استطلاع: كيف يمكن تنمية ثقافة العمل المشترك في المجتمع؟
مصطفى عبد زيد
2018-02-19 04:30
يحتاج المجتمع إلى الاتحاد والعمل مع بعض بصورة جماعية، لذا يكون هذا العمل الجماعي في غاية الأهمية والفائدة للفرد والجماعة في ذات الوقت، والعمل الجماعي هو عبارة عن عمل تشترك في أدائه مجموعة من الأفراد، والاشتراك فيما بينهم سواء كان بشكل كلي أم جزئي، لإنجاز عمل معين أو القيام على تحقيق أهداف معينة تكون مفيدة وكذلك تصب في مصلحة الجميع.
هذا العمل يجب أن يتم تطبيقه في المنظمات والشركات التي تهدف الوصول إلى الغاية التي ترغب في تحقيقها، والعمل الجماعي يجب العمل به لأن الانسان لم يولد بمفرده وليس له القدرة على العيش وحده منعزلا عن الآخرين، بل على شكل جماعات يساعدون بعضهم البعض، لذا علينا أن نبني ونطور ونصنع هذه الثقافة للوصول إلى مجتمع كامل وناضج بجميع مجالاته.
تنمية العمل الجماعي
هناك وسائل عديدة تقوم بتنمية العمل المشترك، منها وضع منهج ضمن المجال التعليمي، وتعليم الأطفال في مقتبل اعمارهم على العمل الجماعي، وللأسرة الدور الكبير في خلق ثقافة هذا النوع من العمل، وترسيخ في عقول اولادهم على العمل والمشاركة مع الاخرين من أجل مصلحة المجتمع، ولا ننسى دور المنظمات والمؤسسات الثقافية في تنمية العمل المشترك في مجتمعاتنا.
فائدة تنمية العمل المشترك في المجتمع
يعمل العمل الجماعي على إعطاء المجتمع ككل الهيبة، والقوى المطلوبة في نفوس أعدائه ، حيث أنه حينما ينظر الأعداء إلى أفراد الوطن، و هم يعملون معاً، ويتعاونون مع بعضهم البعض فإنهم سوف يهابوهم، و يخشوهم، تحقيق الاهداف بسرعة اكبر والاستفادة من الوقت، وتكوين قدرة عالية على تنمية المهارات الاجتماعية، و تنمية روح الجماعة ضمن الفريق الواحد ، حيث أن العمل الجماعي يجعل الإنسان أكثر اجتماعية.
ولأهمية العمل الاجتماعي ومحاولة تكوين مجتمع أفضل من خلال هذا العمل، قامت (شبكة النبأ المعلوماتية) استطلاع بخصوص هذا الموضوع، وطرحت التساؤلات للمواطنين ومن يهمه الامر، وكان السؤال الاول:
كيف يمكن تنمية العمل المشترك في المجتمع؟
التقينا الدكتور (فاضل الياسري)، أكاديمي في جامعة كربلاء، أجابنا قائلا:
هناك عده طرق واساليب يمكن اتباعها لنشر ثقافه العمل المشترك في المجتمع منها.
1.عقد ندوات ومؤتمرات من خلال منضمات المجتمع المدني لتوضيح اهميه العمل المشترك .
2.اعطاء محاضرات خاصة لطلبة الجامعات والمعاهد من خلال مادتي حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية .
3.اعطاء توجيهات للمعلمين والمدرسين والمشرفين التربويين من قبل وزاره التربية لتوضيح اهميه العمل المشترك الطلبة.
4.توجيه خطباء المساجد والحسينيات من خلال المحاضرات الدينية من خلال التأكيد على مبدأ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا الذي جاء به الإسلام.
5. توعيه المجتمع بأهمية العمل المشترك من خلال استخدام وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئي.
6. حث المجتمع بالابتعاد عن المصالح الشخصية وجعل المصلحة العامة فوق كل شيء.
بعد ذلك توجهنا بالسؤال نفسه إلى الدكتور (عز الدين المحمدي)، مستشار في كركوك، أجابنا بقوله:
العمل المشترك في اي مجتمع يأتي بثماره بوقت قصير للوصول الى الهدف المنشود، فالمجتمعات الانسانية فيها كثير من المتناقضات بما تتصل بالمصالح الفردية والجماعية، وهناك أيضا اشخاص سلبيين وايجابيين في التفاعل مع محيطهم المجتمعي، فالعمل المشترك إضافة انه يأتي بثماره بأقصى وقت ايضا يمنح الفريق الثقة الكبيرة لما انجزها من عمل مثمر، الى جانب اخر هناك توجه سلبي اخر يعمل بالتضاد من العمل المشترك ويميل الى عمل فردي غير مثمر في احيان كثيرة، أما كيف نعمل على تنمية روحية العمل المشترك في المجتمع ؟، فبالتأكيد هناك عدة عوامل لتقوية العمل المشترك منها الايمان واليقين عند الانسان بالعمل المشترك كسبيل للوصول الى الغايات المنشودة وتنمية وترسيخ الثقة المتبادلة بين اطراف العمل المشترك، لتكون الوسيلة الأمثل بثوابت الشخصية المعنوية عند الفرد الى جانب اخر دراسة مختلف الجوانب لأي عمل مهما يكن صنفه واتجاهه لكي تكونه واضحة وجلية لكل الاطراف، ليكون الشروع بالعمل المشترك جديا وذات منفعة تعود للجميع، الى جانب ترسيخ الوعي والثقافة والمرونة مهمة لأطراف اي عمل مشترك، لان تلك العوامل تكون لصيقة بشخصيات الافراد المشتركين، فتلك الصفات تكون عوامل قوة في العمل المشترك ونجاحه وكذلك التحلي بالصبر وتحمل ضغط العمل عامل مهم في الفرد، لكي ينجح في العمل المشترك وتعتبر تنمية تلك العوامل نجاح اكيد لأي عمل مشترك في مجتمعاتنا الانسانية، لينهض المجتمع نحو التطور والرقي.
والتقينا الأستاذ (حسن كامل)، كاتب واعلامي، فأجابنا قائلا:
إن العمل المشترك يتكون ويمكن تنميته من خلال ترسيخ فكرة العمل من اجل مصلحة المجتمع، وليس المصلحة الفردية، وهذا سيولد لدينا حب العمل الجماعي لتحقيق اهداف المجتمع، ويمكن كذلك من تنمية العمل الجماعي من خلال عمل دورات للشباب، وارشادات من قبل المؤسسات والمنظمات المتخصصة في الثقافة، وبالتأكيد أن العمل المشترك ذو فائدة كبيرة للمجتمع، لكن يتطلب العمل بصورة صحيحة ومن حب في الذات وليس من قبل جهات تتحكم في الاختيار والقيام بالعمال اجباراً.
أما السؤال الثاني في هذا الاستطلاع فجاء كالتالي:
هل يمكن للمرأة من المشاركة في العمل المشترك في مجتمعنا؟
وأجابنا الدكتور (خليل الخفاجي)، أكاديمي في كلية التربية جامعة كربلاء، قائلا:
في جميع المجتمعات الإسلامية وخاصة العربية لا يمكن ان تنمو ثقافة العمل المشترك، لان الجميع ينظرون الى المرأة نظرة قاصرة، مما يؤدي الى منع النساء من مزاولة عملها بحرية تامة، حيث تتعرض الى المسائلة من الاهل والزوج والجميع.
ثم أن عامل أخر يجعل المرأة تهرب من العمل الجماعي كونها تتعرض الى المضايقة والتحرش الجنسي، مما يولد ردة فعل معاكس للجميع خاصة، واننا نثقف وندعو الى حجر المرأة في البيت خوفا عليها، كذلك ان هناك فهم خاطئ للتفسير الديني لبعض الناس في مجال الشراكة والمساواة والعمل من قبل المرأة، لذا قد تنشأ لدينا ثقافة وعي ناقص.
وهناك من يرى ان الاسلام يحبذ حجر المرأة في البيت الا اذا كانت مضطرة للعمل، وهي رؤية خاطئة، فالاسلام منح المرأة حرية العمل بما ينسجم وقدراتها الجسمية، وهذا الرأي الخاطئ وغير المنسجم مع مبادئ الاسلام يقف ضد المرأة والمجتمع.