كيف تسخر الشركات الناشئة قوة الذكاء الاصطناعي في تطوير منتجاتها وخدماتها؟
Fifreedomtoday
2023-11-06 06:05
بقلم: محمود حفني
الذكاء الاصطناعي هو التكنولوجيا التي تغير وجه العالم، وتفتح أبوابًا جديدة للابتكار والتميز. بفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن للشركات الناشئة تقديم منتجات وخدمات مبتكرة ومخصصة، وتحسين كفاءة وجودة عملياتها، وحل المشاكل التي تواجهها، وتحقيق النمو السريع والمستدام.
كيف يمكن للشركات الناشئة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي؟
لكن كيف يمكن للشركات الناشئة، الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بطريقة فعالة ومنخفضة التكلفة؟ وما هي الفرص والتحديات التي تنتظرها في هذا المجال المتطور والمتنافس؟ وما هي الأمثلة الناجحة للشركات الناشئة التي استخدمت الذكاء الاصطناعي في تحويل أفكارها إلى حقيقة؟
يجيب على هذه الأسئلة لوميت باتيل، عضو مجلس فوربس لتطوير الأعمال، ومؤلف كتاب «Lean AI»، الذي يشارك رؤيته لكيفية مساعدة الذكاء الاصطناعي في دعم نمو الشركات الناشئة.
باتيل يقول في مقاله بمجلة فوربس الأميركية إن الذكاء الاصطناعي قد أحدث ثورة في عالم الأعمال، وأتاح للشركات القيام بأشياء لم تكن ممكنة من قبل، مثل التعرف على الصور، وتوليد اللغة الطبيعية، وتركيب الكلام، واكتشاف الوجه، وقيادة السيارات الذاتية، وغيرها من التطبيقات الذكية والمدهشة.
ويضيف باتيل أن الذكاء الاصطناعي ليس حكرًا على الشركات الكبرى فقط، بل أصبح متاحًا أيضًا للشركات الناشئة، التي تستطيع الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي المتنوعة والمتطورة، التي تساعدها على تنفيذ أفكارها بسرعة وكفاءة، وبدون الحاجة إلى فريق كبير أو ميزانية ضخمة.
ويشير باتيل إلى أن هناك العديد من الشركات الناشئة القائمة على الذكاء الاصطناعي، التي تلفت الانتباه وتجذب الاستثمارات في مختلف القطاعات والصناعات، وتعرض لنا بعض الأمثلة الناجحة والملهمة.
وينصح باتيل الشركات الناشئة بأن تستخدم الذكاء الاصطناعي كحليف وشريك لها، وأن تستفيد من تحليل البيانات المستند إلى الذكاء الاصطناعي، لفهم سلوك واحتياجات العملاء، وتقديم تجارب مميزة ومرضية لهم.
كيف تستخدم الشركات الناشئة الذكاء الاصطناعي في التسويق والخدمات اللوجستية؟
الذكاء الاصطناعي ليس فقط تكنولوجيا تساعد الشركات الناشئة على تطوير منتجاتها وخدماتها، بل أيضًا استراتيجية تساعدها على تحقيق أهدافها ورؤيتها. بفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن للشركات الناشئة تنفيذ حملات تسويقية ذكية ومبتكرة، تستهدف العملاء المناسبين بالرسائل المناسبة، وتحسين الخدمات اللوجستية لسلسلة التوريد، مما يؤدي إلى خفض التكاليف وزيادة الكفاءة.
لكن كيف يمكن للشركات الناشئة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في هذين المجالين؟ وما هي الأدوات والتقنيات والتكنولوجيا التي تساعدها على ذلك؟ وما هي النتائج والفوائد التي تحصل عليها من ذلك؟
يشرح باتيل في مقاله كيفية استخدام الشركات الناشئة للذكاء الاصطناعي في التسويق واللوجستية، ويعرض بعض الأمثلة العملية والمثيرة للإعجاب.
باتيل يقول إن الذكاء الاصطناعي يمكنه تحليل سلوك المستخدم بدقة وسرعة، وتقديم توصيات مخصصة للمنتجات أو الخدمات التي تناسب احتياجاته واهتماماته. وهو ما يؤدي إلى تحسين تجربة المستخدم، وزيادة معدلات التحويل والولاء، وتقوية العلاقة بين الشركة والعميل.
ويضيف باتيل أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أيضًا تحليل مصادر معلومات متعددة ومتنوعة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، وتحليلات الويب، وتعليقات العملاء، وتقارير الصناعة، وغيرها. وهذا يمكنه من التنبؤ باتجاهات السوق والعملاء، وتوقع التغيرات والفرص في البيئة التنافسية.
ومن خلال الاستفادة من التحليلات التنبؤية، يمكن للشركات الناشئة تخصيص منتجاتها أو خدماتها بما يتناسب مع تفضيلات العملاء الناشئة، واتخاذ قرارات استراتيجية تعتمد على البيانات، والتي تمكنها من التفوق على المنافسين والوصول إلى الريادة.
كما يمكن للشركات الناشئة استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء حملات تسويقية ومبيعات ذكية ومبتكرة، تستهدف العملاء المناسبين بالرسائل المناسبة، وتحسين تجاربهم ورضاهم.
كيف تستفيد الشركات الناشئة من الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءتها وزيادة مبيعاتها؟
الذكاء الاصطناعي هو أكثر من مجرد تكنولوجيا تساعد الشركات الناشئة على إنشاء منتجات وخدمات جديدة ومميزة، بل هو أيضًا شريك يساعدها على تحقيق أهدافها ورؤيتها. بفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن للشركات الناشئة تحسين كفاءة عملياتها وتقليل تكاليفها وتمكين فريقها من التركيز على المهام الأكثر قيمة.
باتيل يقول إن الذكاء الاصطناعي يمكنه تحسين عمليات الشركات الناشئة وتقليل النفقات العامة وتمكين أعضاء الفريق من التركيز على المهام الأكثر أهمية.، بأتمتة المهام الروتينية والمملة، مثل إدخال البيانات وإعداد التقارير ودعم العملاء وإنشاء المحتوى وحملات البريد الإلكتروني وجدولة منشورات وسائل التواصل الاجتماعي وبعض جوانب إدارة المشاريع.
وبهذه الطريقة، يمكن للشركات الناشئة تخصيص المزيد من الوقت والموارد للأنشطة الاستراتيجية والإبداعية، مثل تطوير المنتجات والتسويق الرقمي وبناء العلاقات مع العملاء، مما يؤدي في النهاية إلى نمو الأعمال.
كما يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الشركات الناشئة على التكيف مع البيئات المتغيرة واحتياجات العملاء وتقديم حلول مخصصة، بتحليل البيانات والمعلومات من مصادر مختلفة ومتنوعة، واستخدامها لتحسين منتجاتها أو خدماتها أو عروضها.
ويضيف باتيل أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أيضًا تنفيذ حملات تسويقية ومبيعات ذكية ومبتكرة، باستخدام روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي، التي تتفاعل مع العملاء والمحتملين والعملاء المتوقعين، بلغة طبيعية وشبيهة باللغة البشرية.
وتعمل روبوتات الدردشة على جذب العملاء المحتملين وتحويلهم إلى عملاء دائمين، بإشراكهم على مواقع الويب أو منصات الوسائط الاجتماعية أو تطبيقات المراسلة، وتقديم المعلومات والتوصيات والعروض المناسبة لهم.
ويمكن لفرق المبيعات استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات كبيرة من البيانات، مثل اتجاهات السوق والعملاء والبيانات التاريخية للمبيعات، للتنبؤ بالمبيعات المستقبلية وتحسين الأداء. وبما أن الذكاء الاصطناعي يمكنه دمج البيانات من مصادر متعددة ومتنوعة، مثل أنظمة إدارة علاقات العملاء وتحليلات الويب ووسائل التواصل الاجتماعي أ وتقارير الصناعة، فإن هذا يوفر الوقت والموارد للشركات الناشئة ويمكنها من اتخاذ قرارات مستندة إلى البيانات.
كيف تواجه الشركات الناشئة التحديات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي هو تكنولوجيا رائعة تساعد الشركات الناشئة على النمو السريع والمستدام، لكنها تحمل أيضًا مسؤولية كبيرة تتطلب الحذر والاهتمام. فالذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة أخلاقية حول القيم والمبادئ والمسؤوليات التي ترشد تطويره واستخدامه، مثل: كيف نضمن احترام الذكاء الاصطناعي لحقوق الإنسان وكرامته؟ وكيف نمنع التمييز والتحيز في الذكاء الاصطناعي؟
للتعامل مع هذه التحديات الأخلاقية، يجب على الشركات الناشئة اتباع ممارسات جيدة تضمن تطبيق الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة ومنصفة، وهذه بعض منها:
1. قم بإجراء بحث شامل حول أداة الذكاء الاصطناعي التي تريد استخدامها، وتعرف على منهجياتها ومصادر بياناتها وتحيزاتها المحتملة، واختر موفري الخدمات الذين يضمنون لك أفضل النتائج وأعلى المعايير.
2. قم بتنفيذ عمليات المراجعة البشرية، خاصة عند استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات الحساسة مثل التوظيف أو الإقراض أو الإشراف على المحتوى، وهذا يضمن وجود طبقة ثانية من التدقيق لرصد وتصحيح أي تحيزات أو أخطاء.
3. قم بتعزيز التنوع في فريقك ووجهات نظرك، فالتنوع يساعد على تحديد ومنع التحيزات، ويضمن تطبيق الذكاء الاصطناعي وبطريقة أكثر أخلاقية وشمولية.
4. كن منفتحًا وشفافًا بشأن استخدامك للذكاء الاصطناعي والتدابير التي اتخذتها لضمان الأخلاقية والعدالة، فالشفافية تبني الثقة مع عملائك وأصحاب المصلحة والمجتمع.
وباتباع هذه الممارسات، يمكن للشركات الناشئة استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة تساعدها على النمو السريع، مع الحفاظ على القيم والمبادئ الأخلاقية، وهذا أمر ضروري للنجاح والاحترام على المدى الطويل.