أهمّيةُ قِراءة المُذكرات

من نصائح الإمام الشيرازي ضمن التحصيل المعرفي

عقيل ناجي

2019-06-12 07:05

من النصائح القَيّمة التي استمعت المرجع الراحل السيد محمد الشيرازي يقدمها في بعض محاضراته، نصيحته بقراءة مذكرات العظماء من العلماء والحكماء والمفكرين والساسة والعسكريين والقادة والأدباء، وعندما نقول كلمة (عظماء) فلا نبالغ، لأن لفظة العظيم في اللغة شملت العظيم في الخير، والعظيم في الشر، وفي القرآن الكريم وردت في الأجر العظيم، والعذاب العظيم، وهكذا.. وكلّ من حفر اسمه في التاريخ القديم أو الحديث والمعاصر فهو من العظماء إن كان في الخير فهو من عظماء الخير، وإن كان في الشر فهو من عظماء الشر.. والتفاوت في العظمة تختلف من شخص لآخر سواء في الجانب الإيجابي أو في الجانب السلبي، وهكذا.

ونصيحة الإمام الشيرازي بأهمية قراءة مذكرات عظماء التاريخ أو ما يكتب عنهم نصيحة وقعت في قلبي بكل حبّ، وليس هذا بغريب أن أقع في حبّ فكرةٍ ما مِنَ الأفكار، أو طريقة من الطرق المنهجية في تحصيل العلم والمعرفة والأدب، أو أسلوب من أساليب التعرف على الوجود، هذا الوجود العجيب بكل ما يحتويه من الجوانب الإنسانية، أو الجوانب الأخرى من عوالم الفضاء والطبيعة بشكل عام، وحب الأفكار حبٌّ مُشوّق على أيّ حال، لأنه يخلق فيك الدافع النفسي لزيادة التطفّل والفُضُول لاقتحام ميادين جديدة لم تكن قد اقتحمتها بعد، وسرعان ما تجد ما يسرك ويبهج خاطرك في هذه الميادين، حتى تقول في نفسك: أين أنا عن هذه الوجودات الجديدة؟. لماذا لم ألِج في عوالمها؟.. لماذا نأيتُ بنفسي عنها وهي قريبة مني؟.. لماذا اعتقدتُ أنّها غير مُجدية بالنسبة لي فإذا بي أراها ذات فائدة كبيرة لي ولمصلحتي؟..

هذه نصيحة جميلة جداً، ولا غبار عليها على الإطلاق وبالذات إذا جاءت هذه النصيحة من عالم كبير من علماء الإسلام العظماء في هذا التاريخ، وهو لم يقدّم هذه النصيحة من فراغ، بل من واقع تجربة ذاتية، فالإمام الشيرازي قرأ الكثير من تجارب الآخرين من علماءٍ وحكماءٍ ومفكرين وساسة وعسكريين وقادة وثوار وأدباء، وإلا لما كان الإمام الشيرازي قائداً عظيماً مارس القيادة الحكيمة أكثر من خمسين عاماً، يقود الأمّة قيادة حكيمة، كما قام بدور أبوّته الرائدة لتيّار إسلامي رائد في وجوده، كما كان شخصه الكريم رائداً في عطاءاته.. رائداً في تنويره وفكره ووعيه ورُشده.. وقد استفاد الإمام الشيرازي من قراءاته في مذكرات الآخرين من مختلف الحضارات ومختلف الحِقب الزمنية، لا من أجل الفضول الاعتباطي، وإنما من أجل الاستفادة الحقيقية من هذه التجارب الإنسانية، حيث استفاد من هذه القراءة أيّما استفادة، كيف لا ومحاضراته وكتبه وكتيّباته مليئة بقصص كثيرة من حياة هؤلاء العظماء من مختلف العصور، وقراءة سريعة لمجمل هذه القصص سنكتشف هؤلاء الشخوص بغض النظر عن مستوياتهم من حيث الإيمان من عدمه:

(أنبياء، رسل، أئمة، صحابة، صالحون، مراجع تقليد، علماء دين، حكماء، عُرفاء، أدباء، شعراء، ساسة، اقتصاديون، قادة، مؤرخون، عسكريون، مخترعون، ثوّار، أئمة مذاهب، خلفاء، وُلاة، تُجّار، حرفيون، طُغاة، غُزاة، فكاهيون، سَوَقَة).

إلى آخر هذه القائمة من الشخوص التي تملأ القصص والحكايات التي رواها في الكثير من محاضراته وكتبه وكتيباته، حتى إن البعض أعد كتباً في الجانب القصصي من تراث الإمام الشيرازي، ولو أن هذا الجانب يحتاج إلى رصد دقيق ومسح متكامل لكل نتاجه رضوان الله تعالى عليه، وليس مجرّد نقل هذه القصص وترتيبها في إصدارات، بل تحتاج إلى تحقيق متكامل من حيث تخريج مصادرها، وتحليل هذه القصص تحليلاً نقدياً هادفاً، مع ربط فوائد هذه القصص بمجمل موضوعات الكتب التي وردت فيها من كتب الإمام الشيرازي نفسه، وبشكل أدقّ ربطها بالمطالب ذاتها التي وردت فيها هذه القصص، حتى تكون دراستها دراسة علمية أكثر فائدة للمتلقي العادي، والمتلقي الباحث والمتخصص.

الإمام الشيرازي يقرأ التجارب، وينصح أن تُقرأ:

ومن التجارب التي قرأها الإمام الشيرازي تجارب بعض الشخصيات من التاريخ الحديث، مثل كتاب (كفاحي) لهتلر، كنموذج للشخصيات الطاغية على المبادئ والقيم الإنسانية، وكتاب مذكرات غاندي كمثال على الشخصيات الثائرة على الظلم والهادفة إلى نشر العدل والمساواة، و(مذكرات المس بيل)-الجاسوسة البريطانية- كمثال على الشخصيات الجاسوسية، وكذلك (مذكرات المستر همفر)، و(مذكرات دانيال داركوركي)، ومن المذكرات الأخرى التي تطرق إليها الإمام الشيرازي قصص العلماء كنماذج من العلماء الربانيين عبر التاريخ، وهكذا تتعدد أنواع الشخوص الذين يقرأ لهم، وعنهم، سواء عبر مذكرات مستقلة، أو من تضاعيف الكتب المتنوعة وغيرها من الكتب والمذكرات التي أشار إليها في بعض محاضراته وكتبه، لا سيما من التاريخ المعاصر وهي التجارب الأكثر –على أقل تقدير لأولئك الذين كتبوا مذكراتهم بأنفسهم– ناهيك عن كتب التاريخ التي تطرقت بعضها إلى بعض أو كل مراحل بعض الشخصيات التاريخية عبر عصور مختلفة.

وفي واقع الأمر إن قراءة التجارب فيها علم جمّ كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فعن "محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) - في وصيته لمحمد بن الحنفية - قال: من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ، ومن تورط في الأمور غير ناظر في العواقب فقد تعرض لمفظعات النوائب، والتدبير قبل العمل يؤمنك من الندم، والعاقل من وعظه التجارب، وفي التجارب علم مستأنف، وفي تقلب الأحوال علم جواهر الرجال".[1]

وبقراءة مذكرات العظماء عبر التاريخ قراءة جادة وعاقلة، باستقبال وجوه الآراء التي ترد في هذه المذكرات استقبال المُحكّم لها بكلّ رجاحة عقل لمعرفة مواقع الأخطاء فيها، والاستفادة من مواقع الصواب منها، وكذلك النظر إلى عواقب ما آمن به هؤلاء الرجال الذين ذكروا هذه المذكرات وهذه التجارب، والاستفادة من تطبيق المنهج القرآني على مختلف نوايا هؤلاء الذين كتبوا مذكراتهم وتجاربهم، مع مواقفهم التي اتخذوها في حياتهم ونتائج هذه المواقف، والتدبّر فيها، ومعرفة أحوال الزمان الذي عاش فيه هؤلاء والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومعرفة تقلّب الأحداث التي عاشوها.. كل ذلك سيؤدّي إلى الاستفادة العظيمة من قراءة هذه التجارب بهذا المنهج الإسلامي المُربّي للنفس والعقل، والمهذّب للذّهن وموهبة التفكير والتحليل التاريخي وفهم الشخصيات ومعرفة الرجال واختلاف معادنهم باختلاف ثقافاتهم وتجاربهم في الحياة، كل ذلك هو الذي أراده الإمام الشيرازي "قده" من أهمية قراءة المذكرات، أية مذكرات ومن أيّ عصر ومن أي حضارة من الحضارات.

المذكرات مصدر مهم للتاريخ:

أما من الناحية التاريخية، فإن قراءة المذكرات تعتبر أحد مصادر قراءة التاريخ، يقول أحمد إبراهيم البغيلي أحد الكتّاب في نادي الآثار والتاريخ ضمن مقالة كتبها بعنوان (المذكرات الشخصية كمصدر تاريخي):

"إن المذكرات كمصدر تاريخي يتخوف البعض من استخدامها كون بعض هذه المذكرات تكون مكتوبة بشكل وجهة نظر خاصة بعيداً عن الحيادية أحياناً لأنها تأخذ في بعض حالات الانتقامية ضد خصوم كاتب هذه المذكرات، وقد تكون محاولة للنيل من سمعة منافسيه, إلا ان الباحث بالرغم من هذه الشخصانية التي قد تطرأ على كتابة هذه المذكرات يستطيع من خلال قراءة المذكرات قراءة متأنية أن يأخذ المادة العلمية من هذه المذكرات بعيداُ عن الخلاف الشخصي لكاتب هذه المذكرات".[2]

ومن هنا تكمن أهمية القراءة العاقلة للمذكرات، وتطبيق المنهج القرآني في قراءة التاريخ ونوايا ومواقف وتجارب وأفكار الرجال في أحداث هذا التاريخ في أي مرحلة زمنية منه، وعلى مسرح أي مكان من جغرافيا هذه المعمورة.

المذكرات القريبة من الحدث التاريخي:

وفي موضع آخر من مقالته يقول أحمد البغيلي: " أهمية المذكرات الشخصية لقربها من الحدث"،[3] وهذا يعني تلقي الفائدة من التجربة الحيوية الملاصقة للأحداث التاريخية مباشرة، ويمكن لقارئ هذه المذكرات مقارنتها بمذكرات أخرى لمجايلين لصاحب هذه المذكرات، أو مقارنتها برواية هذه الأحداث سواء كانت الروايات الرسمية عبر نشرات الأخبار والصحف والمجلات والإذاعات ومحطات التلفزة والفضائيات، أو عبر مقارنتها بمن حلل هذه الأحداث في كتب صدرت في نفس الحقبة الزمنية لهذه الأحداث، وقارئ المذكرات الحاذق يستخدم كل السبل للكشف عن الحقيقة، وقد ذكر الإمام الشيرازي في إحدى محاضراته أن الذي تطرق إلى التاريخ إما أن يكون كاتباً له كما هو أو مُحللاً لأحداثه، والثاني أفضل لأن ناقل التاريخ إنما يقوم بدور المرآة التي تنقل الصورة كما هي وغالباً كما يقول علماء البصريات لا تنقل المرآة كامل الصورة بنفس الأبعاد الطبيعية، وهذا ما يسجّله صنّاع السيارات على المرايات الجانبية لكل سيارة يتم إنتاجها في أي مصنع من مصانع السيارات، وهي حقيقة علمية بدهية، أما الذي يتناول التاريخ بالبحث عن حقائق الأحداث وخباياها وأسباب هذه الأحداث ولماذا حدثت وما خلفياتها وملابساتها ونتائجها على الفرد والأسرة والمجتمع والأمة.

هذه القراءة هي القراءة التحليلية التي تطرق إليها الإمام الشيرازي كقراءة ثانية للتاريخ، وهي التي يمكن الاستفادة منها أكثر من القراءة الأولى، ومن مفردات هذه القراءة هي قراءة مذكرات الكُتّاب الذين عايشوا هذه الأحداث التاريخية وكتبوا عنها ضمن مذكراتهم، وفي بعض كتب الإمام الشيرازي أنه قرأ الكثير مما كتبه الكاتب الشهير محمد حسنين هيكل، وهيكل معروف بأنه كان إعلامياً متواجداً في قلب الأحداث، لذلك يكتب عنها في الصحافة بشكل يومي، ومن هذه المقالات والدراسات نشر الكثير من كتبه عبر مراحل حياته العملية، فكتب عن أحداث فلسطين، وثورة 23 يوليو 1952م، ومرحلة ما بعد الثورة في مصر، والحرب الأهلية في لبنان، والصراع العربي الإسرائيلي، ومرحلة ما يُسمى بالسلام مع إسرائيل، والثورة في إيران، والحرب العراقية الإيرانية، وحرب الخليج، والأحداث التي حدثت بعد حرب الخليج، حيث كان الإمام الشيرازي متابعاً للأحداث من حوله عن طريق أشهر الكتّاب في تلك المراحل الزمنية التي عاشها، ولم تكن قراءات الإمام الشيرازي قراءات جامدة بحيث يسلّم بكل ما يقرأ، وإنما كان واعياً لأنه يتّبع قول الله تعالى (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب).[4]

صُنّاع الأحداث وكتابة مذكراتهم

يضيف أحمد البغيلي في مقاله عن أهمية قراءة المذكرات: "قد يكون كاتب المذكرات تلقى المعلومة من أشخاص قد شاركوا في صناعة هذه الاحداث.. والباحث الذي يحاول ان يكتب عن حقبة معينة في جانب سياسي معين دون أن يبحث عن مذكرات شخصية كتبت من قبل أشخاص قد شاركوا في هذه الاحداث اعتبرها من وجهة نظري الشخصية خسارة للباحث نفسه.. والطامة الكبرى اذا كانت المذكرات منشورة ولم يستخدمها في بحثه مما يجعله يخسر مصدرا مهما قد يضيف للبحث اهمية وربما توصله هذه المذكرات الى وجهة نظر مغايرة لما كتبه دون الرجوع إليها".[5]

ومن هنا يدرك الإمام الشيرازي أهمية قراءة المذكرات، أياً كانت هذه المذكرات، ومن أي حضارة من الحضارات، وفي أي زمن من الأزمان، وعلى أي رقعة جغرافية كانت، لأنه وهو يُكثر من قراءة المذكرات، كما ثبت لديّ من خلال تتبعي لما قرأ، ومن خلال رصدي مُجمل قراءاته كما هو مثبت في (معجم ما قرأ الإمام الشيرازي)، وهذه التجربة الكبيرة والطويلة التي قام بها شكّلت لديه وعياً حضارياً وواقعياً في الوقت ذاته.

وهو بحث ينطبق عليه قول الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): "العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس".[6]

وقول أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): " حسب المرء... من عرفانه، علمه بزمانه".[7]

الإمام الشيرازي عارف بزمانه:

والإمام الشيرازي يكشف وعيه السياسي بأنه عارف بزمانه معرفة لا حدود لها، بل هو مُحلل ممتاز في قراءة الواقع، حتى إنه يتنبأ بالكثير من النتائج، وبالفعل يتحقق ما يتنبأ به، وهذا نتيجة طبيعية لقراءاته المتعددة في السنن الطبيعية، والسنن التاريخية، بحيث تكون النتيجة واحدة إذا تحققت مقدمات وحيثيات معينة على الواقع يحدث كذا وكذا، وهي نتيجة طبيعية، فالملك لا يستمر مع الظلم، لأن العدل أساس الملك، وهي حقيقة أثبتتها الأحداث التاريخية حتى أصبحت حقيقة واضحة للعيان، إلا أن المكابرة هي التي تُسكر رؤوس أصحابها من الطغاة والظلمة عبر التاريخ، وكذلك الثورات التي تقوم ثم تقع في بعض المزالق من الأخطاء في التعامل مع أخلص رجالها، حتى ظهرت العبارة المشهورة "الثورة تأكل أبنائها"، وقد تطرق إلى هذه المقولة الإمام الشيرازي في أحداث سياسية حدثت له شخصياً مع الثورة الإيرانية، عندما نصح قائدها الأعلى بالحكم الإسلامي كما حكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليه أن يتجنب سفك الدماء، وإلا فما الفرق بينه وبين الشاه السابق الذي قام حكمه بسفك الدماء ظلماً وعدوانا، وبالفعل لقد أكلت الثورة الكثير من رجالها الذي ساهموا فعلياً بصناعتها.

والإمام الشيرازي لو لم يكن عارفاً بزمانه، لما استشرف المستقبل أيضاً، لأنه قرأ الماضي ووعاه، وأحاط بالمستقبل من خلال المتابعة والمواكبة اليومية وبشكل مستمر، وبالتالي تنبأ بالكثير من النتائج التي تحققت في المستقبل سواء في حياته أو بعد انتقاله للرفيق الأعلى، والكلام في هذا يطول، وقد تطرق بعض الكُتّاب – مشكورين – إلى هذا الجانب الحيوي من شخصيته رضوان الله تعالى عليه.

.......................................
الهوامش:
[1] وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ١٥ - الصفحة ٢٨١
[2] (بتصرف) من المذكرات الشخصية كمصدر تاريخي، أحمد إبراهيم البغيلي، نادي الآثار والتاريخ، 22 مارس 2017م، موقع http://historyclubkw.blogspot.com
[3] (بتصرف) من المذكرات الشخصية كمصدر تاريخي، أحمد إبراهيم البغيلي، نادي الآثار والتاريخ، 22 مارس 2017م، موقع http://historyclubkw.blogspot.com
[4] القرآن الكريم، سورة الزمر، 18.
[5] (بتصرف) من المذكرات الشخصية كمصدر تاريخي، أحمد إبراهيم البغيلي، نادي الآثار والتاريخ، 22 مارس 2017م، موقع http://historyclubkw.blogspot.com
[6] بحار الانوار، ج75، كتاب الروضة، ص269.
[7] المصدر، ص80، الراوية 66.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي