شخصية صاحبها وسطوته في مجتمعه.
ومن الفوائد العظيمة للابتسامة انها تقلل من الاجهاد النفسي والجسدي اذا ان الابتسام في وجه المشاكل يجعل من السهل حلها لأنه يقلل من هرمون الاجهاد ويعزز التفكير بالحلول، وتزيد الابتسامة من اتصاف الانسان باللطافة والتقبل من الاخرين على عكس اؤلئك يقبعون تحت وطئة الهم والحزن والتباكي، فمجرد التفكير في أننا لابد ان نبستم سيرسم ابتسامة على وجوهنا ويجعلنا لا شعوريا نختار كلمات وعبارة لطيفة عندما تتحدث مع الآخرين.
ليس هذا فحسب بل ان الابتسامة من شأنها ترفع مستوى الصحة النفسية والجسمانية لكونها تخفف على الملتزم بها التوتر وتحفز بعض الهرمونات التي تحسن الحالة المزاجية كما انها تعالج ارتفاع ضغط الدم.
والابتسامة تنم عن التفاؤل الذي يشعر الانسان بالسعادة اذا ما تفقنا ان السعادة معدية وحين يرى الانسان ابتسامة الاخرين يمكن أن تجعله يشعر بالرغبة في الابتسام، فلو جرب احدنا أن يبتسم عندما يدخل الى مكان عمله مثلا فأنه سيلاحظ ردود أفعال الأشخاص الموجودين قد ارتسمت البسمة على وجوههم بالتالي انتقلت لهم الطاقة الايجابية، كل هذه الفوائد التي تدعونا الى الامساك بابتسامتنا وعدم مغادرتها رغم كل الذي يجري.