المعادن في الغذاء، الصوديوم

د. مازن سلمان حمود

2016-05-05 09:39

الشخص السليم والذي يزن 65 كغم يحتوي جسمه على 4000 مليمول من الصوديوم والذي يساوي 256 غم على شكل صوديوم كلورايد.

والقسم الأكبر من الصوديوم وهو أكثر من النصف يكون خارج الخلايا (عكس البوتاسيوم) وحوالي 500 مليمول في داخل الخلايا.

ويشكل الصوديوم أحد المعادن الموجودة في العظام أيضاً.

والجسم يحافظ على توازن الصوديوم فيه عن طريق طرد الصوديوم بواسطة الخروج والإدرار. فكمية الصوديوم المتناولة عن طريق الغذاء تكون بحدود 135 مليمول/اليوم. والمفرز عن طريق الإدرار 130 مليمول، وعن طريق الخروج 5 مليمول (وتكون الكمية المفرزة عن طريق الجلد قليلة جداً).

فكمية الصوديوم المتناولة تساوي كمية الصوديوم المفرزة من الإدرار والخروج.

كمية الصوديوم المتناولة:

أغلب الأشخاص يتناولون 5-18 غم كصوديوم كلورايد في اليوم، وهو يساوي 70-300 مليمول صوديوم.

الغذاء المتناول لا يوفر سوى 200 مليمول/اليوم والبقية تؤخذ على شكل ملح المائدة المضاف.

الغذاء الحيواني غالباً ما يحتوي على نسبة عالية من الصوديوم، وأغلب المواد الغذائية تحتوي على كميات متوسطة من الصوديوم، ولكن إضافة ملح الطعام الى الطبخ أو الى المواد لحفظها أو لطبخها يؤدي الى زيادة نسبة الصوديوم المتناولة، أما الأغذية الغنية بالصوديوم فهي توضح في الجدول التالي:

من الناحية الطبية تحتاج في بعض الأحيان الى تقليل نسبة الأملاح المتناولة للحفاظ على صحة المريض وخصوصاً مرضى القلب وهبوط القلب (خذلان القلب) ومرضى ارتفاع ضغط الدم لأن زيادة تناول الملح يؤدي الى مضاعفة المرض، ففي هبوط القلب يؤدي زيادة تناول الملح الى زيادة امتصاص الماء من الخلايا وحدوث ما يسمى بالودمة (Oedema).

وفي حالة ضغط الدم يؤدي تناوله الى زيادة درجات الضغط بدرجة كبيرة وخطيرة، فلذلك ننصح المرضى بتقليل نسبة تناول الملح في طعامهم اليومي.

ولتحقيق هذا يجب الامتناع عن تناول الملح الإضافي للمائدة وكذلك اختيار المواد الغذائية التي تحتوي على كمية قليلة من الصوديوم.

نصائح للمرضى الذين يتبعون نظام تقليل الملح وهي:

1- لا تضف ملحاً الى الغذاء.

2- الملح المستعمل للطبخ يجب أن يكون بكمية قليلة.

3- الابتعاد عن تناول المواد الغنية بالصوديوم مثل اللحوم المعلبة والسمك المعلب والجبن والبسكويت المملح.

4- كمية الخبز (أو الصمون) المتناولة يومياً يجب ألا تزيد على 150 غم والزبد 30غم.

5- لا تتناول كمية إضافية كبيرة من اللحوم وبعض الخضراوات ذات الجذور.

6- تناول بيضة واحدة مرتين في الأسبوع و250 مليليتر من الحليب يومياً.

7- يسمح بتناول جميع أنواع الفواكه الطازجة.

8- السكر والمربى والرز مسموح بتناوله بحرية لعدم توفر الصوديوم فيه.

إفراز الصوديوم في الإدرار:

أغلب الصوديوم الخارج من الجسم يتم عن طريق الإدرار، وهو يتراوح بين 100-200 مليمول/اليوم، وهو يعطي مؤشراً حقيقياً لكمية الصوديوم المتناولة عن طريق الغذاء.

في داخل الكلى يتم امتصاص الصوديوم وإرجاعه الى الدم وهذه العملية تتم بواسطة هرمون الدسترون Aldosterone.

ففي حالة انخفاض نسبة الصوديوم في الجسم عن طريق تعرض الشخص للتعرق الكثير تتم عملية امتصاص كاملة في داخل الكلى لتعويض النقص في الجسم، وفي هذه الحالة لا نجد الصوديوم في الإدرار عند القيام بتحليل الإدرار.

الكلى لها قابلية إفراز أي كمية من الصوديوم المتناولة عن طريق الغذاء في حالة وجود الماء الكافي.

والصوديوم يتجمع في حالة مرض القلب (هبوط القلب) أو في أمراض الكلى أو عند أخذ الشخص لكميات من الكورتزون وبعض الهرمونات الأخرى مما يؤدي الى زيادة الصوديوم في الأنسجة.

إفراز الصوديوم في الخروج:

في حالة الجسم السليم تكون كمية الصوديوم المفرزة عن طريق الخروج قليلة جداً (5 مليمول/اليوم).

وفي حالة الإصابة بالإسهال يتم طرد كميات كبيرة من الصوديوم في الخروج، مما يؤدي الى انخفاض في معدل الصوديوم في الجسم الى حدود 90 مليمول/اليوم.

فمن المفضل في حالة وجود إسهال عند الأطفال وخصوصاً في فصل الصيف تعويض السوائل المفقودة مع إعطاء كميات قليلة من الصوديوم لتعويض المفقود.

نقص الصوديوم

يكون نقص الصوديوم عادة مرافقاً لفقدان السوائل في الجسم (التيبس) Dehydration كما في حالة الإصابة بضربة الشمس صيفاً، وهنا يكون نقص في كمية السوائل خارج الخلية مع انخفاض في حجم الدم مما يؤدي الى تقلص الأوردة وانخفاض في ضغط الدم وتسرع في النبض، ويشعر المريض باختلال في التوازن العقلي مع فقدان الشهية والتقيؤ.

وقد تحدث حالة نقص الصوديوم مع عدم وجود نقص في الماء، وهي حالة التسمم المائي، وهذه تتم بتعرض الشخص الى تعرق شديد مما يؤدي الى فقدان السوائل والصوديوم بكميات كبيرة.

وعند إعطاء ماء لتعويض النقص من دون إضافة ملح لتعويض الصوديوم تظهر أعراض مرضية مثل التقيؤ والضعف وعدم التوازن العقلي، وأخيراً الإغماء لتكون الودمة في الدماغ.

* ماجستير تغذية علاجية -جامعة لندن

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

ذات صلة

التنمية المتوازنة في نصوص الإمام علي (ع)أهمية التعداد السكاني وأهدافهالموازنة في العراق.. الدور والحجم والاثرفرصة الصعود في قطار الثقافةموقع العراق في سياسة إدارة ترامب الجديدة