استطلاع رأي: كيف يُسهِم الأستاذ في تحسين التعليم الأكاديمي؟
مصطفى عبد زيد
2018-11-18 04:05
يوجب التطور الكبير والاهتمام في التعليم الجامعي من قبل المجتمعات الغربية والعربية، وظهور اساليب حديثة في هذا المجال، على الجهات المعنية أن تبادر بخطوات جادة لتحسين التعليم العالي من خلال عده عوامل وخطوات إجرائية ينبغي العمل عليها، ومن اهم هذه العوامل هي مساهمة الأستاذ الاكاديمي في تحسين هذا النوع من التعليم، والسعي وراء ابتكار طرق تدريس جديدة تحفز الطلاب، وفي الحقيقة نحن نفتقر إلى التطبيق وليس الافكار وذلك للوضع الذي يعيشه كل من الأستاذ والطالب من ضغوط نفسية وضياع الفرص وتذبذب الاوضاع في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مما قد يؤدي إلى اخفاء مهارة الاستاذ في تحسين التعليم الاكاديمي، لذا على الجهات المسؤولة العمل على وضع منهجية لتطوير التعليم والأخذ بآراء الاساتذة وتبادل معهم افكارهم للوصول إلى الطريقة التي نرتقي من خلالها في الركن الأساس لتطوير الدولة والمجتمع وهو التعليم العالي.
ولأهمية الموضوع في تطور التعليم وارتقاء المجتمع، قامت (شبكة النبأ المعلوماتية) باستطلاع رأي في هذا الخصوص لمعرفة مدى مساهمة الأستاذ في تحسين التعليم العالي، وطرحت سؤالا محددا على المختصين في هذا المجال، والمثقفين ومن يهمه تطور التعليم بشكل عام وكان السؤال كالآتي:
- كيف يساهم الأستاذ في تحسين التعليم الأكاديمي؟
التقينا الدكتور (ايهاب علي النواب)، دكتوراه علوم اقتصادية، فأجابنا قائلا:
إن موضوع تحسين جودة التعليم العالي في العراق يجب أن يكون وفق استراتيجية منظمة ومؤسساتيه مهنية، يمثل الاستاذ الجامعي جزء منها، وفيما يتعلق به بخصوص هذا الموضوع فيجب على الاستاذ الجامعي أن يعي ضرورة مواكبة التطورات الحاصل في مجال اختصاصه، كما يحب أن يكون له مشاركة ومساهمة فاعله في الانشطة والبحوث والمؤتمرات والندوات النقاشية، فضلاً عن اعتماد الوسائل المستحدثة في ايصال المعرفة لطلبته، وأن لا ينكفى التدريسي على ما حققه وحسب فالتحديث ما بين فترة واخرى ضروري جداً لزيادة الرصيد العلمي والمعرفي لدى الاستاذ الجامعي، وهذا لا يمكن أن يحصل او أن يتحقق إلا بوجود دعم مادي ومعنوي مستمر من قبل الوزارة والمؤسسات المعنية بالأمر، وتوفير الفرص اللازمة لرفع رصانة التدريسيين الجامعيين من اجل الارتقاء بمستوى جودة التعليم العالي في البلد.
عوامل مساعدة لتحسين التعليم
وتوجهنا بالسؤال إلى الدكتور (عبود جود الحلي)، دكتوراه في اللغة العربية، فأجابنا بالقول:
تحسين التعليم الاكاديمي يتم من خلال عدد كبير من العوامل والاستاذ لوحده لا يتمكن من ذلك لان اليد الواحدة لا تصفق (كما يقال)، واول هذه العوامل أن يتم تحسين التعليم ما قبل الاكاديمي، وذلك بالعناية بالمعلم والبنايات المدرسية والمناهج الدراسية وغير ذلك، وإلا ماذا يعمل الاستاذ الجامعي بطلبة لم يتقنوا المواد الدراسية بسبب تلك العوامل، فاذا ما وصل الى الجامعة طلبة استكملوا دراستهم قبل الجامعية بشكل جيد، عند ذلك يتمكن الاستاذ الجامعي من بناء جيل مؤهل لبناء المستقبل.
وأجابنا الدكتور (قحطان حسين)، اكاديمي في كلية العلوم السياسية جامعة بابل، فأجابنا قائلا:
لا شك أن الاستاذ الجامعي يشكل محور اساسي في التعليم الاكاديمي وله دور جدا كبير في تقويم مسار التعليم الاكاديمي والنهوض به، لذلك فان الأستاذ الجامعي مطالب بأن يعمل على تطوير قابلياته ومهاراته العلمية بشكل مستمر ومتواصل، وعليه اي يواكب التطورات الحاصلة في مجال العلوم والمعرفة كل حسب اختصاصه، كما انه ومن خلال مسؤوليته التربوية يستطيع أن يغرس في نفوس الطلبة القيم والعادات والسلوكيات الاصيلة والنبيلة ذات البعد الاخلاقي والانساني، فالأستاذ هو قائد في ميدان التربية والعلم ومهمته ترقى على اي مهمة اخرى، لان المجتمعات انما تتقدم وترتقي بالعلم والاخلاق وافضل من يؤسس للعلم والاخلاق هو الاستاذ الجامعي.
ما هي صفات الأستاذ الجامعي؟
كذلك التقينا الدكتور (عدنان زنكنة)، دكتوراه في القانون الدستوري، فأجابنا بالقول:
حسب قناعتي التعليم لا يتعلق بالأستاذ الأكاديمي فقط وإنما هذه المسالة تتعلق بالمجتمع ككل، واقصد هنا أن الحالة النفسية للفرد متلقي العلم او الشخص القائم بالتعليم عندما لا يكون بالشكل السليم فالعملية برمتها لا تكون بالمستوى المطلوب مثلا كالظروف السياسية والاقتصادية والصحية تكون غير صحيحة، والتعلم والتعليم والسياسية التعليمية تتعلق بعلاقة وطيدة بين الاستاذ الأكاديمي والطالب الجامعي والمنهج كل من هذه المسائل لها علاقة كبيرة بالسياسة التعليمية والأستاذ الناجح في البلد وبنسب متفاوتة، فضلا عن أن الاستاذ الأكاديمي يتطلب منه أن يكون موزونا ومحترما وذات ثقافة عالية وشخصية قوية، من حيث الإرشاد التربوي والمستوى الثقافي العالي ذات الاختصاص العلمي، فضلا عن تمكينه من تنظيم علاقة ملتزمة مع الطلبة لأنه كالأب لجميعهم، ويجب أن يحرص على مصالحهم العلمية والثقافية كما يكون لأبنائه، هذه كلها اضافة الى احترام الاستاذ للوقت سواء وقت المحاضرة او وقت الدوام، ويجب على الاستاذ الأكاديمي أن يتمتع بحسن الأخلاق والتصرف والتعامل مع الجميع، وأن لا ينحاز الى جهة او طائفة او عنصر معين، كما على الاستاذ أن يهتم بملابسه وهندامه ولياقته العالية في التخاطب مع الطلبة، ومع الجهات الإدارية كلها من اجل إيصال المعلومة الثقافية ذات مينى العلمي علي الجودة الى الطلبة، كما أن الاستاذ الأكاديمي الناجح في هذه المسائل هو كفيل بالتقدم العلمي للبلد وعلينا أن لا ننسى بان الاستاذ بوحده ليس سبب السياسة الفاشلة في بناء العلم والتعلم.
وأيضا أجابنا الدكتور (ضياء الطائي)، دكتوراه في التاريخ الاسلامي، قائلا:
إن اردنا تحسين التعليم الاكاديمي يجب توفر عوامل او شروط في الأستاذ ومن اهمها حب الأستاذ لاختصاصه، وأيضا الاطلاع الواسع بشأن المادة الي يدرسها، وتعايشه مع طلبته ومعرفة المعوقات التي تواجه الطالب في فهم المادة، ومن اهم العوامل تصرف الأستاذ بتواضع وجعل الدرس اسهل مما هو علية، وبهذه الشروط سوف يستطيع الأستاذ المتمكن أن يحسن اداءه العلمي والتربوي.
واخيرا التقينا الدكتور (سليم العلي)، دكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، فأجابنا بالقول:
لا شك أن الأستاذ هو أحد المحاور المهمة إن لم يكن المحور الاهم في العملية التربوية والتعليمية في أي مجتمع، واعتقد أن الأستاذ تقع على عاتقه مهمتان متلازمتان لا تنفصلان عن بعضهما لتطوير واقع التعليم الأكاديمي، فالأستاذ من جهة هو باحث يبحث عن العلم والمعرفة مما يجعل منه وعاء يزخر بالمعلومات اللازمة لتطوير وصقل امكانات الطلبة، وهو من جهة أخرى هو معلم يربي الاجيال على التخطيط الصحيح وصولا إلى تطوير الذات عبر كسب الخبرات والتجارب الناجحة في سبيل تحقيق الطموح الشخصي، فضلا عن ذلك تقع على عاتق الأستاذ مهمة النهوض بالقدرات الكامنة لدى الطلبة، من خلال تجاوز اسلوب العرض التقليدي (الإلقاء) كونه يرسخ ثقافة قديمة متجذرة لا تبني او تعزز ثقة الطالب بنفسه، والبديل هو منح الثقة للطلبة في الابتكار والتطور الذاتي مع مراقبة ذلك وبأشراف من قبل الأستاذ وبما يعزز الدور الإيجابي للطالب في المجتمع، إلى جانب ذلك للأستاذ دورا مهما في توجيه الطلبة التوجيه والإرشاد الصحيح وتوعيتهم لغرض الإلمام بحقول المعرفة الأكاديمية، مع عدم انكار دور الأستاذ في تطوير المناهج التعليمية والتربوية لما فيه خير وتطور العلم في المجتمع، وهو ما يتطلب بالضرورة تقديم الدعم اللازم للأستاذ ماديا ومعنويا وتطوير إمكاناته، وإزالة كافة العوائق التنظيمية والادارية أمامه لأداء دوره بكل حرية.