مركز الإمام الشيرازي يناقش حرية التعبير ومنهجية اللاعنف

حيدر الاجودي

2015-09-07 06:00

(حرية التعبير... في ضوء منهج اللاعنف عند الإمام الشيرازي)، عنوان طرحته الحلقة النقاشية الشهرية التي عقدها مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث، على قاعة جمعية المودة والازدهار يوم الاثنين الموافق 31/8/2015، بحضور مجموعة من الباحثين والأساتذة الجامعيين.

حيث قدم للحلقة النقاشية محمد الصافي معاون مدير المركز، والذي اشار إلى إن "حرية التعبير عن الرأي تعد أحد اهم الحقوق الانسانية التي تكفلتها الدساتير العالمية، وجاءت هذه الحلقة النقاشية لتسليط الضوء على حرية التعبير، وايضا تطبيقا لمنهجية اللاعنف حسب رؤية المرجع الراحل الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي.

هذا وقد استضافت الحلقة النقاشية التدريسي في جامعة كربلاء – كلية العلوم الاسلامية الدكتور أمجد الفاضل والذي طرح ورقته النقاشية امام نخبة من الاساتذة والباحثين حاملةً عنوان الحرية واللاعنف عند الامام الشيرازي، موضحا الى ان "حرية التعبير ومنهجية اللاعنف اصبحت اليوم الشغل الشاغل عند العراقيين"، معتبرا انها من المسائل العصرية التي تحتاج الى تسليط الضوء عليها.

هذا وقد شرع الفاضل بتعريف حرية التعبير وبيان مصاديقها وحقوقها وكيفية التعامل بهذه الخاصية، مشيرا الى ان الشباب اليوم أصبح بإمكانهم استخدام امكانياتهم في حرية التعبير وطرح الأفكار والآراء المختلفة، دون خوف من أي طرف حتى أن الشباب تجاوزوا حاجز الخوف والكبت بإنتقادهم للسياسيين وعلى أعلى المستويات.

وتطرق الفاضل الى منهجية اللاعنف وتقسيماته وكيفية التعامل بهذه المنهجية كنظام معتمدا في ذلك الى اطروحات المرجع الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي، طارحا في الوقت نفسه الاشكاليات التي تحوم حول منهجية اللاعنف، محاولا الاحاطة التامة بها والاجابة عليها حسب المنظور الاسلامي.

موضحا ان منهجية اللاعنف هي منهجية اصيلة في النظام الاسلامية، وان السيد المرجع الراحل قد استنبطها استنباطا من الشريعة السمحاء من خلال القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة.

واشار في الوقت ذاته الى ان "مخرجي هوليود حاولوا تشويه سمعة الاسلام الاصيل، بطرح فكرة الاسلام الداعشي وتطبيقه عمليا وممارسته لمنهجية العنف واعتبارها من الاسلام المحمدي، بينما نجد الشريعة السمحاء في تطبيقات السيرة النبوية الكريمة تتبع منهجية اللاعنف في جميع المجالات، واستخدامها للعنف كان دفاعيا وليس اصيلا"، مضيفا الى ان الاصل في الاسلام هو السلم واللاعنف.

هذا وقد ختم الدكتور الفاضل ورقته النقاشية بتقسيم حرية التعبير الى قسمين فالأول عفوي وهو مثل خروج المتظاهرين العراقيين في هذا الوقت بعفوية للتظاهر ضد الخدمات، والثاني هو التحصيلي كازدياد المطالب الجماهيرية للمتظاهرين، وهذه التقسيمات وفقا لنظرية المرجع الراحل الشيرازي.

المداخلات:

بعدها انتقلت الحلقة النقاشية الى طرح المداخلات من قبل الحاضرين للاطلاع على آرائهم وافكارهم حول موضوع حرية التعبير ومنهجية اللاعنف فكانت كما يلي:

اشار الدكتور حازم البارز (استاذ جامعي – جامعة كربلاء) الى ان "حرية التعبير هي امتداد طبيعي لدولة الامام علي (عليه السلام)"، مضيفا الى ان "تطور الانسانية تسير حتما عن طريق التعاطف الانساني بين افراد المجتمع وهذا يتحقق بحرية التعبير عن الرأي والسلم الاجتماعي، وهو الذي يحقق الهدف المطلوب من التوازي الاجتماعي"، مستعلما عن حرية التعبير هل هي بناء جديد لآراء ام هي هدم سابق؟.

واوضح حيدر الجراح مدير مركز الامام الشيرازي على ان النظرية تقول ان منهجية اللاعنف هي منهجية اصيلة في الاسلام، ولكن هل تكون هذه المنهجية تطبيقا واقعيا في مجتمعنا اليوم؟، مستعلما عن الحد الفاصل بين العنف واللاعنف سواء كان على المستوى المادي او المعنوي؟، مضيفا بالقول من له الحق في وضع القيود في حرية التعبير وماهو نوع الضرر وحدوده؟.

فيما استعلم الاعلامي حيدر عبد الستار عن تطبيق الحدود الشرعية في الاسلام هل تعتبر من العنف ام من اللاعنف، وكيف بامكان المجتمع تطبيق منهجية اللاعنف وجعلها منهجية ثقافة؟.

وقد استمع الدكتور امجد الفاضل الى المداخلات التي طرحت من قبل الحاضرين والاجابة على جميع تساؤلاتهم ليتفق الجميع على ان حرية التعبير باستخدام اسلوب اللاعنف هي حق وواجب مقدس لا يمكن مصادرته أو التضييق عليه، ومن يعمل على خلاف ذلك فانه يؤسس إلى الاستبداد، غير أنه لا يجب لأحد أن يتعسف في استخدام هذا الحق، كأن يتطاول أو يسب أو يسقط أو يحقر الآخرين بحجة ممارسة حقه في حرية التعبير.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا