الثقافة التربوية والثقافة الإعلامية: تكامل أم تناقض؟
مروة الاسدي
2019-01-02 06:40
نحن نعيش في عالم متسارع نكاد نعجز أن نلحق به، وفيه كماً رهيباً من التكنولوجيا والاختراعات والابتكارات التي ساعدت البشرية بالنهوض لترقى وتنمو ليصبح عصرنا عصر تكنولوجي بامتياز، كل هذا التغيرات لها جانب آخر وهو التأثير على أبنائنا، فلقد أعطيناهم الفرصة للتواصل مع العالم بما فيه من ثقافات دون حدود أو ضوابط، وهذا الكتاب يتطرق إلى موضوع الأطفال بشكل خاص، وأجيالهم وتربيتهم وتأثير الوسائل الإعلامية عليهم وخاصة التلفاز والإنترنت وطريقة تعاطي الأبوين والأسرة والمدرسة والمجتمع بشكل عام مع هذه التأثيرات المكونة لشخصية الطفل ونشأته.
وإذا كانت الثقافة تتبوأ هذه المكانة في حياة الأمم والشعوب والمجتمعات والأفراد، فإن التربية والإعلام هما البوابتان اللتان تلج الثقافة من خلالهما إلى الفرد في أي مجتمع.
فالتربية وثيقة الصلة بالثقافة ويؤثر كل منهما بالآخر ويتأثر به، فهي الميدان الذي يتم من خلاله صياغة الشخصية الإنسانية بكل مقوماتها العقدية والأخلاقية والسلوكية، وهي المعايير الأساسية في بناء ثقافة الفرد من خلال ما تقدمه التربية من مناهج ونماذج وخطط وبرامج ومعايير تقويم وقياس، ومن خلال التفاعل الذي تشكله البيئة التربوية التي تكوّن الرؤى والتصورات والقيم لدى الفرد، وتصوغ سلوكه وأخلاقه ومعاملته وعلاقته بالآخرين، وبمقدار ما تصوغ التربية شخصية الفرد تأتي مخرجات هذه العملية إيجابية أو سلبية.
ولا يقل ارتباط الثقافة بالإعلام عن ذلك، فهو الناقل للثقافة والمعبر عنها بصورها المتعددة، بل إن الفعل الإعلامي يحمل بداخله مضموناً ثقافياً أيّاً كان هذا المضمون، وهذا يبيّن أهمية ودور الإعلام في تغيير كثير من التصورات والمفاهيم لدى الأفراد والشعوب، وقد ساعد على ذلك سرعة وتطور انتشار وسائل الإعلام المختلفة.
فالفضاء يعج بمئات المحطات التلفزيونية والإذاعية، وتمتلئ المكتبات بآلاف الصحف والمجلات التي تصدر كل يوم، وقد أضاف الإعلام التكنولوجي بُعداً جديداً لذلك بحيث أصبحت الموارد الإعلامية شلالا يتدفق بكل محتوياته الإيجابية والسلبية، التي لا يمكن وقفها إلا من خلال التكامل بين التربية والإعلام بما يشكلانه من ثقافة مشتركة لدى الفرد، إذا كان التناقض هو السائد على الجانب الأعم من العلاقة فإن التكامل بينهما ليس بالأمر المستحيل أو الصعب.
فالثقافة التربوية: هي "المضامين الثقافية التي يتلقاها الفرد والجماعة من المصادر التربوية وتشكل معتقداتهم وتصوراتهم ومفاهيمهم وقيمهم التي تؤثر في تكوين سلوكهم وعاداتهم وتقاليدهم وأنماط حياتهم".
أما الثقافة الإعلامية: فهي " المضامين الثقافية التي يتلقاها الفرد والجماعة من المصادر الإعلامية وتشكل معتقداتهم وتصوراتهم ومفاهيمهم وقيمهم التي تؤثر في تكوين سلوكهم وعاداتهم وتقاليدهم وأنماط حياتهم".
ويلاحظ أن كلا الثقافتين ذات مصادر محددة، وكلاهما مكوّن للمعتقدات والتصورات والمفاهيم والقيم، وكلاهما مؤثر في تكوين السلوك والتقاليد وأنماط الحياة، إلا أنهما يختلفان في مصادرهما سواء كان هذا الاختلاف في طبيعة المصدر أم في المضمون الثقافي الذي يحمله.
ثانيا: مصادر الثقافة الإعلامية:
تعتبر وسائل الإعلام من أكثر وسائل التأثير في الرأي العام وتحديد اتجاهاته، بل أصبحت هذه الوسائل مصدراً أساسياً للثقافة العامة لكافة فئات المجتمع، فقد امتد تأثيرها إلى معظم أفراد المجتمع من خلال ما تقدمه من محتوى يحمل مضامين متعددة تلقى قبولاً لدى هذه الفئات، فبين برامج موجهة للأطفال والأسرة إلى برامج تعنى بالشأن السياسي والاقتصادي والرياضي والفني، تتوزع المادة الإعلامية التي تبثها القنوات الفضائية بكل ما تحمله من مضامين، بل بدأت بعض وسائل الإعلام في التحول إلى إعلام متخصص في مجال محدد، فهناك قنوات فضائية مخصصة للأطفال وأخرى للأسرة وثالثة للصحة رابعة للبيئة.
كما اتجهت قنوات أخرى للاهتمام بالثقافة سواء كان ذلك بتخصيص برامج ثقافية على خارطتها الإعلامية أو أن يكون محتوى القناة الفضائية ثقافياً بحتاً وجود أي برامج الأخرى، وما يقال في القنوات الفضائية يمكن أن يمتد إلى الإذاعة والصحافة، أما الإعلام التكنولوجي كشبكة الإنترنت والوسائط التكنولوجية فقد تجاوزت جميع الأدوار لتصبح أحدى مصادر الثقافة الإعلامية المهمة بما تتميز به من تجاوز لكافة العوائق سواء كان ذلك في الوقت الذي تبث فيه المادة الإعلامية أو مجالها الجغرافي أو مجالات رقابتها ومنعها. إن وسائل الإعلام التكنولوجية المعاصرة تشكل أهم التحديات أمام الثقافة، فهي بين استجابة لمتطلبات هذه الوسائل وقدرة على الاستفادة منها، وبين الحد من بعض آثارها السلبية التي لم تعد خافية على أحد.
ولذا فإن الثقافة الإعلامية تتم صياغيتها من خلال عدد من الوسائل أبرزها:
1- وسائل الإعلام الفضائية:
يشكل البث الفضائي (التلفزيون والإذاعة) أبرز مصادر الثقافة الإعلامية، وتكمن خطورته في عدم القدرة على الحد من تأثيراته السلبية على الرغم من الجوانب الإيجابية التي لا يمكن إنكارها، والتي تشكل مصدراً جيداً للثقافة الإعلامية، لكن التأثيرات السلبية هي الغالبة على ما تقدمه القنوات الفضائية المرئية منها والمسموعة، فمتابعة لكثير من القنوات الإذاعية والفضائية يمكن أن يخرج منها المتابع بحصيلة وافرة من الآثار التي تخلفها المواد الإعلامية التي يتم بثها، خاصة تلك المضامين التي تحملها المواد الإعلامية وتكون متناقضة مع المضامين التربوية التي يتلقاها الفرد من المجتمع، علما بأن أكثر المتأثرين بهذه المواد الإعلامية هم جيل الشباب وخاصة الطلاب والطالبات.
فالمواد الإعلامية التي تقدمها القنوات الفضائية ترتبط بأساليب تشويق وجذب تفتقر إليه مصا ر الثقافة التربوية، فالصورة والصوت تترافقان عادةً مع مؤثرات تسيطر على إدراك المشاهد ووعيه، وتبث إليه بصورة غير مدركة قيما ومفاهيم ونماذج للحياة يتلقاها المشاهد أو المستمع بحواسه ثم يختزلها في عقله الباطن لتتحول بعد ذلك إلى سلوك وعادات قد لا تتفق مع ما عليه المجتمع من قيم وأعراف.
لقد تطورت أدوات الإعلام السمعية والبصرية تطوراً واسعاً وسريعاً ليس على مستوى الإمكانيات المادية بل على مستوى المحتوى الإعلامي الذي تقدمه، فمنذ دخل التلفزيون إلى حياة الإنسان على يد عالم الفيزياء الأمريكي (الروسي الأصل) فلاديمير كوزما زوريكين، عام 1924 شهدت البشرية نقلة نوعية في مجال الاتصال، ازدادت تطوراً مع التقدم العلمي الذي وصلت إليه البشرية في عصرنا الحاضر، وازداد بالمقابل تأثيرها على الفرد والأسرة والمجتمع.
وتأتي التأثيرات الثقافية على الشباب من انفتاح الفضاء أمام قنوات مختلفة منها ما يسهم إسهاماً إيجابياً، ومنها ما يؤدي إلى انحراف فكري وسلوكي لدى بعض الشباب، ولم يعد من الممكن السيطرة على ما تبثه القنوات الفضائية العربية منها والدولية، خاصة في ظل تراجع وضعف القنوات الرسمية.
التأثير على اللغة
ومن التأثيرات السلبية الثقافية التي تخلفها وسائل الإعلام هو التأثير على اللغة العربية إذ تحولت هذه اللغة لدى بعض أبنائها غلى لغة (هجين) خليط من لغات شتى، حتى أصبح كثير من طلاب المؤسسات الجامعية وطالباتها لا يحسن التعبير باللغة العربية أو الكتابة بها، وقد شعرت كثير من الدول بخطورة التأثير الثقافي على لغتها وثقافتها.
وإذا كانت هذه هي الآثار السلبية للقنوات التلفزيونية الفضائية، فإن الجانب الآخر يجب ألا يغيب عن أي باحث، فلا شك أن للتلفزيون آثاراً إيجابية لعل من أبرزها دوره في زيادة مدركات المشاهد خاصة الأطفال أو الشباب حيث يتعرف هؤلاء على كم كبير من المعلومات والأفكار والآراء مما يوسع من إدراكهم، فالفضائيات تقدم كثيراً من المعلومات التي يمكن الاستفادة منها بل استخدامها في العملية التربوية، هذا إضافة إلى أن مشاهدة التلفزيون تزيد من قدرة الأطفال على التذكر والاستيعاب وتنمي لديهم الخيال، اضافة الى إعطائهم حرية الاختيار والرقابة ا لذاتية وتعزز لديهم الاستقلالية والقدرة على إبداء الرأي والرغبة في الحوار من خلال محاكاة ما يقدم في التلفزيون.
أما تأثيره الإيجابي على المؤسسة التعليمية فإنه يختصر لها كثيراً مما تقدمه، فالبرامج التعليمية والتربوية التي تقدمها بعض الفضائيات يمكن أن تكون مصدراً معرفياً جيداً للعاملين والمؤسسة التعليمية، كما يمكن الاستفادة من المادة العلمية في العملية التعليمية واعتبار بعض البرامج العلمية والتربوية مرجعاً مفيداً للأساتذة والطلبة على السواء، لكن ذلك كله مرتبط بحسن استخدام ما تقدمه الفضائيات، وبحسن التوجيه لمتلقي الرسالة الإعلامية من الطلاب والطالبات.
ولعل أبرز وسائل الاتصال الحديثة تأثيراً في ذلك هي الوسائل التقنية كشبكة الإنترنت والبريد الإلكتروني (e.mail) والرسائل الهاتفية النصية (s.m.s.) التي تجاوز دورها كوسيلة للاتصال إلى مصدر من مصادر الثقافة والمعرفة، فشبكة الإنترنت أصبحت مصدراً مهماً للوصول إلى المعلومات سواء كانت معلومات متخصصة أم عامة، وسواء كانت مقروءة أم مسموعة أم مرئية، مع تيسير سرعة الوصول إلى المعلومة وسهولة الحصول عليها وتعدد هذه المعلومة، وتزداد المادة المطروحة على شبكة الإنترنت يوماً بعد يوم فهناك اليوم ملايين الكتب والدراسات والمقالات والأبحاث التي يمكن للإنسان الاستفادة منها بسهولة ويسر، وتجاوز الإنسان بذلك الجهد الكبير الذي كان يبذله للحصول على هذه المعلومة في وقت واحد ومكان واحد.
وإذا كان هذا شأن شبكة الإنترنت بصفة عامة، فإن استفادة الطلاب والطالبات بصفة خاصة تأتي في مقدمة المستفيدين منها، نظراً لحصولهم في الغالب على تأهيل وتدريب علمي يمكنهم من الاستفادة من هذه الشبكة بصورة جيدة وسهلة، كما أن مهاراتهم التقنية أكبر من غيرهم ممن لم يتوفر لهم حظ التعرف على هذه التقنية، وهذا ما نجده في الفرق بين طلاب المؤسسات التربوية وعامة الناس بل وبعض آبائهم في استخدام شبكة الإنترنت.
ثالثاً: وسائل الإعلام الورقية:
تمثل الصحافة أو الإعلام الورقي أو الإعلام المقروء الضلع الثالث في مثلث مصادر الثقافة الإعلامية، فمنذ اخترع جوتنبرغ عام (1436 1438ه) المطبعة شهد العالم تحوّلاً واسعاً في هذا المجال، إذ ازداد عدد المطبوعات واتسع انتشارها وتكررت نسخها وتوفرت لكل من يطلبها، وقد عرف العرب المطبعة أول مرة عام 1734 م في لبنان ثم جاء نابليون بحملته الشهيرة حاملاً المطبعة معه إلى مصر عام 1798 م، ثم انطلقت مسيرتها بعد ذلك في كافة البلاد العربية لتسهم في إيجاد نهضة ثقافية واسعة كان للإعلام نصيب فيها، حيث انتشرت الصحف والمجلات في البلاد العربية وتطورت مع تطور الآلة حتى أصبحت صورة جديدة عما كانت عليه الصحافة عند بدايتها، سواء كان ذلك من حيث المحتوى أم الشكل أم الأدوات المستخدمة في ذلك، والإعلام الورقي من صحافة ومجلات، هي من أقل وسائل الثقافة الإعلامية تأثيراً على جيل الشباب وخاصة من كان منهم في المراحل التعليمية.
إذ أن اهتمامهم بالشأن العام الذي هو محور ما تدور عليه الصحافة قليل، ولذا فإن اهتمامهم يتجه غالباً إلى الصحافة المجتمعية أو المرتبطة بالقضايا التي تهتم الشباب في هذه المرحلة من العمر مثل المجلات الاجتماعية والفنية وخاصة بالنسبة للفتيات أو المجلات الرياضية ومجلات السيارات والأجهزة الإلكترونية وغيرها بالنسبة للفتيان.
لا شك أن العلاقة بين الثقافة التربوية والثقافة الإعلامية ستبقى قضية مجتمعية عامة وميداناً للدراسات والبحوث المتخصصة، لما لهذه المسألة من علاقة مباشرة بالمجتمع والحياة ولما لها من تأثير مباشر كذلك على العملية التعليمية والتربوية لا في داخل المؤسسات التعليمية فقط بل على كافة المؤسسات التربوية بدءاً من الأسرة وانتهاءً بالمجتمع الذي يسهم إسهاماً كبيراً في العملية التربوية. لقد انشغلت المؤسسات البحثية والمعنية بالتربية خاصة بعدد من الأنشطة التي تعنى بذلك فبين مؤتمر وندوة ودراسة وحوار التقت جميعها على أن العلاقة بين الطرفين ليست تكاملية كما أنها ليست تناقض كذلك، بل إن العلاقة تعتريها كثير من المؤثرات والأسباب التي تجعل هذه العلاقة ليست كما يجب أن تكون عليه (التكامل) وليست كما توصف (التناقض).
لقد بدا واضحاً في كثير من الأنشطة التي تبحث في طبيعة العلاقة سعة الهوة التي تفرق بين الفريقين، فالتربويون ينظرون إلى الإعلام باعتباره قوة مؤثرة في العملية التعليمية من خلال ما تحتويه المادة الإعلامية التي تبثها أجهزة الإعلام، ووصلت العلاقة بينهم وبين الإعلاميين إلى التناقض أو الدعوة إلى القطيعة إذ ما يزال كثير من التربويين يحذرون من الآثار التي تخلفها وسائل الإعلام على الطلاب والطالبات وعلى العملية التربوية بمجملها.
الملخص:
1 - العلاقة بين التربية والإعلام هي إحدى الإشكاليات التي ما زالت ميداناً للدراسة والبحث من قبل المتخصصين، وستبقى كذلك لطبيعة كل واحد منهما، ولذا فلا بد من إعداد الدراسات والبحوث التي تجسر العلاقة بينهما وتربط المؤسسات التربوية بالمؤسسات الإعلامية بما يحقق الأهداف المرجوة لبناء الشخصية الإنسانية السوية.
2 - مصادر الثقافة التربوية هي المؤثر الأهم في تكوين تصورات الفرد وأفكاره ومهاراته، ولذا لا بد من تعزيز مصادر الثقافة التربوية وتطويرها ودعمها حتى تستطيع أن تواكب المتغيرات على الساحة التربوية والإعلامية.
3 - إن إيجاد برامج مشتركة بين المؤسسات التربوية والمؤسسات الإعلامية سيرسخ الجانب الإيجابي فيما تقدمه وسائل الإعلام، وسيمكن المجتمع من الاستفادة من هذه الوسائل، وبغير ذلك ستبقى المشكلة بينهما قائمة.
4 - التربية الأسرية والمدرسية مدخلان أساسيان في تكوين أسس بناء شخصية الطالب، ولذا لزم إعطاؤهما الأمر كاملاً للقيام بدورهما من خلال اهتمام الأسرة والمدرسة بأبنائها والحرص على تكوين الرؤية النقدية لديهم بحيث يستطيعون أن يتعاملوا مع المؤثرات الخارجية كوسائل الإعلام، ومجموعات الأصدقاء وغيرهم بأسلوب يحفظهم من الوقوع في الانحراف الفكري والسلوكي.
5 - إن الانفتاح الإعلامي المحلي والعالمي قد فرض نفسه، ولا يمكن منعه أو الوقوف أمامه، ولكن طرح البدائل من خلال إعلام يقدم الخدمة الإعلامية الراقية ويحافظ على القيم التربوية سيكون بديلاً ناجحاً في المجتمعات العربية.
6 - لا بد من تغيير بيئة المؤسسات التعليمية العربية لتكون بيئات جاذبة لطلابها وطالباتها من خلال تطوير هذه المؤسسات وتوفير الإمكانيات المادية والبشرية وإدخال التكنولوجيا بصورة تمكنها من الاستفادة القصوى من هذه الوسيلة، وتجعلها مصدراً للثقافة التربوية الجيدة.
7 - إن التأثير السلبي لبعض وسائل الإعلام وخاصة القنوات الفضائية قد أدى إلى مشكلات في المجتمعات العربية، سواء كان ذلك في ظاهرة الإرهاب والعنف أم انتشار الجريمة والانحراف والتحلل، وقد كلف المجتمعات كثيراً من الأرواح والأموال. ولذا لابد من إعادة النظر في دعم هذه القنوات سواء كان ذلك من خلال الدعم المباشر أو غير المباشر، حتى لا تقوم هذه القنوات بهدم المجتمع وأبنائه بأمواله.
8 - إن الدعوة إلى الحد من الآثار السلبية لمصادر الإعلام لا يعني الانغلاق أو التقليل من الإيجابيات الكثيرة التي تقدمها هذه المصادر، لأن في ذلك خطر لا يقل عن الانفتاح السلبي، بل إن مزيداً من الحرية والشفافية والجودة فيما يقدم كفيل بتحول متلقي الرسالة الإعلامية إلى ما هو أجود وأفضل.
9 - لا بد من الاستفادة التربوية من وسائل الإعلام وتسخير التكنولوجيا لخدمة العملية التربوية
والتعليمية، وتطوير مهارات الأساتذة والطلاب والطالبات والعاملين في المؤسسات التربوية في استخدام التكنولوجيا و تطويرها وتسخيرها لخدمة التربية والإسهام فيها بما يثري الثقافة التربوية.
10 - إن ميثاق شرف بين المؤسسات التربوية والمؤسسات الإعلامية الرسمية منها والخاصة سيضع الملامح الأساسية لانتقال العلاقة بينهما من التناقض إلى التكامل.