لماذا قطعت أمريكا مساعداتها السنوية عن الأونروا؟
عبد الامير رويح
2018-08-06 04:10
تواجه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تحديات كبيرة، في ظل تقليص المساعدات الأميركية التي اعلن عنها الرئيس الامريكي دونالد ترامب، وهو ما اسهم بزيادة معاناة ابناءالشعب الفلسطيني واثارت ردود افعال غاضبة، حيث وصفت مثل هكذا اجراءات بانها اعلان لحرب جديدة من قبل ترامب على اللاجئين والفقراء الفلسطينيين، المحتاجين للمساعدة الإغاثية والطبية والتعليمية وبكافة جوانبها. ويعيش الفقراء في غزة ظروفا معيشية صعبة جراء تدهور الوضع الاقتصادي بفعل الحصار المفروض على قطاع غزة.
وبعد أكثر من ستين عاماً من تأسيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وكما نقلت بعض المصادر، باتت الوكالة الدولية أمام تحدٍّ كبير بالاستمرار في تقديم خدماتها للاجئين الذين تأسست من أجلهم، وتقديم المعونة التي تساعدهم على الحياة. وخلال الأعوام القليلة الماضية، دخلت "الأونروا" في مراحل صعبة؛ بسبب العجز الكبير في تمويل مشاريعها، وعدم إيفاء العديد من الدول بتعهداتها تجاهها، واشتدت تلك الأزمة خلال هذا العام؛ إذ حذرت الوكالة الدولية من توقُّف خدماتها في الأراضي الفلسطينية.
وقد أعلن المفوض العام للأونروا بيير كرينبول أن الوكالة الدولية "تواجه حاليا الأزمة المالية الأكبر في تاريخها" في ظل تقليص الدعم الأميركي لها ومواجهتها عجزا متصاعدا في موازنتها المالية أصلا. وحذر كرينبول من أن تقليص الدعم الأميركي "سيؤثر في الأمن الإقليمي في وقت يشهد العديد من المخاطر والتهديدات في منطقة الشرق الأوسط وخاصة ذلك الخطر المتمثل في ازدياد التطرف". وحث المفوض العام للأونروا على إطلاق حملة تبرعات عالمية خلال الأيام القليلة القادمة لتشكل تمثيلا وإطارا للالتزام الشامل بالحفاظ على مدارس وعيادات الأونروا مفتوحة خلال العام 2018 وما بعده.
كما حث الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند الإدارة الأميركية على إعادة النظر في قرارها. وحذر إيغلاند من "الآثار المدمرة لهذه الخطوة على اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط، بما في ذلك مئات الآلاف من الأطفال اللاجئين في الضفة الغربية وغزة ولبنان والأردن وسوريا الذين يعتمدون على الوكالة لتعليمهم". وقال في بيان له "إن ذلك سيحرم آباءهم من شبكة أمان اجتماعي تساعدهم على البقاء على قيد الحياة وستقوض قدرة وكالة الأمم المتحدة على الاستجابة في حالة اندلاع موجة أخرى من الصراع". ودعا الدول المانحة الأخرى إلى الوقوف مع الأونروا واللاجئين الفلسطينيين لتغطية النقص الهائل الذي خلفته الإدارة الأميركية. على الجانب الآخر عبر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن فرحته وارتياحه لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب القاضي بتقليص الدعم المالي للأونروا، داعيا إلى تصفية هذه الوكالة وإخضاع خدمة اللاجئين الفلسطينيين إلى مفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة.
تقلص الوظائف
وفي هذا الشأن قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنها ستقلص الوظائف في قطاع غزة والضفة الغربية في نهاية هذا الشهر بعد أن خفضت الولايات المتحدة تمويل ميزانيتها. وتسبب خفض الوظائف، الذي يقول نقابيون إنه سيؤثر على ألف شخص في نهاية المطاف، في احتجاجات في قطاع غزة. وتواجه الوكالة أزمة سيولة منذ أن خفضت الولايات المتحدة، التي كانت أكبر مانحيها، تمويلها لتكتفي بتقديم 60 مليون دولار بدلا من 365 مليونا وعدت بتقديمها هذا العام.
وحجب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المساعدات بعد أن شكك في قيمتها وقال إن واشنطن لن تقدم مساعدات إلا إذا وافق الفلسطينيون على استئناف محادثات السلام مع إٍسرائيل. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الوكالة بحاجة لإجراء إصلاحات لم تحددها. وقال سامي مشعشع المتحدث باسم أونروا في القدس ”قرار الإدارة الأمريكية حجب 300 مليون دولار أثر بشدة على قدرة أونروا على تلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين سواء كان ذلك من خلال الخدمات الاعتيادية أو خدمات الطوارئ“.
وأضاف أن الوكالة تقدم أيضا مساعدات للاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا والأردن لكن الإجراءات المتخذة الآن ”تسري على الضفة الغربية وغزة فحسب“. وقال إنه على مدى الأشهر الستة الأخيرة كانت الوكالة تدير برامج للطوارئ في غزة والضفة الغربية من تمويلها الاعتيادي، لكنها لم تعد قادرة على مواصلة ذلك فاتخذت ”القرار الصعب“ بعدم تجديد عقود العاملين في مجال الطوارئ بعد 31 يوليو تموز.
وقالت الوكالة إنها ستبقي على حوالي 280 ممن يعملون في برامج الطوارئ في غزة. وستتركز مهمة هؤلاء بشكل أساسي على توزيع الغذاء على نحو نصف سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة. وستعرض الوكالة وظائف بدوام جزئي لنحو 580 بينما لن تجدد عقود 113 عندما ينتهي أجلها في أغسطس آب. وفي الضفة الغربية سيتم تسريح 154 شخصا عينوا ”بالتمويل المخصص للطوارئ الذي استنفد الآن“. بحسب رويترز.
وذكر مشعشع أن الوكالة لن تتخذ قرارا نهائيا قبل منتصف أغسطس آب بشأن هل سيكون بوسعها فتح مدارس في بداية العام الدراسي المقبل. وتدير الوكالة نحو 700 مدرسة تعلم 500 ألف طفل لاجئ في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والأردن. وقال كريس جانيس وهو مسؤول آخر بالوكالة إن أونروا ”حشدت الدعم السياسي والمالي في جميع أنحاء العالم“ فيما تحاول الحفاظ على الخدمات الأساسية رغم أنها تواجه ”أكبر خفض في تمويلها“ على الإطلاق. وأضاف أنه جرى تقليص العجز من 446 مليون دولار إلى 217 مليون دولار بعد مؤتمر للمانحين في يونيو حزيران.
وقال ”الوكالة وموظفوها المخلصون واللاجئون ليس أمامهم سوى خيار واحد، أن يواجهوا هذا الوضع معا ويحافظوا على أهم عمل نقوم به“. وتأسست الوكالة عام 1949 وتخدم ما يقدر بنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وفي قطاع غزة وسوريا ولبنان والأردن. وتحصل على تمويلها بشكل أساسي من مساهمات طوعية من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
احتجاجات ومطالب
وفي مدينة غزة، تظاهر مئات الموظفين قرب المقر الرئيسي للاونروا، وحاول أحدهم إضرام النار في جسده قبل ان يمنعه آخرون، بينما فقد عدد من الموظفين وعيهم وسط حالة من البكاء والصراخ، وقال الموظف ماهر البنا الذي كان يضرب يديه ورأسه في حائط وهو يبكي ويصرخ، "قطاع غزة يعيش في حالة طوارئ مستمرة. قدمنا أرواحنا في سبيل خدمة أبناء شعبنا، نرجو التراجع عن هذه القرارات". وقال صبري الملواني الذي كان يرفع خطاب إنهاء خدمته خلال احتجاج خارج مكتب للوكالة ”هذا بمثابة حكم بالإعدام ضدنا... في لحظة أنهوا خدماتنا التي تفانيت فيها طوال ١٢ سنة“. وذكرت أمال البطش نائبة رئيس نقابة العاملين في الوكالة أن نحو ألف موظف سيتأثرون في نهاية المطاف بخفض الوظائف.
أما الموظفة أنوار حمد فقالت "الرسالة التي سلمونا اياها اليوم ليست رسالة فصل بل رسالة وفاة. نحن موظفون بعقود دائمة، كيف يتم فصلنا بهذه الطريقة؟ اين سنذهب نحن وعائلاتنا؟". واعتبرت نائبة رئيس اتحاد الموظفين في الاونروا في قطاع غزة آمال البطش أن "القرارات جائرة وستنعكس سلبا على الموظفين وعائلاتهم"، مشيرة الى ان القرارات تطال نحو الف موظف في قطاع غزة. وتابعت "نحن كاتحاد أبلغنا الادارة بدء نزاع عمل معها، ما يعني أن من حقنا البدء باضراب شامل ومفتوح بعد 21 يوما".
وأكدّ الاتحاد في بيان أنه سيبدأ "الاعتصام المفتوح داخل وامام المقر الرئيسي للوكالة في مكتب غزة الاقليمي ومكتب رئاسة غزة حتى إلغاء هذا القرار الارعن، وإغلاق كافة مقرات رؤساء المناطق في قطاع غزة حتى اشعار آخر". وأعلنت "الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار" والتي تضم ممثلين عن كل القوى الفلسطينية في قطاع غزة "عن إضراب شامل في مؤسسات الوكالة بقطاع غزة، معتبرة ان القرارات "سياسية بامتياز وجرى استخدام الأزمة المالية كغطاء لتمريرها في سياق محاولات إنهاء دور وكالة غوث والتشغيل اللاجئين انسجاما مع رغبة الكيان الصهيوني والادارة الامريكية".
وقالت الاونروا في بيانها "بينما نواصل السعي وراء كل وسيلة دعم للتغلب على ازمة مالية حادة، فان أمام الاونروا وموظفيها المتفانين واللاجئين خيار واحد، مواجهة هذا الوضع معا والحفاظ على اهم عمل نقوم به". وفي كانون الثاني/يناير، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنها ستخفض مساهمتها في الوكالة، مشيرة إلى أن هذه الاخيرة في حاجة إلى إصلاحات. وكتب ترامب حينها في تغريدة على "تويتر"، "ندفع للفلسطينيين مئات ملايين الدولارات سنويا ولا نحصل منهم على اي تقدير او احترام. هم لا يريدون حتى التفاوض على معاهدة سلام مع اسرائيل". وقررت السلطة الفلسطينية تجميد العلاقات مع الادارة الاميركية ردا على اعلان ترامب في السادس من كانون الاول/ديسمبر اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لاسرائيل. وأعلن ترامب حجب المساعدات الاميركية عن الفلسطينيين (غير تلك المخصصة للاونروا) الى حين عودتهم الى طاولة المفاوضات. بحسب فرانس برس.
وتطالب الولايات المتحدة التي تواصل انتقاد الامم المتحدة منذ تولي ترامب الحكم قبل عام ب"مراجعة في العمق لطريقة عمل الاونروا وتمويلها". كما تطالب بمساهمة أكبر من الدول الاخرى. ويقول الفلسطينيون ان الاونروا تقدم خدمات اساسية للفقراء واستمرارها اساسي لحين التوصل الى حل نهائي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي. وتعتبر اسرائيل المنظمة منحازة ضدها.
انتقادات امريكية
الى جانب ذلك انتقدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي الدول العربية والإسلامية لتحدثها كثيرا عن دعم الفلسطينيين دون منحهم المزيد من المساعدات المالية وخصت بالنقد دولا منها مصر والكويت والإمارات. وسردت هيلي ما قدمته تلك الدول، إلى جانب الجزائر وتونس وباكستان وسلطنة عمان وتركيا - أو لم تقدمه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وقلصت واشنطن، التي ظلت لفترة طويلة أكبر مانح للوكالة، مساعداتها إلى 60 مليون دولار من 365 مليونا كانت قد وعدت بتقديمها هذا العام.
وقالت خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الشرق الأوسط ”لا توجد مجموعة من الدول أكثر سخاء بكلامها من جيران الفلسطينيين العرب والأعضاء الآخرين بمنظمة التعاون الإسلامي“. وأضافت ”لكن كل ما يقال من كلام هنا في نيويورك لا يطعم أو يكسو أو يعلم طفلا فلسطينيا واحدا. كل ما يفعله هو إثارة غضب المجتمع الدولي“.
وانتقدت هيلي الصين وروسيا أيضا لحديثهما ”المنمق عن القضية الفلسطينية“ لكنهما لم تقدما سوى 350 ألف دولار ومليوني دولار على الترتيب لأونروا في 2017. وقالت ”حان الوقت لأن تتحرك دول المنطقة على وجه الخصوص وتساعد الشعب الفلسطيني بشكل حقيقي، بدلا من الاكتفاء بإلقاء خطب من على بعد آلاف الأميال“. وكان سبعة سفراء أمريكيين سابقين لدى الأمم المتحدة في عهد إدارات جمهورية وديمقراطية قد حثوا وزير الخارجية مايك بومبيو في وقت سابق على استئناف التمويل الأمريكي لأونروا.
وقال جاريد كوشنر كبير مستشاري ترامب إن واشنطن ستعلن خطتها للسلام في الشرق الأوسط قريبا. وقال أولوف سكوج سفير السويد لدى الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ”مر الآن نحو عام منذ أن ناقشنا هذا الأمر هنا، وجرى إبلاغنا بشأن خطط لم نرها حتى الآن. أعتقد أن هناك مشكلة من عدم وجود خطة جادة على الطاولة“. بحسب رويترز.
والخلافات واسعة بين واشنطن والقيادة الفلسطينية وازدادت منذ أن اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر كانون الأول ونقل السفارة إليها، متخليا بذلك عن السياسة الأمريكية القائمة منذ عقود من الزمن. وقالت هيلي إنه إذا كانت الدول العربية ”تأبه حقا“ بالأمر فسوف تقول للزعماء الفلسطينيين ”يا لكم من حمقى لتنديدكم باقتراح سلام لم تطلعوا عليه حتى الآن“.
الفئات الاكثر ضعفا
على صعيد متصل يعاني الرضيع عصام، مثل اكثر من ثلث الاطفال في قطاع غزة من فقر دم قد تصبح معالجته أكثر صعوبة مع تجميد الاموال الاميركية لمؤسسات تقدم مساعدات وتداعيات ذلك على الفئات الاكثر ضعفا. وفي قاعة عيادة تديرها مؤسسة "ارض الانسان" وسط مدينة غزة تنتظر 15 امرأة رية طبيب اطفال او الحصول على وجبة مكملات غذائية لاطفالهن بينهن هديل رفاتي (21 عاما) والدة عصام. وقالت "ان عصام يزن 7,2 كلغ بينما يجب ان يكون وزنه وهو ابن 13 شهرا 10 كلغ". وتساءلت الرفاتي "الى اين سنذهب اذا اغلقوا هذه العيادة؟ انهم يؤمنون لنا العلاج والدواء فانا لا اعمل كما ان زوجي يعمل مياوما".
ومنذ اكثر من عقد، يخضع قطاع غزة لحصار صارم فرضته اسرائيل وشددته عام 2007 اثر سيطرة حركة حماس بالقوة على غزة. وتبلغ نسبة البطالة في القطاع 45% ووفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يعتمد 80% من سكان القطاع البالغ عددهم مليوني فلسطيني على المساعدات الانسانية.
ومنذ مطلع العام الحالي، يعاني قطاع غزة ايضا من عواقب سياسة بعد قرار واشنطن تجميد الاموال التي تقدمها الى الفلسطينيين سنويا ويصل حجمها إلى 215 مليون دولار. وقررت الادارة الامتناع عن تقديم 215 مليون دولار كمساعدات الى قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة للعام 2018 مخصصة للشؤون الانسانية والانمائية. كما تم تعليق دفعات اخرى، بما فيها مساعدات الى الاونروا.
وتشعر المنظمات الانسانية في قطاع غزة بالقلق إذا لم تتلق تمويلا من الاميركيين قبل نهاية اب/اغسطس لانه سيتعين عليها وقف برامجها. وتنطبق هذه الحالة ايضا على مؤسسة "فلسطين المستقبل للطفولة، مركز الشلل الدماغي". وفي المركز ندى ابو عاصي (27 عاما) مع رضيعها ماهر البالغ تسعة اشهر ونصف ويعاني من شلل دماغي وقالت انه "يتلقى اربع جلسات للعلاج الطبيعي في الاسبوع. خلال ثلاثة اشهر، كان التغيير هائلا". واضافت باسف وهي تراقب ابنها يتحرك بمساعدة جهاز دعم "والان ياتي مرتين فقط في الأسبوع بسبب عدم وجود المعالجين". ومنذ بداية العام، لم تتمكن المؤسسة من تجديد عقد ثلاثين موظفا.
وقال احمد الكاشف مدير المؤسسة وهو يشير يديه ان "هؤلاء الاطفال هم المستفيدون وهناك مئات الأطفال على قائمة الانتظار". واضاف "المشروع جزء من برنامج بقيمة 50 مليون دولار تم إطلاقه عام 2016 لمدة خمس سنوات ، بتمويل كامل من الوكالة الاميركية للتنمية"(يو اس ايد). وتمول هذه الوكالة مشاريع وبرامج صحية عديدة في قطاع غزة كان من المفترض ان يستفيد منها نحو 20 الف مريض، وكذلك امكانية تقديم المساعدة لحوالى 250 الف شخص في حالات الطوارئ.
وتقول كي لو مديرة "الهيئة الطبية الدولية" وهي منظمة اميركية غير حكومية مسؤولة عن تنفيذ البرنامج "ما لم يتم رفع تعليق الاموال، فان البرنامج سيتوقف، تاركا الاسر الاكثر ضعفا في غزة دون الحصول على خدمات الرعاية الصحية الاساسية". والنظام الصحي في قطاع غزة على شفير الانهيار والافلاس بعد ان تدفق اكثر من اربعة الاف جريح اصيبوا بنيران الجيش الاسرائيلي منذ اذار /مارس بعد مواجهات على الحدود بين غزة واسرائيل. ومذاك، قتل 149 فلسطينيا على الاقل بنيران اسرائيلية، بينما قتل جندي اسرائيلي الجمعة ليكون الاول في تلك المواجهات. بحسب فرانس برس.
وتقول سهيلة طرزي مديرة المستشفى الاهلي العربي المسيحي في غزة "هذا عبء اخر يجب ان نتحمله". واضافت "بدون المعونة الاميركية، فسيتم إلغاء تدريب الجراحين" واوضحت بعيون دامعة "سينتظر الكثيرون ويعانون". وفي كل شهر يطلب اكثر من الفين من سكان غزة تصريحا من إسرائيل لمغادرة القطاع للحصول على علاج طبي. وفي العام الماضي، تمت الموافقة على 54 في المئة فقط من الطلبات وتوفي 54 مريضا قبل ان يتمكنوا من المغادرة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. ويبدي العديد من الناس خشية ازاء استحالة العثور على بديل من التمويل الاميركي.