حادث الاعتداء الجنسي للشرطة السعودية على فتيين إيرانيين قد يتسبب في إيقاف حملات العمرة والحج

وكالات

2015-04-09 04:07

ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الهيئة العامة للطيران المدني بالسعودية منعت طائرة إيرانية تقل 260 معتمرا من دخول المجال الجوي السعودي لعدم حصولها على تصريح مسبق.

وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوتر بين الدولتين مع توجيه حملة تقودها السعودية ضربات جوية على جماعة الحوثيين التي تدعمها إيران في اليمن.

وأشارت وكالة الأنباء السعودية في وقت متأخر يوم الأربعاء إلى أن "الإجراء متبع حسب الأنظمة الدولية حيث يجب على المشغل التقدم للهيئة بطلب مسبق يحدد فيه نوع الطائرة وعلامة تسجيلها الخاصة وشهادة الصلاحية ووثائق أخرى وذلك لضمان سلامة المسافرين والأجواء."

وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة خالد الخيبري في تصريح صحفي إن "الهيئة تؤكد أن مثل هذه المخالفات سواء صدرت عن الخطوط الإيرانية أم غيرها من شركات الطيران الأجنبية الأخرى يتم منعها من الطيران داخل الأجواء السعودية."

وأدانت إيران -التي تنفي تسليحها الحوثيين- العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.

وكان نواب في مجلس الشورى الاسلامي قد طالبوا، وزير الثقافة والارشاد الاسلامي بإعادة النظر في رحلات العمرة المفردة الى السعودية وتقليل هذه الرحلات.

فقد طلب احمد علي مقيمي، نائب اهالي بهشهر، من وزير الخارجية وضع ورقة الوقائع بشأن بيان لوزان على موقع وزارة الخارجية الايرانية. بحسب وكالة انباء فارس.

وطلب محمد مهدي زاهدي وفرج الله عارفي، النائبين عن اهالي كرمان وجيرفت، في ملاحظة، من رئيس الجمهورية ووزيري الخارجية والارشاد الاسلامي القيام بخطوة حازمة ضد اثنين من الشرطة السعودية اللذين تحرشا بمراهقيْن ايرانييْن من المعتمرين قبل ايام.

وطلب النائب حميدرضا مشهدي عباسي ممثل اهالي دماوند، في ملاحظة، من وزير الثقافة والارشاد الاسلامي، القيام بالتخطيط لتقليل رحلات العمرة، نظرا للعمل الشنيع الذي ارتكبه اثنان من الشرطة السعودية في مطار جدة.

وطلب ممثل اهالي اهواز في البرلمان، سيد شكر خدا موسوي، في ملاحظة، من وزير الثقافة والارشاد الاسلامي، إعادة النظر في رحلات العمرة، بسبب تعرض مراهقيْن ايرانييْن للتحرش من قبل اثنين من الشرطة السعودية.

يأتي ذلك في وقت صرح فيه مساعد وزير الخارجية الايرانية للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبداللهيان بان مسؤولا سعوديا رفيع المستوى اعلن عن القاء القبض على عناصر الشرطة المتحرشين بالفتيين الايرانيين في مطار جدة واللذين كانا ضمن قوافل حج العمرة.

وقال امير عبداللهيان في تصريح لوكالة انباء "فارس"، انه اثر المتابعات المكثفة التي اجريت فقد اعلن مسؤول سعودي رفيع المستوى خلال لقائه السفير الايراني في الرياض بانه تم تحديد واعتقال العناصر الذين تحرشوا بالفتيين الايرانيين المعتمرين وسينالون اشد العقاب.

واضاف مساعد الخارجية الايرانية، اننا ننتظر الاصدار والتنفيذ الفوري للحكم باشد العقوبة بحق عناصر الشرطة السعوديين الذين ارتكبوا هذا العمل اللاانساني الشنيع.

وقال امير عبداللهيان، انه من البديهي لو لم تقم السعودية باجراء مؤثر وعدم توفير الامن والهدوء التام للزوار الايرانيين فان طهران ستتخذ القرار اللازم في هذا الصدد.

بدورها قالت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية، مرضية افخم، انه تم تشكيل ملف قضائي للمتورطين بقضية التحرش التي طالت شابين ايرانيين في مطار جدة، حيث تم رفعها أمام أحدى المحاكم في السعودية.

وفي تصريح لها أكدت افخم يوم الاربعاء انه وعقب المتابعات التي قامت بها وزارة الخارجية الايرانية والقنصلية الايرانية في جدة، اقدمت السلطات السعودية على رفع شكوى امام القضاء فيما يخص بالمتورطين بالحادث غير الاخلاقي الذي تعرض له الشابين الايرانيين في مطار جدة.

واعربت المتحدثة الايرانية عن أملها بان تصدر المحاكم السعودية احكاما تتناسب مع هذا الفعل الشنيع لشرطة مطار جدة، وان تستمر السلطات السعودية بجدية في متابعة الموضوع.

ونوهت افخم الى ان السلطات السعودية قد ابلغت القنصلية الايرانية عن استياءها لفعل شرطتها في مطار جدة، مؤكدة انها ستنزل العقاب الشرعي والقانوني بحق المتورطين حال اثباته امام المحكمة.

وكانت الخارجية الايرانية قد استدعت القنصل السعودي في طهران على أثر الحادث وابلغته احتجاج طهران على هذا الحادث، مطالبة باتخاذ إجراءات عقابية حازمة تجاه مقترفي هذا الفعل غير الاخلاقي.

بدوره استعرض مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون البرلمانية والقنصلية محمد حسن قشقاوي امام الصحفيين تفاصيل الاجراءات التي اتخذتها الخارجية في متابعة قضية التحرش بفتيين ايرانيين في مطار جدة.

وتطرق قشقاوي امام الصحفيين عقب الجلسة العلنية للبرلمان يوم الثلاثاء الى تفاصيل حادثة التحرش بفتيين ايرانيين في مطار جدة وقال انه وبعد ساعات من وقوع الحادث اعلنت القنصلية الايرانية في السعودية انه وعند مغادرة احدى قوافل المعتمرين قام شرطيان في قسم التفتيش باطلاق صفارة جهاز التفتيش حين مرور الفتيين الايرانيين وذلك بهدف نقلهما الى مكان اخر.

وتابع انه ومع تأخر وصول الفتيين التفت المسؤولون في قافلة المعتمرين الى تعرض الفتيين الى التحرش الجنسي او انهما يتعرضان حاليا للتحرش الجنسي ، واول جهة يجري ابلاغها هو مسؤول القنصلية الايرانية في جدة الذي أسرع الى الحضور في مكان الحادث واتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لفتح ملف خاص بالحادث.

واشار قشقاوي الى التحقيق الميداني من قبل القنصل الايراني وابلاغ شرطة مطار جدة بالموضوع وقال انه وعقب اطلاع شرطة المطار على الحادث بادرت الشرطة الامنية للمطار الى استدعاء جميع افراد شرطة المطار وتم صفهم قبل ان يسألوا ضحايا الاعتداء عن المعتدين ومن هنا فان تعاون المطار بدأ منذ البداية.

واوضح قشقاوي انه وبعد متابعات مسؤول القافلة ومنظمة الحج والزيارة تم توقيف المعتدين فيما قام القنصل الايراني بتسجيل احتجاجه واضاف انه وبسبب تزامن الحادث مع ايام العطلة قام مدير عام قسم القنصليات في الخارجية الايرانية في اليوم الثاني من الاعتداء باستدعاء القائم بالاعمال السعودي وابلغه احتجاج طهران الشديد وطالبه باتخاذ اشد العقوبات بحق المعتدين .

وردا على سؤال حول المآخذ على متابعات الخارجية الايرانية في هذا الحادث قال اننا سلمنا الحكومة السعودية مذكرة احتجاج ايضا ولكننا لم نعمل على تغطية وذلك بسبب المحظورات الاخلاقية او قد يعود ذلك الى معارضة ذوي الضحايا تناول القضية في الاعلام.

من جهته دعا رئيس السلطة القضائية الايرانية، آية الله صادق آملي لاريجاني، الى انزال اقصى العقوبة بحق رجال الشرطة السعوديين المتحرشين جنسيا بالفتيين الايرانيين الحاجين في مطار جدة.

واشار آية الله آملي لاريجاني في اجتماع كبار القضاة اليوم الاربعاء بطهران الى "الخبر المؤسف المتمثل بتحرش رجال الشرطة السعوديين بفتيين ايرانيين حاجين في مطار جدة" وقال، اننا لا يمكننا التغاضي عن امن مواطنينا ونطلب من وزارة الخارجية بالتاكيد متابعة هذه القضية بحساسية وجدية. بحسب وكالة انباء فارس.

وادان رئيس السلطة القضائية الايرانية هذا العمل الشنيع واعلن ان "المرتكبين (لهذا العمل اللا اخلاقي) يجب ان ينالوا اقصى العقوبة" واضاف: ان التحرش بحاجين في بلد يعتبر مسؤولوه انفسهم خدام الحرمين الشريفين مرفوض بالمرة، وينبغي معاقبة المرتكبين باقصى عقوبة كي لا نشهد حدوث مثل هذه الجرائم مرة اخرى.

من جهته أكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي ان السلوك الشنيع للشرطة السعودية مع الزوار الايرانيين فظيع، وقد تمت معاملتهم بإساءة شديدة، وقال: ان الاسلام نهى عن الجدال والنزاع، الا انهم يجعلون الدين وسيلة للجدال، لعنهم الله، إذ يجب ان تكون الامة الاسلامية واحدة.

وأشار علي لاريجاني الى السلوك الشنيع للشرطة السعودية في مطار جدة مع مراهقيْن ايرانييْن، وتساءل: أليس هذا فظيعا بأن يتم التصرف مع زائر ايراني، وتتم الاساءة اليه الى هذا الحد؟!

بدوره قال النائب في مجلس الشورى الاسلامي الايراني، محمد دهقان الى ان الحادث اثبت زيف ادعاءات النظام السعودي بتمسكه بالاسلام وخدمة الحرميين الشريفيين بعد تسليطهم لاناس فاسدين على رقاب المسلمين من الزوار والحجاج، ولهذا لا يستحق هذا النظام رعاية الحرمين الشريفين.

وأضاف ومنذ وقوع الحادث قدمنا مشروع قرار يمنع ارسال قوافل حج العمرة الى السعودية، ورفعنا رسالة الى الرئيس روحاني طالبناه بالدفاع عن حقوق الشعب الايراني واتخاذ قرار مناسب بحق السعودية فيما يخص هذه القضية.

واعلن نائب رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي بان المجلس سيتابع خلال الاسبوع القادم قضية خفض مستوى العلاقات السياسية للجمهورية الاسلامية الايرانية مع السعودية.

وقال منصور حقيقت بور في تصريح لوكالة انباء فارس يوم الخميس، ان قضية خفض مستوى العلاقات السياسية مع السعودية ستناقش في اجتماعات مجلس الشورى الاسلامي الاسبوع القادم.

واشار الى مشروع قرار سابق طرح بصفة عاجلة في المجلس لخفض مستوى العلاقات السياسية مع بريطانيا وقال، ان القضية ستتابع في هذا الصدد (العلاقات مع السعودية) على هذا المنوال ايضا.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي