خطب الجمع في العراق ركزت على ذكرى إسقاط نظام صدام وقضايا الحشد الشعبي

فراس الكرباسي

2015-04-10 03:55

 دعت المرجعية الدينية في العراق، الجمعة، الى المزيد من الاهتمام بالمقاتلين في مراكز القتال والتدريب وتنظيم امور القتلى والجرحى منهم، مشددة على ضرورة توزيع مستحقاتهم بانتظام وتوفير مستلزمات المعركة، فيما اشارت الى معلومات تفيد بوجود شحة بالمياه في بعض المناطق الزراعية.

وقال ممثل المرجع السيستاني في كربلاء السيد أحمد الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة في الصحن الحسيني بمدينة كربلاء، إن "الانتصارات الأخيرة لم تكن لتحصل لولا همة وشجاعة واخلاص القوات الأمنية والمتطوعين والعشائر الذين بذلوا جهدا كبيرا من اجل استعادة الاراضي المغتصبة"، داعيا الدولة الى "اتخاذ جملة اجراءات للحفاظ على هذا الرصيد البشري الكريم والكبير".

وطالب الصافي بـ"الاسراع في تنظيم امور الشهداء والجرحى وتهيئة جميع اللوازم للحفاظ على حقوقهم"، مشدداً على ضرورة "الاهتمام بالمقاتلين الموجودين فعلا في مراكز القتال ومراكز التدريب وتوزيع مستحقاتهم بصورة منتظمة خصوصا أن البعض لم يستلم مستحقاته منذ من ثمانية اشهر الا مرة او مرتين".

ودعا الصافي الى "توفير كل ما تحتاجه المعركة من اسلحة واعتدة بالمقدار الكافي مع تأكيدنا على الاستفادة من الخبراء المحليين"، لافتاً الى ضرورة "تهيئة المستلزمات الطبية للمقاتلين بالتعاون مع الاجهزة المختصة".

من جانب آخر اشار الصافي الى ان "هناك معلومات تفيد بوجود شحة في المياه بالمناطق الزراعية وتلك التي توجد فيها الثروة الحيوانية"، داعياً الى "وضع سياسة مائية واضحة وبناء بعض السدود والاستفادة منها في توفير مصادر الطاقة بعيدا عن الهدر الكبير".

من جهة اخرى، تناول امام جمعة بغداد السيد رسول الياسري في خطبة الجمعة، ذكرى الغزو الأمريكي البريطاني للعراق عام 2003 وسقوط الطاغية صدام، حيث رفض في كلامه ادعاء امريكا بأنها هي صاحبة الفضل على الشعب العراقي في تحريره من ظلم الطاغية وحكمه المشؤوم.

وقال الياسري إن " الشعب العراقي بجهاده المتواصل ضد النظام الصدامي وتضحياته الكثيرة ورفضه الشديد للحكام المتسلطين أوجد حالة من الرفض والكراهية والانعزال للنظام مما أوجب سقوطه وانهياره من دون قتال يذكر حتى أن بغداد التي هي عاصمة النظام وموضع اعتنائه المكثف لم تقاتل".

وذكر السيد رسول الياسري من على منبر جامع الرحمن والتابع للمرجع الديني الشيخ اليعقوبي أن "الغزو الأمريكي للعراق أفرز تحديات جديدة للشعب العراقي وهي تحديات أخلاقية وفكرية وعقائدية واجتماعية مع انفتاح وانفلات وتوسع مادي"، عاداً هذه التحديات أخبث وأخطر من التحديات السابقة التي كانت في فترة النظام السابق.

وأوضح الياسري أن "الشعب العراقي وان تحرر من الظالم إلا أن الظلم مازال جاثما عليه".

وفي السياق نفسه قال الياسري في معرض ذكره لانتصارات القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي الاخيرة أن " أمريكا ومن يدور في فلكها مازالت تنسب هذه الانتصارات الى التحالف الدولي والحقيقة انه ليس للتحالف الدولي اي فضل في صنع هذه الانتصارات وإنما الفضل لله سبحانه وتعالى وﻷبنائنا في القوات المسلحة والحشد الشعبي".

وفي النجف، رفض امام جمعة النجف السيد صدر الدين القبانجي اتهام الحشد الشعبي مؤكدا ان وراء هذه الاتهامات دول بعد ان لمع نجم الحشد الشعبي واكد ان في ذكرى سقوط نظام البعث علينا مواصلة العمل من اجل انجاح تجربتنا السياسية ودعا الجهات المعنية في النجف الاشرف الى تحمل مسؤوليتها في نظافة المحافظة.

وعّد السيد القبانجي خلال خطبة صلاة الجمعة في الحسينية الفاطمية الكبرى في النجف الاتهام والتعبئة الاعلامية ضد الحشد الشعبي لمصلحة داعش وان من يقف وراء هذه الاتهامات دول تحاول الاطاحة بالحشد الشعبي خصوصا بعد ان لمع نجمه في العالم واستطاع ان يلحق بداعش هزيمة نكراء في الوقت الذي لم يستطع التحالف الدول ان يحقق ما حققه الحشد الشعبي.

فيما اكد ان مجاهدي الحشد الشعبي وضعوا ارواحهم على اكفهم ويقاتلون من دون رواتب ولا يلهثون وراء اثاث بيوت. مؤكدا ان حدثت بعض الاخطاء فلا يجوز تعميمها.

وحول ذكرى سقوط نظام حزب البعث في العراق في نيسان/2003م، شدد سماحته على مواصلة العمل من اجل انجاح التجربة العراقية الجديدة مؤكدا ان سقوط هذا النظام كان يوم سرور وسعادة للعراقيين وشاء الله ان يكون سقوطه في نفس اليوم الذي اقدم ذلك النظام الجائر على اعدام المفكر الاسلامي الشهيد السيد محمد باقر الصدر(قده) واخته العلوية بنت الهدى.

الى ذلك اكد سماحته ان نظام البعث (الصليبي) كان له ثلاثة ادوار مرسومة هي: الحرب على الدين وتمزيق جسم الامة داخليا وخارجيا وقمع الحريات واكد سماحته ان حزب البعث اراد تحويل الشعب الى عبيد حيث اقدم على اعتقال وسجن النساء والاطفال حتى الرضع منهم.

السيد القبانجي اكد ان بعد سقوط نظام البعث في العراق دخل العراق في تجربة جديدة تمتلك عدة خصائص ابرزها (انها تجربة بدأت تحت الاحتلال، انها تجربة في ظل نظام ديمقراطي تعددي، انها تجربة في ظل هيمنة رجال البعث على كل مؤسسات الدولة، جاءت بعد عقود من الحرمان والقمع).

من جانب آخر دعا القبانجي الجهات المسؤولة في محافظة النجف الاشرف الى تحمل مسؤوليتها في نظافة محافظة النجف الاشرف مؤكدا ان ظاهرة النفايات استشرت في المحافظة داعيا الادارة المحلية ومجلس المحافظة الى ايجاد حل لها وتتحمل مسؤولية بذل الجهد مؤكدا ان هناك امكانيات كبيرة يمكن استثمارها في الحفاظ على نظافة المحافظة.

وفي الكوفة، فقد اقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الكوفة المعظم بامامة السيد هادي الدنيناوي والذي خصص خطبتي صلاة الجمعة للعديد من المناسبات واهمها ولادة السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام وذكرى استشهاد السيد الشهيد محمد باقر الصدر واخته العلوية بنت الهدى قدست اسرارهم وذكرى اقامة صلاة الجمعة في العراق .

حيث ذكر الدنيناوي في خطبته امام اتباع السيد مقتدى الصدر بمسجد الكوفة، العديد من المواقف العلمية والدينية والبطولية التي كان يمتلكها السيد الشهيد الصدر الاول قدس سره وكيف وقف بوجه النظام البائد وحزبه الظالم كما وتحدث الخطيب عن ذكرى اقامة صلاة الجمعة المباركة في العراق والتي سقاها من دمه الطاهر ولي امر المسلمين السيد الشهيد الصدر الثاني، موضحا الاهمية الكبيرة والثمار اليانعة لهذه الصلاة مبينا العقوبة الاخروية للمتهاون عنها وتاركها حسب اقوال المعصومين عليهم السلام.

اما في الخطبة الثانية فقد ذكر السيد الدنيناوي العديد من المواقف للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، مناديا الجميع للاقتداء بهذه المرأة العظيمة، مستنكرا بالوقت نفسه بعض التصرفات البعيدة عن الاسلام التي تقوم بها بعض النساء ومنها عدم الالتزام بالحجاب والاستهانة وغيرها من الامور الا مشروعة، وتضمنت الخطبة المباركة العديد من المواعظ والنصائح التي تهم المجتمع العراقي.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا