قصة نجاح فيس بوك

نيرونت

2016-10-25 07:34

من منا ﻻ يملك حسابًا على ” الفيس بوك ” ؟ من منا لم يسمع باسم ” مارك زوكربيرغ ” الذي أصبح أشهر من نار على علم ؟ ولكن هل تساءلت يومًا كيف حقق ” مارك ” هذه الشهرة وكيف سطر ” قصة النجاح ” المبهرة تلك ؟ كيف أصبح موقع ” الفيس بوك ” من أشهر مواقع التواصل الاجتماعي خلال فترة وجيزة ؟

سنتعرف معًا على نشأة موقع ” الفيس بوك ” و” قصة النجاح ” المبهرة لمؤسسه ” مارك زوكربيرغ ” والتي تستحق منا المتابعة حتى نتعلم منها ما يساعدنا في تسطير ” قصة النجاح ” الخاصة بنا.

نشأة الفتى المبدع مارك زوكربيرغ

ولد ” مارك زوكربيرغ ” في مدينة نيويورك لعائلة مثقفة ومتعلمة، حيث كان والده يعمل طبيب أسنان وكانت طبيبة طبيبة أمراض نفسية.

بدأت اهتماماته بالكمبيوتر والبرمجة تظهر منذ طفولته المبكرة خاصة في وسائل الاتصال والألعاب، فكان أول برنامج أسسه ” مارك ” هو برنامج تواصل سماه (zucknet) في سن الثانية عشرة والذي استخدمه والده في العيادة الخاصة به من أجل التواصل مع ممرضته،كما استخدمته العائلة في المنزل للتواصل فيما بينها.

وكان هذا البرنامج الخطوة الأولى ” لمارك ” في عالم البرمجة والذي لفت انتباه العائلة لقدرات ” مارك ” والعمل على تطويرها. وهذا ما كان فعلاً من الأب الذي عمل جاهدًا على تطوير قدرات الفتى المبدع ” مارك “، فبدأ بجلب أساتذة متخصصين في تعليم البرمجة والكمبيوتر من أجل تطوير موهبة ولده. وقال أحد معلمي ” مارك ” الخصوصيين أحد المحررين مؤخرًا أنه (كان من الصعب البقاء مع هذا الطفل العبقري وتعليمه كونه منذ طفولته كان سباقًا دائمًا للأشياء التي أردت تلقينه اياها).

بداية قصة نجاح التواصل الاجتماعي

كبر مارك وكبرت موهبته معه وبدأ ببرمجة العديد من البرامج وأنظمة الاتصال التي لفتت انتباه كبار الشركات المتخصصة بالكمبيوتر والبرمجة حينها.

وكان من إبداعاته بناء مشغل موسيقى يدعى (الوصلة العصبية) يستخدم الذكاء الاصطناعي لمعرفة عادات المستخدم في الاستماع، وكانت فكرة مبدعة وجديدة في عالم الصوتيات فجذبت اهتمام أكبر شركات البرمجة (مايكروسوفت) و(AOL) ليقدموا العروض على ” زوكربيرغ ” من أجل شراء الوصلة العصبية منه وتوظيفه لديها، ولكنه رفض وفضل أن تُحمَّل مجانًا ثم قرر الالتحاق بجامعة هارفارد.

زراعة بذرة قصة نجاح مارك الطالب الجامعي

بعد التحاقه بجامعة هارفارد التي تعتبر الجامعة رقم واحد على مستوى العالم، انفتح المجال أمام ” زوكربيرغ ” ليبدع في برمجة وتطوير برامج عديدة ﻻستخدامها في الجامعة.

فبدأ بتطوير برنامح يسمى (كورس ماتش) والذي كان من شأنه مساعدة الطلاب في اختيارهم لصفوفهم، كما طور برنامجًا آخر خاص بشبكة هارفارد وهو برنامح (فيس ماتش) والذي كانت وظيفته مقارنة صور الطلبة وإتاحة التصويت لهم بناءً على جاذبية صاحب الصورة.

وزادت شهرة الفيس ماتش في الجامعة بصورة كبيرة إلى أن تم إلغاؤه من قبل إدارة الجامعة لأسباب تأديبية، ويعتبر هذا البرنامج النواة الأولى التي ساعدت على سطوع فكرة ” الفيس بوك ” في ذهن ” مارك ” .

لمعان فكرة الفيس بوك في ذهن مارك زوكربيرغ

بعد إلغاء إدارة الجامعة لموقع الفيس ماتش، بدأت هذه الفكرة بعد أن حققت ” نجاحًا ” وشهرة واسعة بين طلاب الجامعة تلمع في أذهان الكثير من مبرمجي وطلاب جامعة هارفارد، فقامت مجموعة من الطلاب بالاتصال بـ ” مارك ” وإطلاعه على فكرة تطوير موقع شبكة اجتماعية تسمى /Harvard connection/ بحيث يقوم هذا الموقع باستخدام معلومات شبكة طلاب هارفارد وتطوير شبكة تعارف لنخبة طلاب هارفارد.

ولكن قام ” مارك ” بالانسحاب من هذا المشروع والعمل على موقعه الخاص للتواصل الاجتماعي مع ثلاثة من زملائه يسعى لاستهداف شريحة أكبر من مجرد طلاب جامعة ويكون أكثر من مجرد موقع لـ التواصل الاجتماعي بين الطلاب.

الأنفاس الأولى لـ الفيس بوك

قام ” زوكربيرغ ” وزملائه بتطوير موقع لـ ” التواصل الاجتماعي ” والذي يسمح للمستخدمين بتصميم صفحاتهم الشخصية وتحميل صورهم و” التواصل ” مع المستخدمين الآخرين، وقاموا بتسمية هذا الموقع The Facebook وكان هذا العمل برمته ينجز داخل أسوار السكن الطلابي لجامعة هارفارد وبإمكانيات بسيطة.

ثم بدأ الإقبال يتزايد بشدة على الموقع حتى أصبح يفوق قدرات وإمكانيات الشركة الصغيرة والإمكانيات المادية الضئيلة لـ” مارك ” وشركائه، حتى قرر في شهر يونيو من عام 2004 مغادرة الجامعة والانتقال بشركته إلى كاليفورنيا وذلك لتكريس وقته وجهده لإتمام ” قصة نجاح ” موقعه، والذي كان قد تجاوز عدد مستخدميه حينها المليون مستخدم.

عزيمة مارك حتى إنشاء موقع فيس بوك

بعد الإقبال الكثيف على الموقع والضغط الكبير الذي حل بـ ” مارك “، بدأت الصعوبات المالية تظهر وتؤثر على استمرارية حلم ” مارك ” خاصة وأنه رفض عروضًا كثيرة من شركات دعائية ليقينه بأن موقعه يستحق الأفضل حتى جاءه الأفضل فعلاً! فكان العون المقدم من شركة /Accel Partners/ في عام 2005 هو العرض المناسب والمنقذ في نفس الوقت لحلم ” زوكربيرغ ” وازداد عدد المستخدمين حينها إلى 5.5 مليون مستخدم.

وفي عام 2006 واجه ” مارك زوكربيرج ” مشاكل قانونية مع زملائه أصحاب فكرة (هارفارد كونكشن) واتهامهم له بسرقة فكرتهم وتطبيقها على ” الفيس بوك “، وقد أنكر ” مارك ” ذلك ولكن بعد الاطلاع على البيانات والأوراق الخاصة بذلك دفع مبلغ 65 مليون دوﻻر وﻻ تزال القضية قائمة حتى الآن.

في شهر يونيو2004 كانت الخطوة الأولى والأهم في تاريخ ” فيس بوك ” وهي انتقال الشركة من خلف أسوار جامعة هارفارد إلى مدينة كاليفورنيا وفتح المجال لها للتطور والتوسع.

وفي عام 2005 تم إسقاط كلمة /The/ من اسمها بعد شراء النطاق /facebook.com/نظير مبلغ 200000 دوﻻر.

أما في ديسمبر 2005 قام ” مارك ” بإصدار نسخة ” فيس بوك ” للمدارس الثانوية وبدأ توسع عمل ” الفيس بوك ” وهو ما أشار اليه ” زوكربيرغ ” بالخطوة المنطقية التالية.

في 2006 فتح الموقع أبوابه أمام جميع الأفراد البالغين من العمر ثلاثة عشر عامًا فأكثر والذين يملكون عنوان بريد الكتروني صريح. في الخامس من سبتمبر عام 2006 أطلق ” الفيس بوك ” خدمة آخر الأخبار وهي خدمة إظهار ما يقوم به أصدقاؤك على الموقع وقد تم انتقادها فقد رأى البعض أنها خدمة غير ضرورية وأداة للتجسس وكالعادة ” مارك ” لم يكترث لهذا الكلام وأثبت للعالم بأنها من أفضل الخدمات المقدمة في ” فيس بوك".

وفي الرابع والعشرين من مايو عام 2007 أعلن ” مارك ” عن إنشاء منصة ” الفيس بوك ” /facebook Platform/ وهي منصة تطوير للمبرمجين لإنشاء تطبيقات اجتماعية على ” الفيس بوك “، وقد لقيت اهتمامًا كبيرًا ففي غضون أسابيع أنشئت العديد من التطبيقات وبعضها أصبح له الملايين من المستخدمين واليوم هناك اكثر من 800000 مطور برامج من مختلف أنحاء العالم على منصة "فيس بوك".

في السادس من نوفمبر عام 2007 أعلن ” مارك ” عن نظام إعلان اجتماعي جديد في مناسبة في لوس أنجلوس يسمى جزء من البرنامج الجديد وهو يتيح للمستخدمين تبادل المعلومات مع أصدقائهم على أساس الأنشطة في تصفح مواقع أخرى.

وفي ديسمبر عام 2013 أضاف ” فيس بوك ” أيقونة جديدة تعبر عن عدم الإعجاب مستمدة من الأيقونة الشهيرة <أعجبني>.

خاتمة قصة نجاح فيس بوك

وصل ” فيس بوك ” اليوم إلى طليعة المواقع المتخصصة بـ ” التواصل الاجتماعي ” وسطر أروع السطور في ” قصص نجاح ” المشاريع الصغيرة لتتحول إلى مشاريع عظيمة وكبيرة،

حيث يعتبر الموقع الأول على مستوى العالم فقد وصل عدد مستخدميه الآن إلى 500 مليون شخص حول العالم، كما تقدر قيمته السوقية حوالي 15مليار دوﻻر.

قصة نجاح هذا الموقع لم تأتِ من فراغ بل استنبطت من ” قصة نجاح ” تعتبر من ” قصص نجاح العظماء ” لصاحبه ومؤسسه ” مارك زوكربيرغ ” والذي أصبح يعد من أثرياء العالم، حيث تقدر ثروته الآن بـ 17.5 بليون دوﻻر ومع وفرة المال لدى ” مارك ” ووقت الفراغ لم تنتهِ ” قصة نجاحه ” عند هذا الحد بل استطاع أن يستثمر ما توفر له ليسطر ” قصة نجاح ” جديدة، حيث أتيح له أن يحصل على 50 براءة اختراع باسمه كما اختير كشخصية العام من مجلة التايم في عام 2010 باعتباره ساهم في تغيير حياة ملايين البشر والمجتمع بأكمله فضلاً عن شهرته التي جالت العالم في الأخبار والتلفزيون والأفلام السينمائية كـ /The social Network/.

ذات صلة

التنمية المتوازنة في نصوص الإمام علي (ع)أهمية التعداد السكاني وأهدافهالموازنة في العراق.. الدور والحجم والاثرفرصة الصعود في قطار الثقافةموقع العراق في سياسة إدارة ترامب الجديدة