الساعات الذكية.. تقنية عصرية وفوائد وأضرار منسجمة!
عبد الامير رويح
2015-08-16 05:52
الساعات الذكية أصبحت اليوم وفي ظل التطور التكنلوجي الكبير الذي يعيشه العالم أمراً واقعاً, فهذه التقنية التي بدأت بالظهور لأول مرّة منذ حوالي العام أو ما يزيد قليلاً وكما تنقل بعض المصادر الاعلامية، بدأت تأخذ حيزاً كبيراً في الاسواق وفي خطط الشركات الكبرى، التي دخلت في حرب تنافسية كبيرة حيث تحاول هذه الشركات التميز بخصائص و شكل منتجاتها من اجل السيطرة او لأخذ نصيبها في هذه الاسوق الذي تسيطر عليه شركة آبل، حيث اظهرت دراسة نشرتها مجموعة "ستراتيجي اناليتيكس" الاستشارية أن ساعات "آبل ووتش" قد تستحوذ على 75 % من سوق الساعات المتصلة في العالم منذ الربع الأول لإطلاقها، وذلك غداة الكشف عن نتائج مالية وصفت بالمخيبة للمجموعة الاميركية.
وقدرت "ستراتيجي اناليتيكس" عدد الساعات المتصلة المباعة في العالم في الربع الثاني بـ5,3 ملايين، اي اكثر من العدد الاجمالي للساعات الذكية المباعة العام الماضي حيث باعت الشركات العاملة في هذا القطاع مثل "سامسونغ" و"موتورولا" و"سوني" و"بيبل" في المجموع 4,6 مليون ساعة متصلة بحسب المجموعة الاستشارية.
وفي الفترة الممتدة بين اطلاقها في نيسان/ابريل ونهاية حزيران/يونيو، بيعت 4 ملايين ساعة متصلة "آبل ووتش" ما جعلها تتصدر هذه السوق بفارق كبير عن منافستها "سامسونغ" التي حلت ثانية مع حوالى 400 الف وحدة مباعة فقط وفق "ستراتيجي اناليتيكس". وعلق المدير التنفيذي للمجموعة الاستشارية نيل ماوتسون في بيان ان "ساعات آبل ووتش طرحت للبيع في 16 بلدا كبيرا وسجلت انطلاقة جيدة خصوصا لدى محبي هواتف آي فون في الولايات المتحدة والخارج. وقد رفعت آبل ووتش بوضوح مستوى المنافسة في القطاع العالمي للساعات المتصلة". بحسب فرانس برس.
إلا أن "آبل" التي نشرت نتائجها الربعية الاخيرة لم تفصح عن مستوى مبيعات ساعاتها "آبل ووتش"، وهي أول فئة جديدة من الاجهزة تطلقها المجموعة منذ خمس سنوات وتطمح لتحويلها الى واحد من المنتجات الرئيسية الواسعة الانتشار الى جانب هواتف "آي فون" واجهزة كمبيوتر "ماك" واجهزة "آي باد" اللوحية. وقد اشارت النتائج التي نشرتها "آبل" الى تحقيق المجموعة العملاقة في مجال المعلوماتية ازديادا في ارباحها الفصلية بنسبة 38 %، الا ان مبيعات هواتفها "آي فون" جاءت مخيبة للآمال.
منافسات مستقبلية
من جانب اخر تخطط شركة ألمانية لصناعة المنتجات الفاخرة لإطلاق منتج منافس لساعة أبل بتكلفة 1400 يورو (1526 دولارا) وفق ما كشف عنه كلود بيفر رئيس وحدة الساعات في شركة (إل.في.إم.إتش) لصحيفة هاندلسبلات الألمانية. وتنتج شركة أبل ساعتها الذكية في ثلاثة خطوط انتاج تتراوح أسعار النوع الاول بين 400 و450 يورو والنوع المتوسط بين 700 و1250 يورو ونوع فخم يتراوح سعره بين 11000 و18000 يورو. وأضاف بيفر للصحيفة أن الشركة التي تملك ماركات زينيث وهوبلو وتاج هوير للساعات رحبت ببدء بيع ساعات أبل في السوق مشيرا إلى أن القدرة الترويجية لشركة أبل ستساعد في إعداد شريحة جديدة من الزبائن المتحمسين لاقتناء الساعات الفخمة.
على صعيد متصل أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن مسابقه لتطوير تطبيقات واجهة الساعات الذكية التي سوف يستخدمها رواد محطة الفضاء الدولية. وقد صرحت ناسا أنهم متحمسون لتكنولوجيا (الساعات الذكية ) و يخططون لتطوير استخدامها الذي من شأنه أن يساعد رواد الفضاء. وأشارت أيضا إلى أن المهمة الرئيسية تتمثل في إنشاء تطبيق الواجهة التي سوف يتم أستخدمها في محطة الفضاء الدولية.
وسوف تستخدم تطبيقات جديده لأرسال معلومات هامه إلى رواد الفضاء. وبفضل الساعات الذكية سوف يستطيع رائد الفضاء من تحديد إمكانية إظهار الحالة ما إذا كان مستعدا للاتصال مع الأرض. وبالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون التطبيق على مدار الساعة لمساعدة طاقم محطة الفضاء الدولية في دورات التخطيط, حيث ينبغي أن تكون الساعة مدمجة وسهلة الاستخدام.
قدرات المبرمجين
من جانب اخر وعندما سمع ماكسيمو كافازاني مبتكر لعبة (تريفيا كراك) الشهيرة على الهواتف المحمولة بخطط شركة أبل لإطلاق ساعة ذكية جديدة كان من البديهي أن يبدأ في تعديل لعبته لتناسب المنتج الجديد إلا ان الساعة الصغيرة حملت معها تحديات جديدة. ويفرض صغر حجم الشاشة ومعالج البيانات المدمج تصميم رسوم متحركة أكثر بساطة وهو ما يعني تصغير حجم العجلة الدوارة المميزة للعبة. إضافة إلى ذلك سيصبح من الصعب الابقاء على الإعلانات المنبثقة (صغيرة الحجم) التي تعد مربحة لتطبيقات الهواتف عند تصميم نسخة خاصة لساعة أبل.
والمصممون - ومن بينهم كافازاني - متفائلون بشكل عام بشأن فرص الساعة الجديدة والتي تعد أول منتج يطور في عهد الرئيس التنفيذي تيم كوك إلا ان كثيرا منهم يرون أن تصميم تطبيقات للشاشات الصغيرة يتطلب نهجا جديدا. وبقدر ما ساهم تطوير التطبيقات في نجاح هواتف آيفون والأجهزة اللوحية آيباد فإن انتشار ساعة أبل وحجم مبيعاتها سيعتمد بشكل كبير على التطبيقات التي سيبتكرها المصممون لتعظيم الفائدة من الساعة.
وقال كافازاني "يمكنك صنع بعض الأشياء الجيدة لكن بالطبع هناك قيود." وأضاف أن جني المال "سيكون أمرا معقدا إلى حد ما إذا لم يكن التطبيق مدفوع الأجر... فلا مجال لوضع إعلانات ولا تستطيع فعل شيء تجاه مبيعات التطبيقات." وزودت أبل ساعتها الجديدة بتطبيقات للصحة واللياقة البدنية والاتصالات والموضة لجعلها أكثر قبولا إلا ان الألعاب أثبتت أنها التطبيقات الأكثر ادرارا للربح على أجهزة الهواتف المحمولة آيفون. بحسب رويترز.
وتقول شركة آب آني المتخصصة في تحليل الهواتف المحمولة إن من بين أكثر من 5600 تطبيق صمموا للساعة حتى الآن تمثل الألعاب 10 بالمئة فقط وذلك بالمقارنة مع 20 بالمئة من تطبيقات نظام تشغيل آي.او.اس بشكل عام. وتعتزم أبل ابداء المزيد من المرونة ستقدم مجموعة أكبر من الأدوات للمطورين للمساعدة في ابتكار تطبيقات للاستفادة من مكونات الساعة. وقال جيف وليامز نائب رئيس أبل للتشغيل في مؤتمر اقيم في الآونة الأخيرة إن أول حزمة تطبيقات تصمم بواسطة الأدوات الجديدة ستطرح في الأغلب في الخريف القادم. ويقول المطورون إنهم يتوقعون التمكن من صنع تطبيقات أكثر سرعة وثراء بواسطة الأدوات الجديدة.
حظر ارتداء الساعات الذكية
من جانب اخر حظرت الصين على أفراد قواتها المسلحة ارتداء أجهزة حديثة مثل الساعات الذكية يمكن اتصالها بشبكة الإنترنت، حسبما ذكرت تقارير. وقالت الصحيفة الرسمية للجيش "ليبريشن أرمي ديلي" إن المخاوف الأمنية تزايدت بعدما تلقى أحد أفراد الجيش ساعة ذكية كهدية في عيد ميلاده. وقال موقع إن بي سي (NBC) الإخباري إن مصادره أكدت بدء سريان الحظر بالفعل. ويرى أحد الخبراء أن الاجراء امتداد طبيعي للقيود التي تفرضها غالبية جيوش العالم على استخدام الهواتف المحمولة.
وقالت "ليبريشن أرمي ديلي" إن قادة الجيش استشاروا بعض الخبراء، بعد تلقيهم تحذيرات بسبب حادثة حاول فيها جندي استخدام ساعته الذكية في التقاط صور لرفاقه شرقي مدينة نانجينغ. وأضافت أن المؤسسة المسؤولة عن حماية أسرار الدولة أصدرت في وقت لاحق بيانا اعتبرت فيه "استخدام أي فرد عسكري للأجهزة التي يمكن ارتداؤها وتتصل بالإنترنت أو المواقع الالكترونية أو تتمتع بخصائص المكالمات الصوتية خرقا للوائح العسكرية".
وذكرت أن لوحات إرشادية صممت للتأكد من أن الرسالة قد انتشرت بين العاملين في المؤسسة العسكرية. وأضافت الصحيفة "في اللحظة التي يرتدي فيها جندي جهازا يمكنه تسجيل صوتا أو مقطع فيديو أو التقاط صور عالية الجودة، أو معالجة البيانات أو إرسالها، سيكون من السهل تعقبه أو تعقبها أو الكشف عن أسرار عسكرية".
وبحسب بعض المعلومات ايضا فأن وزارة الدفاع البريطانية لا تمنع، في الوقت الحالي، استخدام الأجهزة التي تتلقى المعلومات أو ترسلها للأفراد الذين لا يعملون في أجهزة أمنية حساسة أو خلال العمليات العسكرية. لكن خبيرا عسكريا أشار إلى أن تزايد استخدام التكنولوجيا الممكن ارتداؤها يمثل تحديا أمام المؤسسات العسكرية حول العالم.
وقال بيتر كوينتين، الباحث في مركز "روسي" البريطاني لشؤون الدفاع: "أي منظمة واعية سيكون لها إجراءات لحماية العمليات الأمنية." وأضاف: "أي شيء متصل بالشبكة –سواء أكان في جيبك أو في رسغك- يمكن الوصول إليه عن بعد واستغلاله من الآخرين وتقديم ميزة للأعداء". وقال: "ذلك قد يحدث عن غير عمد أو عن عمد، لذلك ينبغي التحكم فيه حيثما كان ذلك ممكنا".
وأضاف: "هذا هو السبب وراء ترك الهواتف خارج الأماكن التي تعقد فيها نقاشات سرية". وتابع أنه، ومع ذلك، قد يكون هناك في بعض الأحيان فوائد من السماح للجنود باستخدام التكنولوجيا الممكن ارتداؤها خارج مهام ساحة المعركة. وأشار كوينتين إلى سلسلة "حربنا" الوثائقية التي أذاعتها بي بي سي، مستفيدة من مقاطع فيديو التقطها جنود بريطانيون كانوا قد ثبتوا كاميرات فيديو صغيرة على خوذهم.
وحاول المسؤولون في بداية الأمر تضييق الخناق على الجنود في الاستخدام الشخصي لمتعلقاتهم قبل أن تتضح فوائد مقاطع الفيديو المصورة. وقال كوينتين "الأمر ساعد الجيش في التواصل مع واقع العمليات في أفغانستان من خلال أعين الجنود أنفسهم، التي كانت قوية للغاية".