ياهو: لا مسار واضح للمستقبل

مروة الاسدي

2016-10-02 10:19

تواجه شركة ياهو ضغوطا جديدة بعد الكشف عن قرصنة اكثر من 500 مليون حساب لمستخدميها، حسبما اعلنت مجموعة ياهو أنها كانت ضحية هجوم معلوماتية كبير في نهاية 2014 قد تكون وراءه جهة مرتبطة بدولة،.

هذا الخرق الالكتروني غير القانوني لحسابات "ياهو!" هو من الاكبر في تاريخ الشركات الاميركية. وفي سنة 2012، كانت هذه الشركة العملاقة في مجال الانترنت تضم اكثر من مليار حساب في قاعدة بياناتها، وشملت عمليات القرصنة هذه معلومات شخصية واسماء وتواريخ ميلاد وعناوين الكترونية وارقام هاتفية وكلمات سر.

غير أن البيانات المصرفية للمستخدمين لم تتأثر وفق "ياهو!" التي أكدت العمل بالتعاون الوثيق مع السلطات الاميركية المعنية في موضوع هذه القرصنة، وأكدت المجموعة أنها اتصلت بالمستخدمين المعنيين لافتة الى أن "التحقيق لم يحدد اي عنصر يظهر ان الجهة موضوع القضية لا تزال موجودة حاليا في نظام المعلوماتية الخاص بـ+ياهو!+"، ولم تسم المجموعة الاميركية الجهة التي تشتبه في ضلوعها في هذه العملية.

لماذا يتم بيع ياهو ولماذا انهارت من الأساس؟، أهم أسباب سقوط شركة ياهو من عملاق للانترنت إلى أن وصلت لعرض مسؤوليها لها للبيع، هو أنها لم تطور نفسها مع تطور الإنترنت وتغيره وتبدل أنماط الاستخدام. يرتبط ذلك السبب بالسبب الثاني للانهيار وهو فشل ياهو في التركيز على منتج واحد رئيسي متميز عن كل منافسيه.

أبرز منافسي ياهو اليوم هم جوجل Google وفيس بوك Facebook. الشركتان استطاعتا أن يطورا من أنفسهما مع تغير الإنترنت ليظلا على القمة. كما أن لكل شركة منهما منتجًا رئيسيًّا تعتمد عليه كلا من الشركتين كأبرز موارد للربح وكركيزة لباقى المنتجات. فمحرك البحث الخاص بجوجل ما زال على رأس موارد الربج لجوجل وألفابيت التي أصبحت جوجل جزءًا منها. كما أن المنتج الرئيسي لفيس بوك هو منصة التواصل الاجتماعي الذي يضم أكثر من مليار ونصف المليار مستخدم.

ياهو فشلت في التركيز على منتج واحد متميز, فمحرك البحث الخاص بياهو يأتي بعد محرك البحث الخاص بجوجل ومحرك Bing الخاص بشركة «مايكروسوفت Microsoft». خدمات ومنصات ياهو للتواصل الاجتماعي لا يمكنها منافسة فيس بوك أو تويتر.

أحد المحللين المتابعين لياهو قال إن سبب فشل ياهو أنها تفعل أشياء كثيرة, كل واحد منهم تفعله شركة أخرى بشكل أفضل من ياهو. كل ذلك تسبب في سقوط ياهو حتى وصلت خسائرها في العام الماضي إلى 4.4 مليار دولار.

برغم انهيار ياهو وخسائرها وعدم قدرتها على منافسة عمالقة الإنترنت الآخرين، فإن الرئيس التنفيذي لياهو ماريسا ماير صرحت في عدة لقاءات أنها يمكنها قلب الأمور داخل ياهو رأسًا على عقب والعودة من جديد للريادة لو تم منحها فترة 5 إلى 7 سنوات، وهو ما رفضه المساهمون الذين وضعوها تحت ضغط الإسراع في عملية بيع ياهو.

سارع الكثيرون من مستخدمي ياهو إلى اغلاق حساباتهم وبعضها لم يستخدمها أصحابها منذ سنوات وذلك بعد أن أعلنت شركة الانترنت إنها تعرضت لواحدة من أكبر الخروقات الإلكترونية في العالم، فبعد أن كشفت ياهو أن قراصنة حصلوا على كلمات مرور مشفرة لأكثر من 500 مليون حساب في عام 2014 لجأ آلاف المستخدمين إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن الغضب لاستغراق الشركة عامين حتى تكشف عن خرق البيانات.

وبالرغم من تراجع وضع الشركة، يبقى محرك "ياهو!" من المواقع الإلكترونية التي تسجل أكبر عدد من الزيارات بعد "غوغل" و"فيسبوك". وقد جذبت المجموعة من خلال خدمتها للرسائل الإلكترونية وموقعها الإخباري ما لا يقل عن 210 ملايين زائر في تشرين الأول/أكتوبر في الولايات المتحدة، وفي نهاية المطاف، توصي "ياهو!" بعدم الضغط على روابط او تحميل قطع مرفقة مصدرها عناوين الكترونية "مشبوهة" والتنبه الى اي طلب للحصول على معلومات شخصية.

اختراق 500 مليون من حساب

قالت شركة ياهو إن المعلومات المتعلقة بما لا يقل عن 500 مليون من حسابات مستخدميها سرقت من شبكتها في 2014 من جانب من قالت إنه "طرف ترعاه دولة"، وأضافت الشركة إن البيانات المسروقة تشمل أسماء وعناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهاتف وتواريخ الميلاد وكلمات المرور المجزأة لكنها قد لا تشمل كلمات مرور غير محمية أو بيانات الدفع ببطاقات الائتمان أو المعلومات الخاصة بالحسابات المصرفية.

وتابعت الشركة "لم يجد التحقيق دليلا على أن الطرف الذي ترعاه دولة موجود حاليا في شبكة ياهو"، وقالت ياهو إنها تعمل مع سلطات إنفاذ القانون بشأن المسألة، ولم يتضح مدى التأثير المحتمل لهذا الكشف على خطة ياهو لبيع خدمتها للبريد الإلكتروني أو غيرها من العمليات الأساسية الإلكترونية لشركة فيرايزون كوميونيكيشنز. بحسب رويترز.

كانت فيرايزون قد أعلنت في يوليو تموز إنها ستشتري العمليات الأساسية الالكترونية مقابل 4.83 مليار دولار، وقالت فيرايزون إنها أُبلغت بالخرق في اليومين الماضيين، وأضافت "سنقيم عن كثب المصالح الإجمالية لفيرايزون بينما يستمر التحقيق ...ولحين ذلك لن نكون في وضع يسمح لنا بالمزيد من التعليق".

دعوى قضائية تتهم ياهو بالإهمال الجسيم

رفع مستخدم لموقع ياهو دعوى قضائية ضد الشركة يتهمها بالإهمال الجسيم بعد يوم من إعلانها أن متسللين سرقوا معلومات تخص 500 مليون حساب على الأقل في 2014، ورفع رونالد شوارتز وهو من ولاية نيويورك الدعوى أمام المحكمة الاتحادية في سان هوزيه بولاية كاليفورنيا نيابة عن كل مستخدمي ياهو في الولايات المتحدة الذين سرقت معلوماتهم الشخصية، وتطالب الدعوى بتعويضات لم يكشف عنها.

وقال العديد من المستخدمين إن القرصنة دفعهتم إلى غلق حسابات البريد الإلكتروني على ياهو، وقل ريك هوليستر الذي يملك شركة تحقيق خاصة في تالاهاسي بولاية فلوريدا "ربما نلجأ جميعا إلى التخلي عن ياهو"، ففي مذكرة أرسلت إلى العملاء حثت ياهو المستخدمين على تغيير كلمات المرور الخاصة بهم وكذلك الأسئلة الأمنية لكن بعض المستخدمين قالوا إنه سيكون من الأيسر التخلي عن حساباتهم تماما لانهم لا يستخدمونها تقريبا.

وتخسر الشركة المستخدمين وحركة المرور وعائدات الاعلانات في السنوات الأخيرة ووافقت خلال الصيف على بيع الأعمال التجارية الأساسية عبر الانترنت إلى شركة فيريزون مقابل 4.8 مليار دولار، وقالت راشل وعمرها 33 عاما من نيوكاسل في انجلترا والتي طلبت من رويترز عدم ذكر اسمها الأخير إنها سوف تغلق حسابها على ياهو والذي فتحته في عام 1999ن وأضافت راشل -التي تشعر بالحنق إزاء عدم حماية الشركة لبيانات عملائها بشكل أفضل- أنها تعتقد أن هذا قد يكون ضربة جديدة لخدمة البريد الإلكتروني التي تجاوزتها في الشعبية خدمة جي ميل لشركة جوجل خلال العقد الماضي، وقال آخرون إنهم يسارعون إلى تغيير معلومات تسجيل الدخول ليس فقط لياهو ولكن لحسابات الانترنت المتعددة التي استخدمت نفس كلمات المرور.

ياهو تبيع خدماتها الاساسية لمجموعة فيريزون

اعلنت مجموعة ياهو الاميركية للانترنت التوصل الى اتفاق بقيمة 4,8 مليار يورو مع عملاق الاتصالات "فيريزون" لبيعه خدماتها الاساسية، وافاد رئيس مجلس ادارة فيريزون لويل ماكادام في بيان انه سيتم دمج انشطة ياهو في القسم ذاته مع انشطة "ايه او ال"، مجموعة الانترنت المتطورة التي استحوذت الشركة عليها العام الماضي، من اجل اقامة "مجموعة اعلامية دولية من الطراز الاول والمساعدة على تسريع عائداتنا في قطاع الاعلانات على الانترنت"، وتضم الانشطة الاساسية لمجموعة ياهو خدمات اشتهرت بها على الانترنت مثل "ياهو نيوز" للاخبار و"ياهو مايل" للرسائل الالكترونية.

ومن المتوقع انجاز صفقة البيع عام 2017 وهي لا تشمل خزينة ياهو، ومحفظة من البراءات والحصص التي تملكها في راسمال مجموعة علي بابا الصينية وفي ياهو اليابانية. وسيتم جمع هذه الانشطة في شركة استثمار يطلق عليها اسم جديد. بحسب فرانس برس.

وعلى اثر اعلان الصفقة رسميا تراجعت اسهم ياهو بنسبة 1,409% الى 38,95 دولارا في المبادلات الالكترونية التي تسبق افتتاح جلسة التداولات في وول ستريت، وقالت المديرة العامة لياهو ماريسا ماير ان هذا الاتفاق "يشكل خطوة هامة في استراتيجيتنا الرامية الى تحقيق عائدات اكبر للمساهمين"، بعدما كانت تواجه ضغوطا من العديد من المساهمين من اجل ايجاد حل يرفع قيمة اسهم ياهو في البورصة، غير ان هذه الصفقة هي بمثابة اعلان فشل من جانبها، بعد الامال التي اثارها تسلمها ادارة المجموعة. واعلنت "ياهو" مؤخرا عن خسائر صافية بقيمة 440 مليون دولار في الفصل الثالث من السنة.

ياهو! الاميركية للانترنت تخفض عدد موظفيها بنسبة 15 بالمئة

ذكرت صحيفة وول ستريت الاقتصادية ان مجموعة ياهو! الاميركية للانترنت ستخفض عدد موظفيها بنسبة يمكن ان تصل الى 15 بالمئة في اطار برنامج لتقليص النفقات يفترض ان تعلنه، وستغلق المجموعة عددا من نشاطاتها كما اضافت الصحيفة الاميركية نقلا عن مصادر قريبة من الملف، بدون ان تذكر تفاصيل.

وستعلن ياهو! خطة لاعادة الهيكلة طال انتظارها، وكانت المديرة العامة للمجموعة ماريسا ماير اعلنت عند نشر نتائج الفصل الثالث من 2015 في تشرين الاول/اكتوبر الماضي انها تريد "تحديد استراتيجيتنا والتركيز على عدد اقل من المنتجات بنوعية افضل".

كما صرح رئيس مجلس الادارة ماينارد ويب مطلع كانون الاول/ديسمبر ان خطة استراتيجية مفصلة ستعلن مع نشر نتائج الاداء السنوية. وهذه الارقام يفترض ان تعلن بعد اغلاق وول ستريت، وتولت ماريا ماير ادارة ياهو! صيف 2012 ومهمتها تلميع صورة المجموعة التي كانت درة الانترنت وانعاش نموها المتوقف منذ سنوات.

لكن النتائج لم تظهر حتى الآن بينما يتعزز ضغط المساهمين الفاعلين. واعلنت صناديق استثمارية عدة بينها ستاربورد فاليو وسبرينغ-آول وكانون في الاشهر الاخيرة عن استيائها علنا وطالبت بتغييرات في الادارة وبتقليص عدد الموظفين.

وحتى ايلول/سبتمبر الماضي، كانت المجموعة تضم عشرة آلاف و700 موظف يعملون بدوام كامل وحوالى 800 متعاقد.

"ياهو!" تتكبد المزيد من الخسائر من دون الكشف عن تفاصيل بشأن مصيرها

قالت المديرة العامة للمجموعة ماريسا ماير في البيان الذي قدمت فيه نتائج الربع الثاني من العام "أحرز مجلس الإدارة تقدما ملحوظا في ما يخص الخيارات الاستراتيجية". وهي تصريحات قريبة جدا من تلك التي أدلت بها خلال الإعلان عن نتائج ربعية سابقة.

وباتت المجموعة في المرحلة الأخيرة من خطة أطلقتها قبل أشهر عدة تتمحور حول احتمال تخليها عن أجزاء كاملة من نشاطاتها، بما فيها تلك الأساسية، وبحسب وسائل الإعلام، كان من المفترض تقديم العروض النهائية هذا الاثنين وكان المحللون يأملون الحصول على بعض التفاصيل مع تعميم النتائج الربعية.

وأوضحت ماير خلال مؤتمر بالفيديو مع المحللين "ليس لدينا ما نعلن عنه حاليا، لكننا في خضم عملية دراسة الاقتراحات"، متعهدة "بإعلام المساهمين حالما يتعين فعل ذلك من باب الحذر"، وأعربت المديرة العامة للشركة عن فخرها بالتغييرات التي أجريت على المجموعة منذ تبوئها الإدارة قبل أربع سنوات تقريبا. وتزداد الضغوطات على ماير لحثها على تحسين وضع المجموعة التي كانت من الشركات الرائدة في مجال الانترنت.

وحاولت ماريسا ماير كسب الوقت من خلال الإعلان عن خطة إعادة هيكلة تقضي بتخفيض عدد الموظفين بنسبة 15 % ومراجعة الاقتراحات الاستراتيجية المعروضة على الشركة، بما فيها تخليها عن بعض الأنشطة، وقد كشفت وسائل الإعلام الأميركية خلال الأسابيع الأخيرة عن عروض تتراوح بين 3,5 و 5 مليارات دولار للنشاطات الأساسية للمجموعة ألا وهي الخدمات الإلكترونية.

ومن أبرز المرشحين في هذا المجال، عملاق الاتصالات الأميركي "فيرايزن" الذي يملك مجموعة "ايه او ال" للانترنت والذي لم يخف اهتمامه بهذه المسألة من دون أن يؤكد إذا ما كان قد تقدم بعرض في هذا السياق، وتداولت أيضا وسائل الإعلام معلومات عن صندوق "تي بي جي" ومجموعة استثمارية يديرها دان جيلبرت مؤسس "كويكن لونز" الذي أعرب رجل الأعمال وارين بافت عن استعداده لتقديم دعم مالي له، وأوضح مجلس إدارة "ياهو!" منذ البداية أنه قد لا يقبل بالضرورة بيع الأصول المطروحة على طاولة البيع.

وتوقعت مجموعة "آر بي سي كابيتال ماركتس" المصرفية أن تحسم هذه المسألة "بحلول نهاية الصيف"، وبانتظار حسم المسألة، كشفت "ياهو!" الاثنين عن خسائر صافية بقيمة 440 مليون دولار تكبدتها في الربع الثاني من العام 2016، في مقابل 22 مليون دولار في الفترة عينها من العام الماضي.

أما الأرباح على وحدة الأصول من دون العناصر الاستثنائية والتي تعد مرجعا في الولايات المتحدة، فهي لم تتخط 9 سنتات، في حين كان المستثمرون يتوقعون 10 سنتات في المعدل، وفي المقابل، ارتفع رقم الأعمال بنسبة 5 % إلى 1,3 مليار دولار، غير أن المبلغ المعتمد عادة لتقييم نمو "ياهو!" وهو العائدات المتبقية بعد حسم المبالغ المقدمة للشركاء قد انخفض بنسبة 19 % في خلال سنة، وفي ما يخص الربع الحالي الذي يبدأ في تموز/يوليو، توقعت المجموعة أن يتراوح رقم أعمالها الإجمالي بين 1,275 و1,325 مليار دولار، في مقابل 840 إلى 889 مليون دولار للعائدات التي حسمت منها مبالغ الشركاء.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا